شاهد المقال التالي من صحافة قطر عن لمنع انهيار اتفاقيات إبراهيم 3 استراتيجيات تطبيع إسرائيلية، من غير المرجح أن تنضم بقية دول مجلس التعاون الخليجي قريبا إلى اتفاقيات إبراهيم لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ومع صعود اليمين المتطرف في تل أبيب .،بحسب ما نشر الخليج الجديد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات لمنع انهيار اتفاقيات إبراهيم.

. 3 استراتيجيات تطبيع إسرائيلية، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.

لمنع انهيار اتفاقيات إبراهيم.. 3 استراتيجيات تطبيع...

من غير المرجح أن تنضم بقية دول مجلس التعاون الخليجي قريبا إلى اتفاقيات إبراهيم لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، ومع صعود اليمين المتطرف في تل أبيب وزيادة العنف بحق الشعب الفلسطيني، تتبع إسرائيل 3 استراتجيات للحفاظ على العلاقات مع الدول الموقعة على تلك الاتفاقيات.

ذلك ما خلص إليه عزيز الغشيان، زميل "معهد دول الخليج العربية في واشنطن" (AGSIW) عبر تحليل ترجمه "الخليج الجديد"، مشيرا إلى أن إسرائيل وقَّعت عام 2020 اتفاقيات إبراهيم لتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، بوساطة الولايات المتحدة.

الغشيان رأى أيضا أنه من غير المرجح انهيار تلك الاتفاقيات، على الرغم من "صعود المتطرفين إلى مناصب عليا في الحكومة الإسرائيلية بقيادة (بنيامين) نتنياهو (منذ 29 ديسمبر/ كانون الأول الماضي)، وتكثيف الغارات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية".

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 6 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب والسودان علاقات معلنة مع إسرائيل، التي ترفض الانسحاب من الأراضي التي تحتلها في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

ومعتبرا أن تلك الاتفاقيات "مثلت انتصارا استراتيجيا لإسرائيل"، لفت الغشيان إلى قول نتنياهو، في يونيو/ حزيران 2021 إن "اتفاقيات إبراهيم أتاحت لنا الخروج من معادلة الأرض مقابل السلام إلى السلام مقابل السلام".

دول إسلامية

"يجب على إسرائيل أن تحافظ على هذه الاتفاقات حية، إذا كانت تريد الحفاظ على نموذج السلام مقابل السلام على قيد الحياة، ولهذا الهدف تستخدم تل أبيب ثلاث استراتيجيات"، بحسب الغشيان.

وبالنسبة للاستراتيجية الأولى، قال إنه "نظرا لعدم احتمال دخول (بقية) دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى قريبا في اتفاقيات إبراهيم، تحاول إسرائيل إدخال دول أخرى ذات أغلبية مسلمة في دائرة السلام".

وتأسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في 25 مايو/ أيار 1981 ويوجد مقره في الرياض ويضم ست دول هي السعودية والإمارات وقطر والكويت وسلطنة عمان والبحرين.

وتظهر زيارات وتصريحات لوزير خارجية إسرائيل إيلي كوهين أن تل أبيب تعمل على تطبيع العلاقات مع موريتانيا والصومال والنيجر وإندونيسيا وأذربيجان وتركمانستان.

ورأى الغشيان أن "العلامات قليلة على حدوث تقدم (في هذا المسار)، وقد تراجعت طموحات إسرائيل بشأن إندونيسيا، أكبر الدول ذات الأغلبية المسلمة من حيث عدد السكان، عندما رفض حاكم جزيرة بالي استقبال منتخب إسرائيل لكرة القدم تحت 20 عاما، ما يشير إلى إحجام إندونيسيا عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل".

تضخيم الاتصالات

واستراتيجية إسرائيل الثانية، كما أضاف الغشيان، هي "توسيع التعاون الضمني بين إسرائيل ودول مجلس التعاون الخليجي" التي لم توقع على تلك الاتفاقيات.

وأوضح أنه "في حين أن العلاقات الرسمية بين إسرائيل وهذه الدول لا تزال بعيدة، فمن المرجح أن تحاول إسرائيل توسيع المشاركة الشعبية والتواصل الإعلامي مع تلك الدول".

وتابع أن "جهود إسرائيل لتضخيم هذه التفاعلات ستدعم رغبة دول الخليج في أن تصبح مركزا دوليا يستضيف الأحداث العالمية، التي لا بد لإسرائيل والإسرائيليين من المشاركة فيها".

الغشيان لفت إلى أن "رياضي إسرائيلي شارك في سباق ثلاثي بالسعودية في أكتوبر/ تشرين الأول2022، وحظيت مباراة جودو بين سعودية وإسرائيلية في أولمبياد طوكيو 2021 باهتمام كبير".

وأضاف أن "القنوات التلفزيونية الإسرائيلية تستضيف أكاديميين ومحللين خليجيين (مقيمين في الإمارات عادة) لمناقشة إمكانية ازدهار اتفاقيات إبراهيم مع الإمارات والبحرين وآفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية".

ولا ترتبط السعودية، صاحبة المكانة البارزة في العالم الإسلامي والقدرات الاقتصادية الضخمة، بعلاقات معلنة مع إسرائيل، وتشترط انسحابها من الأراضي العربية المحتلة منذ 1967، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين.

إثارة التكهنات

أما الاستراتيجية الإسرائيلية الثالثة، فهي "إثارة التكهنات، ويفعل المسؤولون الإسرائيليون ذلك عبر الإشارة إلى أن المزيد من التعاون الرسمي أو الاختراقات مع دول الخليج تلوح في الأفق"، بحسب الغشيان.

وأردف أنه "يمكن أيضا تسييس هذه التكهنات لتصوير اتفاقيات إبراهيم بشكل غير دقيق على أنها نابضة بالحياة ومتوسعة، والحقيقة أنه بينما تستمر الأعمال التجارية (بين إسرائيل والدول الموقعة على الاتفاقيات)، فإن هذه الاتفاقيات لا تحظى بشعبية متزايدة في شوارع الخليج، كما زادت الشكوك حول مزاياها كإطار للسلام الإقليمي".

ولفت إلى أنه "عندما ألقى نتنياهو خطابه الأول كرئيس للائتلاف الحالي، حدد أربعة أهداف سياسية شاملة، أحدها كان "توسيع دائرة السلام بشكل كبير"، في إشارة ضمنية إلى تطبيع العلاقات مع السعودية.

لكن في مارس/ آذار الماضي، منعت السعودية رحلة وزير الخارجية الإسرائيلي لحضور فعالية للأمم المتحدة استضافتها المملكة، والتي كان من المحتمل أن تصورها إسرائيل على أنها "حدث تاريخي".

وبينما كان في أذربيجان بعد أسابيع، ادعى كوهين أن زيارته إلى السعودية "مطروحة على الطاولة"، "مما أبقى التكهنات حول الزيارة على قيد الحياة، على الرغم من اعتراف المسؤولين الإسرائيليين بأن الرياض منعت رحلته في مارس/ آذار الماضي"، كما تابع الغشيان.

وفي ظل صمت رسمي من الرياض، تتواتر تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية عن أن السعودية قدمت إلى الولايات المتحدة حزمة مطالب مقابل التطبيع مع إسرائيل تشمل توقيع اتفاق تحالف بين واشنطن والمملكة وتزويدها بأسلحة متطورة وتقديسم المساعدة لبرنامج نووي مدني.

66.249.65.197



اقرأ على الموقع الرسمي


وفي نهاية المقال نود ان نشير الى ان هذه هي تفاصيل لمنع انهيار اتفاقيات إبراهيم.. 3 استراتيجيات تطبيع إسرائيلية وتم نقلها من الخليج الجديد نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكامله .

علما ان فريق التحرير في صحافة العرب بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر او الموضوع من مصدره الاساسي.

المصدر: صحافة العرب

كلمات دلالية: ايجي بست موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس دول مجلس التعاون الخلیجی بین إسرائیل مع إسرائیل دول الخلیج تل أبیب إلى أن

إقرأ أيضاً:

الخليج

ترجمة: أحمد شافعي -

وقف والد زينة عند طرف سريرها. يريد منها أن تدرس طلب الزواج، برغم أن بنات الرقة كن يشربن السم ويقدمن على الانتحار هربا من الزواج بمقاتلي داعش، وبرغم أن أقرب صديقة لأمها، وهي طبيبة جراحة، قد عبرت الحدود هاربة، لأنه ليس بإمكانها أن تجري جراحة وهي منتقبة. شاهدت زينة يدي أبيها إذ تبحثان في جيبيه الخاويين ثم تنتهيان إلى فخذيه فتبحث الأصابع عن عروة الحزام لتتشبث بأي شيء. سمعت بكاء أمها الجالسة إلى مائدة المطبخ، تنساب دموعها على البلاط، وعبر الطرقة، منسربة جميعها إلى السجادة أسفل سرير زينة. قال والدها: إن الرجل ثري، وتعهد بأن يعتني بها.

في البداية كانت الرقة اختبارا للثورة. إذ انشغل الأسد عنها بحلب ودمشق، وظن أن المدينة في جيبه، بسبب ما يدفعه لشيوخ العشائر فيها. وكثير من الناس كانوا يريدون الثورة، لكن هناك من كانوا يريدون الزعامة. فسرعان ما سيطرت الكتائب على مختلف أنحاء المدينة، وانهارت الشرطة، وعزّت الكهرباء والمياه. اختطفت داعش النشطاء، ودفعت ـ شأن الأسد ـ لشيوخ العشائر لشراء ولائهم، فحلت محل قوات الحكومة. وفي أول الأمر كانت داعش راحة من الفوضى، إذ أعادت فتح مطاحن الدقيق واستأنفت عمل الخدمات في المدينة. وكان الجميع في شوق جارف إلى النظام، وامتنان عظيم لتوافر الضروريات. وأقامت داعش مراكز توعية إسلامية، سرعان ما تحولت إلى مراكز للمراقبة والتجسس.

رسّخت داعش رسالتها بما أولته من اهتمام كبير بالأسرة، فعرضت مكافآت للزواج، ولإجازات شهر العسل، وللأبناء. ودفعوا للشيوخ في المدينة ثمن إصدار المراسيم، وكان الرجال الأجانب ممن يقدمون إلى البلد لإقامة الخلافة يطالبون بزوجات. وكانت داعش تراقب الشوارع وتتحرش بمن لا يرتدين النقاب. وسرت شائعات بالاختطاف ثم الذبح في ميدان النعيم، فباتت نافورته التي كان الأطفال يسبحون فيها حتى صيف مضى مسرحا للعنف. سيطر الخوف على البيوت، مهيمنا على موائد المطابخ، متسللا وسط الملاءات، منتعلا أحذية من يجرؤون على الخروج. فيما كان النظام السوري يقصف الأحياء عسى أن يستعيد المدينة غير مبال بأهلها الواقعين وسط إطلاق النار المتبادل.

صار والدها يعمل ميكانيكيا لدى داعش لقاء راتب زهيد، بعد أن كان يعمل مسؤولا حكوميا في الرقة. ووعده الزواج بالحماية وبالأمان لزينة في شقة قريبة، وكان ذلك هما كبيرا على والديها بعد اختطاف أخيها واختفائه إثر مشاركته في أولى المظاهرات المناهضة للأسد. هكذا بدا رفض الزواج مستحيلا.

***

تشبثت زينة بأمها في المطبخ، مرتمية على زهور مئزرها الباهتة، ناهلة من عبق البصل وبودرة التلك العالقة بين ثدييها.

قال والدها الواقف منتظرا على السلم «لا ينبغي أن نتأخر».

شعرت زينة بحضن أمها يتراخى، وبجسمها يتراجع، حتى باتت وحدها واقفة في إطار الباب.

قاطعت أمها وخالتها الزفاف، أي الإجراء الرسمي في الغرفة المطلية بالطلاء البني الفاتح، ذات الشبابيك المكسورة. وحضر والدها وعمها.

وشاهد من طرف العريس.

***

بعد العرس، جلست زينة على مقعد مترب في شاحنة نيسان بيضاء، وقد رُميت قسيمة الزواج بينها وبين رجل، يبدو أنه من العراق. كان عمر، وقد لا يكون هذا هو اسمه الحقيقي، قد وضع خاتما في إصبعها، فلم تجرؤ أن تنظر إليه لكنها لمسته وأدارته مستشعرة فيه فصًّا كبيرا.

مضيا عبر الرقة. كان الموت يعيث فيها: فالأجساد متعرقة، واللحى نابتة، ورائحة البول الكريهة تنبعث. مضى رجال دسوا سراويلهم الفضفاضة في رقاب أحذيتهم الطويلة يجوبون الأحياء في دوريات. ومضت كلاب ضالة تتقلب في القمامة، تتسافد مع كلاب ضالة أخرى. وانسدلت شِباك معدنية كالستائر على واجهات المحلات في الشوارع الخاوية. وفيما كانا يمران بميدان النعيم، رأت زينة جراء تأكل بطن جثة متعفنة. رأت مقهاها المحبب وقد سدته ألواح خشبية، وطلاه السواد، وطرحت طاولاته وكراسيه مقلوبة في التراب. ميدان في مدينة منهوبة، محلات الآيس كريم مغلقة، وأرفف خاوية، وما من رجال في الأركان يقارنون بين تذاكر اليانصيب.

