المتأخرون عن العمل في نعيم.. دراسة علمية: يطيل العمر
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
لطالما ارتبط عدم الالتزام بالمواعيد بسمات سلبية، تترجم حينًا بكونها قلة الاحترام وأحيانًا أخرى عدم الاهتمام وانعدام الشعور بالمسؤولية، لكن يبدو أن بعض الدراسات كان لها رأيًا مغايرًا للمألوف، فماذا لو أكدت أحدث الدراسات أنّ التأخير على الموعد يعد سمة إيجابية تستحق التطبيق على نطاق أوسع؟
في دراسة مناصرة للتأخير عن المواعيد سواء أثناء الذهاب للعمل أو أي ارتباطات أخرى، فوفقًا لبحث أجراه علماء بجامعة هارفارد، نشرته صحيفة «Wall Street Journal»، فإن هناك فوائد غير متوقعة للوصول في مواعيد غير منضبطة، بينها تقليل التوتر وإنجاز المهمات بشكل أفضل إلى جانب الشعور شبه الدائم بالراحة والهدوء، ما قد يطيل العمر.
الدراسة ركزت أن الأشخاص الذين يحرصون على الالتزام بالمواعيد بشكل صارم، والذين يُمثلون حوالي 60% من المجتمع، يعانون من مستويات أعلى من التوتر والقلق والضغط النفسي، والعكس يحدث بالنسبة للأشخاص الذين يتأخرون باستمرار عن مواعيدهم، لمدة زمنية ثابتة تصل إلى 30 دقيقة.
لماذا يشعر الملتزمون بالمواعيد بالتوتر؟نتائج الدراسة توصلت إلى أن كل شخص يدرك ويشعر بمرور الوقت بشكل مختلف، مما يفسر التباين في ردود الفعل تجاه التأخر وتأثيره على الأفراد، ويأتي هذا الشعور بسبب الخوف الدائم من الفشل، باعتبارهم يحملون على عاتقهم مسؤولية الوصول في الوقت المحدد، مما يولد لديهم خوفًا من الفشل وخيبة الأمل في حال واجهوا أي عوائق حالت دون ذلك.
يمارس الملتزمون بالمواعيد ضغطًا كبيرًا على أنفسهم للالتزام بالجدول الزمني المحدد، مما يسبب لهم شعورًا بالتوتر والقلق، إذ غالبًا ما يضعون لأنفسهم سقفًا عاليًا من التوقعات لأنفسهم وللآخرين، مما يسبب لهم شعورًا بالإحباط في حال لم تتحقق هذه التوقعات.
كيف يتعامل المتأخرون مع الوقت بشكل مختلف؟من ناحية أخرى، يبدو أن المتأخرين يتعاملون مع الوقت بشكل مختلف، حيث يتمتعون بمرونة أكبر في خططهم ويقللون من أهمية الالتزام بالمواعيد بدقة، ما يشعرهم بالراحة إذ أنهم لا يشعرون بنفس الضغط والتوتر الذي يحسه الملتزمون بالمواعيد، مما يُتيح لهم الشعور براحة أكبر وهدوء نسبي.
التكيف مع الظروف يأتي ضمن السمات الإيجابية للأشخاص التي تتأخر عن مواعيدها، إذ يظهر المتأخرون قدرة أكبر على التكيف مع الظروف الطارئة وتغيير خططهم بشكل سريع، مما يقلل من شعورهم بالقلق والتوتر.
قد يتمتع المتأخرون بمهارات أفضل في إدارة الأولويات، حيث يُركزون على المهام الأكثر أهمية دون الشعور بضرورة الالتزام بجدول زمني صارم.
ما رأي علم النفس في تأثيرات التأخير والالتزام بالمواعيد؟يبدو أن هذه النقطة تشهد اختلافًا كبيرًا بين المختصين، إذ يرى وليد هندي استشاري الطب النفسي، أن التأخر عن المواعيد قد يصيب الإنسان بحالة من التوتر الدائم، خاصة أنها ستجعله يرغب دائمًا في إنجاز أشياء أنجزها زملائه في العمل، باعتبارهم وجدوا في مقر العمل في الساعات المخصصة لذلك، الأمر ذاته بالنسبة للخوف من عواقب هذا التأخير التي قد يترتب عليها جزاء أيضًا.
يقول استشاري الطب النفسي في حديثه لـ«الوطن»، إنّ البعض يعتبر أن التأخر عن المواعيد يحمل عدم أو قلة احترام لوقت الآخرين، مما قد يُؤدي إلى إلحاق الضرر بالعلاقات الشخصية والمهنية، إلى جانب كونه إلى إضاعة وقت الآخرين، مما يُعيق الإنتاجية ويُسبب الإحباط، وقد يُفقد التأخر عن المواعيد الثقة في الشخص، مما قد يُقلل من فرص حصوله على وظائف أو ترقيات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الطب النفسي دراسة جديدة عن المواعید
إقرأ أيضاً:
كاوست تبتكر حلاً بسيطًا يطيل عمر البطاريات المائية بأكثر من عشرة أضعاف
• بحث جديد يكشف دور أيونات الكبريتات في تقليل المياه الحرة وزيادة عمر وأداء البطاريات المائية القابلة لإعادة الشحنالبلاد (ثُوَل) كشف علماء من جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست) عن سبب جزيئي رئيسي يحدّ من قدرة البطاريات المائية القابلة لإعادة الشحن على أن تكون خيارًا أكثر أمانًا وأقل تكلفة لتخزين الطاقة المستدامة. وأظهرت نتائج الدراسة، المنشورة في المجلة العلمية Science Advances، كيف تؤثر المياه داخل البطارية سلبًا على عمرها وأدائها، وكيف أن إضافة أملاح منخفضة التكلفة – مثل كبريتات الزنك – يمكن أن تحدّ من هذه المشكلة وتزيد عمر البطارية بأكثر من عشرة أضعاف. يُعدّ المَصْعَد (الأنود) – وهو مسرى كهربائي يمر خلاله تيار كهربائي ضمن جهاز كهربائي ذي أقطاب- أحد العوامل الحاسمة في تحديد عمر البطارية، سواء كانت مائية أم لا، إذ تحدث فيه التفاعلات الكيميائية المسؤولة عن توليد وتخزين الطاقة. غير أن بعض التفاعلات الجانبية غير المرغوبة تؤدي إلى تدهوره، ما يقلل من عمر البطارية. وأظهرت الدراسة الجديدة أن المياه الحرة – أي جزيئات الماء غير المرتبطة بقوة بجزيئات أخرى – تساهم في حدوث هذه التفاعلات الجانبية، بينما يقلل وجود كبريتات الزنك من كمية المياه الحرة داخل البطارية. وقال البروفيسور حسام الشريف، أستاذ ورئيس مركز كاوست للتميّز في الطاقة المتجددة وتقنيات التخزين (CREST) وقائد الفريق البحثي في هذه الدراسة: ” تسلط نتائجنا الضوء على أهمية بنية المياه في كيمياء البطاريات، وهي عامل رئيسي تم تجاهله في السابق”. تسمح المياه الحرة بالتفاعل بسهولة مع المزيد من الجزيئات، ما يؤدي إلى تفاعلات غير مرغوبة تستهلك الطاقة وتتلف المَصْعَد. وأظهرت الدراسة أن أيونات الكبريتات تعمل بمثابة “لاصق للماء” يثبت الروابط بين جزيئات المياه الحرة، ويغير ديناميكيتها، ما يقلل عدد التفاعلات الجانبية الضارة.
ورغم أن الجزء الأكبر من التجارب أُجري على بطاريات تستخدم كبريتات الزنك، تشير نتائج أولية إلى أن التأثير نفسه يحدث مع مصاعد معدنية أخرى، ما يفتح المجال أمام استخدام أملاح الكبريتات كحل عالمي لزيادة عمر جميع البطاريات المائية القابلة لإعادة الشحن. وقال الدكتور يونبي زو، الباحث في كاوست والذي أجرى معظم التجارب “أملاح الكبريتات منخفضة التكلفة ومتوفرة على نطاق واسع ومستقرة كيميائيًا، ما يجعل حلّنا قابلًا للتطبيق علميًا واقتصاديًا”. وتحظى البطاريات المائية باهتمام عالمي متزايد كحل مستدام لتخزين الطاقة على نطاق واسع، ومن المتوقع أن يتجاوز حجم سوقها 10 مليارات دولار بحلول عام 2030. وعلى عكس بطاريات الليثيوم الشائعة في السيارات الكهربائية، تُعد البطاريات المائية خيارًا أكثر أمانًا وأقل بصمة بيئية لدمج مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية في شبكات الكهرباء، وهو هدف محوري في مسار تحول الطاقة في المملكة العربية السعودية. وقد شارك في هذه الدراسة أيضًا أساتذة كاوست عمر محمد وعثمان بكر وشيشيانغ زانغ وماني ساراثي.
وأشار الشريف إلى أن الجمع بين علماء مركز التميّز للطاقة المتجددة وتقنيات التخزين الذين يمتلكون خلفيات متكاملة، مثل تصميم البطاريات والنمذجة الكهروكيميائية، والأدوات التجريبية، مثل التحليل الطيفي المتقدم والمجهرية، كان أمراً بالغ الأهمية للاكتشاف. وقال: “تأسس مركز التميّز للطاقة المتجددة وتقنيات التخزين في كاوست ليكون رائدًا في مجال ابتكار الطاقة المتجددة في المملكة. وتؤكد النتائج التي حققناها والتحسينات الكبيرة في أداء واستقرار البطاريات المائية على ما يمكننا إنجازه في كاوست من خلال توحيد الجهود والاستفادة من خبرات أعضاء المركز المتنوعة والمتميزة”.