نقلت وكالة رويترز عن مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن وفدا من الحركة سيزور القاهرة غدا السبت، وسط توقعات بأن الحركة ستبعث برد كتابي على مقترح إسرائيلي بشأن وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى المحتجزين في غزة.

يأتي ذلك في حين نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس جو بايدن يشارك شخصيا في جهود مكثفة للتوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار بغزة، ويَعتبر التوصل لصفقة جديدة "عنصرا حاسما ضمن إستراتيجية أوسع داخليا وخارجيا".

وقالت حماس -في بيان لها- إن وفدا من الحركة سيتوجه إلى القاهرة السبت لاستكمال المباحثات في ضوء الاتصالات الأخيرة مع الوسطاء في مصر وقطر، مؤكدة على "الروح الإيجابية" التي تعاملت بها عند دراسة مقترح وقف إطلاق النار الأخير.

وأكدت أنها وقوى المقاومة "عازمون على إنضاج الاتفاق بما يحقق وقف العدوان وانسحاب الاحتلال وعودة النازحين".

وكانت قناة القاهرة الإخبارية (المقربة من الحكومة)، قد ذكرت في وقت سابق -نقلا عن مصدر رفيع المستوى- أن مصر ستستقبل وفد حماس غدا لبحث تطورات محادثات اتفاق التبادل.

ويقول وسطاء إنهم يترقبون رد حماس على أحدث نسخة من مقترح لاتفاق يشمل وقفا لإطلاق النار والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في القطاع.

 

مدير "سي آي إيه"

وجاء حديث مسؤول حماس، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، اليوم بعدما أفاد مصدر أمني مصري و3 مصادر في مطار القاهرة الدولي بوصول مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز إلى العاصمة المصرية لحضور اجتماعات تتعلق بالصراع في غزة.

كما نقلت قناة القاهرة الإخبارية عن مصدر مصري رفيع لم تسمه، أن رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل أجرى اتصالا هاتفيا برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بدون ذكر تفاصيل بشأن المحادثة الهاتفية.

وأضاف المصدر أن هناك تقدما إيجابيا في المفاوضات بشأن صفقة التبادل.

وكان هنية أعلن مساء الخميس أن وفدا من حماس سيزور مصر "في أقرب وقت"، لاستكمال المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وأكد هنية على الروح الإيجابية لدى الحركة في دراسة مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمته، مؤكدا أن الطرفين اتفقا على استكمال المباحثات، لإنضاج اتفاق بوساطة قطرية مصرية، بما يحقق مطالب الفلسطينيين ويوقف العدوان عليهم.

حماس تتهم

من ناحية أخرى، اتهمت حماس اليوم الجمعة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسعي لعرقلة جهود التوصل إلى هدنة، وهو ما يثير شكوكا حول احتمال التوصل سريعا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال نتنياهو مجددا أمس الخميس: "سنفعل ما هو ضروري للانتصار والتغلب على عدونا، بما في ذلك في رفح"، بعدما توعد سابقا بشن هجوم بري "مع اتفاق أو بدونه"، في إشارة إلى الهدنة.

واعتبر عضو المكتب السياسي لحماس حسام بدران أن تصريحات نتنياهو عن مهاجمة رفح هدفها "إفشال أي إمكانية لعقد اتفاق".

وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "غير معني بالوصول إلى اتفاق.. لذلك يقول كلاما في الإعلام لإفشال هذه الجهود المبذولة حاليا".

وأشار بدران إلى أن مفاوضي حماس يناقشون حاليا العرض داخليا ومع فصائل فلسطينية أخرى قبل العودة إلى القاهرة حيث تجري المفاوضات عبر الوسطاء (قطر ومصر والولايات المتحدة).

وأكد أن الحركة متمسكة بمطالبها وأهمهما "وقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب كامل وشامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة"، وهو ما ترفضه إسرائيل.

فصائل المقاومة

على صعيد آخر، كررت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، المشاركة أيضا في قتال إسرائيل في غزة، اليوم الجمعة، مطالبَ فصائل المقاومة الفلسطينية التي تشمل وقفا دائما لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع وعودة جميع النازحين إلى منازلهم.

وقالت الجبهة في بيان: "هناك تنسيق كامل ومستمر وعلى الدوام بين كافة فصائل المقاومة، وهناك إجماع على مطالب المقاومة"، مؤكدة أنه لن يكون هناك أي تقدم في المفاوضات إلا برضوخ الاحتلال لمطالب المقاومة وشعبنا العادلة.

وأضافت: "الكرة الآن في ملعب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي ما زال يراوغ ويتعنت، ولا يريد الاستجابة لهذه المطالب لحسابات سياسية ضيقة".

كما شددت على أن فصائل المقاومة "جاهزة للتعامل مع كافة الخيارات وأي تطورات ميدانية، ومواصلة الدفاع عن أبناء شعبنا، والتصدي لأي عدوان صهيوني، خاصة على مدينة رفح"، وفق تعبير البيان.

اتهامات بالمماطلة

يشار إلى أن نتنياهو يواجه اتهامات من داخل مجلس الحرب ومن المعارضة وعائلات الأسرى بتغليب مصالحه السياسية عبر المماطلة في إبرام صفقة لاستعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة.

وتعثرت جهود سابقة للتوصل لوقف لإطلاق النار بسبب مطالبة حماس بتعهد إسرائيل بإنهاء الحرب، في حين تصر إسرائيل على أن الحرب ستستمر في نهاية المطاف وتهدد باجتياح مدينة رفح جنوبي القطاع، التي تؤوي نحو مليون نازح فلسطيني، وهو ما يثير قلق المجتمع الدولي بشأن مصيرهم.

لكن مساعي الوسطاء في قطر ومصر والولايات المتحدة لا تزال متواصلة من أجل إقناع الطرفين باتفاق يضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تمهيدا لإنهاء الحرب على غزة التي تسببت في أزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة وفي استشهاد أكثر من 34 ألف فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات وقف إطلاق النار فصائل المقاومة لإطلاق النار فی غزة

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: نتنياهو سيحدد مهلة لاتفاق قبل البدء في ضم مناطق بغزة

قال موقع "والا" الإسرائيلي اليوم الثلاثاء إن المجلس الوزاري الأمني المصغر قرر منح "فرصة أخيرة" للتوصل إلى اتفاق، أو ستبدأ إسرائيل بضم أراض في قطاع غزة.

وأضاف الموقع أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أوضح خلال جلسة المجلس الوزراء مساء أمس الاثنين أن المهلة ستكون محددة زمنيا حتى تقدم حركة حماس ردا إيجابيا بشأن المقترح الذي وافقت عليه إسرائيل قبل أسبوعين، على حد قوله.

كما نقل موقع والا عن نتنياهو قوله إن إسرائيل لا تنوي الانتظار إلى ما لا نهاية، بل ستحدد مهلة زمنية واضحة لتلقي رد إيجابي من حماس يتيح التقدم في المفاوضات.

وأوضح أن إسرائيل ستبدأ بضم مناطق في قطاع غزة في حال الرفض أو المماطلة.

وتابع أنه تم خلال الاجتماع عرض مقترح لإنشاء مديرية خاصة لإدارة الشؤون المدنية والأمنية في المناطق التي ستضمها إسرائيل في حال رفضت حماس الصفقة.

ورغم هذا التوجه فإن القيادة السياسية تقدّر وجود فرصة واقعية للتوصل إلى صفقة، بحسب الموقع الإسرائيلي.

وكانت إسرائيل والولايات المتحدة استدعتا مؤخرا وفديهما من الدوحة ولوحتا ببدائل لاستعادة الأسرى المحتجزين في غزة.

لكن واشنطن تراجعت لاحقا، وقالت إن المفاوضات تعود إلى مسارها.

