الحرب الواسعة في لبنان مستبعدة وعاملان ميداني وخارجي يعززان فرص التهدئة
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": فيما تعكس الموافقة المبدئية لحركة "حماس" على مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار، أجواءً متفائلة حيال إمكان إنهاء تسعة أشهر من الحرب المدمّرة على غزة امتدّت ارتداداتها الى رفح والضفة، بدأت التساؤلات في أوساط المراقبين حول مدى إمكانية انسحاب هذا القرار على قرار مماثل يتخذه"حزب الله" على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ينهي فيه حرب الإسناد والمشاغلة التي فتحها من الجنوب اللبناني في وجه إسرائيل، على نحو يقلص احتمالات الحرب الموسعة، التي كانت الخشية الكبرى أن تتحوّل إلى حرب إقليمية.
لا يستبعد مرجع أمني لبناني أن يؤدي التطور الأخير المتمثل بموقف "حماس" إلى دفع الحزب أيضاً إلى إبداء المرونة والسير بوقف النار في لبنان، مجنّباً البلاد أخطار الحرب الموسّعة. ويعزو انطباعه هذا إلى عاملين أساسيين، أولهما ميداني، حيث تظهر المواجهات العسكرية بين الحزب وإسرائيل تراجعا نسبياً خلال الأسبوع الماضي، باستثناء التصعيد الأخير الناتج عن اغتيال إسرائيل أحد القادة الميدانيين للحزب محمد ناصر الذي أدّى إلى رد فعل ناري قوي منه، فيما لا تزال العمليات العسكرية محصورة بالبعد العسكري ولم تتفلت إلى حدّ استهداف المدنيين، علماً بأن هذا التفلت، إذا حصل، يقلق كثيراً المرجع، إذ يثق بأن من شأنه أن يعيد خلط الأوراق ويغيّر قواعد الاشتباك القائمة حالياً ويطيح أي اتفاق خلص إليه أفرقاء النزاع، قبل موعد دخوله حيّز التنفيذ.
العامل الثاني في رأي المرجع، هو خارجي ويتصل بالمعطى الأميركي- الإيراني، الذي يشكل اللاعب الأساسي وصاحب الكلمة الفصل في شأن أي تطور للأوضاع. ولفهم هذا العامل أكثر، يدعو المرجع إلى ترقب ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وتوجّهات السياسة الخارجية، والمرتقب أن تكون نحو الانفتاح مع فوز الإصلاحي مسعود بزكشيان الذي ترجم بدء مسار تغييري في إيران من ملامح التشدّد التي كان سيفرضها فوز المحافظ سعيد جليلي، لو حصل، علماً بأن التوجهات الإصلاحية والانفتاحية تبقى في النهاية في يد المرشد الأعلى، وسط مؤشرات على أن هذا المسار بدأ أساساً مع وفاة رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطم طائرتهما قبل أسابيع.
يعزز المرجع قراءته هذه بالدعوة إلى رصد الاهتمام الدولي بالجيش اللبناني والجهود المبذولة أميركياً بالدرجة الأولى، وأوروبياً ثانياً من أجل تأمين الدعم المالي له، بهدف الحفاظ على وحدته وتحصينه لحماية الاستقرار الداخلي ومنع انزلاق البلاد نحو الحرب الموسعة. في هذا الإطار، لا بد من الإشارة إلى ما سمعه قائد الجيش العماد جوزف عون في محادثاته أخيراً في الولايات المتحدة الأميركية، والتي تركزت على أمرين استأثرا بالأولوية: الوضع في الجنوب والمساعدات المطلوبة للجيش، حيث ينقل زواره أنه لمس دعماً كاملاً للمؤسسة العسكرية، فضلاً عن التزام بالاستقرار السياسي والأمني.
وكما بالنسبة إلى موضوع دعم الجيش، لا يغفل الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الإشارة إلى مسألة إعمار الجنوب، في ما يشبه مد الجزرة مقابل عصا إنجاز اتفاق تثبيت الحدود البرّية، ولا سيما أن الأميركيين يدركون تماماً، كما الحزب، أن ظروف عدوان تموز ٢٠٠٦ لن تتكرر، وأن الأسرة العربية لن تبادر إلى تقديم أي مساعدات لإعمار ما أدّت سياسات الإسناد والمشاغلة المتفردة للحزب إلى تدميره!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
لبنان يرد بإيجابية على المقترح الأميركي لنزع سلاح حزب الله
أعلن توم باراك، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى لبنان وسوريا، اليوم الاثنين، أن بيروت قدمت ردًا إيجابيًا ومسؤولًا على المقترح الأميركي الخاص بنزع سلاح حزب الله.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده بقصر بعبدا عقب اجتماعه بالرئيس اللبناني جوزيف عون، حيث وصف باراك المرحلة التي يمر بها لبنان والمنطقة بـ"الحرجة"، داعيًا لبنان إلى اغتنام الفرصة وعدم التأخر في التقدم.
وأكد باراك أن الرئيس الأميركي ملتزم بدعم بناء السلام والازدهار في لبنان، مشيرًا إلى أن هناك خطة مستقبلية قيد الإعداد تتطلب حوارًا داخليًا في لبنان.
وأوضح أن المقترح الأميركي، الذي تسلمه لبنان في 19 يونيو/حزيران الماضي، يهدف إلى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، مقابل انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، ودعم إعادة الإعمار، وحل القضايا الاقتصادية، بالإضافة إلى ملف الأسرى اللبنانيين لدى الاحتلال.
ورغم رفض حزب الله المتكرر لنزع سلاحه، فإنه أبدى استعدادًا لحوار داخلي حول استراتيجية الدفاع الوطني، حسبما أشار باراك، الذي رأى أن هناك مصلحة مشتركة بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي في ترتيب الأمور بينهما.
كما أعلن أن الحوار بين سوريا والاحتلال الإسرائيلي بدأ، وأن جميع الأطراف تسعى للتوصل إلى اتفاق سريع.
وأشار باراك إلى أن الأزمة في لبنان ليست إيرانية، بل نابعة من عجز اللبنانيين عن التوافق داخليًا، مؤكداً أن "الفرصة متاحة الآن أمام اللبنانيين لجعل بلدهم 'لؤلؤة الشرق' مرة أخرى".
وكان باراك زار لبنان الشهر الماضي، مقدمًا مقترحات لتنفيذ ترتيبات أمنية تتعلق بوقف الأعمال العدائية التي أُقرّت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والتي أنهت مواجهة استمرت أكثر من عام بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن