خلاف الكباشي والعطا ينعكس على التعاون مع قبائل البجا في السودان
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
حكم نظام "الإنقاذ" السودان لمدة تزيد عن 30 عامًا، عندما وصل الرئيس السابق عمر البشير، الى السلطة في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، واستمر حتى ثورة ديسمبر في عام 2019، وبعد عزل البشير ورموز نظامه من الحكم توهم الجميع أن السودان تخلص للأبد من نظام حكم "الإسلاميين" الى الأبد
بقلم: محمد صادق .. الباحث في الشؤون الأفريقية
حكم نظام "الإنقاذ" السودان لمدة تزيد عن 30 عامًا، عندما وصل الرئيس السابق عمر البشير، الى السلطة في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، واستمر حتى ثورة ديسمبر في عام 2019، وبعد عزل البشير ورموز نظامه من الحكم توهم الجميع أن السودان تخلص للأبد من نظام حكم "الإسلاميين" الى الأبد، ولكن ما يحدث الأن على الساحة السياسية والعسكرية في البلاد يشير الى عكس ذلك، فالسنوات الطويلة التي حكم فيها النظام البلاد جعلته يتحكم بكل مفاصل الدولة وبقى جزء كبير من "الموالين" للنظام متحكمين في كل أجهزة الدولة السيادية.
وبسبب الثقل السياسي والسيطرة على مواطن القوى داخل الجيش السوداني، تسبب الإسلاميون بنشوب خلافات داخل الجيش السوداني والسلطات الحالية للبلاد، في محاولة منهم للعودة الى السلطة وسط رفض فئة كبيرة من كبار المسؤولين لذلك، حيث كان محمد حمدان دقلو، من أشد المعارضين للإسلاميين في الفترة الإنتقالية حتى نشبت الحرب في إبريل من العام الماضي، ويعتقد الكثيرون أن موقف حميدتي من الإسلاميين كان سببًا رئيسيًا للحرب، واليوم نرى هذه الخلافات داخل الجيش السوداني نفسه، ويرى محللون سياسيون أنها بدأت تتسبب في صراعات على مستوى الإدارات الشعبية والقبائل في شرق البلاد.
حيث حذر الفريق أول الكباشي في خطاب أمام عسكريين في القضارف، مما أطلق عليه خطر عمل المقاومة الشعبية المسلحة خارج إمرة القوات المسلحة، وندد باستغلال الأحزاب السياسية لمعسكرات الجيش، ورفع شعاراتها، وهو ما اعتبره الكثيرون تهديدًا مباشرًا للإسلاميين الذين ينشطون في التعبئة الشعبية لصالح الجيش داخل المقرات العسكرية.
وبعد ذلك بأيام قليلة، دعا الفريق أول ياسر العطا إلى التوقف عما أطلق عليه اتهام الجيش بالتحالف مع مؤيدي النظام السابق من الإسلاميين، مبدياً ترحيبه بكل من يقاتل في صفوف الجيش، وطالب بانتخاب لجان المقاومة الشعبية ابتداء من الأحياء، لتقاتل مع الجيش، وفوضها العمل في القضايا الإنسانية، وحماية الشعب من المتمردين وميليشيات الدعم السريع.
أما بخصوص القائد الأعلى للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، فقد مال للتيار الإسلامي لعلمه بمدى تأثير الضباط الموالين للإسلاميين، وأتخذ إجرائات واضحة لاستقطاب الجماعات الإسلامية المسلحة داخل الجيش، حتى أن البعض يرى أنها تعمل بمفردها دون العودة للقيادة العامة للجيش.
وبالنسبة لشرق السودان، حيث يتخذ الجيش من بورتسودان عاصمة إدارية مؤقتة للبلاد، بدأت هذه الخلافات تنعكس على العلاقات بين الجيش والمجلس الأعلى لنظارات البجا، حيث فرض الأمين ترك، شروطه على البرهان ويتحكم حاليًا بقرارات مفصلية وسيادية، حيث تم إقالة والي كسلا بإيعاز مباشر من محمد الأمين ترك، المحسوب على التيار الإسلامي.
هذه الخطوة كان يعارضها الفريق أول شمس الدين الكباشي، وتقول صحيفة "الشرق الأوسط"، أن الكباشي أتخذ موقفًا ضد هذه الخطوة وانقطعت الإتصالات بينه وبين البرهان بسبب تحكم الإسلاميين في القرارات السيادية للبلاد، وظهر ذلك خلال زيارة نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف للسودان، حيث إستقبله البرهان والكباشي كل منهم على حدة.
