باحثون يكشفون رموز تشفير سرية متعمدة للتجسس عمرها 25 عاماً
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
أغسطس 6, 2023آخر تحديث: أغسطس 6, 2023
المستقلة/- اكتشف ثلاثة محللين أمنيين هولنديين خمس نقاط ضعف في معيار اتصالات راديوي أوروبي يدعى “تيترا” (TETRA)، المستخدم في أجهزة الاتصالات الراديوية التي تصنعها “موتورولا” و”دام” و”هايتيرا” وغيرها من الشركات المتخصصة. ويتم استخدام المعيار في أجهزة الاتصالات الراديوية منذ التسعينيات، لكن عيوب هذا المعيار ظلت مجهولة نظراً لبقاء خوارزميات التشفير المستخدمة في معيار “تيترا” سرية حتى الآن.
ولأكثر من 25 عاماً، بقيت التقنيات المستخدمة في البيانات الهامة والاتصالات الراديوية الصوتية حول العالم محاطة بالسرية المطلقة لمنع أي شخص من التمحيص في خصائصها الأمنية، والبحث عن نقاط ضعفها التي تم اكتشافها أخيراً بفضل مجموعة صغيرة من الباحثين المتخصصين في هولندا، والذين فككوها واكتشفوا عيوباً خطيرة فيها، بما في ذلك وجود ثغرات متعمّدة تعرف باسم بالأبواب الخلفية (back doors)
ويقول الباحثون أن هذه الثغرات معروفة منذ سنوات عديدة لدى مزودي هذه التقنيات، لكن ليس بالضرورة من قبل العملاء، وهي موجودة في خوارزمية تشفير مخبأة في أجهزة الراديو المباعة للاستخدام التجاري في البنى التحتية الحيوية. ويتم استخدام هذه الأجهزة لنقل البيانات والأوامر المشفرة في خطوط الأنابيب، والسكك الحديدية، والشبكة الكهربائية، ووسائل النقل الجماعية، وقطارات الشحن. وتتيح الثغرات لمشغليها فرص التنصت على الاتصالات لمعرفة كيفية عمل النظام، ثم من المحتمل أن يقوم المهاجمون بإرسال أوامر إلى أجهزة الراديو قد تؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي، أو وقف تدفقات خطوط أنابيب الغاز، أو إعادة توجيه القطارات.
ووجد الباحثون ثغرة أخرى في جزء مختلف من نفس تقنية الراديو المستخدمة في أنظمة أكثر تخصصاً تُباع حصرياً لقوات الشرطة، وموظفي السجون، والجيش، ووكالات الاستخبارات، وخدمات الطوارئ. وتتيح هذه الثغرة للمهاجمين فك تشفير الاتصالات الصوتية والبيانات المشفرة وإرسال رسائل احتيالية لنشر معلومات مضللة أو إعادة توجيه الأفراد والقوات خلال الأوقات الحرجة.
ونظراً لاستخدام “تيترا” في أجهزة الراديو التي يوفرها البائعون وشركات دمج الأنظمة مثل “باور ترنك”، فمن الصعب تحديد من قد يستخدمها ودوافعه. لكن كاليب ماتيس، المستشار لدى شركة “أمبير إندستريال سكيورتي”، أجرى بحثاً مفتوح المصدر لصالح مجلة “وايرد” العالمية وكشف عن العقود، والبيانات الصحفية وغيرها من الوثائق التي تظهر استخدام أجهزة الراديو القائمة على “تيترا” في ما لا يقل عن عشرين بنية تحتية حيوية في الولايات المتحدة. وساعد ماتيس المجلة في تحديد العديد من الجهات التي تستخدم هذه الأجهزة؛ ومنها مجموعة من المرافق الكهربائية، وأحد وكالات مراقبة الحدود الحكومية، ومصفاة نفط، ومصانع كيماويات، ونظام النقل الجماعي الرئيسي على الساحل الشرقي، وثلاثة مطارات دولية تستخدمها للاتصالات بين أفراد الأمن والطاقم الأرضي، وقاعدة تدريب تابعة للجيش الأمريكي.
وقد أجرى الباحثون أبحاثاً مفتوحة المصدر كشفت أن الغالبية العظمى من قوات الشرطة في جميع أنحاء العالم، باستثناء الولايات المتحدة، تستخدم تقنية الراديو المعتمدة على “تيترا”؛ بما في ذلك بلجيكا والدول الاسكندنافية، ودول أوروبا الشرقية مثل صربيا ومولدوفا وبلغاريا ومقدونيا، وكذلك في الشرق الأوسط في إيران والعراق ولبنان وسوريا. كذلك، يتم استخدام هذه الأنظمة من جانب وزارات الدفاع في بلغاريا وكازاخستان وسوريا. وتستخدمها أيضاً وكالة مكافحة التجسس العسكرية البولندية، كما تفعل قوات الدفاع الفنلندية، ولبنان، على سبيل المثال لا الحصر.
ولم يحدد الباحثون فيما إذا كانت الثغرات الأمنية يتم استغلالها بشكل نشط. لكنهم ذكروا وجود أدلة في تسريبات إدوارد سنودن تشير إلى أن وكالة الأمن القومي الأمريكية ومكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية (وكالة استخبارات) استهدفتا “تيترا” للتنصت في الماضي. وتناقش إحدى الوثائق مشروعاً لوكالة الأمن القومي ومديرية الإشارات الأسترالية لجمع اتصالات الشرطة الماليزية خلال مؤتمر تغير المناخ في بالي في عام 2007، وتشير إلى أنهم جمعوا بعض اتصالات قوات الأمن الإندونيسية من خلال نظام “تيترا”.
ويصف تسريب آخر لـ سنودن احتمالية قيام مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، وربما بمساعدة وكالة الأمن القومي، في جمع الاتصالات التي أجريت باستخدام نظام “تيترا” في الأرجنتين عام 2010 عندما تصاعدت التوترات بينها وبين المملكة المتحدة بشأن حقوق التنقيب عن النفط في حقل نفط في أعماق البحار قبالة سواحل جزر فوكلاند. ويصف التسريب عملية لجمع الاتصالات العسكرية والقيادية عالية الأولوية للأرجنتين TETRA.
وينصح الباحثون بوجوب قيام مستخدمي تقنيات الراديو بمراجعة الشركة المصنعة له لتحديد ما إذا كانت أجهزتهم تستخدم نظام “تيترا” والاستفسار عن الإصلاحات أو الإجراءات الممكنة لتخفيف ضرر الثغرات أو الحيلولة دونها. ويخطط الباحثون لتقديم نتائجهم الشهر المقبل في مؤتمر “بلاك هات” الأمني في لاس فيغاس، حيث سيصدرون تحليلاً تقنياً مفصلاً بالإضافة إلى خوارزميات التشفير السرية الخاصة بنظام “تيترا” التي لم تكن متاحة للجمهور حتى الآن.
المصدر: مجلة “وايرد” العالمية
https://www.wired.com/story/tetra-radio-encryption-backdoor/
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: فی أجهزة
إقرأ أيضاً:
الطين قد يكون حلا بسيطا لامتصاص ثاني أكسيد الكربون
في عالم يبحث عن حلول فعّالة من حيث التكلفة وقابلة للتطوير لأزمة المناخ، اكتشف باحثون أن جزيئات الطين الصغيرة تلعب دورا كبيرا للغاية في امتصاص ثاني أكسيد الكربون الذي يعد ملوثا رئيسيا للغلاف الجوي.
وأظهرت دراسة صادرة عن جامعة بيردو الأميركية أن الطين الذي يعد أحد أكثر المواد النانوية شيوعا على الأرض، قد يلعب دورا مفاجئا في خفض انبعاثات الكربون. ووجد الباحثون طريقة لاستخدام هذه المادة البسيطة والوفيرة لامتصاص ثاني أكسيد الكربون (CO₂) مباشرة من الهواء.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ماذا يعني تسعير الكربون وكيف يتم؟list 2 of 4الاحتباس الحراري يقلّص امتصاص النباتات والتربة للكربونlist 3 of 4الكربون الأسود يسرّع ذوبان ثلوج جبال الهيمالاياlist 4 of 4كيف تتم عمليات التقاط الكربون وإزالته؟end of listودرس فريق جامعة بيردو المعادن الطينية بالتعاون مع فريق مختبرات ساندي الأميركية منذ أكثر من 30 عاما، واكتشفوا تفاصيل مهمة حول سلوك هذه الجسيمات الدقيقة.
ويقول كليف جونستون، الباحث الرئيسي والأستاذ في كلية العلوم بجامعة بيردو: "تتميز المعادن الطينية بمساحة سطحية عالية جدا. فملعقة كبيرة من الطين تعادل تقريبا مساحة ملعب كرة قدم أميركية".
ويشير جونستون إلى أن معظم هذه المساحة السطحية توجد في المسام الداخلية للطين التي تحتوي على مناطق قطبية وغير قطبية.
وبينما تفضل جزيئات مثل ثاني أكسيد الكربون المناطق غير القطبية، يفضل بخار الماء المناطق القطبية، وباختيار أنواع معينة من الطين وتعديل بنيتها الأيونية، أمكن تحسين المواد القادرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
تركز الدراسة على مجموعة من المعادن الطينية تُسمى السمكتيت (Smectite) وهي من أكثر المواد النانوية شيوعا في الطبيعة، وتسمح مساحتها السطحية الشاسعة ويرشحها حجمها الصغير بشكل مثالي للتطبيقات البيئية، وخاصة لالتقاط غازات مثل ثاني أكسيد الكربون.
وتتميز هذه المجموعة بقدرتها على امتصاص كميات كبيرة من الماء وتغيير حجمها بشكل كبير. وتُستخدم معادن السمكتيت في العديد من التطبيقات الصناعية والزراعية والطبية، مثل تنقية المياه، وتعديل التربة، وصناعة مستحضرات التجميل.
إعلانوفي بحث سابق، درس الفريق كيفية امتصاص الطين للملوثات السامة من الماء. وأشار جونستون إلى أن "عملنا السابق ركز على امتصاص الملوثات العضوية السامة من معادن الطين من المحاليل المائية".
ووجدت الدراسة أن أنواعا معينة من "السمكتيت" لها أسطح طاردة للماء ويمكنها امتصاص مستويات كبيرة من الملوثات، مثل الديوكسينات، وهي أحد أكثر المركبات العضوية السامة المعروفة.
وتنتج الديوكسينات غالبا عن الاحتراق والأنشطة الصناعية، وهي ملوثات ضارة، وقد منح نجاح المواد الطينية في التقاط هذه السموم الباحثين الثقة لتطبيق أساليب مماثلة لامتصاص غازات مثل ثاني أكسيد الكربون.
وركزت معظم جهود احتجاز ثاني أكسيد الكربون سابقا على مواد عالية التقنية مثل "الزيوليت"، وهي مجموعة من المعادن البلورية المائية التي تتكون أساسا من السيليكات والألومينات.
كما ركز الباحثون على الأطر المعدنية العضوية، والمواد الماصة الصلبة، وأُغفِلت غالبا المعادن الطينية، لكن هذه الدراسة الجديدة غيّرت هذا المنظور.
واعتمد فريق البحث على نوع محدد من "السمكتيت" يُسمى "السابونيت"، وهو معدن طيني ذو تركيبة كيميائية معقدة تشمل الكالسيوم والمغنيسيوم والحديد والسيليكون والألومنيوم والهيدروكسيد والماء.
واستكشفوا كيفية تعامل "السابونيت" مع ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء، اللذين يتنافسان على المساحة في مسام الطين الدقيقة.
وبدلا من تسخين الطين لتعزيز قدرته على الامتصاص، اتخذ الباحثون مسارا مختلفا، إذ درسوا تأثير الرطوبة، ووجدوا أن السابونيت ينجذب بشدة لثاني أكسيد الكربون عند انخفاض الرطوبة.
وتعد هذه المرة الأولى التي يُظهر فيها الباحثون كيف يمكن لمعادن الطين أن تمتص كلا من ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء في ظروف قريبة مما نختبره في الحياة اليومية، من حيث تركيزات ثاني أكسيد الكربون المحيطة ودرجة حرارة الغرفة.
ويرى الباحثون أن نتائج هذا الاكتشاف واعدة. فمع وفرة الطين وانخفاض سعره، قد يوفر طريقة قابلة للتطوير لالتقاط ثاني أكسيد الكربون من الهواء. كما يمكن للناس استخدامه لخفض الانبعاثات من المصانع أو تخزين ثاني أكسيد الكربون تحت الأرض، ويمكن كذلك إبقاؤه خارج الغلاف الجوي على المدى الطويل.
وقد يُوسّع هذا البحث نطاق المواد الماصة لمعالجة إحدى أكثر مشاكل كوكب الأرض تحديا، وقد يكون الطين موردا غير مكلف ووفيرا لامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء، وأداة فعّالة في مواجهة تغير المناخ.