كتاب جدد حياتك للشيخ محمد الغزالي
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
في الظروف التي نعيشها حاليا كسودانيين راقني كتاب المفكر والداعية محمد الغزالي ( جدد حياتك ) ولما رأيت فيه من فوائد جليلة أردت تلخيص جانب منه يسير ومشاركته مع الأصدقاء في هذه الصفحة ، لأن هذا الكتاب كأنما يخاطب حالنا ولحظتنا الراهنة ..
والكتاب نسخة ( إسلامية ) من كتاب ديل كارنيجي دع القلق وأبدأ الحياة ، كما ذكر المؤلف أنه مستوحي من ( وحي التجربة ووحي السماء ) .
تقوم فكرة الكتاب علي إستنهاض النفوس وتحفيزها لمواصلة السير في الحياة بيقين المؤمنين ، وعزم المتوكلين ، إذ يؤكد علي حاجة الإنسان لفتح صفحة جديدة في حياته ( يكون فيها نسخة محسنة من نفسه كل يوم ) والأمر كذلك فإن الإنسان لا يجب أن يقارن نفسه مع الآخرين ، بل يجب عليه أن يطور نفسه ليكون يومه خير من غده وغده خير من يومه دائما ..
وآفة التغيير هو التسويف والتأخير في إنتظار مناسبة ، أو تحسن حال ، كمن ينتظر شهر رمضان كي يتوب ، أو من ينتظر إستلام الشهادة الجامعية ليبدأ مشوار البحث عن العمل ( الرجل المقبل علي الدنيا بعزيمة وبصر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت ولا تصرفه وفق هواها )
( لا تعلق بناء حياتك علي أمنية يلدها الغيب ، فإن هذا الإرجاء لا يعود بخير ) ، ويقرر الغزالي أن الإنسان يجب عليه خوض الصعاب في سبيل تغيير نفسه نحو الأفضل ، ويراجعها أولا بأول ( فما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين ) إذ أن عدم المراجعة يقود إلي الغفلة ، والغفلة تؤدي إلي طمس البصيرة وإتباع الهوي ( من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) ..
ويركز الكتاب علي أن الإنسان العاقل هو من يركز علي يومه فيعيش اللحظة التي هو فيها برضا كامل وسعي متصل ، فلا الماضي سيعود ولا المستقبل بين أيدينا ( تجزئة الحياة واستقبال كل جزء منها بنفس محتشدة وعزم جديد ، ولا يعني ذلك تجاهل المستقبل أو ترك الإعداد له فإن إهتمام المرء بغده وتفكيره فيه حصافة وعقل ) ، وتلك دعوة إلي إهتمام المرء بمعالجة مشكلة الحاضر بتركيز شديد دون الغرق في القلق الزائد علي المستقبل ، ولذلك يقتبس من ديل كارنيجي طريقة عملية لتقبل صعوبة اللحظة وتجاوز آلامها ، يقول كارنيجي :
– سل نفسك ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لي ..
– ثم هيئ نفسك لقبول أسوأ الإحتمالات
– ثم أشرع في إنقاذ ما يمكنك إنقاذه
وإذا وقعت المصيبة فإن الغزالي يدعو إلي الآتي ( أعدوا أنفسكم لتقبل الحقيقة ، فإن التسليم لما حدث هو الخطوة الأولي في التغلب علي المصائب ) ..
وللأسف فإن الألوف من الناس قد يحطمون حياتهم في سورة غضب ، لأنهم يرفضون التسليم بالواقع المر ، وبدلا من أن يحاولوا بناء آمالهم من جديد يخوضون معركة مريرة مع الماضي وينساقون مع القلق الذي لا طائل منه ) ..
في سبيل الخروج من الواقع الأليم وبعد الدعوة لمراجعة النفس وتطويرها ومحاسبتها يوما إثر يوم ، والسعي لأن ( تكون أفضل نسخة من ذاتك ) ينادي الغزالي بضرورة الإستقامة أولا والتمسك بالحق ( كلما استمسك المرء بعري الإستقامة واستكشف الحق فيما يعرض له من مسائل اليوم والغد فإنه يكون أدني للتوفيق ) ..
واذا استبدت بالإنسان الأفكار والمخاوف واليأس فسلك طريق ضلالة تحت أي ضغط أو إغراء فليجتهد ألا يتوغل فيه ، وليعد من أقرب نقطة ، فقد يصاب الإنسان لقارعة يهتز لها تماسكه بيد أن من الرشد إستعادة الثبات والهدوء ..
كما أن الإنسان مدعو للصبر الذي هو حبس النفس علي ما تكره ، دون الإستكانة للأحزان وإلإستغراق في التفكير في المآسي ، ولكن الصبر الذي يحمله علي مواجهة الشدائد وفي نفس الوقت يشجعه علي مواصلة الحياة ..
نقطة مهمة وأخيرة وهي العمل من أجل تغيير النفس وتغيير الواقع الذي ولد المصائب ، فلا يجب أن يركن الإنسان لظرف صعب ، ولا فرص غائبة وإنما عليه الإجتهاد من أجل خلق تلك الفرص وتطويع الظروف لمجابهة الواقع المرير ..
وأخيرا علي الإنسان وهو في قمة سعيه نحو التغيير أن يستذكر قول ربنا الكريم ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ..
ياسر يوسف
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
القومي لحقوق الإنسان يوضح أسباب منح الفنان محمد صبحي جائزة إنجاز العمر
كتب- محمد نصار:
قرر المجلس القومي لحقوق الإنسان، منح الفنان الكبير محمد صبحي "جائزة إنجاز العمر"، تقديرًا لعطائه الفني الممتد، ولدوره الريادي في ترسيخ الوعي المجتمعي عبر المسرح والدراما، ولإسهاماته المؤثرة في الدفاع عن قضايا الإنسان وحقوقه من خلال الفن.
ويأتي هذا التكريم تتويجًا لمسيرة فنية استثنائية تجاوزت خمسة عقود، اختار خلالها الفنان محمد صبحي أن يكون الفن لديه رسالة ومسؤولية، وليس مجرد وسيلة للترفيه، فقد قدم أعمالًا مسرحية وتلفزيونية شكلت علامات مضيئة في تاريخ الدراما المصرية، وعبّرت عن قضايا المجتمع المصري والعربي بوعي وصدق، وطرحت أسئلة جريئة حول القيم والتعليم والعدالة والهوية والانتماء.
وأكد المجلس في حيثيات منحه الجائزة أن محمد صبحي جسّد في مجمل أعماله معنى أن يكون الفنان مواطنًا مسؤولًا، يسهم في تشكيل وعي الأجيال، ويدافع عن كرامة الإنسان، ويستخدم الفن كأداة للتنوير والنقد البناء، وليس أداة للاستهلاك أو الإلهاء.
كما أشاد المجلس بدور الفنان محمد صبحي في دعم الثقافة كحق إنساني أصيل، من خلال مبادراته المجتمعية والثقافية، وتأسيسه لمدينة فنية تهدف إلى رعاية المواهب الشابة وتمكينها، إلى جانب مواقفه الداعمة للفئات المهمشة وحرصه الدائم على الارتقاء بالذوق العام.
ويُعد هذا التكريم اعترافًا من المجلس القومي لحقوق الإنسان بقيمة الإبداع الفني في دعم ثقافة الحقوق والحريات، وإيمانًا بأن الفنون قادرة على أن تكون جسرًا نحو مجتمع أكثر وعيًا وعدالة واحترامًا للكرامة الإنسانية.
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
محمد صبحي جائزة إنجاز العمر حقوق الإنسانتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
القومي لحقوق الإنسان يوضح أسباب منح الفنان محمد صبحي جائزة إنجاز العمر
روابط سريعة
أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلامياتعن مصراوي
اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصيةمواقعنا الأخرى
©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك