لجريدة عمان:
2024-06-02@06:06:12 GMT

الاحتجاجات الطلابية ومسار القطب الأمريكي

تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT

لا تمثل الاحتجاجات الطلابية التي شهدها عدد من الجامعات الأمريكية العريقة ظاهرة جديدة، بل إن تلك الاحتجاجات حدثت خلال حروب وصراعات الولايات المتحدة الأمريكية خارجيا.

ولعل حرب فيتنام تمثل قمة تلك الاحتجاجات خلال عقد الستينيات، ومنتصف السبعينيات، حيث كان لتلك الاحتجاجات الصاخبة تأثير كبير على صانع القرار الأمريكي، وكانت من العوامل الموضوعية التي أدت إلى إنهاء الحرب القاسية في فيتنام وانهزام الولايات المتحدة الأمريكية سياسيًا وأخلاقيًا واستراتيجيًا والفشل الذريع في تحقيق النصر العسكري الحاسم، وهي نفس الحالة الصهيونية الحالية في قطاع غزة، رغم أن فوارق الحرب كبيرة من حيث الجغرافيا وأطراف الحرب والتحالفات المختلفة.

اندلاع الاحتجاجات في جامعات عريقة مثل جامعة هارفارد وكولومبيا وجنوب كاليفورنيا وتاكساس ونيويورك وغيرها عشرات الجامعات تمثل عودة قوية لطلبة الجامعات من الأمريكيين وغيرهم من طلبة الدول العربية والإسلامية والغربية وأمريكا اللاتينية، علاوة على احتجاجات عشرات من أساتذة الجامعات في مشهد يعطي مؤشرات بأن القوة الأولى عالميا بدأت في الانحسار، وهو الأمر الذي شهدته كل الإمبراطوريات الحديثة كبريطانيا وفرنسا وحتى الاتحاد السوفييتي السابق.

ومن هنا فإن أصوات الطلبة التي تنادي بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني هي مؤشر كبير على متغيرات اجتماعية وسلوكية داخل المجتمع الأمريكي علاوة على صعود دور الأجيال الجديدة التي سوف تغير المشهد السياسي الأمريكي خلال السنوات القليلة القادمة.

كما أن تلك الاحتجاجات تعطي مؤشرا على مدى فداحة التضليل الإعلامي الذي مارسته الدولة الأمريكية ووسائل الإعلام الداعمة للكيان الصهيوني على مدى عقود.

ولعبت التقنية والهاتف الذكي دورًا محوريًا للمرة الأولى خلال الحرب على قطاع غزة لتعرية العدوان الإسرائيلي الهمجي ضد الأطفال والنساء وتدمير البنية الأساسية من مستشفيات ومنازل، بل أحياء سكنية كاملة، علاوة على قيام الكيان الصهيوني باستهداف عشرات الصحفيين الفلسطينيين.

وعلى ضوء ذلك تشهد الولايات المتحدة الأمريكية متغيرات حيوية على صعيد مشهد الداخل كما أن الدولة الأمريكية التي تتشدق بالحريات وحقوق الإنسان وحرية التعبير قامت بسلوكيات قمعية ضد تلك الاحتجاجات الطلابية حيث تم احتجاز أكثر من ٩٠٠ طالب وأيضا عدد من الأكاديميين.

وانكشف زيف قضايا حقوق الإنسان وحماية الحريات من خلال تدخل الشرطة الأمريكية العنيف ضد الطلبة وأيضا ضد أساتذة الجامعات.

ومن هنا سقط قناع المثاليات المزيف الذي تسلطه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية على حكومات وشعوب الدول العربية والإسلامية وفي آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

ومن خلال هذا المقال فإنني أدعو الدول العربية إلى عدم الاكتراث بالتقارير التي تصدرها وزارة الخارجية الأمريكية حول حرية التعبير وحقوق الإنسان والاتجار بالبشر لأن كل تلك المثاليات الغربية سقطت أخلاقيا، وتلك المواقف الغربية وتحديدا موقف واشنطن المنحاز للعدوان الصهيوني، بل وتزويد الكيان الإسرائيلي بالمساعدات العسكرية والاقتصادية وفي مجال المعلومات الاستخباراتية وأيضا على صعيد استخدام حق النقض الفيتو لعدة مرات في مجلس الأمن ضد قرارات الشرعية الدولية، التي تهدف إلى وقف الحرب والعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

ومن هنا فإن دعوة الإدارة الأمريكية إلى خفض التصعيد وحل الدولتين هي دعوة لا تحمل أي مصداقية مع ذلك الانحياز السافر كما أن سلوك الحكومة الأمريكية وحتى ضد طلبة الولايات المتحدة الأمريكية يعطي مؤشرا على التضحية بسمعة واشنطن لإرضاء نتنياهو وحكومته المتطرفة.

