حذرت عشرات المنظمات الإنسانية الدولية والأمم المتحدة من عواقب اجتياح إسرائيلي محتمل لمدينة رفح بجنوب قطاع غزة، في حين أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبدء الاستعدادات الفعلية للعملية العسكرية.

ففي رسالة إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، حذر ائتلاف يضم نحو 50 منظمة إنسانية من تداعيات أي غزو إسرائيلي محتمل لرفح، وفنّد الادعاءات الإسرائيلية بوجود خطة إنسانية ذات مصداقية قابلة للتنفيذ في المدينة التي تؤوي نحو 1.

5 مليون نازح.

كما حذرت من أن يؤدي الهجوم الإسرائيلي على رفح إلى تصاعد العنف في جميع أنحاء المنطقة، وإخراج المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار عن مسارها، إضافة إلى احتمال انهيار مركز توزيع المساعدات الرئيسي في غزة.

وحثت المنظمات الإنسانية، ومن بينها "أوكسفام أميركا"، و"مركز الديمقراطية في الشرق الأوسط"، ومنظمة "فوز بلا حرب"، بايدن على ممارسة المزيد من الضغوط على إسرائيل ومنع اجتياح رفح، قائلة إن المخاطر الإقليمية لم تكن بهذا القدر منذ بدء الحرب.

وحذرت دول ومنظمات من أن عملية عسكرية محتملة في رفح ستخلف أعدادا كبيرة من الضحايا، في حين قالت إسرائيل مرارا إن العملية ضرورية لتقويض ما تبقى من كتائب حركة حماس وتحقيق ما تسميه النصر الكامل في قطاع غزة.

قصف مستمر وترقب لعملية برية محتملة في رفح.. ما آخر التطورات الميدانية في غزة؟ pic.twitter.com/yoAHj6GVKY

— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) May 1, 2024

تداعيات الاجتياح

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذر أمس من تداعيات الهجوم المحتمل على رفح، ودعا كلا من حكومة إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق.

وبالتزامن، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إن العالم ظل يناشد السلطات الإسرائيلية منذ أسابيع لتجنب هجوم على رفح، إلا أن عملية برية هناك تلوح في الأفق القريب.

وأضاف غريفيث أن اجتياح رفح من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الصدمة والموت، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه أن يوجه ضربة كارثية للوكالات التي تكافح من أجل تقديم المساعدات الإنسانية.

ورحب المسؤول الأممي بالجهود الرامية إلى جلب المساعدات عن طريق البحر داعيا إلى تسهيل جميع عمليات توصيل المساعدات وحمايتها، لكنه قال إنه لا يمكن استخدام هذه التحسينات في جلب مزيد من المساعدات إلى غزة للتحضير لهجوم عسكري شامل على رفح أو تبريره، وفق تعبيره.

اجتماع لمجلس الحرب الإسرائيلي برئاسة نتنياهو (الفرنسية) نتنياهو يتوعد

في الجانب الآخر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس إنه تم البدء فعليا بإجلاء الفلسطينيين عن منطقة رفح بجنوب قطاع غزة استعدادا لعملية قريبة هناك، وإن العملية تحظى بموافقة أعضاء مجلس الحرب.

وأضاف نتنياهو خلال اجتماع مع عدد من عائلات جنود قتلوا في معارك غزة أن إسرائيل لن تقبل تسوية بخصوص رفح، وأن القوات الإسرائيلية ستدخلها، سواء تم التوصل إلى وقف إطلاق نار وصفقة تبادل للأسرى أو بدونه، مشددا على أن إسرائيل لن تقبل الانسحاب المطلق من قطاع غزة.

بدوره، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن نتنياهو وعده خلال اجتماع بينهما بدخول الجيش إلى رفح وعدم إنهاء الحرب على غزة.

وفي السياق، دعا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إلى تدمير رفح ودير البلح والنصيرات "بالكامل"، واعتبر أنه "من السخرية التفاوض مع شخص لم يكن من المفترض أن يكون موجودا"، في إشارة على ما يبدو إلى زعيم حركة حماس يحيى السنوار.

في المقابل، قال الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي غادي آيزنكوت إن ثمة وزراء في الحكومة يمارسون ابتزازا من خلال تهديدات سياسية، ووصف ذلك بأنه خطير، ويمس بأمن إسرائيل، مضيفا أنه سيكون شريكا في حكومة تتخذ قرارات بناء على مصالح إسرائيل القومية، وليس على مصالح سياسية، وفق تعبيره.

وفي واشنطن، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن بلاده لا تود رؤية اجتياح كبير لرفح يعرض حياة أكثر من مليون شخص للخطر.

وبالتزامن، قالت الخارجية الأميركية إنها لم تر بعد خطة مقنعة لعملية إسرائيلية في رفح تأخذ في الاعتبار عدم المساس بالمدنيين، في حين عبر وزير الدفاع لويد أوستن عن قلقه من عدم وجود خطط لحماية المدنيين في رفح، مشككا في أن الإسرائيليين سيكونون قادرين على نقل كل المدنيين الموجودين هناك.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي أن تهديد نتنياهو مرارا باجتياح رفح هدفه الضغط في هذه المرحلة. وفي مقابل التهديدات الإسرائيلية، توعدت فصائل المقاومة الفلسطينية قوات الاحتلال بأنها ستدفع الثمن إذا أقدمت على اجتياح رفح.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات اجتیاح رفح قطاع غزة على رفح فی رفح

إقرأ أيضاً:

الأمين العام لـ الأمم المتحدة: الفلسطينيون يمرون بكارثة إنسانية كبرى

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، أن الفلسطينيين يمرون بكارثة إنسانية كبرى نتيجة الحرب، مشددًا على أن ما يدخل غزة من مساعدات قطرات في بحر.

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة، خلال فعاليات جلسات اليوم الثاني من مؤتمر حل الدولتين في نيويورك، اليوم الثلاثاء، ونقلتها قناة «القاهرة الإخبارية»، بضرورة «دخول الغذاء والماء والدواء والوقود إلى غزة دون عراقيل»، وأن «تدفق المساعدات الإنسانية على غزة ينبغي أن يكون كالسيل».

من جانبه، دعا وزير خارجية جنوب أفريقيا، رونالد لامولا، إلى اعتراف جميع الدول بالدولة الفلسطينية.

كما طالب وزير الخارجية بوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ووقف إسرائيل لحربها في القطاع وإدخال المساعدات الإنسانية، مؤكدًا أن بلاده تدعم قيام دولة فلسطينية بجانب إسرائيل.

في السياق ذاته، قال وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا إن الحصار الجائر على غزة يهدد المدنيين الأبرياء، مؤكدًا أنه لن يتحقق السلام دون انتهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية.

ودعا وزير الخارجية، إلى أن يغيث العالم أهل غزة من العدوان الإسرائيلي.

اقرأ أيضاًالخارجية الفلسطينية: إسرائيل تقوم بـ حملة إبادة جماعية ممنهجة في غزة

ملك الأردن يطالب بوقف اطلاق النار وإيصال المساعدات إلى غزة

ملك الأردن يؤكد لرئيس وزراء بريطانيا ضرورة إنهاء الكارثة في غزة

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يُعد لسيناريوهات "اجتياح شامل"… خطط جديدة للسيطرة الكاملة على غزة بدعم أمريكي
  • أطباء بلا حدود تحذر من اجتياح العنف الجنسي شرق الكونغو الديمقراطية
  • وكالات أممية تحذر من أن غزة تواجه خطر المجاعة الشديد
  • جوتيريش يحذر من كارثة إنسانية مروّعة في غزة
  • الأمين العام لـ الأمم المتحدة: الفلسطينيون يمرون بكارثة إنسانية كبرى
  • رئيس الوزراء الفلسطيني: ضرورة اتخاذ قرارات وإجراءات دولية لوقف العدوان الإسرائيلي
  • 18 سفارة و9 منظمات دولية و58 منظمة جمعية محلية طالبوا بمتابعة انتخابات الشيوخ
  • نتنياهو يجتمع بالكابينيت لبحث الحرب على غزة والمساعدات والصفقة
  • التجويع يواصل الفتك بسكان غزة ومنظمات دولية تحذر من مسرحية المساعدات
  • منظمات دولية تحذر من مخاطر التجويع بغزة وتطالب بتسريع إدخال المساعدات