تنفيذًا لتوجيهات السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، عقدت وزارة الهجرة عددًا من الاجتماعات التنسيقية لوضع ضوابط السفر للفتيات المصريات وتوعيتهن بقوانين العمل المعمول بها في الدول العربية، وكذلك التوعية بحقوقهن وواجباتهن في دول المقصد، حيث ترأس تلك الاجتماعات السيد السفير عمرو عباس، مساعد وزيرة الهجرة لشئون الجاليات، وبحضور ممثلي وزارتي الخارجية والعمل والجهات المعنية بضوابط السفر، حيث استعرضت كل جهة رؤيتها لهذا الأمر وقدمت توصياتها في شأنه.

وقد وجهت السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، بعقد هذه الاجتماعات عقب تلقي الوزارة عددًا من الاستغاثات من المصريين العاملين بالخارج، وذلك في إطار حرص السيدة وزيرة الهجرة على إعمال استراتيجية التواصل المستدام مع أبناء مصر حول العالم والاستماع إليهم وتلبية احتياجاتهم، باعتبارهم في قلب أهداف التنمية المستدامة التي تعمل الدولة المصرية على تنفيذها.

وشددت السفيرة سها جندي على أهمية عمل المصريين في الخارج وفقا لعقود رسمية موثقة، حتى يمكن الحصول على مستحقات العمال بشكل قانوني، ومتابعة موقفهم في مختلف الدول، والتأكيد على أن المصريين بالخارج لهم من يمثلهم ويعمل على رعايتهم، وقالت: "إننا حريصون على تعريف الراغبين والراغبات في السفر للخارج، بالأطر القانونية والمحددات الثقافية، لدولة المقصد، لتهيئتهم قبل السفر، باعتبارهم يحملون اسم بلدهم في الدول التي يتوجهون إليها".

وفي هذا الصدد، أكدت سيادتها أن هناك تنسيقًا بين وزارة الهجرة وكافة الجهات الوطنية المعنية على مدار الساعة للتشاور معهم دائما والخروج بتوصيات تؤمن استقرار المصري في الخارج وتؤهله لأن يكون على أعلى درجات المسئولية.

وخلال الاجتماعات، تم استعراض جهود وزارة الهجرة في ملف توعية المصريين العاملين بالخارج بحقوقهم وواجباتهم وفقا لقوانين الدول المسافرين إليها.

وفي الختام، تم الاتفاق على استمرار الاجتماعات التنسيقية برئاسة وزارة الهجرة وعضوية الجهات المعنية الأخرى، وكذلك دراسة كافة الرؤى والتوصيات التي طرحتها وقدمتها تلك الجهات، وذلك للوصول إلى ضوابط نهائية وآليات عمل وطنية، من شأنها توعية الفتيات المسافرات للعمل حتى يتم تفادي أية مشاكل قد تواجههن بالخارج.

وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الهجرة كانت قد أعدت حملة توعوية موسعة بعنوان "اعرف حقك واطمن" لتعريف المصريين من الشباب والفتيات العاملين بالمملكة العربية السعودية، بحقوقهم في العمل، حيث تم استعراض أهم مواد قانون العمل في السعودية وكل ما له علاقة بالحقوق والواجبات التي يتعين على العاملين المصريين في المملكة الالتزام بها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة وزارة الهجرة السفيرة سها جندي قوانين العمل الدول العربية وزارة الهجرة

إقرأ أيضاً:

الهجرة الجماعية من الاتجار بالبشر سرا إلى البحث عن الشرعية العلنية

بقلم الدكتور: أحمد درداري  

تطور شكل الهجرة غير الشرعية من هجرة سرية وبعدد محدود إلى هجرة جماعية وعلنية ومؤطرة عبر فيسبوك، مما يثبت وجود جريمة التحريض على القيام بأفعال يعاقب عليها القانون مثل التجمعات غير المرخصة والدعوة لمغادرة التراب الوطني بشكل غير قانوني، ونشر أفكار عدائية تجاه الوطن، وتيئيس البقاء، وتشجيع المغادرة. بناء مشروع الهجرة الجماعية والوصول إلى الضفة الأوروبية المؤطر بفكرة سياسية أصبح موضة جديدة للتعبير عن السخط العام، وله أوجه مختلفة قد تظهر في المستقبل تحت مسميات وشعارات قد تكون محرجة للدول الأوروبية ولدول الانطلاق معًا. هناك من يرى أنها غير ذات تأثير على الدولة، لكن شكلها الجديد لا يمكن نكران وجود خطر محتمل. التعامل معها لا يقبل المنهجية الكلاسيكية، فقد تتطور الظاهرة لتتحول إلى كارثة، خصوصًا مع تنامي العزم على الهجرة الجماعية نتيجة الإحباط الناتج عن توالي الأزمات الاجتماعية ومظاهر الظلم المختلفة، إضافة إلى غياب دور الحكومة وبعدها عن هموم الشعب، ناهيك عن تغذية الأزمة على الصعيدين الوطني والدولي.   فقد استخدم الفضاء الأزرق للتخطيط والتواصل عبر المواقع ووسائط التواصل الاجتماعي لحشد التأييد وتحديد موعد الهجرة الجماعية وجعلها كبيرة العدد. جعلها علنية يدل على نهاية الخوف والإقبال على المغامرة والانتحار الجماعي. وقد يتطلب الأمر قراءة وتعميق البحث ومساءلة عقل الدولة الاستخباراتي والتنموي حول كيفية السماح لمواقع التواصل الاجتماعي بتأطير الراغبين في الهجرة بشكل جماعي، وتأثير ذلك على قدرتها في مواجهة التحديات الأمنية الداخلية. فلا ينفع الاكتفاء بتتبع ومحاكاة الوضع الدولي دون الاهتمام بما يقع على المستوى الداخلي والإقليمي. الشأن الداخلي والصمت عن بعض القضايا يمكن أن يخلق متاعب اجتماعية وأمنية. وقد يحتاج المغرب إلى إحداث مؤسسة أمنية متخصصة في الهجرة واللاجئين بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، بما أن عددًا مهمًا من المهاجرين هم من الأجانب، إضافة إلى أن أوروبا هي هدف المهاجرين، مما يضفي على الهجرة الجماعية طابعًا دوليًا، والدول التي يضبط مواطنوها ضمن المشاركين في مسيرة الهجرة الجماعية تتحمل المسؤولية أيضًا.   مسؤولية الإعلام الرسمي   على المستوى الوطني، يلاحظ غياب التسويق الإعلامي للعدد الكبير وحجم المشاريع التي شهدتها البلاد، وعدم ربط المنجزات التنموية بالطموحات الشعبية والتثقيف التنموي. فقد ظل التواصل الإعلامي العمومي الرسمي محدودًا إن لم نقل غائبًا عن إيصال أنشطة الحكومة إلى عقول المواطنين. والسؤال هو: لماذا لم يتحقق الاعتراف بالإجماع حول منجزات الدولة والحكومات منذ الاستقلال؟ ولماذا يُبقى هذا التباعد بين الحاكمين والمحكومين؟ صحيح أن الوضع المأزوم يضمن بطاقة العودة للحكم بالنسبة للمعارضة السياسية، حيث يرى البعض أن إضعاف وعي المواطنين يجب أن يبقى كرصيد لنجاح العملية الانتخابية بين الأغلبية والمعارضة، وأنه كلما بقيت الأزمة متفاقمة، بقيت مبررات إجراء الانتخابات والتناوب على السلطة. فإلى متى ستبقى الأزمة الاجتماعية موضوع صراع بين السياسيين وسيلة ضغط دون وجود مخاطب رسمي في الدولة مستقل يجيب عن تساؤلات المواطن ويتلقى شكاياته وطلباته ولو في أبسط شروط الحياة، ويقدم حلولًا لمشاكله للتقليل من أسباب الإحباط واليأس والتدمير والسخط، والحد من التمرد على الانتماء للوطن؟ فقد دفع غياب التواصل مع المواطنين بعضهم إلى التواصل مع أعداء الوطن الذين ظهرت بصماتهم في منهجية التعاطي والتحامل على المغرب ورموزه ومكتسباته وكرامة المغاربة من خلال تقبيح الانتماء الهوياتي، وإهانة ما تحقق من إصلاحات، والضغط على زر الأزمة لضرب السلم الاجتماعي والاستقرار وتعطيل الأوراش التنموية التي هي قيد الإنجاز.   وعليه، لا يمكن للسياسة أن تمارس بعيدًا عن حياة المواطنين اليومية والاحتكاك المباشر معهم، لأن ذلك يزيد من ارتباك النسق السياسي واستنزاف القدرات الأمنية للدولة على حساب عبث المسؤولين والسياسيين، مما يؤدي إلى تدهور الحياة السياسية والاجتماعية. ويبدو خطاب 9 مارس 2011 كأنه المرجع الحقيقي للتنمية ودفتر التحملات السياسية للدولة، لكن جله تم إجهاضه بسبب تعنت النخبة السياسية وانتقاصها من قيمة مضامين هذا الخطاب الملكي. يجب العودة إليه لإعادة ترقيم الالتزامات وترتيب الأولويات ومساءلة كل فاسد يحاول أن يثقل الوضع بالمزيد من المشاكل لكي تطوى صفحة المحاسبة. بل وحتى الدستور لم يمنح المواطنين الحق الكامل في التنمية، حيث خصص السياسات العمومية التي تعنى بحياة المواطنين بجلسة برلمانية واحدة في السنة فقط، إضافة إلى اقتسامها بين القطاع العام والخاص كالتعليم والصحة والتشغيل، وضعف الجزء العمومي لصالح الخواص، مما يدل على تنصل الدولة من واجباتها وابتعادها عن الدول التي تفتح شهية الهجرة إليها أمام المواطنين الذين لا يهتم بهم القطاع العام ولم تتوفر لهم إمكانيات القطاع الخاص. بينما السياسات العامة، منحها الدستور جلسة برلمانية كل شهر، وهي الموضوع الحقيقي لمساءلة الحكومة.   مسؤولية الحكومة   طبعًا، لم تعد الحكومة موضوع ثقة الشباب في ظل تفشي البطالة وغلاء الأسعار، مقابل تدني الأجور التي لم تعد تواكب كلفة الحياة. لكنها ليست مسؤولة وحدها، بل جميع المغاربة يقتسمون المسؤولية من كل زاوية: وزير وموظف وأستاذ وطبيب ومحامي وقاضٍ وتاجر ومدير شركة، وكلهم يساهمون في سوء تدبير المسؤولية سواء تعلق الأمر بالقضايا الإدارية أو الاجتماعية أو المالية. إن ثقافة الغش متجذرة في ثقافتنا، مما جعل التنافس حول كلفة الحياة لا يعطي النتائج إلا بالغش أو بالفوضى، والطموح في حياتنا محصور فيما هو مادي، والتطلع إلى حياة الرفاه دون القيام بأي جهد أو عمل متساوي مع المستحق. ولم تعد القناعة مبدأً يلف مستوى العيش ويقر بالنصيب والقسمة من الأرزاق.   مسؤولية الطبقة المتوسطة   بالنظر إلى الطبقة المتوسطة، نجدها إما أنها رافضة للقيام بأدوارها أو تم دفعها نحو ذلك. الأمر أصبح مختلفًا، بحيث إنه بسبب تقابل وصراع الفقر والغنى دون فصل الطبقة المتوسطة بينهما، شاعت فكرة عدم جدوى التمسك بقيم القناعة والأخلاق الاجتماعية والتدرج في البحث عن المال وتطوير الحياة وتوزيع الأدوار بشكل تكاملي وغير مباشر لتصحيح الفارق بين الطبقات الاجتماعية وتقريب مستويات العيش. لا يمكن القول بالاعتراض أو حجب إمكانية المملكة المغربية احتضان كل أبناء الوطن، بل ذلك أمر مرفوض، لأن جميع المغاربة بقوة القانون متساوون في الكرامة، وإن كانوا غير متساوين في مستوى العيش. ولا يمكن إسقاط الفيلم الهندي "حياة الماعز" على الشعوب العربية لمجرد أن هذه الدول لم تستطع القضاء على الفقر وتنميط القوانين ومحاصرة البؤس بنفس الأساليب والمقاربات التي تُعتمد في دول الضفة الشمالية.   مسؤولية الأسر عن نفسها وأبنائها   معلوم أن الأسرة تعلم جيدًا أن مغادرة التراب الوطني بدون قانون مخالف للقانون، ومعلوم أن القاصرين مكانهم الحقيقي في المؤسسات التعليمية والتكوين، وأن الأسر مسؤولة عن الأبناء القاصرين، والتحريض والتشجيع على الهجرة مخالف للقانون.   فإذا كانت جودة القوانين هي الفرق بين الدول، وأن الحقوق والواجبات مسطرة بشكل جيد في الدول المتقدمة، فإن النظر إلى الدول الأقل من المغرب أمر مرفوض. يجب على الدولة أن تعمل على تقريب جودة القوانين ومستوى عيش المواطنين من مستوى باقي المواطنين في الدول الأوروبية، وإن التغني بالتنمية في ظل وجود فوارق اجتماعية شاسعة لا يقبله العقل، وستزيد من حدة الفقر والبطالة. الحل يكمن في توفير العمل للجميع مقابل أجور معقولة، وإلزام القطاع الخاص باحترام ذلك، ويظل التحدي الحقيقي أمام الدولة. خضوع الجميع للقانون هو غاية الغايات، كما أن تأطير المواطنين من خلال الخدمة العسكرية والعمل التطوعي والتركيز على تعليم جيد وتكوين لكل أبناء الوطن هو سبيل النجاح والازدهار وصون الهوية. كما أن المراقبة لمواقع التواصل الاجتماعي، ومحاصرة الأفكار السلبية والسالبة للهوية الوطنية لابد منها، خصوصًا أننا أمام الزحف الهيستيري لمشروع العولمة الثقافية المميتة للخصوصية.   مسؤولية المتربصين   التاريخ يدون كل الأفعال والأقوال، ولا يمسح أثر الأحداث مهما كانت الظروف والتقلبات. قضية الأعداء سواء داخل المغرب أو خارجه ليست بغريبة، لكن مهما كان التآمر، فإن السيادة ثابتة ولا يمكن التذرع بوجود أعداء لتضليل الطريق الصحيح الذي رسمه وطننا، أو الانتقاص من السيادة. المغرب دائمًا يتعرض للتآمر ويستغل الأزمات، ويضحد الباطل بالحق، والمزاعم بالوقائع، والكذب بالدليل. فالثابت أن العداء دليل قاطع على النجاح.   الدكتور أحمد درداري: رئيس المركز الدولي لرصد الأزمات واستشراف السياسات  

مقالات مشابهة

  • الوعود التي تعهد ترامب بتنفيذها في اليوم الأول كرئيس
  • ميقاتي يُلغي سفره إلى نيويورك: لا اولوية تعلو على وقف المجازر التي يرتكبها العدوّ
  • اجتماع موسع لوضع الترتيبات التي تتعلق بالمتقاعدين العسكريين
  • “قنان”يشارك في اجتماعات البرلمان الأفريقي لبحث قضايا الهجرة واللاجئين
  • عطاف يُمثل الرئيس تبون في قمة المستقبل بنيويورك
  • الهجرة الجماعية من الاتجار بالبشر سرا إلى البحث عن الشرعية العلنية
  • كلاس إلى نيويورك للمشاركة في قمة المستقبل التي تعقد في الامم المتحدة
  • اتحاد المصريين بالخارج يعلن بدء موسم العمرة 2024 - 2025
  • وزيرة الشؤون تعتمد برامج لتأهيل العاملين بمراكز الحماية من العنف الأسري
  • وزارة الخارجية تتابع حادث انقلاب سيارة تحمل مصريين في درنة الليبية