يمانيون:
2025-05-23@20:14:46 GMT

عملاقُ البحار وحارسُ الازدهار يلوذُ بالفرار

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

عملاقُ البحار وحارسُ الازدهار يلوذُ بالفرار

د/ عبد الرحمن المختار

“آيزنهاور” إحدى أهمِّ وسائلِ الرُّعبِ العالمي بيدِ الإدارة الأمريكية، أينما حَلَّت حَـلَّ الخوفُ والذُّعْرُ والاضطرابُ، وربما حَـلَّ الموتُ والدمار والخراب؛ فخلال عقود خلت من الزمن ظلت تسرح وتمرح، وتجوبُ البحار والمحيطات، تسبِقُها هيبتُها وسُمعتُها المرعبة، التي ترتعدُ منها فرائصُ الحكام، خُصُوصاً في منطقتنا العربية، وتتسابقُ قنواتُ الأخبار في تغطية حِــلِّها وترحالِها، بصورٍ ولقطاتٍ مؤثرة، وعناوينَ بارزة، تتكرّرُ في اليوم مراتٍ ومرات، كما يكرّر المرضى جرعاتِ العقار، وكأنَّ هذا التكرارَ يمثِّلُ العلاجَ الناجع، لأية نزواتٍ أَو نوازعَ كامنةٍ لدى الحكام، تهفوا للحرية، وتشتاقُ للانعتاق من العبودية للإدارة الأمريكية.

لكن ومع بدء مفعولِ تلك الجُرعات الإعلامية العلاجية، عن القوةِ التدميرية لعملاق البحرية الأمريكية، يعودُ الحُكَّامُ من حالاتِ غَيِّهم الكامنة وغير المعلَنةِ إلى رُشدِهم؛ فيستعيذون بسطوة الإدارة الشيطانية عليهم، مما راودهم من وسواس العزة والشهامة والنخوة والكرامة؛ فيعودون آيبين تائبين نادمين راجين العفوَ مِن ساكن البيت الأبيض على ما أَسَرُّوا في أنفسهم من نوايا تحرُّرية، ومن نوازعَ استقلالية عن الهيمنة الإمبريالية، ولا يتردَّدون في التكفير عن مكنون سِرِّهم، والتعبيرِ جهرًا عن خالِصِ امتنانهم وشكرهم على جميل عفوِه عنهم وسَتْرِه لحالهم، وهم يسعدون ويستعدون دائماً لفتحِ خزائن شعوبهم؛ ليحملَ الغازي كُـلَّ ما تحتويه من مُدَّخرات؛ تكفيرًا عَمَّا أسرُّوا في أنفسهم من عظيمِ ذنوبهم بحق وَلِيِّهم، وحامي عروشِهم!

هذا هو حالُ حكام الضعف والخنوع العربي خلالَ ماضي الزمان، وحالُهم في حاضره واليومَ أسوأ! فمِن منا يمكنُ أن يصدِّقَ أن أنظمةً عربيةً -يتوافرُ لها من المال ما يمكِّنُها من استعمار العالم بأسره، ومن السلاح ما يمكِّنُها من مواجهة جبابرة الأرض- أن تكون بمثل الحال، الذي هي عليه من التخاذل والذل؟ وهي المعروفة دومًا بالقمع والتسلط والقهر والإذلال للشعوب! والفتكِ بها لمُجَـرّد التفكير في استنشاق نسائم الحرية! ومحاولة حيازة قدرٍ من الإرادَة الذاتية! من منا يمكنُ أن يصدِّقَ أن أنظمةً بهذه السطوة قد ابتلعت ألسنتَها، وأُطبق صمتها، تجاه أبشع جريمة إبادة بشرية جماعية لأبناء جلدتها؟!

ولم تحَرّكْ أنظمةُ الخزي والذل ساكنًا، خُصُوصاً بعد تحريك إدارة الشر والإجرام بوارجَها ومدمّـراتِها وحاملاتِ طائراتِها شرقَ المتوسط؛ لترصُدَ حركةَ كُـلّ ساكن، قد يُعيقُ على مدلَّلتَها، دولةَ الكيانِ عن تنفيذ فصول جريمتها، وفعلًا ساد الصمتُ أنظمةَ العرب في المحيط الأقرب لغزة، التي تعربد فيها آلةُ الإجرام الصهيونية بجنونٍ من الشمال إلى الوسط إلى الجنوب، فلم تُبقِ دارًا قائمةً، ولم تستثنِ طفلًا أَو عجوزًا! ولو أن أنظمةَ الصمت اكتفت بالصمت لكفاها ذلك عارًا وخزيًا وذُلًّا، لكنها فوق ذلك بادرت بإدانة المظلوم وأيَّدت فعلَ الظالم.

