صحيفة البلاد:
2025-12-12@19:40:15 GMT

الغولة والبعبع في ثوب جديد

تاريخ النشر: 6th, July 2025 GMT

الغولة والبعبع في ثوب جديد

نحن جيل”الطيبين”، كما يحلو للبعض أن يسمّينا. جيل تربّى على الخوف والتخويف، حيث كانت الغولة والبعبع شخصيات خرافية تسكن خزانة الفحم، أو عيون قطة سوداء. الخوف كان رفيقاً يومياً لا يغادرنا، في البيت أو المدرسة، أو حتى في أحلامنا. ومع مرور الوقت ودخولنا عالم الكبار، ظننا أننا تخلصنا من تلك الكوابيس الطفولية، لكننا اكتشفنا أن الغولة لم تختفِ.

بل غيّرت ثوبها واتخذت شكلًا جديدًا من الألم والخوف، اسمه شركات وبوالص التأمين الطبي، حين تقدّم بنا العمر وبلغنا سنّ التقاعد، تمنّينا أن نجد في أنظمة التأمين الطبي ملاذًا يكرم أعمارنا، لكن الواقع كان مخيِّباً. وجدنا أنفسنا ضحايا أنظمة متردِّدة مشروطة، تمارس الإقصاء بعبارات بيروقراطية مثل:”غير مشمول” أو “الحد الأقصى”، أو”الحالة سابقة للتغطية”، أو” موافقة جزئية” الخ. في المقابل، جيلنا يعيش الآن في مرحلة تتطلب رعاية طبية دقيقة ومستمرة لأمراض مزمنة، لكن شركات التأمين تتهرب، وتقلّص التغطية، أو تلقي بالنفقات على كاهل المريض، الأصعب من المرض هو العجز عن الحصول على العلاج حين يصبح الدواء”خارج القائمة” أو العملية مؤجلة لموافقة لجنة غامضة، لا نعرف أسماء أعضائها ولا متى تجتمع، ولا في أي مكان تقبع، وما هي الأسس التي تبني عليها قرارات القبول والرفض. هذه البيروقراطية تقتل أحياناً قبل أن تعالج، فكم من مريض تدهورت حالته لأن التأمين تلاعب بتوقيته واحتياجاته. لا نطلب الترف، بل العلاج بكرامة، وفي الوقت المناسب. التمييز العمري أصبح غولاً جديداً، فمع تجاوز سن الستين، ترتفع الأقساط أو تُرفض التغطيات، ويُعامل كبار السن كعبء يجب التخلص منه. إن هذا الانحياز ليس فقط ظالماً، بل غير إنساني، ويعكس فهماً للتقدم في السن، وكأنه جريمة لا تُغتفر . الخوف اليوم لا يشبه خوف الطفولة، فهو لا يُرعب فقط، بل يُضعف ويقتل. توتر دائم، قلق من الرفض، شعور بالهوان وانسحاب من الحياة خوفاً من أزمة صحية لا يمكن مواجهتها. هذا الأثر النفسي أقسى من المرض ذاته. نحن لا نطلب المعجزات، بل سياسات عادلة تحترم آدميتنا. نحتاج إلى أنظمة تأمين صحية تراعي كبار السن، وتغطيات متكاملة بلا استثناءات مجحفة، مع رقابة صارمة على الأسعار وشفافية في قرارات العلاج. كما نأمل أن تتبنَّى مؤسساتنا بالتعاون مع شركات التأمين، برامج إنسانية تضمن العلاج لكبار السن، دون إذلال، أو استجداء، أو استعطاف، أو توسلات للمسؤولين من أجل استثناءات تعجيزية، وتُعيد للمسنين مكانتهم كقيمة لاعبء في النهاية . لقد تغيرت الغولة، وعادت بثوب حديث وأكثر قسوة، تسكن شركات وبوالص التأمين، وتختبئ خلف موازنات الربح والخسارة . لكننا نملك الكرامة، ويحدونا الأمل بحقنا في أن نُعالج بعدل، ونعيش ما تبقى من أعمارنا دون خوف، لا من غولة ولا من بعبع.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: زين أمين

إقرأ أيضاً:

إل جي تكشف عن جيل جديد من أنظمة القيادة الذكية

تستعد شركة "إل جي إلكترونيكس" للكشف رسميًا عن منصتها الجديدة لمقصورة القيادة المعزّزة بالذكاء الاصطناعي، خلال مشاركتها في معرض CES 2026 بمدينة لاس فيجاس في الفترة من 6 إلى 9 يناير.

 ورغم أن الشركة تُعد من اللاعبين التقليديين في قطاع تقنيات التنقّل، إلا أن ما تخطط للكشف عنه هذا العام يشير إلى توجه مختلف يُعيد رسم ملامح العلاقة بين السائق والسيارة.

المنصة الجديدة، التي تعتمد على جهاز حوسبة عالي الأداء (HPC) مدعوم بمعالج Snapdragon Cockpit Elite من "كوالكوم تكنولوجيز"، تمثل محاولة جادة للانتقال من مفهوم "السيارة المعتمدة على البرمجيات" (SDV) إلى مستوى أكثر تطورًا تروج له إل جي تحت اسم "المركبة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي" (AIDV).

 ومن المنتظر أن يتمكّن زوار جناح الشركة من تجربة وحدة القيادة الرقمية المبنية على هذه التقنية، في عرض عملي يوضح كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح شريكًا مباشرًا للسائق داخل المركبة.

تعتمد المنصة على دمج عدة نماذج من الذكاء الاصطناعي التوليدي — مثل نماذج الرؤية اللغوية، والنماذج اللغوية الكبيرة، ونماذج توليد الصور — داخل نظام المعلومات والترفيه "IVI". 

ويهدف هذا الدمج إلى تقديم تجربة أكثر ذكاءً وتفاعلاً، بحيث يتمكن النظام من فهم سياق القيادة وتقدير نوايا السائق والتفاعل معه مباشرة دون تأخير.

إحدى النقاط التي تراهن عليها "إل جي" بقوة هي قدرة المنصة على تشغيل جميع عمليات الذكاء الاصطناعي داخل السيارة نفسها، دون الاعتماد على الاتصال بخوادم خارجية. هذا يعني — نظريًا — أداء أسرع، واستجابة فورية، وتقليل المخاطر المرتبطة بنقل البيانات إلى السحابة، خصوصًا في ظل تزايد القلق العالمي حول خصوصية المستخدمين داخل المركبات الذكية.

وتوضح الشركة أن المنصة الجديدة قادرة على تحليل البيئة الداخلية والخارجية للمركبة في الوقت الفعلي، اعتمادًا على بيانات الكاميرات المثبتة داخل السيارة وخارجها. فإذا أقدمت مركبة مجاورة على تغيير المسار باتجاه السائق بينما لم يظهر على السائق استجابة كافية، يستطيع النظام إصدار تنبيه مخصص مثل: "هناك سيارة تدخل إلى مسارك، يُرجى الانتباه."
هذه المقاربة التنبؤية تهدف إلى تحسين السلامة دون فرض إشعارات مزعجة أو نمط قيادة متحفظ مبالغ فيه.

لكن الذكاء الاصطناعي في منصة إل جي لا يقتصر على دعم السائق. فالشركة توسّع رؤيتها لتشمل "تجربة المقصورة" بالكامل، بما فيها الترفيه البصري والصوتي. 

فعلى سبيل المثال، إذا كان السائق يستمع إلى الموسيقى خلال ليلة ممطرة أو ثلجية، يمكن للنظام توليد خلفيات بصرية ديناميكية تتناسب مع الحالة الجوية، بل وتقديم اقتراحات موسيقية مخصّصة تعتمد على الحالة المزاجية والظروف المحيطة.

هذا الاتجاه يُشير إلى رغبة الشركات في تحويل السيارة من مجرد وسيلة نقل إلى مساحة رقمية تفاعلية تتكيّف مع المستخدم، وهو اتجاه بدأت شركات عدة في تبنيه، لكن إل جي تبدو أكثر طموحًا في تقديم تجربة متكاملة تتجاوز مجرد شاشات أو أوامر صوتية.

ويأتي الكشف عن هذه المنصة بعد عام واحد من استعراض "إل جي" تعاونها مع "كوالكوم تكنولوجيز" عبر منصة "وحدة التحكم متعددة المجالات" خلال CES 2025. ذلك المشروع — الذي دمج بين نظام المعلومات والترفيه وتقنيات مساعدة السائق المتقدمة ADAS ضمن وحدة واحدة — حظي وقتها باهتمام واسع لقدرته على تقليل تعقيد أنظمة الحوسبة في السيارة. أما النظام الجديد، فهو خطوة إضافية نحو دمج الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل كامل داخل المركبة.

قال أون سوك-هيون، رئيس شركة حلول السيارات في "إل جي"، إن الشركة تسعى إلى تعزيز شراكاتها مع الشركات العالمية الرائدة، مؤكدًا أن مستقبل التنقل يتجه نحو مركبات تتفاعل مع السائق بذكاء وتفهم احتياجاته بشكل فوري، معتبراً أن منصة المقصورة الذكية هي "محاولة لإعادة تعريف تجربة القيادة على نحو يجعلها شخصية بالكامل".

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية
  • 2025 بين الخوف والإثارة.. أبرز أفلام الرعب لهذا العام
  • مشروع "لها ومعها" من الخوف للقوة قصة تلخص رحلة آلاف النساء في مواجهة العنف
  • شركة عسكرية تركية تتخذ مقرا لها في مصر لأول مرة
  • زمن الخوف الفني.. كيف أصبحت صناعة الإبداع رهينة الرقابة الذاتية وصوت الجمهور الغاضب؟
  • اتحاد شركات التأمين يطلق ورشة "استخدام خدمات الاستعلام الائتماني لتقييم المخاطر"
  • اتحاد شركات التأمين ينظم ورشة عمل لاستخدام خدمات الاستعلام الائتماني «I-Score» في دعم تطوير القطاع
  • من همس متقطع إلى صوت يصل إلى الجميع.. رحلة شفاء من التأتأة بالكتابة
  • الوجوه المتعددة للبذاءة (2)
  • إل جي تكشف عن جيل جديد من أنظمة القيادة الذكية