استئناف القتال

وفي السياق، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مسؤول مطلع أن نتنياهو يتخذ جميع الإجراءات التي قد تؤدي إلى استئناف القتال فور انتهاء فترة وقف إطلاق النار في حال تم التوصل إلى اتفاق.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن نتنياهو سيجد أي دليل على أن حماس انتهكت وقف إطلاق النار لينتهكه بنفسه، وهكذا لا ينتهي الأمر.

ويرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي حتى الآن التعهد بوقف الحرب بشكل نهائي بعد الهدنة المحتملة.

وفي الإطار نفسه، رفض وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر اليوم الضغوط الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة.

وقال ساعر -في مؤتمر صحفي- إن الضغط العسكري نجح مرتين في الماضي في دفع حركة حماس إلى إبرام اتفاقات بشأن المحتجزين.

إعلان

وأضاف أن الضغط الدولي على إسرائيل كان في صالح حماس، وهو يعطل إمكانية التوصل إلى حلول سلمية، وفق تعبيره.

محادثات بواشنطن

وفي غضون ذلك، نقل موقع أكسيوس الإخباري الأميركي عن مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع أن اثنين من كبار مساعدي نتنياهو -هما وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي- سافرا أول أمس الأحد إلى الولايات المتحدة، حيث سيجريان محادثات هذا الأسبوع مع مسؤولي البيت الأبيض بشأن إيران وغزة.

من جهته، نقل موقع صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مصدر مطلع قوله إن ديرمر وتساحي هنغبي سيلتقيان المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف في فلوريدا.

وأوضح المصدر أن اللقاء هدفه تنسيق المواقف بعد أن سحبت إسرائيل والولايات المتحدة وفديهما من محادثات الدوحة.

وفي هذه الأثناء، قالت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة إن الحكومة فوتت الفرص لإطلاق سراح أبنائها من غزة.

وأضافت أن أعضاء الكنيست تخلوا عن المحتجزين في غزة، وحذرت من أن ما سمته الخراب الأخلاقي الذي يحدث في غزة سيدفع الإسرائيليون ثمنه لأجيال مقبلة.

كذلك، نقلت صحيفة معاريف عن القنصل الإسرائيلي السابق في أميركا ياكي ديان قوله إنه يجب إنهاء الحرب في غزة بسرعة.

وأضاف ديان أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب إسرائيل، لكن الرئيس دونالد ترامب سئم من الحرب.

يذكر أن الوسطاء عرضوا مؤخرا مقترحا معدلا بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، ويدعو المقترح الأميركي الأصلي إلى هدنة لمدة 60 يوما تكون مقدمة لوقف دائم لإطلاق النار.

وفي مارس/آذار الماضي انقلبت إسرائيل على اتفاق وقف إطلاق النار الذي كان ساريا منذ يناير/كانون الثاني واستأنفت عدوانها على غزة، مما أسفر من ذلك الوقت عن استشهاد أكثر من 8700 فلسطيني وإصابة 33 ألفا آخرين.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تهاجم قرار كندا المرتقب بالاعتراف بفلسطين
  • تحفظات إسرائيلية جديدة تعرقل تقدم صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزة
  • استسلام سياسي أم مأزق وجودي؟ نتنياهو يلوّح بالحكم العسكري بغزة ويهدد بالمستوطنات بعد فشل صفقة التبادل
  • تايلاند تتهم كمبوديا بـانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو سيحدد مهلة لاتفاق قبل البدء في ضم مناطق بغزة
  • تايلاند تتهم كمبوديا بخرق الهدنة وتواصل القتال الحدودي رغم اتفاق وقف إطلاق النار
  • وزير الخارجية: ندعم الجهود المصرية والقطرية والأمريكية لإعادة تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار
  • ماليزيا تعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند
  • بعد أيام من الاشتباكات… اتفاق لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا
  • ماليزيا تعلن اتفاق تايلند وكمبوديا على وقف فوري لإطلاق النار