ومن أقصى جنوب جزيرة العرب لَبَّى أحفادُ الأنصار النداءَ، حين أعلن قائدُ الأحرار السيدُ عبدالملك –يحفظه الله- بحزم موقفَ شعب الإيمَـان، وفي الشمال والشرق لَبَّى النداءَ ثُلَّةٌ من المؤمنين الأحرار، ولعلَّ تلبيةَ قائد الأنصار قد أقضَّت مضاجعَ الأشرار، الذين لم يكن واردًا بذهنيتهم أن تقومَ ليمن الإيمَـان قائمة، بعد عشر سنوات من الحصار والقتل والدمار، ناهيك أن ينهضَ مدافعًا عن غيره، وبعنجهيةِ المستكبرين تحَرّكت حاملةُ الردع وطواقمُها صوبَ البحر الأحمر، لتفرِضَ من سطح مياهِه حالةً ردع خَاصَّةً؛ كون حالة الردع العامة التي فرضتها بحريةُ قوى الاستكبار على المنطقة عُمُـومًا، لم تكن لها أيةُ فاعليةٍ أَو أثرٍ على أولي القوة والبأس الشديد.

ويبدو أن الاعتقاد الذي ساد لدى قوى الكِبر والعناد، أن مُجَـرَّدَ وصولِ الحاملة وطواقمها إلى البحر الأحمر لردعِ شعبٍ ساد الاعتقاد أنه منهَك، وغيرُ قادِرٍ على الحركة محليًّا، ناهيكَ عن إمْكَانية القفز على أسوار الجغرافيا المرتفِعة، وبتلك العقلية الاستعلائية الاستكبارية القديمة، اعتقدت الإدارةُ الأمريكيةُ أن انطلاقَ طائراتها من على متن الحاملة لتنفيذ عددٍ من الغارات الجوية في مناطقَ متفرقةٍ من الجغرافيا اليمنية، يمكنُ أن يثبِّطَ شعبَ الإيمَـان عن أداء واجبه، تجاهَ نصرة إخوانِه في قطاع غزةَ، ويمكن أن يدفعَ قيادتَه الثورية للتراجع عن سابق الوعود لأبناء غزة بأنهم ليسوا وحدَهم، وأن شعبَ الإيمَـان دومًا إلى جانبهم، حتى يأتيَ الله بنصره وفتحه المبين.

ومع تصاعد عمليات قواتنا البحرية والصاروخية والطيران المسيَّر، وما رافق ذلك من تطوير نوعي مُستمرٍّ من حَيثُ المَدَيات وتقنية تجاوز الرادارات والدفاعات الجوية المتطورة، وجدت إدارةُ الشر الأمريكية نفسَها في مأزِقٍ كبير، حين أدركت أن نتائجَ وآثارَ عملياتها العسكرية ضد شعبنا كانت عكسيةً تماماً؛ فلم تدمّـر القدرات العسكرية، التي سبق أن روَّجت لذلك أبواقُها الإعلامية، ولم تحُدْ من فاعليةِ هذه القدرات، بل أَدَّت إلى التطوير المُستمرّ والمتسارع والنوعي، خلال المراحل المعلَن عنها، حَيثُ تضمنت كُـلُّ مرحلة منها فارقًا جديدًا كميًّا ونوعيًّا في السلاح وتقنيته.

ولم تجدِ الإدارةُ الأمريكية بُدًّا في بداية الأمر من الإعلان عن مواجهتها لصعوباتٍ كبيرة، وهي تتصدى للصواريخ والطيران المسيَّر، وأنها تتكبَّدُ خسائرَ كبيرةً في سبيل ذلك، وتطلُبُ من جميع الدول الإسهامَ في جهود حماية طرق الملاحة الدولية، وحماية وتأمين حركة الناقلات، كما روَّجت لذلك؛ بهَدفِ تحشيد المزيد من الدول إلى جانبها في تحالفها المعلَن المسمى (حارس الازدهار) إلَّا أنها لم تفلِحْ في هذه المهمة، فلم تلقَ الاستجابةَ المعهودةَ في تحالفاتها السابقة، التي تتسابق للانضمام إليها الكثيرُ من الدول.

وقد مثَّلَ ما سبق مقدمةً لاعتراف إدارة الشر الأمريكية بعجرِها عن حماية السفن التجارية، التابعة للكيان الصهيوني أَو تلك المتجهة إلى موانئ الأراضي الفلسطينية المحتلّة، ولم تفلح في حماية سفنها التجارية وسفنِ تابعتها الذليلة بريطانيا، التي استقر بعضُها في قعر البحر على أيدي المجاهدين من أحفاد الأنصار، والأبعدُ من ذلك أنها فشلت في حماية سفنها وبوارجها ومدمّـراتها الحربية، ودُرَّةِ تاج سلاحها البحري حاملة الطائرات (آيزنهاور) التي آثَرت السلامةَ وولَّت الأدبارَ هاربةً بعد تعرضها للهجوم مراتٍ متعدِّدة.

وتحت عنوان “إعادة الانتشار” سحبت إدارةُ الشر الأمريكيةُ من البحر الأحمر عملاقَ البحارِ حارس الازدهار، حاملةَ طائراتها تحتَ وطأة الخوف من أن تلحَقَ بها فضيحةٌ مدوية، قد لا ترى بعدَها عافيةً، وقد لا تتمكّنُ مستقبلًا من أن تجوبَ البحارَ والمحيطات، شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا، إذَا ما تمكّن المجاهدون من أبناءِ شعبنا “بعونِ الله تعالَى” من إغراق تلك الحاملة أَو إحدى البوارج المرافِقة لها.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الصين تعزز حضورها في العراق بمشروع نفطي عملاق جنوب البصرة

مشروع اقتصادي ضخم يربط بغداد ببكين على طريق طويل من الشراكة المتنامية، بعد توقيع تحالف شركتي “جيوجيد” و”هلال البصرة” الصينيتين عقدًا مع شركة نفط البصرة لتنفيذ أول مشروع متكامل من نوعه في جنوب العراق، يجمع بين الطاقة والصناعة والابتكار.

ويشمل العقد بناء مصفاة لتكرير النفط، ومصنع للبتروكيماويات، ومصنع للأسمدة، إلى جانب محطات لتوليد الطاقة الحرارية والطاقة الشمسية، ما يجعله واحدًا من أضخم المشاريع التنموية في البلاد خلال السنوات الأخيرة.

ووصف وزير النفط العراقي حيان عبد الغني السواد المشروع بـ”النقلة النوعية في تنمية الثروة النفطية وتعزيز الاقتصاد الوطني”، مؤكدًا أن الخطوة تأتي ضمن خطة حكومية لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على تصدير النفط الخام.

وتزامن الإعلان عن المشروع مع زيادة إنتاج النفط في حقل الطوبة المحلي بمعدل خمسة أضعاف، إلى جانب تطورات جديدة في حقل غرب القرنة 1، حيث تولت شركة البترول الوطنية الصينية (CNPC) إدارته خلفًا لشركة إكسون موبيل الأميركية، ما يعكس تزايد الاعتماد العراقي على الخبرة الصينية في تطوير الحقول النفطية.

هذا وأقيم حفل رسمي مطلع العام الحالي لوضع حجر الأساس لمقر تشغيلي جديد في غرب القرنة، بحضور وفود صينية وعراقية، وسط توقعات بأن تسهم التجربة هناك في تسريع إنجاز المشروع المتكامل جنوب البصرة.

واعتبر المحلل الروسي بوريس دولغوف، من مركز الدراسات العربية والإسلامية في موسكو، أن العراق “يتجه بوضوح نحو تعميق علاقاته الاقتصادية مع الصين”، مضيفًا أن بكين “تستثمر بدهاء في الفجوة التي خلّفها التراجع الغربي، وتقدم نموذجًا مختلفًا للشراكة، يركز على المصالح الاقتصادية دون تدخلات سياسية مباشرة”.

ورغم استمرار العلاقات العراقية مع الغرب، يشير مراقبون إلى أن بغداد باتت توازن نفوذ القوى الكبرى من خلال تعزيز الشراكات مع الصين، في ظل التقلبات الإقليمية، وتراجع الاستقرار في بعض المحاور التقليدية، خصوصًا بعد التغيرات في سوريا.

ويعد مشروع جنوب البصرة المتكامل أحد أبرز أصول الصين في العراق خلال السنوات الأخيرة، ومن المتوقع أن يسهم في دعم الاقتصاد المحلي، وتوفير آلاف فرص العمل، ونقل التكنولوجيا، وتعزيز البنية التحتية للصناعات النفطية والكيميائية.

هذا وترسم رؤية الصين الطويلة المدى، والتحولات الاستراتيجية في سياسات العراق الاقتصادية، ملامح مرحلة جديدة من التعاون تتجاوز النفط إلى شراكة أوسع تشمل الطاقة، الصناعة، والحوكمة الاقتصادية.

مقالات مشابهة

  • وزارة الخارجية السودانية: ننفي المزاعم غير المؤسسة التي تضمنها بيان وزارة الخارجية الأمريكية
  • يورتشيتش: وصول بيراميدز للنهائي معجزة بكل المقاييس.. وصن داونز خصم عملاق
  • طلاب بـجامعة “ستانفورد” الأمريكية يواصلون إضرابهم عن الطعام تضامنًا مع غزة
  • إجلاء عاجل للسكان | احتراق سان دييجو الأمريكية بعد تحطم طائرة
  • الصين تعزز حضورها في العراق بمشروع نفطي عملاق جنوب البصرة
  • ارتفاع غير متوقع في المخزونات الأمريكية من النفط والوقود
  • أونماخت: قرار رفع العقوبات عن سوريا خطوة حاسمة تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الازدهار
  • بت اقرب الان لقول المسؤولة الأمريكية التي قالت قبل أشهر ان السودان فاشل في عرض قضيته
  • ما الفئات المستحقة للقاحات كورونا حسب القيود الأمريكية الجديدة؟
  • ترامب يعلن عن القبة الذهبية.. وهذه أبرز التحديات التي تواجهها