محمد صادق .. الباحث في الشؤون الأفريقية
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: داخل الجیش
إقرأ أيضاً:
محمد أبوزيد كروم يكتب: حيا الله السلاح والكفاح، والنصر الذي لاح
تحوّلت المؤامرة على السودان، في آخر تحولاتها، من الفعل العسكري عبر ميليشيا الدعم السريع، إلى معركة إعلامية وسياسية ودبلوماسية ودولية، وهو عين فشل المؤامرة.
واجه الجيش السوداني معركة الوجود والحسم بصبر وتكتيك عالٍ، وفي ظل ظروف معقّدة جداً.
انتهت الإمارات، راعية الحرب والخراب والتدمير في السودان، إلى البحث عن مخرج من ورطتها، عبر التصعيد في الميدان، من خلال استخدام المسيّرات الاستراتيجية التي وصلت إلى بورتسودان، وبالتصعيد والتحشيد النوعي والكمّي في الصحراء الكبرى، وفي كردفان والفاشر، لكنها فشلت في تحقيق أي إنجاز يُذكر.
في الجانب الآخر، فشل ما يُسمّى بتحالف “تأسيس”، الذي يُمثّل الجناح السياسي لميليشيا ال دقلو، في الاتفاق على تشكيل حكومة منفى، كما فشلت أطرافه المتناحرة والمتنافرة في التوصل إلى أدنى حد من التنسيق والعمل المشترك.
ثم خرجت إدارة ترامب المتحالفة مع الإمارات، الشهر الماضي، بإعلان عقوبات على السودان ضمن مسلسل الوهم الأميركي، ولم تمضِ أيام حتى فقدت هذه العقوبات أثرها ولم يعد لها أي اهتمام.
جاء بعد ذلك، في الأسبوع قبل الماضي، اجتماع وزراء دول الآلية الرباعية في واشنطن، بحضور السفير المصري، لكن لم يكن هناك أي جديد بشأن ملف السودان، بعد أن سلّمته هذه الآلية للحرب والخراب بفشلها وحقدها.
أما آخر أوراق العدو الإماراتي وميليشياته، فتمثلت في ورقة الميليشياوي خليفة حفتر، الذي اعتدى على الحدود السودانية، ودخل بميليشياته، بالتنسيق مع ميليشيا الدعم السريع، إلى المثلث الحدودي، في تطور خطير وغير مسبوق، وتعدٍّ سافر على السودان ومصر.
هذه الخطوة تُظهر بوضوح حالة الانهيار التي تعيشها الإمارات وميليشيا دقلو. أما الجيش السوداني، فهو في طور الترتيب للرد، وتلقين المجرم الفاشل حفتر درسًا لن ينساه. وما سيراه حفتر من الجيش السوداني سيكون أسوأ وأفجع مما لقاه من الجيش التشادي الذي هزمه في الحرب الليبية-التشادية، واعتقله مقيدًا بالحبال ليسلّمه إلى الولايات المتحدة لأكثر من عشرين عامًا، ثم لتُعيده عميلًا لمشروعها في المنطقة والشرق الأوسط، إلى جانب وكيلتها ووكيلة إسرائيل، الإمارات. أما تجرّؤه على السودان، فليعلم حفتر أن دخول السودان ليس كخروجه منه!
ولكي يعرف الناس مدى فشل المؤامرة على السودان، فلينظروا إلى هذه التطورات والمتغيرات، وليقرأوا ما قاله أحد أبواق الميليشيا الإعلامية، المدعو “عزّام عبد الله”، الذي يقدّم برنامجًا على وسائل التواصل الاجتماعي يستضيف فيه حواضن الميليشيا وحلفاءها.
قال هذا البوق، بغباء وصراحة مفرطة، وهو يتجرّع علقم الهزيمة والانكسار، إن “أمريكا وإسرائيل لن تتركا الدعم السريع ينهزم، لأن هذه الحرب أكبر من مشروع صراع داخلي”.
يقول هذا البوق هذه “الحقيقة” وهو يعلم تمامًا أنه مجنّد في هذا المشروع، وأنه لا مشروع لديهم أصلاً. ولكن، من قال لك أيها الغافل، إن الدعم السريع لن ينهزم رغم دعم أمريكا وإسرائيل؟!
إذاً، ما تفسير كل هذه الهزائم والانتكاسات، وهذه الدول معكم ومع ميليشياتكم؟!
إن الحل، وطريق النصر والخلاص، وهزيمة أعداء الداخل والخارج، يبدأ وينتهي بالسلاح والمقاومة الشعبية المسلحة، وبمزيد من التجهيز والترتيب للقتال والدفاع عن البلاد والعباد والكرامة والشرف.
وما كان لكل هذه الانتصارات العسكرية والسياسية والدولية أن تتحقق، لولا السلاح والكفاح والمقاومة.
لا أحد يحترم الضعفاء في هذا العالم، فحيّ على السلاح، والكفاح، والنصر الذي لاح.
محمد أبوزيد كروم
إنضم لقناة النيلين على واتساب