لبنان ٢٤:
2025-05-23@03:45:57 GMT
الحرب الواسعة في لبنان مستبعدة وعاملان ميداني وخارجي يعززان فرص التهدئة
تاريخ النشر: 8th, July 2024 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": فيما تعكس الموافقة المبدئية لحركة "حماس" على مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف إطلاق النار، أجواءً متفائلة حيال إمكان إنهاء تسعة أشهر من الحرب المدمّرة على غزة امتدّت ارتداداتها الى رفح والضفة، بدأت التساؤلات في أوساط المراقبين حول مدى إمكانية انسحاب هذا القرار على قرار مماثل يتخذه"حزب الله" على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ينهي فيه حرب الإسناد والمشاغلة التي فتحها من الجنوب اللبناني في وجه إسرائيل، على نحو يقلص احتمالات الحرب الموسعة، التي كانت الخشية الكبرى أن تتحوّل إلى حرب إقليمية.
لا يستبعد مرجع أمني لبناني أن يؤدي التطور الأخير المتمثل بموقف "حماس" إلى دفع الحزب أيضاً إلى إبداء المرونة والسير بوقف النار في لبنان، مجنّباً البلاد أخطار الحرب الموسّعة. ويعزو انطباعه هذا إلى عاملين أساسيين، أولهما ميداني، حيث تظهر المواجهات العسكرية بين الحزب وإسرائيل تراجعا نسبياً خلال الأسبوع الماضي، باستثناء التصعيد الأخير الناتج عن اغتيال إسرائيل أحد القادة الميدانيين للحزب محمد ناصر الذي أدّى إلى رد فعل ناري قوي منه، فيما لا تزال العمليات العسكرية محصورة بالبعد العسكري ولم تتفلت إلى حدّ استهداف المدنيين، علماً بأن هذا التفلت، إذا حصل، يقلق كثيراً المرجع، إذ يثق بأن من شأنه أن يعيد خلط الأوراق ويغيّر قواعد الاشتباك القائمة حالياً ويطيح أي اتفاق خلص إليه أفرقاء النزاع، قبل موعد دخوله حيّز التنفيذ.
العامل الثاني في رأي المرجع، هو خارجي ويتصل بالمعطى الأميركي- الإيراني، الذي يشكل اللاعب الأساسي وصاحب الكلمة الفصل في شأن أي تطور للأوضاع. ولفهم هذا العامل أكثر، يدعو المرجع إلى ترقب ما أسفرت عنه نتائج الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وتوجّهات السياسة الخارجية، والمرتقب أن تكون نحو الانفتاح مع فوز الإصلاحي مسعود بزكشيان الذي ترجم بدء مسار تغييري في إيران من ملامح التشدّد التي كان سيفرضها فوز المحافظ سعيد جليلي، لو حصل، علماً بأن التوجهات الإصلاحية والانفتاحية تبقى في النهاية في يد المرشد الأعلى، وسط مؤشرات على أن هذا المسار بدأ أساساً مع وفاة رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطم طائرتهما قبل أسابيع.
يعزز المرجع قراءته هذه بالدعوة إلى رصد الاهتمام الدولي بالجيش اللبناني والجهود المبذولة أميركياً بالدرجة الأولى، وأوروبياً ثانياً من أجل تأمين الدعم المالي له، بهدف الحفاظ على وحدته وتحصينه لحماية الاستقرار الداخلي ومنع انزلاق البلاد نحو الحرب الموسعة. في هذا الإطار، لا بد من الإشارة إلى ما سمعه قائد الجيش العماد جوزف عون في محادثاته أخيراً في الولايات المتحدة الأميركية، والتي تركزت على أمرين استأثرا بالأولوية: الوضع في الجنوب والمساعدات المطلوبة للجيش، حيث ينقل زواره أنه لمس دعماً كاملاً للمؤسسة العسكرية، فضلاً عن التزام بالاستقرار السياسي والأمني.
وكما بالنسبة إلى موضوع دعم الجيش، لا يغفل الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين الإشارة إلى مسألة إعمار الجنوب، في ما يشبه مد الجزرة مقابل عصا إنجاز اتفاق تثبيت الحدود البرّية، ولا سيما أن الأميركيين يدركون تماماً، كما الحزب، أن ظروف عدوان تموز ٢٠٠٦ لن تتكرر، وأن الأسرة العربية لن تبادر إلى تقديم أي مساعدات لإعمار ما أدّت سياسات الإسناد والمشاغلة المتفردة للحزب إلى تدميره!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
حوار رئاسة الجمهورية – حزب الله ماذا لو انطلق؟
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": منذ الأسابيع الأولى لتسلم الرئيس جوزاف عون مقاليد الرئاسة، تركزت الأوساط السياسية على أن الرئاسة الأولى أخذت على عاتقها تنظيم حوار مباشر بين الدولة و"حزب الله"، يفضي إلى صيغة معينة يسلم الحزب بموجبها سلاحه. وكان واضحاً أن عون أطلق هذا الوعد لتفادي تبعات حملة عالية النبرة أطلقتها جهات لبنانية رفضت مطلقاً فكرة حوار وطني شامل يضع استراتيجية دفاعية وطنية يكون سلاح الحزب جزءاً منها. وعلى الرغم من مرور ما يقرب من أربعة أشهر على العهد الرئاسي الجديد، ما زالت الأمور عند مربعها الأول، فلا الحوار المنشود انطلق ولا الحزب بادر إلى تسليم سلاحه. واقِع الحال هذا دفع برفضي السلاح إلى رفع أصواتهم متهمين الدولة بالعجز والقصور، ومطالبين إياها بالوفاء بتعهداتها وطي صفحة السلاح تنفيذاً لما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري. في الوقت ذاته، ما انفك الحزب على موقفه المعهود، ومؤداه أن هناك أولويات ينبغي أن تتحقق قبل أن تصل الأمور إلى نقطة البحث في تسليم السلاح. وسط كل ذلك، يُطرح السؤال: ماذا لو تحقق الحوار الموعود؟ وماذا لو لم يتحقق؟ مصادر على صلة بالحزب تقلل من أهمية الحديث عن قرب انطلاق الحوار المباشر مع القصر، وتقول إن الحوار بدأ بشكل غير مباشر، إذ إن الحزب قدم على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم في آخر إطلالتين له رؤيته الحاسمة لهذه المسألة، ومحورها أن الحزب قدم أقصى ما يمكن أن يقدمه ولا تنتظروا تاليا أن يكون عنده المزيد. تقول المصادر عينها إن الحزب قدم ترسانته العسكرية في منطقة جنوب نهر الليطاني، ولو لم يتباطأ الجيش لكان أنهى تسليم كل ما في حوزته في تلك البقعة الجغرافية. وبذلك يكون الحزب قد أنجز ما هو مطلوب منه بموجب اتفاق وقف النار، مع أن إسرائيل ماضية في عدوانها. وعليه، فإن كل كلام يخص منطقة شمال الليطاني أو سواها يبقى مجرد كلام لا علاقة للحزب به ولا واقع عملي له. انطلاقاً من هذا، لم يعد مهمًا أن يلتقي وفد من الحزب الرئيس عون في ساعة قد تكون قريبة أو بعيدة، خصوصاً أن التنسيق بين الطرفين قائم على مدار الساعة، وأن الحزب يعتبر نفسه كما قال أمينه العام شريكًا للعهد، وقد أفصح مراراً عن ارتياحه إلى أداء العهد. وفي المقابل، تؤكد المصادر نفسها أن الأداء المتوازن والمتعقل للعهد واستيعابه للضغوط عليه بشأن السلاح، يأتيان من إدراكه أن بين نجاح مسيرة العهد أو إخفاقه خيطًا رفيعًا. فهو مضطر إلى استيعاب تلك الضغوط من خلال أدائه المتزن الذي تمسك به، ومن خلال خطابه اليومي المشدد على اعتبار أن مسألة تسليم السلاح أمر مقضي، ولم يعد أمام الحزب إلا القبول بما قاله رئيس الجمهورية في إطلالته الأخيرة. إذا كان الحزب يبدو مرتاحًا إلى علاقته بالعهد، فإنه أبلغ من يعنيه الأمر أنه مضطر إلى التساكن مع العدوانية الإسرائيلية، والعض على الجراح اليومية الناتجة منها.مواضيع ذات صلة "طريق المطار"...مَن يريد توتير العلاقة بين رئيس الجمهورية و"حزب الله"؟ Lebanon 24 "طريق المطار"...مَن يريد توتير العلاقة بين رئيس الجمهورية و"حزب الله"؟