ينطلق ماراثون الانتخابات الرئاسية فى المكسيك بعد ساعات اليوم الأحد وسط ترقب أمريكى للرئيس القادم فى الدولة التى تقع على جنوب الولايات المتحدة وتجمعهما إتفاقية للتجارة الحرة مع ثاثلتهما كندا، ويخوض السباق الرئاسى هذه المرة الرئيس الحالى أندريا لوبيز لوبرادور صاحب التوجه الشعبوى، وسيدتان هما كلوديا شاينبوم عمدة مدينة مكسيكو سيتى الحالية صاحبة التوجه الشعبوى المحافظ والتى تعتبر من تلاميذ لوبرادور، كما تخوض السباق منافستها الليبرالية السيدة زوشيتل جالفيز.

توقعات بفوز يهودية لرئاسة المكسيك وسط ترقب إسرائيلى حذر!

وتشهد المكسيك لأول مرة ترشح سيدتين من المحتمل أن تفوز إحداهما بكرسى الرئاسة فى سابقة لم تحدث فى تاريخ المكسيك، وتحظى كلوديا شاينبوم ذات الأصول اليهودية والبلغارية بحظ وفير بحسابات الخبراء للفوز بالإنتخابات، حيث يتسم توجهها الشعبوى واليسارى بالمتوازن نظرا لخلفيتها العلمية الهندسية وحصولها على درجة الدكتوراه فى مجال الطاقة والبيئة الذى يعد من أهم الملفات العالقة بين المكسيك وجارتها الولايات المتحدة.

من جانبها  أكدت صحيفة “ تايمز أوف إسرائيل” على ترقب الأوساط السياسية والدينية الإسرائيلية حذر بفوز كلوديا شاينبوم بكرسى الرئاسة وإعتباره إنتصارا للجالية اليهودية المكسيكية واللاتينية بصفة عامة، إلا أنهم يتحفظون على كونها تلميذة للزعيم اليسارى أندريا لوبيز الذى نجح فى عزلها بعيدا عن أصولها اليهودية، ونجح فى تأصيل التوجه اليسارى الشعبوى بداخلها لدرجة عدم ذكرها لأصولها أثناء حملتها الإنتخابية الحالية وإصرارها على نشأتها غير الدينية مؤكدة أنها مكسيكية حتى النخاع وهو ما عرض شاينبوم للنقد فى الأوساط الإسرائيلية.

وقد سبق وفاز مرشحان رئاسيان يهوديان فى تاريخ المكسيك سابقا أولهما فى عام 1945 والأخر يدعى ساليناس دى جوراتارى الذى منحته إسبانيا الجنسية للتكفير عن طردها لليهود فى القرن ال 14. 

تلميذة لوبيز تؤمن باحتفاظ الدولة لمصادر وشركات الطاقة

 تحافظ دولة المكسيك على إمتلاكها للشركات الأساسية المنتجة للطاقة الأحفورية "بيميكس" وتسيطر على كافة عمليات التنقيب والبيع والتصدير للخارج، وهو ما جعلها فى مرمى البصر عند الشركات الأمريكية التى تريد التسلل الى سوق الطاقة المكسيكى للسيطرة على هذا المورد الهام والموجود بالقرب من أراضيها، وتعوّل إدارة بايدن على فوز المرشحة زوشيتل جافيز التى تؤمن بالتجارة الحرة بين بلادها والجارة الأمريكية الشمالية.

أما خبراء العلاقات الدولية فيؤكدون فى صحيفة “ الهيل ” الأمريكية أنه فى حالة فوز كلوديا شاينبوم بمقعد الرئاسة فسوف تحتفظ بملكية شركات إنتاج الطاقة الأحفورية والمتجددة، بالإضافة الى شركات الدعم اللوجيستى والفنى “ سى إيه إف ”، مما يستنكره سفير المكسيك السابق فى واشنطن أرتور صاروخان مشبها إياه بالمثل القائل " كيف يمكن للطاهى طبخ الطعام ثم يأكله "، حيث يشجع صاروخان على الإنفتاح على الإستثمارات الأجنبية خصوصا الأمريكية والغربية فى مجال الطاقة الذى يعد المورد المتميز فى المكسيك، ومع ذلك لا ترفض الدولة اللاتينية الإستثمارات الخارجية وإنما تفضل الشراكة الصينية فى مجالات التكنولوجيا، وهو ما تعتبره الولاياات المتحدة تهديدا لأمنها القومى من ناحية الجنوب. 

تعاون الحرس الوطنى والجيش لمكافحة الجريمة المنظمة وتنفيذ مشروعات البنية التحتية

 أوضح الخبراء فى صحيفة " الهيل " أنه من المتوقع أن تحتفظ شاينبوم فى حال فوزها بالمقعد الرئاسى بما يسمى بالحرس الوطنى الذى يمثل الجناح العسكرى جنبا الى جنب مع قوات الشرطة والجيش والذين نجحوا فى مواجهة عصابات وتشكيلات الجريمة المنظمة، وقد أسسهم الرئيس الحالى أندريا لوبيز أستاذ المهندسة شاينبوم الأكثر حظا بين المرشحين فى السباق الحالى للإنتخابات، بالإضافة الى تفضيل شاينبوم قيام شركات الجيش بتنفيذ مشروعات البنية التحتية مثل الطرق الدائرية وغيرها مما يجعل الولايات المتحدة تنظر إليها بعين الريبة.

ملف الهجرة الأكثر سخونة فى الأمريكيتين الشمالية والجنوبية 

 يظل ملف الهجرة غير الشرعية الذى يسمح بتدفق المهاجرين من الحدود الجنوبية بين الولايات المتحدة والمكسيك عبر الصحارى والأنهار متسللين الى ولاية تكساس الأكثر سخونة بين البلدين، حيث يمثل هذا الملف اولوية على أجندات المرشحين الرئاسيين الحاليين الديمقراطى جو بايدن والجمهورى دونالد ترامب، واللذان سبقا وإتخذا إجراءات صارمة حياله تم سنها إما فى قوانين مستقلة  أوفى تعديلات دستورية ملحقة تمت فى عهد دونالد ترامب، وإنتهت بإتفاق متضمنا قبول المكسيك بإستقبال المهاجرين غير الشرعيين وطالبى اللجوء وأصحاب الجنسية الثالثة، فى مقابل إزالة كافة القيود على التبادل التجارى والإعفاء من كافة التعريفات الجمركية بين البلدين مع إشراك كندا فى الإتفاق الإقتصادى والسياسى، وهو ما يرفضه حاليا لوبيز وتلميذته كلوديا شاينبوم ويعتبرا هذا الإتفاق عِبئا كبيرا على إقتصاد المكسيك، ويعد أمرا مجحفا بتحمُل مطالب اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين من حملة الجنسية الثالثة.

مفاجأة المرشح الشعبوى الكندى الجديد 

 لم تسلم حدود الولايات المتحدة الشمالية من تهديد جديد قادم من ناحية جارتها الكندية التى سوف تشهد إنتخاباتا رئاسية فى 2025، حيث يواجه المرشح جوستن ترودو رئيس الوزراء الحالى صاحب التوجه الليبرالى منافسه الشعبوي بيير بواليفر ذا التوجه اليسارى المحافظ، مما تعتبره الولايات المتحدة فى عهد الرئيس بايدن تهديدا لأمنها القومى الشمالى يضاف الى الجنوبى مع توقعات قوية بفوز كلا المرشحين الشعبويين فى المكسيك وكندا، بالإضافة الى التهديد الصريح لإتفاقية التعاون الإقتصادى والسياسى بين الأطراف الثلاثة، مع إحتمالات لخسارة أسواق إستهلاكية واسعة للمنتجات الأمريكية، نظرا لميل رؤساء هذه البلدان فى تفضيل التعاون مع الصين وروسيا للإستثمار داخل أرضيهما، مقارنة بالشركات الأمريكية فى المستقبل وهو ما يمثل خسارة كبيرة للأسواق فى أمريكا اللاتينية والشمالية أيضا، مع الوضع فى الإعتبار تفضيل المرشحان المكسيكيان لوبيز وشاينبوم فوز الرئيس السابق دونالد ترامب المرشح الجمهورى ودعمه لأنه صاحب نفس التوجه الشعبوى المماثل لهم فى الإنتخابات الرئاسة المرتقبة بنوفمبر القادم.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إنتخابات المكسيك الشعبوية الليبرالية ترامب بايدن الهجرة كندا جاستن ترودو الولایات المتحدة وهو ما

إقرأ أيضاً:

الصين تطالب الولايات المتحدة بالكف عن التهديد بالرسوم الجمركية

قالت الصين إنه يتعين على الولايات المتحدة التوقف عن تهديدها بفرض رسوم جمركية أعلى، وحثت الصين تطالب الولايات المتحدة بالكف عن التهديد بالرسوم الجمركية إجراء المزيد من المفاوضات بشأن القضايا العالقة للتوصل إلى اتفاق تجاري، وذلك رداً على أحدث إجراءات الرئيس دونالد ترمب ضد بكين.

وقالت وزارة التجارة في بيان يوم الأحد إن إجراءات الصين التجارية الأخيرة المضادة المتعلقة بالولايات المتحدة كانت ضرورية ودفاعية. وأضافت أن بكين ستتخذ تدابير مقابلة لحماية حقوقها إذا استمرت الولايات المتحدة في تصرفاتها.

تصعيد أميركي يشمل الرسوم والبرمجيات الحيوية

وأعلن ترمب يوم الجمعة فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 100% على الصين بالإضافة إلى ضوابط على تصدير "أي وجميع البرمجيات الحيوية" بدءاً من أول نوفمبر، بعد ساعات من تهديده بإلغاء اجتماع مرتقب مع الزعيم الصيني شي جين بينغ. وجاء ذلك بعد أن فرضت الصين رسوماً جديدة بالموانئ على السفن الأميركية، وبدأت تحقيقاً لمكافحة الاحتكار بشأن شركة "كوالكوم"، وكشفت عن قيود جديدة شاملة على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة وغيرها من المواد الحيوية.

وقالت وزارة التجارة: "التهديد بالرسوم الجمركية المرتفعة عند كل منعطف ليس الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين". وأضافت: "الصين تحث الولايات المتحدة على تصحيح ممارساتها الخاطئة في أسرع وقت ممكن".

وأعلنت الصين الأسبوع الماضي عن قيود واسعة جديدة على صادراتها من المعادن الأرضية النادرة وغيرها من المواد الحيوية. وبموجب ما أعلنته الخميس، سيُطلب من المصدرين الأجانب للبضائع التي تحتوي حتى على آثار من معادن أرضية نادرة مصدرها الصين الحصول على ترخيص تصدير، مستندة إلى اعتبارات الأمن القومي. كما ستخضع معدات وتقنيات معينة لمعالجة المعادن الأرضية النادرة وصنع المغناطيسات لقيود أيضاً.

طباعة شارك الصين الولايات المتحدة بالرسوم الجمركية رسوم جمركية ترمب

مقالات مشابهة

  • رئيس الولايات المتحدة يصل إلى إسرائيل قبل توجهه إلى مصر للمشاركة في قمة السلام بغزة
  • النفط يستعيد بعض مكاسبه بعد خسارته بفعل التوترات بين الولايات المتحدة والصين
  • استقرار الدولار مع تركيز الأسواق على التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين
  • الصين تطالب الولايات المتحدة بالكف عن التهديد بالرسوم الجمركية
  • ترامب يغادر الولايات المتحدة لزيارة إسرائيل وحضور قمة شرم الشيخ
  • ترامب: الولايات المتحدة تريد مساعدة الصين لا إيذاءها
  • 16 قتيلا بانفجار مصنع في الولايات المتحدة
  • 16 قتيلا بانفجار المصنع في الولايات المتحدة
  • مقتل 4 أشخاص بإطلاق نار في الولايات المتحدة
  • انطلاق أولى حفلات جورج وسوف في الولايات المتحدة.. الليلة