لف عمر حول معصمه مسبحة من نوى التمر، ولم تجد في نفسها الشجاعة فتنظر إلى وجهه. بدا الجو خانقا حولهما، ففتحت زينة الشباك قليلا، ونهلت من هواء العصر. ضغط عمر زرا، فرأت الزجاج ينزلق بجوارها، ثم أغلقه. كانت سلطته مطلقة، يسوق بيد واحدة مقودا سلسا حتى توقف بالسيارة أمام عيادة نسائية مرتجلة.

رأته يضيّق عينيه أمام نور الشمس.

«حجزت لك موعدا لتركيب لولب».

طار كيس بلاستيكي وردي عبر الشارع، فرأته ينزلق على الرصيف المترب مبتعدا عنهما. «ألا تريد أطفالا؟»

«لا».

خرجت امرأة بدينة من العيادة ومعها صبي صغير يجري أمامها. هبت الريح على عباءتها فأمسكت بها تحكمها وهي تمضي متثاقلة في الشارع محاولة أن تلاحق ابنها.

«كنت أظن أن هذا هو الغرض».

شعرت بجسمه يتصلب، لكن صوته جاء فاترا: «للبعض نعم، لي أنا لا».

«لا أفهم».

أغمض وقال: إن «الأولاد سوف يوهنون عزيمتي على خدمة الله».

هبت الريح على فراش الشاحنة الخاوي من ورائهما. ولم ينطق أي منهما بكلمة. وقالت زينة لنفسها: هذا إذن أول حوار.

انفتح قفل الباب.

«سأنتظرك هنا».

***

تباطأت زينة في مدخل العيادة. كانت نساء جالسات في كراسي مصفوفة بمحاذاة الجدران فيما أخريات يمشين بأطفال يبكون في أحضانهن. بدا الجو ثقيلا، والعيادة قليلة العمالة، والجميع في ضيق. اقتربت من موظفة الاستقبال وسجلت اسمها.

«كنا ننتظرك. من فضلك تعالي معي».

استشعرت تذمُّر النساء المنتظرات واختفت في الطرقة، خجلة من اقتحامها الصف. رافقتها موظفة الاستقبال إلى غرفة الفحص. «ستحضر الطبيبة حالا. يمكنك الجلوس على السرير». وقفت زينة في الغرفة الخاوية ناظرة إلى مستطيلات الطلاء الباهت حيث لا بد أن ملصقات بتشريح الجسم الأنثوي كانت معلقة من قبل.

انفتح الباب ودخلت الطبيبة. «زينة؟»

أطرقت زينة.

«أنت هنا من أجل تركيب لولب. هل تعلمين هذا؟»

«هل تعرفين ماذا يكون اللولب؟»

«تنظيم نسل».

«أنت محظوظة. هل سبق لك أن خضعت لفحص نساء؟»

«لا». وأسفت زينة لثياب الدانتيلا الداخلية التي أعطتها لها والدتها في ذلك الصباح.

«هل يمكن أن تتزحزحي قليلا إلى الأمام وتضعي قدميك في هذه المساند المعدنية؟»

انزلقت زينة على السرير، عاجزة عن النظر إلى الطبيبة في عينيها.

«جميل. أريدك أن تفتحي ساقيك».

باعدت زينة بين ساقيها، ورفعت الطبيبة فستانها وعباءتها إلى أعلى ركبتيها.

تنهدت الطبيبة. «أريدك أن تخلعي سروالك».

أنزلت زينة سروالها وجمعت الدانتيلا في قبضتها.

(...)

كانت صفصافة ضخمة تظل المبنى. وورقات شجر صفراء عالقة في شقوق السور المكسور. مضى عمر بزينة صاعدا الدرج المائل إلى شقة قال إنها كانت من قبل ملكا لأحد موظفي الأسد. توقف في الطابق الثاني ومضى يعالج القفل، فتمنَّع المعدن قليلا، ثم ند عنه صوت انفتاحه.

ناولها عمر المفاتيح. «أرجو أن تعجبك. عرضوا عليَّ شقة في طابق أعلى، لكن مصعد البناية معطل دائما بسبب انقطاعات الكهرباء».

على الشبابيك ستائر برتقالية. الأرضية عارية، وثمة أريكة بنية ومقعدان من طاقمها محيطة بمائدة زجاجية صغيرة قصيرة ذات قاعدة فضية مشغولة. بدا المطبخ صغيرا ونظيفا. مررت زينة راحتها على زجاج الميكروويف.

«لم أستعمل واحدا من قبل».

فتح عمر الخزائن ليكشف عن مخزون مطبخي كامل: خضراوات معلبة، فاكهة، ورف كامل من علب الفاصوليا. ضحكا. في الركن عبوة ماء بحجم خمسة جالونات على كولدير. ملأت لنفسها كوبا، وشاهد حركة رقبتها وهي ترشف وتبتلع.

«جيدة؟»

«جدا».

«أريد أن أريك شيئا».

مضى بها إلى غرفة النوم. أمام سرير بسيط لشخصين، مصحف على كرسي. أخرج عمر من جيبه ورقة مطوية ومدها إليها في حرج. «هذه من كتاب كان عندي وأنا صغير. كتاب أخذته من أمي. آسف أنها ممزقة. أنا الذي مزقت الصفحة».

ارتعشت يدا عمر وهو يفرد لها الورقة حتى تراها.

«كانت تقرأ لي هذه القصة. قصة حب. بين ولد وفتاة تقابلا وهما في العاشرة. ثمة ثلاث لوحات. أترين؟ هنا في اليمين، تحمل الفتاة القرآن، وفي اليسار، يحمل الولد اللوح، وفي الوسط ينحني الاثنان على القرآن، مرتبطين في حب الله، والمعلم من ورائهما».

ليس هذا ما كانت تتوقعه زينة.

«لو سمحت»

دعاها أن تركع أمام الكرسي حامل القرآن المغلف بالجلد المنقوش. تحسست بأناملها الحواف.

«هذا المصحف من السودان. أخذته من أسرتي في العراق قبل مجيئي».

فكت الحبل الجلدي وفتحت صفحاته الرقيقة.

«قديم جدا. وجميل جدا».

«قيل لي إنك تحبين القراءة. ليس في هذه الشقة كتب. فعسى أن يكفيك».

وقف وراءها، فاستشعرت تأثره، ومضت إلى إحدى سورها المفضلة «الله نور السماوات والأرض».

قال «لقد خلقنا الإنسان ونحن نعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد».

قالت زينة «حبل الوريد... ما أقرب هذا».

كان ظلان طويلان يرتميان على الأرض.

«آسف جدا، لكن عليّ أن أّذهب».

«الآن؟»

«هاتفك القديم، وحسابات التواصل الاجتماعي، تم تعطيلها جميعا. تركت لك هاتفا جديدا في الدرج، وأدخلت فيه رقمي وأرقام أسرتك».

أربكها نبأ ذهابه المفاجئ، وبدأت الشقة ذات الأثاث القليل والأرضية الجرداء تثير في نفسها القلق. «وماذا أفعل طوال الأسبوع؟»

«رتبت مع أشخاص كي يأتوك باحتياجاتك. لا تخرجي. سأرجع يوم الجمعة».

ولم تكن زينة وحيدة قط ...

مو أوجرودنيك مخرجة أفلام وكاتبة وأستاذة في قسم السينما بجامعة نيويورك. شغلت سابقا منصب العميدة المساعدة للفنون في فرع الجامعة بأبوظبي، وكانت مديرة لمختبر FIND، وهو مختبر إبداعي يستكشف التراث العابر للحدود في دولة الإمارات. كما عملت كموجهة في مختبرات صندانس في الأردن، وحصلت على زمالات من مؤسستي Yaddo وMacDowell.

مقالات مشابهة

  • الخليج
  • جهود مكثّفة لمنع التدهور
  • قفزة بالعلاقات الاقتصادية بين سوريا والأردن: اتفاقيات جديدة بـالجملة
  • نيابة عن جلالة السلطان.. السيد أسعد يترأس وفد سلطنة عُمان في قمتي "الخليج- آسيان" و"الخليج- آسيان- الصين" في ماليزيا
  • انهيار مفاجئ في منزل فوز الفهد يثير قلق متابعيها.. فيديو
  • 11 قتيلاً جراء انهيار مبنى في السنغال
  • مصرع 11 وإصابة 7 أشخاص في انهيار مبنى في السنغال
  • السلم العالمي تهدده أطماع شركات السلاح
  • العاصمة.. انهيار للطريق بين قاريدي 2 وحي الينابيع
  • اعتماد تحديث جمع التبرعات.. أمير الشرقية يناقش استراتيجيات جميعة البر