مركز رصد الزلازل: عُمان ليست بمنأى عن موجات «تسونامي»
تاريخ النشر: 8th, June 2024 GMT
قال الدكتور عيسى الحسين مدير مركز رصد الزلازل بجامعة السلطان قابوس: إن سلطنة عُمان لم تشهد موجات تسونامي مدمرة في تاريخها الحديث، إلا أنها ليست بعيدة عن المخاوف المتعلقة بحدوث موجات تسونامي، نظرًا لموقعها الجغرافي على أطراف الصفيحة العربية المطلة على بحر عُمان وبحر العرب والمحيط الهندي.
وأكد الحسين في حوار خاص لـ(عُمان) أن الاهتمام بالتخطيط والتدابير الوقائية يمكن أن يساعد في تقليل المخاطر المحتملة وتحسين جاهزية البلاد لمواجهة أي تهديد مستقبلي، موضحًا أن موجات تسونامي هي ظاهرة طبيعية خطيرة يمكن أن تحدث نتيجة عدة عوامل جيولوجية، وتؤثر بشكل كبير على البيئة، والبنية التحتية، والسكان، والاقتصاد، مشيرًا إلى أن التوعية والاستعداد المسبق هما أفضل طرق للتقليل من تأثيراتها السلبية.
وبيّن أن التأثر بموجات تسونامي يعتمد على القرب من الساحل، وطبيعة التضاريس، والبنية التحتية المتاحة، مشيرًا إلى أهمية وجود أنظمة إنذار مبكر وإجراءات احترازية لحماية السكان وتقليل الأضرار، بعدد من الإجراءات منها بناء حواجز بحرية، ووضع خطط إخلاء، وتعزيز الوعي العام حول كيفية التصرف في حالة حدوث تسونامي.
الصفائح التكتونية
وقال الحسين توجد صفائح تكتونية مهمة حول سلطنة عُمان وهي الصفيحة العربية التي تقع عليها سلطنة عُمان وصفيحة أورمارا (مكران)، التي تقع إلى الشمال الشرقي من سلطنة عُمان على طول الساحل الإيراني والباكستاني، وهذه المنطقة تُعرف باسم منطقة اندساس مكران، وهي منطقة نشطة جيولوجيًا يمكن أن تولد زلازل قوية قد تؤدي إلى موجات تسونامي كما حدث عام 1945.
وأوضح مدير مركز رصد الزلازل العوامل المتعلقة بصفيحة (مكران) وأهمية مراقبتها وقال: إن منطقة اندساس مكران تقع حيث تنغمس صفيحة أورمارا (الجزء الشمالي الشرقي من الصفيحة العربية) تحت الصفيحة اليورواسوية (تحت باكستان وإيران)، وهذا التفاعل التكتوني يؤدي إلى نشاط زلزالي مستمر في المنطقة، ويمكن أن يسبب موجات تسونامي تصل إلى سواحل سلطنة عُمان، اعتمادًا على شدة الزلزال وعمقه.
وأكد الحسين على أهمية الإنذار المبكر والتحذير والإجلاء السريع للسكان حيث يمكن للزلازل في منطقة مكران أن تكون كبيرة وتسبب تسونامي موجات تصل إلى السواحل العمانية بسرعة وبوقت قصير بسبب القرب، مما يجعل نظم الإنذار المبكر للتحذير والإجلاء السريع للسكان عامل بالغ الأهمية.
ولأخذ الاحتياطات الأزمة أوصى الحسين بضرورة رصد النشاط الزلزالي.
وقال: من الضروري أن تسهم شبكات الرصد الزلزالي للدول المطلة على بحر عُمان بمشاركة بعض محطات الرصد لتكون هناك مراقبة مستمرة ودقيقة للنشاط الزلزالي في منطقة مكران، وذلك يتضمن مشاركة بعض محطات الرصد لشبكات رصد الزلازل بين تلك الدول والمساهمة بنظم الإنذار المبكر للتسونامي.
وبيّن أنه يتحتم على سلطنة عُمان تطوير خطط شاملة للاستجابة للكوارث، بما في ذلك خطط الإجلاء والتعليمات الواضحة للسكان حول كيفية التصرف في حالة حدوث تسونامي، والعمل على بناء البنية التحتية للمناطق الساحلية المنخفضة بطريقة مقاومة للتسونامي يمكن أن يقلل من الأضرار المحتملة ويزيد من سلامة السكان، إضافة إلى توعية المجتمع من خلال نشر الوعي بين السكان حول المخاطر الزلزالية والتسونامي وكيفية التصرف في حالات الطوارئ، حيث يمكن أن يسهم ذلك في سلامة المواطن والمقيم، مشيرًا إلى أهمية تكثيف برامج التوعية والتدريبات على الإخلاء.
وأكد أن وجود صفيحة أورمارا (شرق مكران) والنشاط الزلزالي المرتبط بها يشكلان مصدرًا للقلق فيما يتعلق بموجات تسونامي المحتملة التي قد تؤثر على سلطنة عُمان بسبب قرب المصدر الزلزالي وقصر الوقت لإصدار الإنذار من تلك الموجات.
من المهم أن تكون هناك تدابير وقائية وتوعية بأنظمة إصدار الإنذار المبكر بشل فعال لحماية السكان وتقليل الأضرار المحتملة.
التدابير والاحترازات
وأشار الدكتور عيسى الحسين في حديثه إلى عدد من التدابير اللازمة لموجهة خطر موجات تسونامي على سلطنة عُمان ومن بينها وضع تطوير نظام الإنذار المبكر، وبيّن أن سلطنة عُمان أنشأت نظام إنذار مبكر فعّال لمراقبة النشاط الزلزالي تحت البحر والتنبيه المبكر عن حدوث تسونامي، يمكن تطويره وتحسينه من خلال التعاون مع المراكز الإقليمية والدولية، وتفعيل أنظمة التحذير العامة التي من خلالها يمكن استخدام صفارات الإنذار، والرسائل النصية، والإذاعة، والتلفزيون لتحذير السكان في الوقت المناسب.
كما أكد الحسين على أهمية التخطيط العمراني والهندسي ووجود البنية التحتية المقاومة، وقال: إن تصميم وبناء البنية التحتية الساحلية في المناطق المنخفضة بطريقة تجعلها مقاومة لموجات التسونامي، مثل بناء الحواجز والسدود، واستخدام المواد المقاومة للماء، وتحديد المناطق الآمنة عند تخطيط المدن والمناطق السكنية بعيدًا عن المناطق الساحلية المنخفضة والمعرضة لخطر الفيضانات.
و تطرق إلى أهمية التوعية والتدريب وقال: من الضروري تنظيم حملات توعية للسكان حول مخاطر التسونامي وكيفية التصرف في حالات الطوارئ، بما في ذلك التعرف على الإشارات المبكرة لموجات التسونامي، وإجراء تدريبات طوارئ منتظمة للسكان تشمل الإخلاء الفوري والوصول إلى المناطق الآمنة.
وتحدث الحسين عن البحث العلمي وأهميته وحث على دعم وتشجيع الأبحاث المتعلقة بالنشاط الزلزالي وموجات التسونامي لفهم المخاطر بشكل أفضل وتحسين المعرفة بها، والاستمرار بالمراقبة الدائمة للزلازل والنشاط الجيولوجي في منطقة مكران والمناطق المحيطة.
كما بيّن أهمية التعاون الدولي والإقليمي مع الدول المطلة على بحر عمان وبحر العرب والمحيط الهندي لتبادل المعلومات والتنسيق في حالات الطوارئ، والانضمام إلى الشبكات الإقليمية والدولية للإنذار المبكر وتبادل البيانات والخبرات.
وأكد مدير مركز رصد الزلازل على أهمية التخطيط للطوارئ وإعداد خطط إخلاء مفصلة تشمل طرق الإخلاء والملاجئ الآمنة وتدريب السكان على تنفيذها، وتشجيع الأفراد والأسر على إعداد حقائب طوارئ تحتوي على مستلزمات أساسية مثل الماء، والطعام، والأدوية، والمستندات المهمة، وتهيئة البنية التحتية للنقل وتحسين شبكة الطرق والنقل العام لضمان إخلاء سريع وفعال للسكان في حالة الطوارئ، والاستعداد المجتمعي عبر إنشاء فرق تطوعية مدربة على الاستجابة لحالات الطوارئ وتقديم المساعدة للسكان.
تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين من الكوارث لتخفيف الصدمات النفسية وتعزيز التعافي، مؤكدًا أن اتباع هذه التدابير والاحتياطات، يمكن لسلطنة عُمان تعزيز جاهزيتها لمواجهة مخاطر موجات التسونامي وحماية سكانها من الأضرار المحتملة.
التغير المناخي
وعن ما إذا كان التغير المناخي يؤثر على تكوين طبقات الأرض قال الحسين: التغير المناخي هو عملية طويلة الأمد تتضمن تغيرات في درجات الحرارة وأنماط الطقس على مستوى العالم، بينما يركز تأثير التغير المناخي بشكل رئيسي على النظام البيئي والطقس والمناخ، إلا أن له تأثيرات غير مباشرة على الجيولوجيا وتكوين طبقات الأرض بطرق مختلفة قد تؤثر على طبقات الأرض.
وأكد أن التغير المناخي ليس له تأثير مباشر على تكوين طبقات الأرض كما يحدث في العمليات الجيولوجية التقليدية مثل النشاط التكتوني، إلا أن تأثيراته غير المباشرة من خلال تغيرات في المناخ، وارتفاع مستوى سطح البحر، وتغيرات في التعرية والترسيب، يمكن أن تؤدي إلى تغيرات ملموسة في طبقات الأرض العلوية على مدى فترات زمنية طويلة. لذا، من المهم دراسة هذه التأثيرات وفهمها كجزء من الدراسات البيئية والجيولوجية الشاملة.
عوامل الحدوث
وتحدث مدير مركز رصد الزلازل عن العوامل الرئيسية التي تتسبب بحدوث موجات تسونامي، ومن بينها الزلازل التي تحدث تحت البحر أو بالقرب من السواحل وهي السبب الأكثر شيوعًا لموجات تسونامي، موضحًا أنه عندما يحدث زلزال كبير، يمكن أن يسبب إزاحة كبيرة في قاع المحيط، مما يؤدي إلى تحرك كميات هائلة من الماء.
وأضاف: إن البراكين والثورات البركانية تحت الماء أو على الجزر يمكن أن تسبب تسونامي، حيث يمكن أن يسبب انهيار الجوانب البركانية أو اندلاع البراكين ويدفع الماء بقوة ويسبب موجات كبيرة.
وقالك إن الانزلاقات الأرضية تحت الماء، سواء نتيجة زلازل أو بسبب تراكم الرسوبيات، يمكن أن تسبب تسونامي. كذلك، الانزلاقات الأرضية الكبيرة على اليابسة التي تصل إلى البحر يمكن أن تؤدي إلى النتيجة نفسها، إضافة إلى الاصطدامات الفلكية، موضحًا أنه على الرغم من أنها نادرة، يمكن أن تسبب الاصطدامات الكبيرة بين الكويكبات أو المذنبات مع المحيط موجات تسونامي هائلة، مشيرًا إلى أن الهزات البسيطة تحدث دائما وفي كل مكان ولا يوجد دليل على أنها مقدمات لهزة أكبر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الإنذار المبکر البنیة التحتیة التغیر المناخی موجات تسونامی طبقات الأرض مشیر ا إلى التصرف فی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
عضو رابطة علماء اليمن العلامة الحسين السراجي لـ “الثورة “: لا تكتمل فرحة العيد إلا بمواساة المحتاجين وأسر الشهداء والجرحى
العديد من الأسر أضربت عن إحياء كماليات العيد تضامناً مع أهل غزة
حوار/ أسماء البزاز
فضيلة الحسين بن أحمد بن قاسم السراجي -عضو رابطة علماء اليمن يتحدث لـ”الثورة” عن جماليات العيد اليمنية المنطلقة من الهوية الإيمانية وعن أساسيات مبادئ الإحسان والتكافل إلى المحتاجين وأسر الشهداء والمرابطين والجرحى، وأهمية صلة الأرحام وعدم قطيعتها تحت أي ظرف من الأسباب خاصة في الأيام العيدية المباركة، مشيرا إلى عدد من السلوكيات الدينية والأخلاقية التي ينبغي التحلي بها في المنتزهات والحدائق العامة..
