وجّه الصحفي الأمريكي اليهودي بصحيفة "نيويورك تايمز" توماس فريدمان انتقادات شديدة ولاذعة للحكومة الإسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو.

وقال الصحفي الأمريكي اليهودي إن إسرائيل التي عرفناها قد ولت، وإسرائيل اليوم في خطر وجودي.

إقرأ المزيد نتنياهو ردا على مظاهرات ضد حكومته: ينبغي عدم اندلاع حرب أهلية

وأضاف فريدمان في مقالته أنه حذر من هذا الأمر بعد تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية.

وشدد الصحفي على أن "كل أمريكي يجب أن يقلق بشأن هذا الأمر".

وتابع قائلا: "هذه وصفة لجر الولايات المتحدة إلى حرب في الشرق الأوسط لمساعدة إسرائيل".

وذكر فريدمان أيضا أن "إسرائيل تواجه قوة إقليمية وهي إيران التي تمكنت من محاصرة إسرائيل من خلال حلفائها ووكلائها وفي الوقت الحالي، ليس لدى إسرائيل إجابة عسكرية أو سياسية، والأسوأ من ذلك أنها تواجه احتمال نشوب حرب على ثلاث جبهات غزة ولبنان والضفة الغربية ولكن مع تطور جديد خطير فحزب الله في لبنان على النقيض من حماس، مسلح بصواريخ دقيقة قادرة على تدمير مساحات واسعة من البنية التحتية الإسرائيلية من مطاراتها إلى موانئها البحرية إلى جامعاتها إلى قواعدها العسكرية إلى محطات توليد الكهرباء".

إقرأ المزيد هوكشتاين: الوضع خطير على جانبي الحدود

ويقول فريدمان: "في 4 نوفمبر 2022 بعد فوز الائتلاف الحكومي الإسرائيلي اليميني المتطرف الحالي بالانتخابات، كتبت عمودا بهذا العنوان: "إسرائيل التي عرفناها قد ولت"، وكان من المفترض أن يكون ذلك بمثابة تحذير حول مدى تطرف هذا التحالف، لكن اختلف الكثير من الناس.. وأعتقد أن الأحداث أثبتت خطأهم والوضع الآن أسوأ من ذلك فإسرائيل التي عرفناها قد ولت، وإسرائيل اليوم في خطر وجودي".

ويردف بالقول: "لكن إسرائيل يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يتعين عليه البقاء في السلطة لتجنب احتمال إرساله إلى السجن بتهم الفساد، وللقيام بذلك باع روحه لتشكيل حكومة مع المتطرفين اليهود اليمينيين الذين يصرون على أن إسرائيل يجب أن تقاتل في غزة حتى تقتل كل آخر عنصر في حماس.. والآن انهارت حكومة نتنياهو الحربية الطارئة بسبب افتقاره إلى خطة لإنهاء الحرب والانسحاب الآمن من غزة، ويتطلع المتطرفون في ائتلافه الحكومي إلى خطواتهم التالية للوصول إلى السلطة".

ويوضح الصحفي أنهم أحدثوا الكثير من الضرر بالفعل ومع ذلك لم يتوصل الرئيس بايدن واللوبي المؤيد لإسرائيل "أيباك" والعديد من أعضاء الكونغرس إلى فهم مدى راديكالية هذه الحكومة.

إقرأ المزيد نتنياهو: رفض واشنطن تزويدنا بالذخائر أمر غير معقول وأتمنى تجاوز هذه العقبة

وفي الواقع، قرر رئيس مجلس النواب مايك جونسون وزملاؤه من مثيري الأذى من الحزب الجمهوري مكافأة نتنياهو بشرف التحدث أمام اجتماع مشترك للكونغرس في 24 يوليو، ويعلم نتنياهو أن الأمر برمته يتعلق بالسياسة الأمريكية الداخلية ولهذا السبب فإن قبوله للدعوة للتحدث يمثل عملا من أعمال الخيانة لجو بايدن الذي سافر إلى إسرائيل لعناقه في الأيام التي تلت 7 أكتوبر لدرجة أنه ببساطة يأخذ أنفاسك بعيدا.

وشدد فريدمان على أنه لا ينبغي لأي صديق لإسرائيل أن يشارك في هذا السيرك، لأن إسرائيل تحتاج إلى حكومة وسطية براغماتية يمكنها إخراجها من هذه الأزمة متعددة الأوجه واغتنام عرض التطبيع مع المملكة العربية السعودية الذي تمكن بايدن من هندسته، ولا يمكن أن يتحقق هذا إلا من خلال إزالة نتنياهو من خلال انتخابات جديدة.

وأكد الصحفي الأمريكي اليهودي أن "إسرائيل ليست بحاجة إلى حفل كحول برعاية الولايات المتحدة لسائقها المخمور".

المصدر: "نيويورك تايمز"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الحزب الديمقراطي أخبار لبنان أسلحة ومعدات عسكرية البيت الأبيض الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة الحزب الجمهوري الحوثيون القضية الفلسطينية الكونغرس الأمريكي بنيامين نتنياهو بيروت تل أبيب جو بايدن حركة حماس حزب الله رفح صنعاء صواريخ طائرة بدون طيار طهران طوفان الأقصى قطاع غزة كتائب القسام معبر رفح واشنطن وفيات

إقرأ أيضاً:

الحوار والتعاون.. الخيار الأمثل للصين والولايات المتحدة

 

 

 

تشو شيوان **

 

أجرى الرئيس الصيني شي جين بينغ اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأمريكي، في خطوة استقطبت أنظار العالم مرة أخرى. يأتي هذا التواصل المُباشر بين قائدي البلدين في مرحلة حرجة تشهد فيها العلاقات الصينية-الأمريكية والهيكل العالمي تحولات عميقة؛ مما يجعله توقيتًا مناسبًا وضروريًا؛ بل ذا أبعاد استراتيجية بعيدة المدى، خاصة وأن الرئيس شي أكد خلال المحادثة أن تصحيح مسار سفينة العلاقات الصينية- الأمريكية العملاقة يتطلب من الجانبين السيطرة على دفة القيادة وتحديد المسار الصحيح، مع تجنب أي اضطرابات أو عوائق.

هذا الحوار الاستراتيجي على أعلى مستوى لم يُقدم توجيهات سياسية قوية لدفع مسار المفاوضات بين البلدين فحسب، بل فتح أيضًا نافذة أمل لعودة العلاقات الثنائية إلى مسارها الطبيعي.

المحادثات التجارية خطوة نحو تفاهم مشترك هكذا يمكنني عنونتها فتشهد لندن حاليًا محادثات تجارية رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة، تهدف إلى إحياء الاتفاق الأولي الذي تمَّ في جنيف في مايو الماضي؛ ففي قصر لانكستر هاوس، التقى وفد أمريكي ضم وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك والممثل التجاري جيميسون غرير، بنظرائهم الصينيين برئاسة نائب رئيس مجلس الدولة خه لي فنغ ووزير التجارة وانغ وينتاو، إلى جانب كبير المفاوضين التجاريين لي تشنغ قانغ.

هذه الجولة تمثل تتويجًا للاتصال الهاتفي بين الرئيسين شي جين بينغ ودونالد ترامب، وتعزز الزخم نحو التوصل إلى اتفاق تفاوضي حقيقي؛ فقد حققت المحادثات الاقتصادية والتجارية السابقة في جنيف تقدمًا ملحوظًا، حيث أسفرت عن بيان مشترك أثار تفاؤل الأسواق العالمية، مما أدى إلى صعود مؤشرات البورصات الدولية وحظي بإشادة واسعة من الرأي العام. هذا يؤكد أن المجتمع الدولي يدرك جيدًا أهمية حل الخلافات بين الصين والولايات المتحدة عبر الحوار، والحفاظ على استقرار العلاقات الاقتصادية والتجارية المشتركة.

للأسف، بعد محادثات جنيف، خرجت بعض الأصوات في الولايات المتحدة عن المسار الصحيح؛ فبدلًا من البناء على النتائج الإيجابية، لجأت إلى تشويه الحقائق ونشر تصريحات مُضلِّلة؛ بل وفرضت إجراءات تقييدية تمييزية ضد الصين، مما يهدد بتدهور العلاقات الثنائية، وهنا يمكننا القول إن الأقوال تتعارض مع الأفعال.

جوهر العلاقات الاقتصادية بين البلدين يقوم على المنفعة المتبادلة، فالصين عبر تنميتها السريعة، وفرت فرصًا استثمارية وأسواقًا للعالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، بينما ساهمت التكنولوجيا ورؤوس الأموال الأمريكية في النهضة الصينية. لذا، فإن سياسات "فك الارتباط" أو "قطع السلاسل" لن تضر إلا بمصالح جميع الأطراف، بما فيها الولايات المتحدة نفسها.

مبدأ الصين ثابت وراسخ ولا شك في هذا أبدًا فقد أظهرت الصين التزامًا واضحًا بتنفيذ اتفاقيات جنيف، حيث ألغت أو علقت بعض التعريفات الجمركية كدليل على حسن النية، لكنها، كما أكد الرئيس شي، تظل متمسكة بمبادئها الراسخة: الدفاع عن مصالحها الوطنية وسيادتها، وحماية النظام التجاري متعدد الأطراف والعدالة الدولية. الصين لن تتراجع أبدًا في القضايا المتعلقة بكرامتها وسيادتها.

أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الخطوة الأهم هي مراجعة سجل التقدم المحرز بواقعية، وإلغاء الإجراءات العقابية غير العادلة ضد الصين. هذا ليس وفاءً بالالتزامات فحسب، بل شرطًا أساسيًا لتعزيز التعاون العملي بين الجانبين.

الطريق إلى الأمام يتطلب تعاونًا مشتركًا لا مواجهة، وقد أوضح الرئيس شي أن تطبيع العلاقات يحتاج إلى جهود مشتركة، داعيًا إلى تعزيز الحوار في مجالات مثل السياسة الخارجية، الاقتصاد، الشؤون العسكرية، وإنفاذ القانون لبناء الثقة وتجنب سوء الفهم. كما حذر من التعامل غير الحذر مع قضية تايوان، التي تمثل خطًا أحمرًا للصين.

وختامًا نقول.. إنَّ الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الصيني والأمريكي جهد مُهم آخر يبذله الجانبان على أعلى مستوى لسد الخلافات وحل المشاكل بعد المحادثات الاقتصادية والتجارية بين البلدين في جنيف. لقد تم تحديد الاتجاه، والمفتاح هو العمل. وستواصل الصين، كما هي عادتها دائمًا، تعزيز التنمية المستقرة والصحية والمستدامة للعلاقات الصينية الأمريكية. وفي الوقت نفسه، ونأمل أن تعمل الولايات المتحدة مع الصين لدفع العلاقات الصينية الأمريكية إلى الأمام.

** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية- العربية

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • أستاذ بجامعة جورجتاون: هجوم إسرائيل على إيران تم بخداع استراتيجي أمريكي
  • هل تسعى إسرائيل إلى تغيير النظام الإيراني؟ مصادر تكشف لـCNN أحدث تقييم استخباراتي أمريكي
  • خبراء: شعور إسرائيل بـتهديد وجودي يدفعها لحرب محتملة مع إيران
  • تقرير أمريكي: واشنطن تلقت تقارير حول استعداد إسرائيل لضرب إيران
  • الأمم المتحدة تصوت اليوم على قرار وقف فوري لحرب غزة
  • أوروبا والولايات المتحدة وسؤال القِيَم
  • فريدمان: حكومة نتنياهو تقود يهود العالم إلى العزلة والعار الأخلاقي
  • الحوار والتعاون.. الخيار الأمثل للصين والولايات المتحدة
  • توماس فريدمان: حكومة نتنياهو ستجر الويلات على يهود العالم بأفعالها في غزة
  • مخزية وفاضحة ومروعة.. أبرز الإدانات الدولية لحرب إسرائيل على غزة