التأكيد على ضرورة تناغم الأدوار بين الجهات لتفعيل منظومة المحتوى المحلي

الدعوة إلى إيجاد بنية بيانات وطنية متكاملة تُفعّل الأثر الحقيقي للمحتوى المحلي

الخضوري: رقمنة بلا مضمون لا تصنع قيمة محلية مضافة

"قيمة" ترسم ملامح خارطة طريق للمحتوى المحلي في العصر الرقمي

الرؤية- ريم الحامدية

ناقش مختصون في القيمة المحلية المضافة أثر التحول الرقمي على تمكين المحتوى المحلي، مسلطين الضوء على التحديات المُتعلقة بموثوقية البيانات ودقة المؤشرات، إضافة إلى تأثيرات الأتمتة على سوق العمل، وإشكاليات ربط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بسلاسل الإمداد الوطنية.

وأشار المشاركون- ضمن مجموعة "قيمة" على تطبيق التراسل الفوري "واتساب"- إلى أنَّ التحول الرقمي لن يُفضي إلى نتائج تنموية ملموسة ما لم يُبنَ على منظومة بيانات مؤسسية، قابلة للتحقق، ومتكاملة بين الجهات. كما ركز النقاش على غياب إطار وطني موحد لرصد مؤشرات المحتوى المحلي، وتفاوت الأنظمة الرقمية المستخدمة بين المؤسسات، مما يُضعف القدرة على قياس الأداء ووضع السياسات الدقيقة.

ورصدت جريدة "الرؤية" المناقشات الموسعة التي شهدتها المجموعة، بحضور عدد من الخبراء والمختصين، من بينهم الدكتورة ريا الحجريّة، والدكتور أحمد الحجري، وخلفان الخصيبي، ومنى الشكيلي، وسعيد السليمي، وناصر الرحبي.

وتركزت أبرز المداخلات حول أهمية البيانات الدقيقة في رسم سياسات فعّالة للمحتوى المحلي، حيث أشار سلطان الخضوري، مؤسس مجموعة "قيمة"، إلى أن القرارات يجب أن تُبنى على مؤشرات وأرقام واضحة، لا على مجاملات أو تصورات غير دقيقة، منتقدًا ما أسماه "الرقمنة الشكلية" التي لا تتجاوز نقل العمليات الورقية إلى واجهات إلكترونية دون إعادة هندسة أو تحول فعلي في نماذج العمل.

وأكد المشاركون أهمية تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فعليًا ضمن منظومة التحول الرقمي، لافتين إلى أنَّ بعض الجهات لا تزال تُلزم هذه المؤسسات بتقديم عروض غير عادلة أو مجهدة ماليًا، مما يؤثر على استدامتها، ويفرغ المحتوى المحلي من مضمونه التنموي. كما أشاروا إلى أنَّ غياب التوصيف الموحد للسلع والخدمات يمثل عائقًا رئيسيًا أمام تحقيق أهداف الإحلال المحلي، داعين إلى إصدار دليل وطني شامل يُسهم في ربط البنود الشرائية بالفرص المتاحة للمؤسسات الوطنية.

وتناول النقاش كذلك التغيرات التي تفرضها الأتمتة وتقنيات الذكاء الاصطناعي على سوق العمل المحلي، مشيرين إلى أنَّ بعض الوظائف مرشحة للاندثار، بينما ستظهر وظائف جديدة تتطلب مهارات عالية في تحليل البيانات وإدارتها، وهو ما يفرض على الجهات المعنية الاستثمار في بناء القدرات الوطنية وتأهيل الكفاءات في هذا المجال.

وفي مداخلة معمقة بعنوان "التحول الرقمي والمحتوى المحلي: نحو فهم مشترك وتأطير مؤسسي"، شدد المشاركون على ضرورة الاتفاق على تعريف وطني موحد لبيانات المحتوى المحلي، يشمل نسب الشراء المحلي، والعقود المسندة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ونسب التعمين، وحجم الإنفاق المحلي على التدريب والخدمات والتصنيع، إضافة إلى مؤشرات بيئية واجتماعية ترتبط بالإنتاج المحلي وسلاسل التوريد. وأكدوا أن جزءًا من هذه البيانات يمكن رصده رقميًا عبر أنظمة المشتريات أو أنظمة ERP، بينما يعتمد الجزء الآخر على الإفصاح الذاتي من الشركات، ما يؤدي إلى تفاوت في دقة البيانات وتوقيت صدورها، ويجعل من التحقق منها أمرًا معقدًا.

وأبرز المشاركون عددًا من التحديات في السياق العُماني، منها تعدد مصادر البيانات واختلاف طرق تخزينها، وتفاوت القدرات الرقمية بين المؤسسات، وغياب جهة مركزية مسؤولة عن جمع وتحليل بيانات المحتوى المحلي، فضلًا عن غياب إطار موحد للمؤشرات والمنهجيات المستخدمة في احتساب الأداء المحلي.

وحول الجهات المسؤولة عن البيانات، أوضح المشاركون أن وزارة العمل تتولى مسؤولية بيانات التعمين والتدريب، في حين أن الشركات نفسها تُنتج بيانات الشراء المحلي والموردين، وتتولى هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة متابعة العقود المسندة للمؤسسات، وتُعنى وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار ومدائن وغرفة التجارة والصناعة بمبادرات التصنيع الوطني مثل "صُنع في عمان"، كما تتحمل هيئة البيئة ووزارة الطاقة والمعادن مسؤولية البيانات البيئية المرتبطة بالإنتاج. أما التنسيق الشامل والمتابعة والتكامل المؤسسي، فمن المتوقع أن يكون ضمن اختصاص هيئة المشاريع والمشتريات والمحتوى المحلي التي يُعوَّل عليها في تنظيم هذه المنظومة وضمان حوكمتها.

ودعا المشاركون إلى ضرورة تحديد قائمة وطنية مرجعية لمؤشرات المحتوى المحلي تشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وإجراء تقييم واقعي للأنظمة الرقمية المستخدمة في الجهات الحكومية والشركات الخاصة، ومدى كفاءتها في جمع وتحليل ومشاركة البيانات. كما شددوا على أهمية إشراك المختصين في مجالات أنظمة ERP، وتحليل البيانات، والأمن السيبراني، والمشتريات الرقمية في تصميم حلول وطنية تتناسب مع واقع السلطنة، مع اقتراح خارطة طريق واضحة للرصد والتحقق تتضمن الأدوار المؤسسية وآليات التدقيق والجاهزية الرقمية والتنظيمية.

وأكد المشاركون أن التحول الرقمي لا يمكن أن يحقق أهدافه في دعم المحتوى المحلي ما لم يُبْنَ على بنية بيانات دقيقة وشفافة، داعين إلى فتح حوارات منتظمة تضم الفنيين وصناع القرار والتنفيذيين لتجاوز الفجوة بين المفهوم والتنفيذ.

وفي ختام النقاش، خلص المشاركون إلى مجموعة من التوصيات أبرزها: الدعوة إلى إنشاء منصة وطنية موحدة للمحتوى المحلي تربط بين الجهات الحكومية والموردين والمستخدمين النهائيين، والعمل على توحيد قواعد البيانات وتصنيفها بطريقة شفافة وقابلة للتحديث، وتفعيل أدوات رقابة ذكية تساعد في قياس الأداء بدقة، إضافة إلى تطوير أدوات التحفيز وربطها بمؤشرات أداء واضحة تعزز من استدامة المحتوى المحلي.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نائب سيارة المعاقين يرد: الواقعة قديمة.. وصدى البلد ينشر البيانات

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية مقطع فيديو يُظهر لحظة إيقاف سيارة يُقال إنها تابعة لأحد النواب، بدعوى استغلالها للوحة مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما أثار جدلًا واسعًا وتساؤلات بشأن الواقعة وملابساتها.

نائب عربية المعاقين يرد

وتواصل "صدى البلد" مع النائب محمد الجبلاوي، عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، والذي ظهر اسمه في صدارة التعليقات المرتبطة بالفيديو، لكشف حقيقة ما جرى وردّه على الاتهامات المتداولة.

وأكد الجبلاوي أن الواقعة المتداولة تعود إلى عام ونصف، وليست حديثة كما يروّج البعض، موضحًا أن إعادة نشرها في هذا التوقيت تحديدًا يستهدف الإساءة لشخصه وتشويه الموقف وإخراجه من سياقه الحقيقي، لا سيّما مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية.

أول رد لـ نائب مستقبل وطن بعد فيديو الانتخابات: قديم من 5 سنوات

وقال لـ"صدى البلد"، إن لجنة الفحص التي ظهرت في المقطع أوقفت سيارته حينها عن طريق الخطأ، بعد أن اشتبهت في كونها سيارة مخصصة لذوي الإعاقة، وهو ما أزعجه، مؤكدًا أن السيارة خاصة به ولا تحمل أي لوحات أو تراخيص استثنائية.

وأوضح الجبلاوي أنه قام بالرد على أفراد اللجنة حينها، دون أن تتطور الأمور إلى أي مشادة، كما لم يُحرر أي محضر بالواقعة، ما يؤكد – بحسب وصفه – أن الموقف كان بسيطًا وتم تجاوزه في حينه دون ضجة أو تصعيد.

وتساءل عضو مجلس النواب:
"لماذا يتم فتح هذه الواقعة الآن؟ وما الهدف من إخراجها من سياقها الحقيقي؟"، معتبرًا أن هناك أطرافًا تتربص به وتحاول استهدافه عبر منصات التواصل، في محاولة للتأثير على سمعته ومكانته أمام الرأي العام.

وشدد الجبلاوي على احترامه الكامل لدور لجنة الفحص وكل الجهات الرقابية، لافتًا إلى أن ما جرى حينها لم يتجاوز كونه سوء تفاهم عرضي، داعيًا الجميع إلى تحرّي الدقة وعدم الانسياق وراء حملات التشويه أو التوظيف السياسي للأحداث القديمة.

واختتم بقوله: "أثق في وعي الناس، وفي قدرتهم على التفرقة بين الحقائق وما يُنشر بغرض الإساءة.. وتاريخي في البرلمان والعمل العام كفيل بالرد على أي محاولة للنيل من شخصي أو التشويش على مواقفي".

بيانات سيارة النائب 

وحصل موقع صدى البلد على بيانات السيارة، وجاءت كالتالي:

مرسيدس C-180 
2024

ليموزين أسود

موتور V0457611

1498 سم3

4 سليندر - بنزين

تاريخ الإصدار 27/4/2024

تاريخ الانتهاء 26/4/2025

الفحص الفني 2027

طباعة شارك النواب مجلس النواب البرلمان محمد الجبلاوي النائب محمد الجبلاوي

مقالات مشابهة

  • 34 مليون مستخدم بمصر| خبير تكنولوجي: إغلاق تيك توك يهدد حرية الاستخدام الرقمي ويضر بالاقتصاد.. وهذا هو الحل
  • شرطة شبوة تؤكد انها على أتم الإستعداد لتعزيز جهود ضبط أسعار السلع وحماية المواطنين من اي استغلال
  • منظمة حماية المستهلك تُقدم نصائح لحماية البيانات والخصوصية
  • أخريب: “سنخوض بطولة “الشان” بنية العودة باللقب”
  • لازاريني يطالب بإيجاد حلول بغزة قبل موت مزيد من الناس جوعًا
  • نائب سيارة المعاقين يرد: الواقعة قديمة.. وصدى البلد ينشر البيانات
  • عند تجديد العقد في منصة ايجار.. هل يلزم تحديث البيانات في حساب المواطن؟
  • مشجعو برشلونة في العراق يجتمعون برابطة موحدة ويتطلعون إلى العالمية
  • “حماد” يوجّه المؤسسات العامة بالامتناع من تزويد حكومة الدبيبة أي بيانات أو معلومات مالية