روسيا.. تطوير أول ليزر في العالم يقوم على الألياف الضوئية المجوفة
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
اكتشف الباحثون الروس أن الألياف المجوفة المعتمدة على زجاج الكوارتز ذات البنية المجهرية العاكسة يمكن استخدامها كأساس لأجهزة الليزر العالية الطاقة .
جاء ذلك في بيان نشرته الخدمة الصحفية لمؤسسة العلوم الروسية.
وقال أليكسي غلاديشيف، كبير الباحثين في معهد الفيزياء العامة التابع لأكاديمية العلوم الروسية: "بحثنا هو أول عرض في العالم لاستخدام الليزر في الألياف المجوفة، ويفتح هذا العمل اتجاها جديدا سيجعل من الممكن في المستقبل توليد نبضات ليزر في الألياف المجوفة بقوة أعلى بآلاف المرات من عتبة تدمير ألياف كلاسيكية ذات قلب زجاجي".
وحقق العلماء هذا الاكتشاف أثناء بحثهم عن بدائل محتملة للألياف الضوئية الكلاسيكية التي تستخدم لنقل أشعة الليزر لمسافات طويلة وكأحد المكونات الرئيسية لما يسمى بليزر الألياف، وهو أحد أكثر مصادر أشعة الليزر إحكاما وقوة.
إن التطوير اللاحق لهذه الأنظمة، بالإضافة إلى قوتها القصوى، محدود بحقيقة تفيد بأن الألياف الضوئية المستخدمة في عملها غير متوافقة مع أنواع الموجات الكهرومغناطيسية بخلاف الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء القريبة. وعلاوة على ذلك، عادة ما يكون قلب أدلة الضوء هذه مصنوعا من زجاج الكوارتز الذي يتم تدميره بالطاقة العالية لنبضات الليزر المتولدة.
لقد استوضح الفيزيائيون الروس أنه يمكن تجنب هذه المشاكل باستخدام ألياف زجاجية "كوارتز" مجوفة مملوءة بجزيئات الغازات النبيلة أو الهيدروجين والديوتيريوم. وتم تصميم سطح دليل الضوء هذا بطريقة تعكس الإشعاع الساقط عليه، مما يسمح باستخدامه لضخ الليزر باستخدام مصدر الموجات الدقيقة وإنتاج نبضات من الضوء أو موجات الأشعة تحت الحمراء بدون فرض قيود كبيرة على الطاقة.
واستطرد غلاديشيف قائلا:" في المستقبل لا نخطط لزيادة الطاقة الناتجة عن ليزرات الألياف التي تعمل على تفريغ الغاز التي طورناها فحسب، بل ولتوسيع نطاق الأطوال الموجية التي تولدها في كل من أجزاء طيف الأشعة تحت الحمراء المتوسطة والأشعة فوق البنفسجية. ويمكن لمثل هذه الليزرات أن تجد مجموعة متنوعة من التطبيقات بدءا من التشخيص الطبي الحيوي وحتى الطباعة الحجرية وتطوير الدوائر الدقيقة.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: تكنولوجيا مشروع جديد
إقرأ أيضاً:
يعنينا فهم روسيا وليس أن تفهمنا
من الواضح أن أمريكا لم تعد القطب الأوحد ولم تعد من يحكم العالم كما كان منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، ولكن الواضح أيضاً هو أن أمريكا تتصرف كأنها الحاكم لمنطقة ما تسمى الشرق الأوسط..
ولا أستطيع فهم تصرف الأقطاب الأخرى مثل الصين وروسيا تجاه هذا الوضع أو التموضع الأمريكي وبما لم يعد في أي منطقة..
الطريقة التي دخلت بها روسيا إلى سوريا للمشاركة في الحرب ضد الإرهاب ـ كما قيل ـ كانت غامضة، ولكن الأكثر غموضاً، بل واللغز المحير كان في الطريقة التي تم بها ترحيل وإسقاط نظام بشار الأسد..
في العدوان على إيران طرحت علامات استفهام حول ما إذا كانت روسيا أدت دورها بالحد الأدني كحليف مع إيران في ظل ما تمثله إيران من مصالح كبرى لروسيا وللأمن القومي الروسي، فهل مثل هذا يمثل إضافة للغموض أم هو شيء غير ذلك؟..
عندما نتابع حالة الأنظمة العربية ومواقفها من جرائم الإبادة الجماعية واستعمال التجويع كسلاح وهو ما لم يحدث مثله في العصر الحديث فهذا يعيدنا ربطاً بالغموض الذي أشرنا إليه إلى سايكس بيكو القديم كمخاض لجديد أو للجديد، وهذا بين الاستنتاجات والاحتمالات، مع أنه بات صعباً كثيراً السير في مقايضات، بل إن العصر وواقع العالم المتغير يفقد مثل هذه المقايضات المحتملة واقعها وواقعيتها ولكنها تظل غير مستحيلة «على الأقل»..
ولهذا يعنينا أن لا نغرس رؤوسنا في الرمال تجاه هذا الاحتمال أو غيره في هذه المرحلة المفصلية والصعبة..
المفكر الروسي الكبير «الكسندر دوجين» بين طرحه عن المنطقة يركز على أهمية وضرورة توحد المسلمين وهو يعرف أكثر مما أعرف صعوبة واستعصاء هذا التوحد وبسبب المتراكم الأمريكي، فإذا الهدف تحميل العرب والمسلمين المسؤولية فذلك متحقق ـ مع الأسف ـ ولكن ماذا عن المصالح الكبرى لروسيا والصين بالمنطقة وفى ظل الأمر الواقع للمتراكم الأمريكي؟..
إنني بهذا التعاطي لا أريد التأثير بأي قدر على إنجازات المنطقة بالتحالف وحتى العلاقات مع الصين وروسيا والتواصل القوي والمستمر بل إن الاجتماع الثلاثي بين الصين وروسيا وإيران في طهران يؤكد شراكة استراتيجية إن لم تكن تحالفات استراتيجية..
طرح مستوى من الغموض أو طرق علامات استفهام يمثّل حاجيات للفهم والتفكير في إطار الحرية الواعية أو المقيدة بالوعي..
في خيار العالم المتعدد الأقطاب والأكثر عدالة فإن الصين وروسيا والاصطفاف العالمي هما في حاجة لهذه المنطقة مثلما المنطقة بأمس الحاجة للسير في خيار العالم المتعدد الأقطاب..
مثل هذا الهدف العالمي الكبير يحتاج لتجاوز تموضعات المنطقة بل وإلى مواجهة بكل الوسائل والسبل للمتراكم الأمريكي أياً كان تجذره أو تأثيره..
يعنينا ومن جانبنا أن نتعمق في قراءة التجارب، فالسوفيت مثلاً نصحوا عبدالناصر ـ مجرد نصيحه ـ أن لا يكون البادئ في الحرب ١٩67م لأن أمريكا تهدد باستعمال النووي ونتوقف عند نقطتين:
الأولى .. أن جمال عبد الناصر بطرد قوات الأمم المتحدة التي كانت تفصل بين مصر والكيان الصهيوني أصبح في الحرب فعلاً..
الثانية أن السوفيت قدموا لعبدالناصر مجرد نصيحة كان بمقدوره أن لا يأخذ بها..
وإذاً لا يفترض ربط أو تبرير فشلنا أو هزائمنا بالسوفيت أو بغيرهم..
مثل هذا علينا إسقاطه على الأحداث القائمة، وهاهي إيران على سبيل المثال استطاعت احتواء الصدمة لليوم الأول للعدوان أو ليومين واستطاعت أن تسير في رد هو الأقوى جعل إسرائيل من خلال أمريكا استجداء إيقاف الرد الإيراني حتى أن إسرائيل لم تعد تتحمل الحرب وليومين فقط..
ويكفي أن إيران ربما اشتكت أو احتاجت لتلميح عن قصور من الحليف الروسي في هذا، ولكنها أدت واجبها ونجحت في صد العدوان في ظل مشاركة أمريكية كاملة في الإعداد والتحضير للعدوان ثم بالمباشرة في هذا العدوان، والحديث عن نواقص أو قصور بعد ذلك جائز بل ومطلوب للسير إلى ثقة أكبر وأعلى وعلى طريقة «العتاب صابون القلوب»..
تموضع ومواقف أنظمة عربية كثيرة نعرفها وهي معروفة في السياق التاريخي والمتراكم مما يجعلها متوقعة..
الحرب النفسية الإعلامية على شعوب المنطقة باتت الفاعل الأهم، لأنها تمارس ترويض المنطقة إسرائيلياً من خلال الشعوب والمزيد من ترويض هذه الشعوب لأنظمة خائنة بالأمركة والصهينة هو بالتلقائية لصالح الكيان الصهيوني، وكل هذا يستوجب أن شراكة المصالح في تحالفاتنا واستمرار واستمراء خط الأمركة والصهينة عربياً هو خيانة الحاضر والمستقبل!!.