رأي.. وكيف لنا أن ننسى بذيخة بعد فيلم راس براس؟
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
هذا المقال بقلم سامية عايش، صحفية مستقلة تكتب عن السينما العربية، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتبة ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
*قد يحتوي هذا المقال على بعض التفاصيل التي قد تعتبر حرقا لأحداث الفيلم، ويفضل قراءته بعد أن تكون/ ي قد شاهدته/ تيه.*
لم يكن لدي أي شك أن ما سيقدمه مالك نجر وعبد العزيز المزيني في عملهما الجديد سيكون متميزا، وسيحظى بردود أفعال إيجابية سعودية وعربية.
لكني فوجئت بإنتاج مختلف ليس من ناحية القصة أو الأداء فحسب، وإنما من ناحية الإنتاج الفني والشكل العام الذي خرج به الفيلم. ولأننا ذكرنا "بذيخة" في عنوان هذا المقال، لنبدأ منها.
لا أعتقد أنني بعد أن شاهدت هذا الفيلم سأنسى مكانا مثل "بذيخة". فالموقع الذي تجري فيه جل أحداث الفيلم يحمل تفاصيل صغيرة جعلت من المكان شبيها بمدينة "غوثام" في سلسلة أفلام "باتمان". موقع مظلم، سكانه أشرار، فيه الكثير من الفوضى والقلق، ولا يمكن أن تأمن جانب أي شخص تقابله في الشارع. شوارعه ينتشر فيها الركام، وجدران منازله ودكاكينه وفنادقه متسخة لكأن سيارة القمامة أفرغت محتواها عليها آلاف المرات.
والمكان بساكنيه. حتى سكان "بذيخة" مختلفون في لبسهم، وطريقة كلامهم، وحياتهم التي يعرفون كيف يمكن أن تكون خارج بذيخة. أعجبني سؤال طرحته إحدى الشخصيات في الفيلم: "يعني في الرياض، يمكنك أن تمشي في الشارع، وتحمل محفظتك التي تحتوي على آلاف الدراهم، ولا يهددك لص بسكين في وجهك؟" لعل ما أعجبني حقيقة أن "بذيخة" ورغم أنها مدينة خيالية، لا تزال تقاس وتقارن بمدن حقيقية كالرياض مثلا.
وهنا تأتي قوة الفيلم…
فيلم "راس براس" يحوي الكثير من الأحداث الخيالية، والشخصيات التي تقدم أداء مبالغا فيه بعض الأحيان لضرورة سياق الفيلم، ولكن ذلك لم يمنع صناع الفيلم أبدا من زرع روح هويتهم السعودية فيه، فهو لم يقع في فخ "اللازمان واللامكان"، رغم أنه قادر على القيام بذلك، ويحق له لأن القصة بنيت هكذا.
في بداية الفيلم، وعلى رأس الجبل، وبينما يلتقط العروسان صورتهما، وينتظرهما درويش في السيارة، نرى الرياض من بعيد، ونقرأ كلمة الرياض مطبوعة على الشاشة. إذا، فالأحداث سعودية، والشخصيات سعودية.
السعوديةافلامالسينمارأينشر الاثنين، 07 اغسطس / آب 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: افلام السينما رأي
إقرأ أيضاً:
حاتم العراقي يطرح ألبومه الجديد مكوّن من 5 أغانٍ عراقية وموال وأغنية سعودية
أطلق "عندليب الأغنية العراقية" الفنان حاتم العراقي، أحدث ألبوماته الغنائية، والذي يضم خمس أغانٍ عراقية، وأغنية من اللون الغنائي السعودي، وموالًا واحدًا، في توليفة فنية غنية تعكس حرصه على تقديم أعمال تحمل الهوية الطربية الأصيلة مع لمسة معاصرة.
وجاء الألبوم من إنتاج شركة روتانا للصوتيات والمرئيات، وتم طرح جميع أغانيه الستة والموال عبر قناتها الرسمية على يوتيوب، إضافة إلى جميع المنصات الموسيقية المتخصصة في بث الأغنيات، حيث جمع الألبوم الجديد نخبة من الشعراء والملحنين والموزعين الذين تعاونوا مع حاتم في تقديم محتوى متنوع فنيًا ووجدانيًا، واستطاع من خلاله أن يدمج بين الإحساس العراقي الأصيل والتجديد الموسيقي الذي يخاطب ذائقة الجمهور العربي.
وكان من بين الأغاني المصوّرة من الألبوم، أغنية "وينه وينه"، التي جاءت بكلمات قصي عيسى، ألحان مصطفى إبراهيم، وتوزيع محب الراوي، وهي عمل رومانسي حمل الكثير من الشجن والحنين، تم تصويره بأسلوب بصري معبّر تحت إدارة المخرج ساري.
إلى جانب أغنية "يا سعد حظي"، وهي الأغنية السعودية الوحيدة في الألبوم، من كلمات مبشر، وألحان أدهم هادي، وتوزيع نور هاشم، والتي ظهرت برؤية إخراجية أنيقة أيضًا مع المخرج نفسه، وتم تصويرهما ما بين دبي ورأس الخيمة بدولة الإمارات.
كما تضمّن الألبوم أغنية "اتنازل وردلك" التي كتبها علي ستار، لحّنها عبدالله الهميم، ووزّعها موسيقيًا نور هاشم، وقدّمت قصة عاطفية بأسلوب درامي غني. كذلك برزت أغنية "ودّيني وياه" كلمات ضياء الميالي، ألحان حاتم العراقي، وتوزيع أحمد الجوزي، التي حملت توقيعًا شخصيًا من الفنان بتلحينه لها.
ومن الأعمال اللافتة أيضًا، أغنية "قسمتي" من كلمات علي رياض، ألحان عبدالله الهميم، وتوزيع إحسان صادقي، التي عبّرت عن تجربة وجدانية مؤثرة، فيما جاءت أغنية "سبع مليار"، وهي من كلمات كرار الحلفي، ألحان ثائر حازم، وتوزيع لؤي عامر، برؤية إنسانية عكست المعاني الوجدانية المشتركة بين البشر، وتم تصويرها أيضًا بطريقة الفيديو كليب مع المخرج إيهاب الراشد.
ويختتم حاتم الألبوم بموال "ليل المحبّين" من كلمات حيدر الساعدي، وتوزيع أحمد الجوزي، بصوته العذب المعروف في غناء المواويل العراقية التي تلامس الإحساس بعمق وصدق.
ويُعد هذا الألبوم امتدادًا لمسيرة حاتم العراقي الزاخرة بالعطاء، حيث يواصل من خلاله الحفاظ على مكانته كأحد أعمدة الأغنية العراقية، مقدمًا لجمهوره أعمالًا ناضجة وراقية، تواكب ذوق الجمهور وتستحضر إرث الفن الأصيل.