بداية فضيلة العلامة ما هي أبرز العادات والسلوكيات التي يجب أن يحييها المسلمون في هذه الأيام العيدية المباركة؟
الحمد والشكر والتكبير والتهليل ﴿ لَن يَنالَ اللَّهَ لُحومُها وَلا دِماؤُها وَلكِن يَنالُهُ التَّقوى مِنكُم كَذلِكَ سَخَّرَها لَكُم لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلى ما هَداكُم وَبَشِّرِ المُحسِنينَ ﴾ فـالله أكبر الله أكبر ولله الحمد، والحمد لله على ما هدانا وأولانا وأحل لنا من بهيمة الأنعام والله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً .فما أجمل وأروع الحمد والشكر والثناء على الله سبحانه ورعاية نعمه فرعاية النعم سبب لدوامها .وكذلك الزيارات والتواصل وتجاوز الضغائن والمحن والعداوات وليكن العيد في مواساة الأسر النازحة الفقيرة . في تفقد الأسر البائسة. في مسح رؤوس اليتامى ومواساتهم، في زيارة عوائل الشهداء والمرابطين ومواساتهم، في توزيع اللحم على هذه الأسر المحتاجة، في توزيع الجعالة عليهم وعلى الأرامل، في مشاركتهم البهجة والسعادة وإدخال السرور إلى قلوبهم، في زيارة المرضى والجرحى، في التكافل الاجتماعي الشرعي والإنساني، في إطعام المحرومين والمنكوبين، في الصبر والثبات.
بين فرحة العيد وغصة غزة
معاناة غزة الحاضرة في قلوب اليمنيين في هذه المناسبة كيف تقرأون تلك المفارقات بين فرحة العيد وغصة معاناة أهلنا في غزة؟
غزة حاضرة مع اليمنيين في قلوبهم ومناسباتهم ولم تغب عنا القضية الفلسطينية على الإطلاق. غزة جرحنا وآلامنا ووجعنا وقد شهدت وسمعت الكثير ممن أضربوا عن فرائحية العيد تضامناً مع غزة وحصار أبنائها وجوعهم. واليمنيون أكثر العرب والمسلمين استشعاراً لوجع غزة وقياماً بالواجب الديني والأخوي والإنساني كما قال النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ((من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم)). فهذا هو الإسلام. هذا هو الدين. هذه هي القيم. هذه هي العروبة. هذه هي الأخوة. هذه هي الإنسانية. فنحن نعيش آلام غزة منذ اليوم الأول للعدوان عليها ونستشعر كل وجع فيها، فالمسلمون الحقيقيون كما ذكرهم النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ((مثل المسلمين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).
وكيف لا نعيش نكبة غزة وجوعها ودمارها والله سبحانه يقول ﴿إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخوَةٌ﴾.
قطيعة الأرحام
مقاطعة الأرحام والأقارب بذريعة تجنب المشاكل أو نتاج لمشاحنات سابقة.. هل هذه الأسباب مبرر للقطيعة؟
لا والله فلا مبرر للقطيعة إطلاقاً. العيد تصافٍ، وتلاقي العيد رحمة وصلة العيد حب وتسامح العيد تقوى وأبرز مظاهر التقوى ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنها زَوجَها وَبَثَّ مِنهُما رِجالًا كَثيرًا وَنِساءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذي تَساءَلونَ بِهِ وَالأَرحامَ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلَيكُم رَقيبًا﴾ كيف تكون القطيعة والقاطع يقرأ قول ربه سبحانه ﴿فَهَل عَسَيتُم إِن تَوَلَّيتُم أَن تُفسِدوا فِي الأَرضِ وَتُقَطِّعوا أَرحامَكُم﴾
وفي التاريخ اليمني صور موحشة للقطيعة والوحشة والعداوة على أمور أبرزها المواريث وأدناها خلافات الأبناء. وما يحدث غريب على دين الله ومرفوض من الشريعة المطهرة وكل ما يخالف الشريعة وبال على صاحبه. وقاطع رحمه لا ارتباط له بكتاب الله. قاطع رحمه لا دين له. قاطع رحمه عدو الله ورسوله. قاطع رحمه وليه الشيطان. المواريث ليست مبرراً فأنصفوا الأرحام. المشاكل ليست مبرراً للقطيعة. خلافات الأبناء والنساء ليست مبرراً. توافه يصنع منها القاطعون مبرراً. المؤمنون بعضهم أولياء بعض وهذه هي الحقيقة التي لا مناص منها.
ومن يتق شعائر الله
كيف يمكن أن نحيي شعائر الله في هذه المناسبة العظيمة؟
– التبسم وإدخال السرور على الأهل للابتسامة في هذا الدين شأن عظيم وأجرها كأجر الصدقة وهي مطلوبة في سائر الأوقات ، إلا أن التبسم والبشاشة في وجوه الإخوة وعدم العبوس يكون أدعى في العيد الذي فيه يتجلى الفرح بكل أشكاله ، وهذا مما حث عليه النبي الأكرم صلوات الله عليه وعلى آله ((تبسُّمُكَ في وجهِ أخيكَ صدقةٌ))، ومن الجميل إدخال السرور على أهل البيت وصلة الرحم وتفقد الأقارب في أيام العيد لتعم السعادة ويسود الفرح في هذا اليوم العظيم الذي جعله عيداً للمسلمين .وليكن العيد مناسبة الشعيرة العظيمة التي تؤلف المسلمين وتجمع شملهم .وقد شرع الله لنا من الأعياد ما يفرحنا دون بطر ، وما يحدد شخصيتنا دون تقليد ، وما يشيع في حياتنا السعادة والاستقرار .وجاء الإسلام وفي الناس عادات وتقاليد ، فكان شأنه من تلك العادات والتقاليد أن أقر منها الصالح الذي يسمو بالإنسانية ويرقى بها ، ويعطيها القوة والصلاح ، ورفض ما عدا ذلك .وللعيد صولات وجولات في تجسيد الإخاء وقيم المحبة والتسامح فالشعيرة المباركة تجمع المسلمين من كل الأرض على اختلاف مسمياتهم وألوانهم وأعراقهم وألوانهم ومناطقهم ودولهم في صعيد واحد يعبدون إلهاً واحداً ويحيون شعيرة واحدة ويرددون : لبيك اللهم لبيك .
الشهداء والمرابطون
أين أبناء الشهداء والأسرى والمفقودين من هذه المناسبة وما واجبنا تجاههم؟
– لن يكتمل عيد ما لم يكن لذوي الفضل والحق مكانة في عيدنا ومناسباتنا. هؤلاء الذين بذلوا وضحوا وقدموا فلذات أكبادهم وخيرة أبنائهم في سبيل الله. هم أهل العطاء والتضحية. لن ننساهم فلهم مكانة وقدر وقيمة: نزاورهم ونمسح على قلوبهم ورؤوسهم. نزاور روضات الشهداء ونستلهم قيم العطاء. ننظر في حقيقة أشجع رجالات اليمن والدين والعروبة وحجم تضحياتهم. نتأمل القيمة الروحية التي عاشوها. نقدم الإجلال والتقدير لهم. نعاهدهم المضي على دربهم وسبيلهم. ثم نتوجه نحو بيوتهم ونتفقد آباءهم وأمهاتهم فنستلهم منهم الرضا واليقين والثبات. نحتضن أبناءهم ونشعرهم بالحب والحنان فهم ثمرات القرابين التي قُدمت لله سبحانه وابتغاء مرضاته.
شهداؤنا رموز العطاء وأسرانا لم ولن يغيبوا عن بالنا فهم ثروة البلاد التي تم تغييبها فنتذكر معاناتهم وندعوا لهم بالفرج والخلاص بانتظار عودتهم ونتعامل مع ذويهم كما نتعامل مع ذوي الشهداء. مقودينا جرح وألم نؤكد أننا على العهد حتى يعودوا لأحضان وطنهم وأسرهم ولا يمكن أن نكون مع ذويهم إلا كما نحن مع ذوي الشهداء والأسرى.
آداب عامة
فضيلة العلامة في أماكن التنزه والمتنفسات العامة ما هي الآداب التي ينبغى التحلي بها؟
– وضعتم اليد على أمر هو في غاية الأهمية للحديث عنه. الذوقيات فن ينم عن الخلق الرفيع، وهو لا يقتصر على الكبار فقط بل يتعداه لزهرة الحياة لتشذيب سلوكهم وتقليم تصرفاتهم الغير اللائقة مع زرع قيم ومبادئ تتماهى مع الآداب العامة، مما ينعكس بجلاء على مهارات التواصل وأدب الحوار. مما تجدر الإشارة إليه في أداب الأماكن والذوق الذي يجب التحلي به: الالتزام الديني والسلوكي في جميع المظاهر التي يظهر بها الناس هناك. الحفاظ على الأماكن العامة والحدائق والمتنفسات ومراعاة حرمتها. الالتزام بقواعد النظافة وآدابها. ضرورة الحفاظ على نظافة المكان عند مغادرته حيث يعتبر ترك بقايا الطعام والأطباق والأكواب الورقية على الأرض انتهاكاً لقواعد الأماكن العامة والخروج عن الآداب الحميدة، ففي حالة اصطحاب الطعام من الضروري وضع العلب والأواني على طاولة أو منشفة أو قطعة قماش نظيفة، والتخلص منها في كيس بلاستيك بسلة المهملات. مراعاة مشاعر الموجودين جميعاً ومن فيه شيء من «الزقعة فليزقع» لوحده وكما جاء في الأثر ((إذا بُليتم فاستتروا)).
قوة اليمن
كلمة أخيرة لكم مع خالص التقدير؟
عيد مبارك ميمون على اليمن قيادة وشعباً وجيشاً وقوة صاروخية وأجمل التهاني لسيد هذا العز وصانعه السيد القائد عبدالملك يحفظه الله.
الشكر الجزيل لكم لإتاحة هذه الفرصة للحديث عن العيد وجمالياته.
ثم في الأخير يتساءل الكثير عن السر في كل هذه القوة التي بات اليمن يمتلكها؟ من أين أتى بكل هذه القوة؟! الهيبة التي صارت لليمن أمام العالم؟! المكانة والشهرة التي بات اليمن يتمتع بها ؟!اليمن لم يكن أحد يعرفه واليوم العالم يتحدث عن اليمن. اليمن كان مقبوراّ منذ عقود حتى أنني وجدت شباناً مصريين ذات مرة لا يعرفون اليمن ولم يسمعوا عن دولة اسمها اليمن. اليمن صار قوة مرهوبة والفضل لله سبحانه ولعزم القائد والأبطال الواثقين بالله. مددنا إليك أكف الرجاء وعمن سواك غضضنا البصر
فررنا إلى الله واعتصمنا بالله وتوجهنا إليه وتركنا البشر ولم نعول على غيره سبحانه فأغنانا عمن سواه. الطيور الأبابيل تتوارد من يمن الإيمان باتجاه الأراضي المحتلة إسناداً للمستضعفين فتنزل برداً وسلاماً على قلوبهم.