اللواء طلبة رضوان.. كيف استردت القوات المسلحة تبة الشجرة في 60 دقيقة؟
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
جدد رحيل اللواء أركان حرب، طلبة رضوان، اليوم الثلاثاء، التذكير بدوره المشهود مع قواته في تحرير منطقة «تبة الشجرة» التي كانت مركز القيادة الوسطى للجيش الإسرائيلي في سيناء، قبل حرب أكتوبر عام 1973.
تبعد «تبة الشجرة» 10 كم من الإسماعيلية.. تضم موقعين حصينين، متصلين بواسطة أنفاق محصنه، ببراعة منقطعة النظير.
كان الجزء الثاني من «تبة الشجرة» يضم وحدات إدارية وأماكن مبيت للأفراد ووسائل معيشة لقوات الاحتلال، وظلت حتى تحريرها من المواقع الأكثر تحصينا، لذا، كانت أحد أهم وأخطر المهام القتالية في بداية حرب أكتوبر.
كانت المنطقة المحيطة بالموقع مزروعة بالألغام، اتخذ منها العدو الإسرائيلي حصنًا منيعًا (مبنى مصنوع من الصخر المطاطي، يزداد صلابة مع أي هجوم أو محاوله اقتحام، مكون من 15 غرفة، منها 12 غرفة للعمليات العسكرية، ليكشف ما يحدث داخل سيناء.
يشكل موقع تبة الشجرة موقعًا استراتيجيًّا مهمًّا للعدو.. كانت السيطرة عليه أول وأهم المهام التي أُلقيت على عاتق الجيش الثاني.. كانت هذه التبة تتمركز عليها دائمًا الدبابات الإسرائيلية وتقوم بضرب محافظة الإسماعيلية.
حماية الإسماعيليةكان ينبغي بمجرد بدء عملية الهجوم السيطرة على التبة، قبل تحرك الدبابات من داخل قيادة القطاع الأوسط للوصول إليها، لأنها لو سبقتنا فستتمكن من ضرب القوات المصرية، وتمنعها من استكمال عبور القناة، وتحرق محافظة الإسماعيلية.
في بداية حرب أكتوبر، صدرت الأوامر لقائد السرية الأولى بكتيبة 12 مشاة، التابعة للواء الرابع، الفرقة الثانية بالجيش الثاني الميداني، بأسبقية العبور، للسيطرة على منطقة «تبة الشجرة».
تظهر أهمية وصعوبة المهمة (بحسب ما سمعت من اللواء طلبة رضوان) في أن موقع «تبة الشجرة» يرتفع عن مستوى سطح البحر بحوالي 74 مترًا، ويكشف المنطقة المواجهة له (من غرب شمال قناة السويس، حتى الجنوب).
كان الإسرائيليون يطلقون على تبة الشجرة اسم «رأس الأفعى المدمرة»، لأنها كانت من أهم نقاط القيادة للجيش الإسرائيلي.. كانت تتحكم في 8 نقاط حصينة (موجودة بالقطاع الأوسط)، من إجمالى 18 نقطة حصينة لخط بارليف.
خط بارليفقال لي اللواء طلبة رضوان: «اندفعنا بأقصى سرعة دون استخدام سترات نجاة، وتسلقنا الساتر الترابي دون سلالم الحبال رغم وجودها في القوارب، بعدما لاحظنا أن أمطار الشتاء صنعت ممرًات مائية في الساتر الترابي/خط بارليف الحصين».
يضيف اللواء الراحل «تم تكليف الكتيبة التي يقودها قائدي العظيم، اللواء الراحل رجب عثمان، بالاستيلاء على موقع تبة الشجرة الحصين، كان رأيه، عبر عملية الرصد والمتابعة الطويلة، أن الهجوم على الموقع يجب أن يكون ليلًا، بعد المغرب».
يشير اللواء طلبة إلى أنها «الفترة التي يقوم فيها العدو بتجميع دباباته لتأمينها وصيانتها قبل معاودة المواجهة مع أول ضوء، يوميا.. قبلها، نقل لنا القائد المباشر، العقيد محمود المصري -قائد الحرس الجمهوري، لاحقًا- تعليمات العميد حسن أبو سعدة».
كان العميد حسن أبو سعدة، حينها، قائد الفرقة الثانية. في «الوقت المناسب، الذي اختاره قائد الكتيبة - الراحل، رجب عثمان- بدأ الهجوم مع آخر ضوء، يوم 8 أكتوبر، لم يكن ممكنًا الهجوم من الأمام، لانخفاض الأرض بشكل حاد أسفل النقطة».
يقول الجنرال الراحل، طلبة رضوان «تم الهجوم من الأجناب، حيث تم تحرير الموقع في أقل من 60 دقيقة، وتم إبلاغ القيادة: نحن فوق تبة الشجرة، ونعيد نشر قواتنا في محيط المنطقة، لم تكن القيادة مصدقة ما فعلناه في وقت وجيز مقارنة بأهمية الموقع».
يضيف: «قالوا لنا: عمل عظيم. كيف حدث؟. أبلغناهم بالتفاصيل، لاسيما هروب من بقي حيًّا من الجنود الإسرائيليين، لدرجة أن الـ15 جنديًا منهم كانوا يستقلون سيارة واحدة خلال عملية الهروب، وتفحم الجثث، مع وجود معدات عسكرية ووثائق».
يوضح اللواء طلبة رضوان أن مجموعة الوثائق والخرائط، التي تم العثور عليها داخل موقع «تبة الشجرة» أفادت القوات المسلحة، لاحقا، في الهجوم على مواقع أخرى للعدو في مناطق أخرى من سيناء.
كان الاستيلاء على مركز قيادة تبة الشجرة (بحسب اللواء طلبة رضوان)، من بين الأسباب القوية التي أدت لانهيار معنويات العدو الذى حاول مرارًا استرجاعها بكل الوسائل عبر قصف الموقع بالطيران والمدفعية والدبابات.
أكد أن عقيدتنا (النصر أو الشهادة) وقوة وحرفية مقاتلينا أجهضت طموحات العدو في انسحابنا أو ارتدادنا عن المواقع التي استولينا عليها.. وعندما اشتدت كثافة النيران طلبت من مقاتلينا النزول من التبة ناحية الشرق في اتجاه العدو.
تراجع العدوبدأ العدو (وفق ما وراه اللواء طلبة رضوان) في التراجع، وبعدها شرع في الحشد للهجوم المضاد باستخدام لواء مدرع مكون من 111 دبابة، فتم التعامل مع مفارز العدو ودحره.
يستدرك اللواء الراحل، طلبة رضوان: «قضينا خمس سنوات من التدريب الشاق حتى حفظنا كل ما يتعلق بالمهمة -خاصة طبوغرافية الموقع، وقوة العدو العددية والتسليحية- أعددنا دراسة وافية قبل الحرب».
يوضح اللواء طلبة رضوان «كنا على دراية بتدريبات قوات العدو خلف الساتر الترابي شرق القناة، وكيف أنهم كانوا يحتاجون إلى 15 دقيقه لتجميع الاحتياطي القريب في منطقة تبة الشجرة».
عانت محافظة الإسماعيلية كثيرًا من خطورة موقع تبة الشجرة العسكري قبل حرب أكتوبر الذي كان يتابع التحركات غرب قناة السويس من منطقة «البلَّاح» شمالًا حتى «الدفرسوار» جنوبًا، كما يحقق له السيطرة على أجزاء كبيرة من الأرض المحيطة به.
قال لي اللواء أركان حرب، رجب عثمان (قائد الكتيبة 12 مشاة، التابعة للواء الرابع في الفرقة الثانية بالجيش الثاني الميداني) خلال حديث صحفي، نشر قبل وفاته في «الأسبوع»: «نجاح السرية الأولى بالكتيبة، بقيادة النقيب، طلبة رضوان، حينها، كان مهما».
يضيف اللواء رجب عثمان: «كانت السرية في طليعة العبور العظيم، لولاها لتأثر أداء الفرقة الثانية، ووقعت خسائر كثيرة محتملة، كنا نضعها بعين الاعتبار، ومن ثمَّ ركزنا على تدريب عناصرنا بصفة دورية والمبيت كل ليلة على الضفة الشرقية للقناة».
يوضح أن الهدف كان «مراقبة مسرح عمليات العدو وحقول الألغام، والعودة مجددًا، قبل أول ضوء للنهار، كان يتخللها القيام بغارات وأسر جنود إسرائيليين.
اقرأ أيضاًاللواء طلبة رضوان.. رحيل أحد أبطال حرب أكتوبر.. أسقط القيادة الوسطى الإسرائيلية
محمد الغباري لـ"الشاهد": مصر فرضت إرادتها على إسرائيل في حرب أكتوبر
حاولوا «أخونة حرب أكتوبر» وفشلوا.. «مصريون» لا يحتفلون بذكرى النصر وتحرير سيناء!
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: حرب أكتوبر القوات المسلحة الإسماعيلية سيناء الجيش الإسرائيلي محافظة الإسماعيلية العمليات العسكرية الدبابات الإسرائيلية تبة الشجرة حرب أكتوبر عام 1973 الفرقة الثانیة حرب أکتوبر تبة الشجرة
إقرأ أيضاً:
موقع عبري: القوات المسلحة اليمنية كثفت هجماتها الصاروخية على إسرائيل
فمنذ استئناف القتال في غزة قبل نحو ثلاثة أشهر عقب انهيار وقف إطلاق النار مع حماس، أطلقت القوات المسلحة اليمنية في اليمن 41 صاروخًا باليستيًا باتجاه إسرائيل..كما تم أطلاق 23 صاروخًا مما أدى إلى دوي صفارات الإنذار في مناطق واسعة من البلاد.. ووقعت تسع من هذه الصواريخ بين منتصف الليل والسابعة صباحا.
وأكد أن خلال العملية التي قادتها الولايات المتحدة في اليمن، والتي استمرت 53 يومًا وانتهت في 6 مايو/أيار ، أطلقت القوات المسلحة اليمنية 29 صاروخًا على إسرائيل.. ومع ذلك، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق الحملة معربًا عن "احترامه" لقوات صنعاء بعدم استهداف السفن الأمريكية تُركت إسرائيل لمواجهة التهديد بمفردها.
وذكر أن خلال الأسبوعين ونصف الأسبوع منذ الهدنة، أطلقت القوات المسلحة اليمنية 12 صاروخا آخر على إسرائيل، سبعة منها تسببت في إطلاق صفارات الإنذار..وأشار المحلل في موقع "واي نت" الإسرائيلي "بن يشاي" قبل وقت قصير من الانسحاب الأميركي إلى أن إسرائيل تعتقد أن قوات صنعاء كانت تضبط بعض عمليات إطلاق الصواريخ لتتزامن مع ساعات النهار، عندما تجد القوات الأميركية صعوبة أكبر في اكتشاف ومضات الصواريخ واعتراضها.
وأشار إلى أن في 3 مايو/أيار، على سبيل المثال، أطلقت القوات المسلحة اليمنية صاروخًا الساعة 6:18 صباحًا، بعد شروق الشمس بقليل.. وفي اليوم التالي، اصاب صاروخ آخر مطار بن غوريون الساعة 9:17 صباحًا، متسببًا في أضرار جسيمة..وفي هذا الأسبوع فقط، أطلقت قوات صنعاء صاروخين في منتصف الليل، الساعة 2:53 صباحًا يوم الأربعاء و4:09 صباحًا يوم الخميس، مما أيقظ ملايين الإسرائيليين.. في أقل من 24 ساعة، أطلقت ثلاثة صواريخ من اليمن، بما في ذلك إطلاق ثالث الساعة 11:50 صباحًا من ذلك اليوم.
وأضاف أن قادة صنعاء تباهوا بعد كل إطلاق.. حيث نشرت صحيفة "لاء" اليمنية عنوانًا رئيسيًا يوم السبت: "هاتريك يمنيّ في مطار اللد خلال 24 ساعة.. وإلغاء الرحلات الجوية يتزايد.. مددت كل من الخطوط الجوية الفرنسية والخطوط الجوية البريطانية تعليق رحلاتهما إلى إسرائيل..وأكد التقرير أن القوات المسلحة اليمنية تعمل على مضاعفة قدراتها الضاربة لزيادة الدعم لغزة، مع التركيز على استهداف مطار بن غوريون وميناء حيفا.. وفي صباح الجمعة، أعلنت القوات المسلحة اليمنية مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي على مطار بن غوريون.
وقال إن في عصر ذلك اليوم، وكما هو الحال في كل أيام الجمعة، نظّمت حكومة صنعاء مظاهراتٍ تضامنية مع غزة في جميع أنحاء اليمن، بما في ذلك ساحة السبعين بصنعاء، تحت شعار: ثابتون مع غزة، تصعيدٌ ضد الإبادة والتجويع.