ولذا فإن القوة الناعمة الأمريكية التي تسلطها الدولة الأمريكية على الدول النامية ومنها الدول العربية أصبحت لا قيمة لها وأن على كل الدول العربية أن تنتهج سياسات وقوانين تتماشى مع مصالح شعوبها ومصالحها الوطنية.

لقد شكّل سلوك السلطات الأمريكية تجاه الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية صدمة كبيرة لعشرات الملايين حول العالم، وهم يشاهدون عبر شاشات التلفزة وشبكات التواصل الاجتماعي سلوك الشرطة المشين تجاه أساتذة الجامعات وخاصة النساء علاوة على فض تلك الاحتجاجات بالقوة، رغم أن الدستور الأمريكي ينص في عدد من مواده على حرية التظاهر والتعبير عن الرأي، لكن الذي حدث هو أن تلك الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية جاءت مناصرة للشعب الفلسطيني وضد الإبادة الصهيونية في قطاع غزة.

وهنا يمكن الحديث بشكل خاص عن قوة اللوبي الصهيوني ممثلًا في منظمة الايباك في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة أن الانتخابات الأمريكية أصبحت على بعد أشهر قليلة وبالتحديد في نوفمبر القادم، وبالتالي فإن الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي يركزان على كسب النفوذ اليهودي وقضية الدعم والتبرعات المالية.

إن الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلال متابعة دقيقة لمواقفها السياسية على مدى عقود لا يمكن أن تحسم موضوع الصراع العربي-الإسرائيلي ولا قضية حل الدولتين بل ستظل هي العقبة الأساسية للحل السياسي كما أن دعمها للكيان الصهيوني هو جزء أساسي من نظرتها الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وعلى ضوء ذلك فإن الدول العربية مطالبة بموقف موحد تجاه مصالحهم الوطنية وأيضًا التمسك بقضيتهم المركزية وهي القضية الفلسطينية والتي تعد حجر الزاوية في الصراع العربي-الإسرائيلي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمریکیة الاحتجاجات الطلابیة الدول العربیة الأمریکیة ا علاوة على قطاع غزة کما أن

إقرأ أيضاً:

الجيش الأمريكي يدافع عن الاستراتيجية الأفريقية وسط الانقلابات والتحول الروسي

دافع قائد الجيش الأمريكي في إفريقيا، بقوة عن استراتيجيته لمكافحة الإرهاب في القارة وتعهد بمتابعتها على الرغم من موجة من الانتقادات وانجراف الدول الأفريقية نحو طلب المساعدة للأمن من روسيا.

مكافحة الارهاب في افريقيا

في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس خلال أسد إفريقيا ، وهي مناورة محاكاة الحرب في المغرب ، ألقى الجنرال مايكل لانغلي باللوم على موجة من المعلومات المضللة الروسية في المشاعر المعادية لأمريكا في المناطق غير المستقرة. 

وقال إن الجيش يجب أن يؤكد من جديد كيف يمكن لاستراتيجيته طويلة الأمد أن تعزز الاستقرار في جميع أنحاء منطقة الساحل ، وهي منطقة شبه قاحلة جنوب الصحراء الكبرى.

ويواجه العسكريون الأمريكيون المتمركزون في أفريقيا والبالغ عددهم 6000 فرد انتكاسات جديدة في الوقت الذي ترحب فيه حكومتا تشاد والنيجر وهما حليفان إقليميان رئيسيان  بالقوات الروسية والقوات شبه العسكرية وتضغط عليها لإخلاء المواقع التي تم تحديدها سابقا على أنها حاسمة لمراقبة التحديات الأمنية.

أضاف لانغلي، “على مدى العامين الماضيين ، كان هناك شعور سلبي تجاه أحد أهم حلفائنا ، فرنسا ، كما يتضح من وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بشكل عام، لقد تم تأجيج الكثير من هذه المشاعر السلبية من خلال المعلومات المضللة من الاتحاد الروسي، نحن بحاجة إلى جعل وجهات نظرنا معروفة”.

الشراكات مع روسيا

في العام الماضي، ارتبطت أكثر من 11,000 حالة وفاة في منطقة الساحل بعنف الإسلاميين، استمرارا لمسار شهد زيادة تدريجية منذ عام 2021، وفقا لتحليل أجراه مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية للتقارير التي جمعها مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاع المسلح.

منذ عام 2020، أطاح ضباط الجيش الذين خاب أملهم في سجل حكومتهم في مكافحة العنف بالحكومات المنتخبة ديمقراطيا في جميع أنحاء المنطقة.

 في هذه العملية ، بدأت دول مثل مالي وبوركينا فاسو والنيجر في النأي بنفسها عن القوى الغربية وتعزيز شراكاتها مع روسيا.

في نوفمبر الماضي، في شمال مالي، استعاد جنود برفقة مرتزقة من شركة فاغنر العسكرية الروسية الأراضي التي سيطر عليها المتمردون لمدة عشر سنوات. 

وأطاح المجلس العسكري الذي يحكم بوركينا فاسو بالقوات الفرنسية العام الماضي ولجأ إلى روسيا وفاجنر للحصول على دعم أمني. 

وبالمثل، في النيجر، وصل المدربون العسكريون الروس بعد أسابيع من أمر المجلس العسكري الذي تولى السلطة العام الماضي بانسحاب القوات الأمريكية من البلاد.

وبدلا من الانخراط في استراتيجية البحث عن الذات أو إعادة التفكير، قال السيد لانغلي إن الولايات المتحدة تعتزم “مضاعفة جهودها وإعادة الانخراط مع هذه البلدان”.

 في إشارة إلى عملها غير القتالي لمكافحة تغير المناخ وفشل المحاصيل، وإدارة الصراعات القبلية ونزوح السكان.

استقرار

أضاف لانغلي، أن الولايات المتحدة ستلتزم بنهجها الحكومي بأكمله، الذي يؤكد على الحكم الرشيد وبناء المؤسسات بما يتجاوز القوة العسكرية. 

وأصر على أن الجيش يدعم الدول الأفريقية بأي طريقة يراها مناسبة بدلا من فرض أفكاره، لكنه جادل بأن المجالس العسكرية لن تحارب الإرهاب أو تضمن الاستقرار على المدى الطويل، لا أريد تسمية أي من هذه البلدان ، لكنها أنظمة عسكرية" .

وقد ميزت هذه الحدود الهشة الولايات المتحدة عن القوى العظمى الأخرى التي تشارك بشكل متزايد في أفريقيا.

 تفرض روسيا شروطا قليلة على البلدان التي تقدم لها المساعدة الأمنية، سواء كانت تدار من قبل المجالس العسكرية أو من قبل القادة المنتخبين ديمقراطيا.

 وبالمثل، تصر الصين على عدم التدخل في الاستثمارات أو القروض التي تهدف إلى تمويل المناجم والموانئ والطرق السريعة والسكك الحديدية.

ومن بين الأفراد الأمريكيين المتمركزين في أفريقيا، من المقرر أن يغادر حوالي 1000 شخص تم تعيينهم في النيجر و100 في تشاد. 

وقد لعب كلا البلدين دورا حاسما في جهود الجيش لمكافحة المنظمات المتطرفة العنيفة في المنطقة، وخاصة النيجر، التي تعد موطنا لأكبر قاعدة للطائرات بدون طيار في القارة.

وقال لانغلي إن القوات الأمريكية تنسحب من النيجر بطريقة آمنة ومنظمة وتعتزم تحديد الشراكات الأمنية المستقبلية في وقت لاحق.

 وأضاف أنه سيتم مراجعة وضع القوات الأمريكية في تشاد بمجرد انتهاء البلاد من تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التي أجريت في وقت سابق من هذا الشهر.

ولم يقل لانغلي ما إذا كانت الولايات المتحدة تفكر في نقل قواعد إلى أماكن أخرى في أفريقيا، لكنه قال إن استراتيجيتها ستعتمد إلى حد كبير على المؤشرات التي تقدمها دول غرب أفريقيا حول التهديدات لأمنها، وفي البلدان الواقعة على طول ساحل المحيط الأطلسي.

 قال لانغلي إن المسؤولين يشعرون بقلق متزايد بشأن التطرف العنيف ويريدون التأكد من قدرتهم على مراقبة التطورات في المناطق. حدود خطرة، ما تريده الولايات المتحدة هو ما تطلبه الدول". “نحن لا نصف أي شيء”.

مقالات مشابهة

  • المملكة تدعم جهود الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار
  • وزير الخارجية يبحث هاتفيًا مع نظيره الأمريكي وقف إطلاق النار في غزة
  • وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفيًا من نظيره الأمريكي
  • أكثر من 6100 كارثة طبيعية ضربت أمريكا في مايو.. وتحذير من القادم (فيديو)
  • الغرب المحصور في الزاوية خطير
  • خامنئي يعلق على حراك الجامعات الأمريكية.. ماذا قال؟
  • الجيش الأمريكي يدافع عن الاستراتيجية الأفريقية وسط الانقلابات والتحول الروسي
  • كيف ستؤثر السعودية في الانتخابات الأمريكية المقبلة؟
  • كيف تؤثر السعودية في الانتخابات الأمريكية؟
  • خامنئي للطلبة الجامعيين في الولايات المتحدة: أنتم تشكّلون جزءاً من جبهة المقاومة