يبدي الإسرائيليون تشاؤماً أكثر من ذي قبل حول مستقبل كيانهم، ويرجع ذلك أساساً إلى الوضع الأمني المتدهور، فضلا عن الفجوة الكبيرة بين العلمانيين والمتدينين.

شموئيل روزنر المشرف على إجراء عدد من الاستطلاعات في معهد "سياسة الشعب اليهودي"، أكد أن "حالة الحرب في غزة، وربما عوامل أخرى، تؤثر على مستوى التفاؤل والتشاؤم العام للمستقبل بالنسبة للإسرائيليين، وبالمقارنة مع المعطيات التي تم جمعها في كانون الثاني/ يناير الماضي، أي قبل أقل من ستة أشهر، فإن هناك انخفاضا ملحوظا في مستوى التفاؤل لدى الجمهور اليهودي، لاسيما فيما يتعلق بمستقبل "الدولة" من 48 بالمئة إلى 37 بالمئة، فيما ارتفعت نسبة المتشائمين بشأن مستقبلها من 21 بالمئة إلى 30 بالمئة".



وأضاف في مقال نشره موقع "نيوز ون"، وترجمته "عربي21" أنه "في درجة مرجحة على مقياس التشاؤم والتفاؤل، فقد انخفضت درجة الدولة من 7.3 إلى 6.3، وهذا انخفاض كبير، فضلا عن كون الجمهور الإسرائيلي في عمومه بدأ يفقد الثقة في قدرة الدولة على كسب الحرب الدائرة في غزة، رغم أنه كان يعتقد، ولا يزال، أنها حرب مهمة، وربما حتى وجودية، لكن فقدان الثقة في القدرة على الانتصار ينعكس بالضرورة على توقع المستقبل المتشائم".

وأوضح انه "في كانون الثاني/ يناير الماضي، وضع 74 بالمئة من اليهود توقعاتهم العامة في نطاق التفاؤل، لكن نسبتهم انخفضت هذا الشهر إلى 62 بالمئة، وبالتالي فإن الاتجاه العام يذهب نحو الانخفاض، ويخفي وراءه تيارات مختلفة الاتجاه، لكن المعدل الإسرائيلي العام آخذ في الانخفاض، لأن هناك المزيد من الإسرائيليين الذين أصبحوا أكثر تشاؤماً، رغم أن هناك فجوات كبيرة بين المجموعات السكانية المختلفة حسب الانتماء القومي: اليهود والعرب، والأيديولوجي: اليمين، الوسط، اليسار، الديني: العلماني، التقليدي، الديني، وهذه الفجوات مثيرة للقلق لأنها قد تكون معبرة عن قراءة مختلفة للواقع، وبالتالي ستؤدي أيضًا إلى وصفات سياسية مختلفة".


وأكد أن "النتائج الطبيعية لهذه الاستطلاعات تعني بأن المتشائمين قد يريدون تغيير شكل الدولة باتجاههم، وإلا فإن المستقبل سيكون سيئا ومريرا، أما موقف المتفائلين فهو أكثر تعقيداً، لأنهم يرغبون بالاستمرار في السياسة الحالية، على افتراض أنها لا تؤدي إلى الهاوية، بل إلى القمة، مع وجود احتمال آخر أيضا وهو أن يرى الجانبان الإسرائيليان واقعا مماثلا، رغم أن المتشائم يفترض أن السياسة الإسرائيلية لن تتغير، وبالتالي فإن المستقبل سيكون مريرا، بينما المتفائل في المقابل يفترض أن السياسة ستتغير، وبالتالي فإن المستقبل سيكون جيداً في كلتا الحالتين، مما يؤكد ان الفجوة واضحة".

وشرح قائلا إن "الفجوات تبدو أكثر اتساعا بين اليهود العلمانيين والمتدينين، لأن هذه المجموعات لديها الاختلافات الأكثر وضوحا على أساس مستوى التدين، فالتقليديون أقل تفاؤلاً من المتدينين، لكنهم أكثر تفاؤلاً من العلمانيين، كما أن المتدينين المتطرفين أقل تفاؤلاً من المتدينين، لكنهم أكثر تفاؤلاً من العلمانيين، وهنا يمكن اكتشاف خلاصة لافتة مفادها أن المتدينين اليهود أكثر تفاؤلاً بشأن مستقبل الدولة بنسبة 44 بالمئة، أما العلمانيين فنسبة تفاؤلهم لا تتجاوز 14 بالمئة، مما يعني أننا أمام فجوة تقترب من ثلاثين بالمئة، وهذه فجوة كبيرة جداً".

وحذر من أن "الجنود الذين يخوضون المعركة في غزة والشمال لضمان مستقبل جيد للدولة، إذا لم يعتقدوا أن أمامها هذا المستقبل الجيد، فقد يطرحون السؤال حول سبب السير في المعركة أصلا، وكذلك رواد الأعمال الباحثين عن الاستثمارات في الدولة، إذا اعتقدوا أن مستقبل الدولة لن يجلب لهم الأرباح، لأنها تواجه حالة من التخبط والتراجع، فسيستثمرون في مكان آخر".


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال متدينون صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

«المجموعة العربية» تعرب عن قلقها إزاء العملية العسكرية في رفح

نيويورك (الاتحاد)

أخبار ذات صلة مصر تكثف جهود التوصل إلى هدنة في غزة «العالمي للتسامح والسلام» يشيد باعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج بدولة فلسطين

عبرت المجموعة العربية في نيويورك، عن قلقها العميق إزاء العملية العسكرية المستمرة التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة المئات ونزوح ما يقرب من مليون فلسطيني قسرا.
وقالت المجموعة العربية في بيان صدر عنها، إن «هذه العملية العسكرية تستمر رغم الاستنكار العالمي والإدانة والمطالبات بوقف فوري للهجوم العسكري في رفح، ووقف إطلاق النار الفوري».
وأضافت: «لقد فاقمت هذه الحملة العسكرية بشكل كبير الظروف الإنسانية الكارثية في قطاع غزة، وأدى استيلاء قوات الاحتلال على معبر رفح الحدودي الذي يعد شريان حياة حيويا للمدنيين الفلسطينيين، إلى تدهور الأوضاع الإنسانية، وتفاقم المجاعة في جميع أنحاء قطاع غزة».
ودعت المجموعة العربية، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليته واتخاذ إجراءات حاسمة، لضمان وقف إسرائيل هجومها العسكري في رفح فورا، والمطالبة بوقف إطلاق النار الفوري.
وأكدت دعمها الكامل لمشروع القرار المقدم من الجزائر نيابة عن المجموعة العربية، والذي يهدف إلى تحقيق هذه الأهداف، حاثةً أعضاء مجلس الأمن على المشاركة البنّاءة في عملية التفاوض حتى يتمكن المجلس من التحرك بشكل عاجل للوفاء بمسؤوليته.
وشددت المجموعة العربية على أنه من الضروري أن يتخذ مجلس الأمن إجراءات فورية لوقف هذه العملية العسكرية الكارثية، وفرض وقف فوري ودائم لإطلاق النار في جميع أنحاء قطاع غزة، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة فورا، بما في ذلك من خلال الأمم المتحدة، وخاصة من خلال وكالة «الأونروا».

مقالات مشابهة

  • الشرطة الإسرائيلية تفض مظاهرة للحريديم بتل أبيب وتعتقل 4 منهم
  • إعلام إسرائيلي: إصابتان إثر سقوط شظايا صاروخ في محيط كريات شمونة شمال إسرائيل
  • إعلام إسرائيلي: بايدن تجاوز نتنياهو وطالب الجمهور برفع الصوت لإبرام صفقة
  • ‏إعلام إسرائيلي: جندي ألقى قنبلة صوت على مقر وزارة الأمن ثم هرب
  • المحكمة العليا الإسرائيلية تنظر بقانون إعفاء الحريديم من التجنيد
  • «المجموعة العربية» تعرب عن قلقها إزاء العملية العسكرية في رفح
  • "الرئيس القوي".. نجيب بوكيلة يبدأ ولاية ثانية في السلفادور
  • مستقبل وطن: طرح القضية الفلسطينية على مائدة الحوار الوطني خطوة جديدة للدعم
  • الأمين: مشاريع المقامرة والمجازفة قاربت على الانتهاء
  • إعلام إسرائيلي: حملة كل العيون على رفح نجاح كبير لحماس وعاجزون عن مواجهتها