توقعات باستمرار تثبيت أسعار الفائدة المحلية والعالمية
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
منذ بداية جائحة كوفيد، شهد الاقتصاد العالمى والمصرى سلسلة من الصدمات الاستثنائية التى دفعت معدلات التضخم إلى مستويات لم نشهدها منذ عقود. زاد من أزمة الاقتصادى المصرى التدهور الكبير والسريع لقيمة الجنيه المصرى.
وبحلول منتصف عام 2022، بلغ التضخم 9.1% فى الولايات المتحدة، وسجل رقماً مزدوجاً قياسياً وصل إلى 10.
وفى الولايات المتحدة، قام مجلس بنك الاحتياطى الفيدرالى برفع أسعار الفائدة الرسمية بمقدار 525 نقطة أساس إلى 5.5%. وشرع البنك المركزى الأوروبى فى تنفيذ دورة تشديد قياسية برفع سعر إعادة التمويل الرئيسى بمقدار 450 نقطة أساس إلى 4.5%. بالإضافة إلى ذلك، بدأت البنوك المركزية فى عكس مسار عمليات الشراء الكبيرة للأصول التى تم تنفيذها خلال جائحة كوفيد لضخ السيولة فى النظام المالى.
وأدت هذه السياسات النقدية إلى تشديد الأسواق المالية فى الاقتصادات المتقدمة. يُعد مؤشر الأوضاع المالية فى الاقتصادات المتقدمة من بين المقاييس المفيدة ويوفر مؤشراً مجدياً من خلال الجمع بين المعلومات المتعلقة بأسعار الفائدة قصيرة وطويلة الأجل، فضلاً عن هوامش الائتمان وأسعار الأسهم. ويُبين المؤشر أن الأسواق كانت فى أعلى مستويات التشديد فى أكتوبر 2023. ومع ذلك، فى ظل تعزيز معدلات التضخم اتجاهاتها الهبوطية واطمئنان المحللين للمستويات الإيجابية المسجلة للتضخم، بدأت الأسواق فى استيعاب نهاية دورات التشديد النقدى وتحسنت الأوضاع المالية.
وعلى المستوى المحلى تجتمع لجنة السياسة النقدية يوم 18 يوليو المقبل للنظر فى أسعار الفائدة، فى ظل تباطؤ معدلات التضخم خلال الفترة الماضية.
ويعتبر تحقيق استقرار الأسعار أحد الأهداف الأساسية للبنك المركزى المصرى حسب اختصاصاته فى إطار السياسة الاقتصادية العامة للدولة، وفقاً لقانون البنك المركزى رقم 194 لسنة 2020.
لتحقيق استقرار الأسعار يقوم البنك المركزى حالياً بتحويل إطار سياسته النقدية إلى نظام مرن لاستهداف التضخم حيث تعمل توقعات التضخم كهدف وسيط.
والتضخم هو ارتفاع فى المستوى العام لأسعار السلع والخدمات، ويعتبر الرقم القياسى لأسعار المستهلكين (CPI) هو المؤشر الأكثر شيوعاً واستخداماً، حيث يتتبع مستوى متوسط أسعار السلع والخدمات التى تستهلكها الأسرة، وبذلك فإن معدل تغير الرقم القياسى لأسعار المستهلكين فى المتوسط وبمرور الوقت يمثل التضخم.
وسجل معدل التغير الشهرى فى الرقم القياسى العام لأسعار المستهلكين للحضر، الذى أعلنه الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى 10 يونيو 2024، سالب 0.7% فى مايو 2024 مقابل 2.7% فى ذات الشهر من العام السابق و1.1% فى أبريل 2024. وعلى أساس سنوى، سجل معدل التضخم العام للحضر 28.1% فى مايو 2024 مقابل 32.5% فى أبريل 2024.
وسجل معدل التغير الشهرى فى الرقم القياسى الأساسى لأسعار المستهلكين، الذى يعده البنك المركزى، سالب 0.8% فى مايو 2024 مقابل 2.9% فى ذات الشهر من العام السابق و0.3% فى أبريل 2024. وعلى أساس سنوى، سجل معدل التضخم الأساسى 27.1% فى مايو 2024 مقابل 31.8% فى أبريل 2024.
وهذا التراجع فى فى معدلات التضخم، إلى جانب التحديات التى يوجهها الاقتصاد المصرى داخلياً وخارجياً، والتوترات الجيوسياسية ستجعل لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزى المصرى، تستمر فى تثبيت أسعار الفائدة حتى تتم السيطرة على التضخم وربما تتجه لخفض أسعار الفائدة خلال الربع الأخير من العام الحالى إذا ما تحسن وضع الاقتصاد المحلى، وتراجعت معدلات التضخم.
ويرى تحليل لبنك قطر الوطنى أن الأوضاع المالية ستستمر فى التحسن هذا العام على خلفية تخفيضات أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطى الفيدرالى والبنك المركزى الأوروبى، إلا أنها ستظل فى المنطقة المقيدة خلال الأرباع القليلة القادمة.
ويرى البنك أن هناك عاملين رئيسيين لاستمرار تقييد الأوضاع المالية، العامل الأول هو أنه على الرغم من التوقع أن تبدأ البنوك المركزية الكبرى فى خفض أسعار الفائدة فى عام 2024، إلا أنها ستكون حذرة فى وتيرة تخفيضات أسعار الفائدة. وقد انخفضت آخر المستويات المسجلة للتضخم الرئيسى من ذروتها البالغة 9.1% و10.7% على التوالى، فى الولايات المتحدة ومنطقة اليورو، إلى 3.5% و2.4%. علاوة على ذلك، من المتوقع أن تستمر معدلات التضخم فى الاقتراب نحو مستوى 2% المستهدف فى ظل ضعف النمو الاقتصادى.
ويتوقع QNBأن بنك الاحتياطى الفيدرالى سيسمح بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس إلى 5.0% والبنك المركزى الأوروبى بمقدار 100 نقطة أساس إلى 3.5% بحلول نهاية العام. ومع ذلك، فإن وتيرة تخفيض أسعار الفائدة هذه تعنى ضمناً أن أسعار الفائدة المرتفعة نسبياً ستظل كما هى خلال الأرباع القليلة القادمة.
ويضيف QNBأن ثانى العوامل هو استمرار البنك المركزى الأوروبى وبنك الاحتياطى الفيدرالى فى استنزاف السيولة فى الأنظمة المصرفية من خلال عكس مسار عمليات توسيع الميزانية العمومية التى تم تنفيذها خلال جائحة كوفيد. وللتخفيف من عواقب الجائحة، كانت البنوك المركزية فى الاقتصادات المتقدمة قد قامت بشراء كميات كبيرة من الأصول المالية من الأسواق. وقد تم تنفيذ هذه الاستراتيجية، التى يطلق عليها «التيسير الكمى»، بهدف ضخ السيولة فى النظام المالى، فضلاً عن المساهمة فى خفض أسعار الفائدة طويلة الأجل.
من أجل تطبيع الحجم غير المسبوق لميزانيته العمومية الناتج عن التيسير الكمى، بدأ بنك الاحتياطى الفيدرالى تخفيض الميزانية العمومية فى يونيو 2022، وقد خفض حجمها حتى الآن بمقدار 1.3 تريليون دولار أمريكى من الذروة البالغة 8.9 تريليون دولار أمريكى. وبالمثل، انخفضت أصول النظام الأوروبى (البنك المركزى الأوروبى بالإضافة إلى البنوك المركزية الوطنية فى منطقة اليورو) بمقدار 2 تريليون يورو من ذروتها البالغة 8.8 تريليون يورو. وستستمر عملية التطبيع هذه خلال عام 2024، مما سيقلل من السيولة الزائدة فى النظام المالى.
ويؤدى ارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض مستويات السيولة فى النظام المالى إلى تقييد توافر الائتمان للقطاع الخاص. تظهر أحدث استطلاعات الإقراض المصرفى فى الولايات المتحدة ومنطقة اليورو أن البنوك التجارية مستمرة فى تشديد معايير الإقراض الخاصة بها. علاوة على ذلك، تتقلص أحجام ائتمان القطاع الخاص فى أكبر اقتصادين متقدمين.
وانتهى التقرير إلى التوقع بأن يؤدى انخفاض السيولة جراء تطبيع الميزانيات العمومية للبنوك المركزية وأسعار الفائدة المقيدة إلى الحفاظ على الأوضاع المالية المشددة خلال الأرباع القليلة القادمة. وهذا من شأنه أن يحد من توافر الائتمان للشركات والأسر، وسيسهم فى تحقيق نمو اقتصادى أقل من الاتجاه السائد.
تؤكد التقارير المحلية والدولية إلى أن البنك المركزى المصرى سيستمر فى الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغير هذا العام، على أن يبدأ التخفيض فى مطلع العام المقبل 2025
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فى الولایات المتحدة لأسعار المستهلکین البنوک المرکزیة الأوضاع المالیة الرقم القیاسى أسعار الفائدة معدلات التضخم نقطة أساس إلى
إقرأ أيضاً:
قبل حسم الفائدة اليوم.. تفاصيل 4 قرارات لـ «البنك الفيدرالي» في 2025
اجتماع البنك الفيدرالي.. يعقد البنك الفيدرالي الأمريكي، اليوم الأربعاء، اجتماعه الخامس الدوري خلال2025، وسط هيمنة حالة من الغموض على مشهد القرارات النقدية فيالبنك الفيدرالي.
ويأتي هذا الغموض جراء احتمالية لجوء الفيدرالي لإجراء خفض سعر للفائدة لأول مرة خلال 2025، ولكن بدافع من ممارسة الضغوطات المستمرة من ترامب وإدارته التي تندد منذ أوائل اجتماعات البنك خلال العام بضرورة اعتماد سياسة التيسير النقدية، في ظل هبوط لافت لمعدلات التضخم، بعد عامين من انتهاج صنّاع السياسة النقدية لسياسة التشديد لكبح معدلات التضخم الذي عانى منه اقتصاد الولايات المتحدة بعد أزمة وباء كورونا.
ولا يمكن إغفال موقف أعضاء البنك الفيدرالي «الواحد» ضد السياسات النقدية للبيت الأبيض، والسياسات الاقتصادية لإدارة ترامب بشكل عام، حيث لم ينجرفوا إلى الاستسلام لضغط ترامب بشأن سعر الفائدة وتخفيضها، لتفاجأ الأسواق بقرار مماثل لـ قرارات البنك الفيدرالي منذ بداية الاجتماعات الدورية للبنك وحتى آخر اجتماع لشهر الماضي، والإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير.
قرارات اجتماع البنك الفيدرالي خلال عام 2025
اجتماع البنك الفيدرالي الأولكان الاجتماع الأول لـالبنك الفيدراليالأمريكي يومي 28 و29 يناير 2025، وقد أسفر عن قرار لجنة السياسة النقدية بـ تثبيت سعر الفائدة في نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5%.
اجتماع البنك الفيدرالي الثانيوجاء الاجتماع الثاني لـ البنك الفيدرالي الأمريكي يومي 18 و19 مارس2025، وقرر أعضاء البنك الفيدرالي تثبيت سعر الفائدة لـ المرة الثانية خلال عام 2025، وذلك في نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5%.
وجاء الاجتماع الثالث لـالبنك الفيدرالي الأمريكي يومي 7 و8 2025، وقرر أعضاء البنك الفيدرالي تثبيت سعر الفائدة لـ المرة الثالثة خلال عام 2025، وذلك في نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5%.
اجتماع البنك الفيدرالي الرابعوجاء الاجتماع الرابع لـ البنك الفيدرالي الأمريكي يومي 17 و18 يونيو 2025، وقرر أعضاء البنك الفيدرالي تثبيت سعر الفائدة لـ المرةالرابعة خلال عام 2025، وذلك في نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5%.
وانقسمت توقعات خبراء المال والاقتصاد عالميا بشأن قرارالبنك الفيدرالي اليوم، مع توجه كبير للتوقعات بأن يخفض البنك الفيدرالي سعر الفائدة اليوم، ولا مزيد من إجراءات التثبيت.
وكان قد صرح روبرت كابلان، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق في دالاس، أمس، بأن السبب في عدم خفض الاحتياطي الفيدرالي للفائدة ليس بسبب تعنت جيروم باول، رئيس البنك الفيدرالي، ولكن السبب أن الاحتياطي الفيدرالي لا يرى حول الطاولة على أنه حان الوقت للتخفيض، وهناك 12 صوتا ينتمون لـ 12 عضوا من أعضاء البنك الفيدرالي، وهو لا يقرر بمفرده.
اقرأ أيضاًقبل اجتماع حسم الفائدة اليوم.. تفاصيل 3 قرارات لـ «البنك الفيدرالي» خلال 2025
الخامس في 2025.. «الفيدرالي الأمريكي» يحسم سعر الفائدة على الدولار غدا
النفط يتراجع.. والأسواق تترقب تعديلات التعريفات الجمركية و مصير رئيس الفيدرالي