تحل الذكرى الـ11 لثورة مصر 30 يونيو التى انتفض خلالها الشعب المصرى ضد حكم الجماعات الإسلامية وحكم الأخوان والسير نحو اتجاه دمار البلاد، فى تلك الذكرى كان فنانو مصر جزءً لا يتجزأ من الحراك السياسى فى مصر، فقد تخلوا عن الوقوف أمام الكاميرات لتصوير أعمالهم الفنية، للوقوف فى الميادين لرفض الحكم ودعم بلادهم فى مشاهد واقعية دون سيناريو مكتوب، فمن المشاهد التمثيلية إلى المشاهد الحقيقية رسم فنانو مصر شكل الوطنية الفنية تجاه مصر، ليؤكدوا رأيهم مع جموع الشعب بكل طوائفه عن ثورة الكرامة وإعادة الوطن الذى كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة على أيدى تلك الجماعات المخربة، ولم يكتفوا عن ذلك، حيث كان الفن عنصرا رئيسيا بعد الأحداث، ليظهر للشعب المصرى والأوطان حجم خراب هذه الجماعات على مصر من خلال أعمال درامية وسينمائية تكشف الحقائق.
ارتبطت الميادين بأسماء عدد من الفنانين الذين شاركوا فى ثورة 30 يونيو 2013، ترصد «الوفد» فى الذكرى الـ11 للثورة، 11 مشهدًا لا يمحو من ذاكرة المصريين عامة والوسط الفنى خاصة، وهى مشاهد ولقطات ارتبطت بأحداث ثورة 30 يونيو، وكانت الفنانة إلهام شاهين، إحدى أبرز الفنانات التى كانت لها دورا بارزا فى مواجهة الإخوان الإرهابية، وخاضت حروبًا كثيرة معهم وشاركت فى ثورة يونيو لتطالب برحيل الرئيس الأسبق وجماعته.
كان المشهد الرئيسى لدور الفنانين فى دعم الدولة المصرية ضد الجماعات الإرهابية وثورة 30 يونيو من أمام وزارة الثقافة حشد مسيرة ضخمة كانت الشرارة لاندلاع فتيل الغضب من المصريين ضد إسقاط حكم تلك الجماعات، حيث انطلقت مسيرة تضم عشرات المثقفين والفنانين والأدباء، من أمام وزارة الثقافة، إلى ميدان التحرير دعمًا لشرعية الميدان، حاملين أعلام مصر، ولافتات مكتوب عليها «مصر نظيفة وحرة بدون إخوان، لا للدستور المعيب، مصر ستبقى مدنية».
وكان المشهد الثانى بمشاركة النجمة إلهام شاهين، فى الذكرى الـ 11 لثورة 30 يونيو التى قالت: «أنقذتنا من تجار الدين الذين تاجروا بالنصوص الدينية وجاءت أفكارهم بعيدة كل البعد عن الدين الحقيقى السمح الذى يعطى الإنسان الحرية فى الاختيار والاعتقاد ويعلم الناس الأخلاق وكيفية التعامل بإنسانية».
وعن الأوضاع المأساوية التى مرت على البلاد فى ذاك الوقت، لفتت إلهام شاهين إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية، كانت طالبة للسلطة فقط واستخدام الدين لخدمة السياسة، والطبيعى والمنطقى هو فصل الدين عن السياسة، الدين روحانى وحالة صدق كاملة بين الإنسان وربه والسياسة أمر دنيوى جدا، مستطردة حديثها،:«الحمد لله ثورة 30 يونيو أنقذت البلد من ناس كانت تريد تغيير ثقافتنا وهويتنا وعاداتنا وتقاليدنا وشكلنا، وبدون اتفاق مسبق الشعب نزل فى حالة ثورة يعلن على أنه لا يريد تغيير هوية وثقافة الشعب المصرى».
وأضافت إلهام شاهين: «هذه الجماعة استخدمت الدين بشكل خاطئ وكان شيوخهم يوجهون الإهانات للفن وأهل الفن، بالرغم من أن الدين يعلم الأخلاق قبل أى شىء والرسول الكريم قال: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، والسؤال هنا هو أين الأخلاق فى توجيه الاهانات والانتقاد بشكل سخيف وجارح وبكلمات تحمل تحرش لفظى؟، هم قدموا صورة سيئة لشكل المسلم المتدين مع الأسف، وهذا ليس تدينا حقيقيا، التدين الحقيقى الذى يصل بك لحالة أخلاقية عالية قبل كل شىء.
أما بالنسبة للمشهد الثالث للنجمة يسرا، التى أعربت عن سعادتها بنجاح وتحقيق أهداف ثورة 30 يونيو للمصريين، قائلة: «إن ثورة 30 يُعد نجوم الفن المصرى جزءً من شرارتها، 30 يونيو هو يوم عظيم فى تاريخنا الحديث، يوم ثورة الشعب لإنقاذ مصر من يد الإخوان»، مشيرة إلى أنها لا تنسى ذلك اليوم أبدا ولا تنسى دور الفنانين المشاركين فى ثورة 30 يونيو وما لهم من دور كبير فى التوعية والوقوف بجوار مصر فى تلك اللحظات الحاسمة، مؤكدة أن الجميع كان يشعر بالخطر وأن مصر فى طريق مظلم بعدما سيطر عليها طيور الظلام.
وأضافت «يسرا»، أن الأمل فى الله كان كبيرا وفى الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى لبى نداء الشعب وقتها وأنقذ مصر من مصير كان محتوما لولا وقوف الشعب بجوار الجيش والقوى الوطنية والمدنية التى اجتمعت على كلمة واحدة، وهى تلبية نداء الشعب وعودة مصر المختطفة.
وعن المشهد الرابع الفنى، فكان من نصيب الفنان حسين فهمى، الذى شارك فى ثورة ٣٠ يونيو، ونزل فى الميادين بعدما أعلن أن مرسى وجماعة الإخوان لا يعملون إلا لمصلحتهم الشخصية وأساءوا لمصر بطريقة لم تحدث من قبل، وأن هذه الجماعة باعت الوطن وساهمت بشكل كبير فى انهيار مصر وأصابت شعبها بالخيبة والحسرة.
الفنان كريم عبدالعزيز كان له نصيب كبير فى المشهد الخامس، نظرًا لقاعدة جماهيره فى مصر بالمشاركة فى ثورة 30 يونيو، معتبرًا أن هذه الثورة قامت لتوحيد المصريين من جديد بعد الانقسام الذى حدث فى عام حكم الإخوان ولوقف الدم.
أما الفنان أحمد حلمى وزوجته النجمة منى زكى، احتلوا المشهد السادس فى الوجهة الفنية بأحداث ثورة 30 يونيو، حيث شاركوا فى المظاهرات التى طالبت برحيل النظام الإخوانى ورفضه الشديد لاستمرارهم فى الحكم، وكان ظهورهم لافت وسط حشد المصريين، دافعًا جموع المعتصمين للاستمرارية.
واتجهت الأنظار فى الميدان فى ثورة 30 يونيو على المشهد السابع والمميز مما يحتوى من وطنية فنية كبيرة للنجم أحمد السقا ومشاركته فى مظاهرات ثورة 30 يونيو بـ «العكاز» تنديدًا بحكم الجماعات وما نتج عنه من خراب للبلاد.
هناك من ظهر واثبت وجوده فى الميدان وآخرين على مدار الـ 11 عام يحتفلوا سنويًا بذكرى ثورة 30 يونيو سواء من خلال تصريحات أو منشورات على مواقع التواصل الاجتماعى، والمشهد الثامن يرصده الفنان نبيل الحلفاوى، الذى احتفل عبر حسابه بموقع تويتر قائلًا: «ثورة 30 يونيو تاريخ هبة الشعب المصرى لاستعادة هويته واستدعاء جيشه الوطنى للحفاظ على مصر دون سقوطها فى جحيم الضياع، تحية لجيشنا الذى لبى النداء للإرادة الشعبية».
وما بين الدراما الوطنية والحراك الوطنى الفعلى فى ثورة 30 يونيو، كان الفنان أمير كرارة، له النصيب فى كلا الحالتين مشاركًا فى الثورة ومعبرًا عنها فى الأعمال الفنية، لذا فأنه احتل المشهد التاسع، قائلًا: «إنه شارك فى ثورة 30 يونيو من تلقاء نفسه ولم يحركه أحد على الإطلاق، 30 يونيو هى أكبر ثورة فى تاريخ البشرية».
وأضاف «كرارة» أن سقوط الرئيس الأسبق، كان مفاجأة، حيث كان يتوقع أن يستمر حكم الإخوان لمدة 5 سنوات على أقل تقدير، مشيرًا إلى أنه ضد مشاركة تلك الجماعات فى الحركة السياسية، حتى لا يتم الخلط بين السياسة والدين، لافتًا إلى أن الجيش المصرى أثبت أنه لا مصلحة لديه إلا حماية الشعب المصرى على مر العصور.
وكان المشهد العاشر من نصيب الفنانة لقاء سويدان، التى حرصت عى المشاركة فى 30 يونيو، وتحتفل بها كل عام، قائلة: «٦/٣٠ إلى ٧/٣ كنا بالشوارع والميادين إلى أن استردينا مصر.. تحيا مصر».
وختاما كانت مشاركة النجم هانى رمزى الأبرز فى المشهد الحادى عشر، قائلًا: «مصر كانت مخطوفة وثورة 30 يونيو أعادتها من جديد»، لافتًا إلى أن فترة خطف مصر كانت وجيزة ولكن ثورة يونيو هى من أعادتها لأهلها من جديد مرة أخرى، ولا يزال هناك رغبة لاختطافها مرة أخرى ولذلك يجب أن نظل بنفس روح الانتماء والالتحام سويا من أجل الحفاظ على منجزات ثورة 30 يونيو، خاصة فى ظل اشتعال الأوضاع فى البلدان التى تحيط بمصر.
وأضاف هانى رمزى، أن مصر مستهدفة، ولذلك لابد أن نظل جميعا متماسكين ببعضنا البعض ويد واحدة لمواجهة أى تحدى يواجه مصر، مؤكدا أن ثورة 30 يونيو من أعظم إنجازات الشعب المصرى، و سيكتب فى التاريخ أن الشعب المصرى نزل لشوارع مصر فى 30 يونيو وقال كلمته واستطاع إعادة مصر لأهلها والحفاظ على ثقافتنا وهويتنا وعاداتنا وتقاليدنا.
رصدنا فى الذكرى الـ11 لثورة 30 يونيو عبر السطور عالية، 11 مشهدا الأبرز فى المشاركة الفنية، بينما هناك الكثير من الفنانين الوطنيين الذين شاركوا فى تصحيح المسار بثورة 30 يونيو وإنقاذ الدولة من الضياع، نقدم لهم كل الشكر على وطنيتهم وشغفهم للدفاع عن وطنهم الحبيب.
فى رصد الـ11 مشهد فقط الذين تم ذكرهم فى السطور الأخيرة، بينما هناك الكثير من الفنانين الوطنيين الذين شاركوا فى تصحيح المسار بثورة 30 يونيو وإنقاذ الدولة من الضياع، وكما انتفض ضد حكم الجماعة فى الميادين مع الشعب، كل من أحمد السقا وسمية الخشاب ومحمد حماقى ونبيل الحلفاوى وهانى رمزى ويسرا وأحمد سعد وهانى سلامة وريهام عبدالغفور والشاعر أمير طعيمة ومنى زكى وليلى علوى ورجاء الجداوى ودلال عبدالعزيز ومحمود قابيل ولقاء سويدان، معلنين رفضهم لحكم الجماعة الإرهابية وتهكموا على أسلوبهم فى الحكم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الـ11 لثورة مصر الشعب المصرى حكم الإخوان للشعب المصرى الوفد فى ثورة 30 یونیو الشعب المصرى إلهام شاهین شارکوا فى إلى أن
إقرأ أيضاً:
ليلتان من الغضب في أيرلندا الشمالية.. عنف وشغب على خلفية اعتداء جنسي مزعوم
شهدت مدينة باليمنيا في أيرلندا الشمالية ليلة ثانية من الاضطرابات العنيفة، حيث أقدم مئات من مثيري الشغب الملثمين على مهاجمة الشرطة وإضرام النار في منازل ومركبات، في تصعيد لافت للتوترات التي أعقبت احتجاجات على خلفية حادثة اعتداء جنسي مزعوم تورط فيها قاصران. اعلان
وأسفرت المواجهات عن إصابة 17 عنصرًا من الشرطة، ليرتفع عدد المصابين منذ بداية الأحداث مساء الإثنين إلى 32 ضابطًا، بحسب ما أعلنته الشرطة المحلية.
وتعود جذور التوترات إلى احتجاجات واسعة أعقبت إعلان السلطات اتهام صبيين، يبلغان من العمر 14 عامًا، بالاعتداء جنسيًا على فتاة مراهقة، ومَثُل المتهمان أمام المحكمة يوم الإثنين، حيث نُسبت إليهما التهم عبر مترجم بلغة رومانية، وفق ما أفادت به هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وأفاد محامي الدفاع أن المتهمين ينكران ما نُسب إليهما، فيما قررت المحكمة حبسهما احتياطيًا حتى الثاني من يوليو المقبل.
ومع تصاعد العنف، فتحت الشرطة تحقيقات بشأن حرائق أضرمت عمدًا في أربعة منازل خلال الليلة الأولى، ووصفتها السلطات بأنها جرائم كراهية ذات دوافع عنصرية.
Relatedأيرلندا الشمالية: آمال معلّقة على تخلّي الحكومة البريطانية الجديدة عن قانون الإرث المثير للجدلأيرلندا تخفض مساعدات اللاجئين الأوكرانيين: هل باتوا عبئًا على أوروبا؟أيرلندا الأولى أوروبيا: خطوات لحظر التجارة مع المستوطنات الإسرائيليةوقال قائد شرطة أيرلندا الشمالية، جون بوتشر، إن ما شهدته المدينة من "عنف عبثي على مدار ليلتين متتاليتين أمر مقلق للغاية وغير مقبول"، محذرًا من أن "الأفعال التي يغذيها الحقد وحكم الغوغاء لا تؤدي سوى إلى تمزيق نسيج المجتمع، ويجب أن تتوقف فورًا".
وقد دفعت المخاوف من استهداف الجاليات الأجنبية بعض السكان إلى اتخاذ تدابير احترازية، وقالت إحدى المقيمات الرومانيات لصحيفة "آيرش تايمز" إنها علّقت علم المملكة المتحدة على نافذة منزلها لتفادي الاعتداء، بينما أظهرت صورة نشرتها صحيفة "بلفاست تلغراف" باب منزل آخر وقد عُلقت عليه أعلام بريطانيا والفلبين مع لافتة كتب عليها: "فلبيني يعيش هنا".
وفي تطور ميداني، أعلنت الشرطة أنها ألقت القبض على خمسة أشخاص في باليمنيا للاشتباه في تورطهم بأعمال شغب، بعد أن كانت قد اعتقلت شخصًا واحدًا في الليلة السابقة. وانتشرت وحدات الشرطة في المدينة مدعومة بمركبات مدرعة ومعدات مكافحة الشغب، واستخدمت خراطيم المياه وذخائر غير قاتلة تُعرف باسم "المقذوفات منخفضة الطاقة"، في مواجهة هجمات بزجاجات حارقة وقطع معدنية وصخور استخدمها مثيرو الشغب، بعد أن اقتلعوها من جدران قريبة، وفق ما أفاد به شهود عيان.
وأُحرقت عدة سيارات في أنحاء متفرقة من المدينة، وانقلبت إحداها وسط ألسنة اللهب، فيما دوّت صفارات الإنذار في أرجاء المدينة حتى ساعات متأخرة من الليل، وذكر شهود أن أحد المنازل احترق بالكامل، بينما أُصيب أحد أفراد الشرطة بالغثيان إثر خروجه من منزل آخر حاول المحتجون إشعال النار فيه.
وامتدت حالة التوتر إلى مناطق أخرى، حيث شهدت العاصمة بلفاست احتجاجات متفرقة أدت إلى إغلاق بعض الطرق، في حين أبلغت الشرطة عن حوادث شغب في بلدتي نيوتاونابي وكاريكفرغس، شملت إشعال حاويات نفايات ورشق القوات الأمنية بزجاجات ومواد بناء، إلى جانب حوادث متفرقة في شمال بلفاست.
وأثارت هذه الأحداث ردود فعل مستنكرة من الحكومة البريطانية وقيادات سياسية محلية، وقال وزير شؤون أيرلندا الشمالية في الحكومة البريطانية، هيلاري بن، في تصريح نشره على منصة "إكس"، إن "المشاهد المروعة لأعمال الشغب التي شهدناها مرة أخرى هذا المساء في باليمنيا لا مكان لها في أيرلندا الشمالية".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة