صحيفة البلاد:
2025-12-13@04:21:47 GMT

الغولة والبعبع في ثوب جديد

تاريخ النشر: 6th, July 2025 GMT

الغولة والبعبع في ثوب جديد

نحن جيل”الطيبين”، كما يحلو للبعض أن يسمّينا. جيل تربّى على الخوف والتخويف، حيث كانت الغولة والبعبع شخصيات خرافية تسكن خزانة الفحم، أو عيون قطة سوداء. الخوف كان رفيقاً يومياً لا يغادرنا، في البيت أو المدرسة، أو حتى في أحلامنا. ومع مرور الوقت ودخولنا عالم الكبار، ظننا أننا تخلصنا من تلك الكوابيس الطفولية، لكننا اكتشفنا أن الغولة لم تختفِ.

بل غيّرت ثوبها واتخذت شكلًا جديدًا من الألم والخوف، اسمه شركات وبوالص التأمين الطبي، حين تقدّم بنا العمر وبلغنا سنّ التقاعد، تمنّينا أن نجد في أنظمة التأمين الطبي ملاذًا يكرم أعمارنا، لكن الواقع كان مخيِّباً. وجدنا أنفسنا ضحايا أنظمة متردِّدة مشروطة، تمارس الإقصاء بعبارات بيروقراطية مثل:”غير مشمول” أو “الحد الأقصى”، أو”الحالة سابقة للتغطية”، أو” موافقة جزئية” الخ. في المقابل، جيلنا يعيش الآن في مرحلة تتطلب رعاية طبية دقيقة ومستمرة لأمراض مزمنة، لكن شركات التأمين تتهرب، وتقلّص التغطية، أو تلقي بالنفقات على كاهل المريض، الأصعب من المرض هو العجز عن الحصول على العلاج حين يصبح الدواء”خارج القائمة” أو العملية مؤجلة لموافقة لجنة غامضة، لا نعرف أسماء أعضائها ولا متى تجتمع، ولا في أي مكان تقبع، وما هي الأسس التي تبني عليها قرارات القبول والرفض. هذه البيروقراطية تقتل أحياناً قبل أن تعالج، فكم من مريض تدهورت حالته لأن التأمين تلاعب بتوقيته واحتياجاته. لا نطلب الترف، بل العلاج بكرامة، وفي الوقت المناسب. التمييز العمري أصبح غولاً جديداً، فمع تجاوز سن الستين، ترتفع الأقساط أو تُرفض التغطيات، ويُعامل كبار السن كعبء يجب التخلص منه. إن هذا الانحياز ليس فقط ظالماً، بل غير إنساني، ويعكس فهماً للتقدم في السن، وكأنه جريمة لا تُغتفر . الخوف اليوم لا يشبه خوف الطفولة، فهو لا يُرعب فقط، بل يُضعف ويقتل. توتر دائم، قلق من الرفض، شعور بالهوان وانسحاب من الحياة خوفاً من أزمة صحية لا يمكن مواجهتها. هذا الأثر النفسي أقسى من المرض ذاته. نحن لا نطلب المعجزات، بل سياسات عادلة تحترم آدميتنا. نحتاج إلى أنظمة تأمين صحية تراعي كبار السن، وتغطيات متكاملة بلا استثناءات مجحفة، مع رقابة صارمة على الأسعار وشفافية في قرارات العلاج. كما نأمل أن تتبنَّى مؤسساتنا بالتعاون مع شركات التأمين، برامج إنسانية تضمن العلاج لكبار السن، دون إذلال، أو استجداء، أو استعطاف، أو توسلات للمسؤولين من أجل استثناءات تعجيزية، وتُعيد للمسنين مكانتهم كقيمة لاعبء في النهاية . لقد تغيرت الغولة، وعادت بثوب حديث وأكثر قسوة، تسكن شركات وبوالص التأمين، وتختبئ خلف موازنات الربح والخسارة . لكننا نملك الكرامة، ويحدونا الأمل بحقنا في أن نُعالج بعدل، ونعيش ما تبقى من أعمارنا دون خوف، لا من غولة ولا من بعبع.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: زين أمين

إقرأ أيضاً:

شركة عسكرية تركية تتخذ مقرا لها في مصر لأول مرة

مصر – كشفت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن شركة “أسيلسان” التركية — إحدى أبرز عمالقة صناعة الدفاع في العالم افتتحت رسميا مكتبا تمثيليا جديدا لها في مصر تحت اسم “أسيلسان مصر”.

وأشارت “معاريف” إلى أن هذا التطوّر يأتي في سياق تصاعد التعاون الدفاعي بين تركيا ومصر، رغم التوترات الإقليمية التي شابته العلاقات بين البلدين في السنوات الماضية.

ولفتت الصحيفة إلى أن المدير العام لشركة “أسيلسان”، أحمد أقيول، أعلن عن افتتاح المكتب خلال زيارته إلى القاهرة للمشاركة في معرض “إيديكس 2025” للدفاع، الذي يعد من أبرز المنصات الإقليمية لتطوير الشراكات الدفاعية في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وبحسب وكالة “الأناضول” التركية، فإن هذا المكتب يمثل أول وجود جسدي مباشر للشركة في مصر، ويهدف إلى تمكين القوات المسلحة المصرية والعملاء المحليين من الوصول إلى منتجات وخدمات “أسيلسان” بشكل مباشر وفوري.

ونقلت “معاريف” عن أقيول تأكيده أن العلاقات التركية-المصرية تمر حاليًا “بأعلى مستوياتها حرارةً وقوةً خلال السنوات الأخيرة”، مشددًا على أن التعاون الأمني بين البلدين في توسّع مستمر. وأضاف أن هذا المكتب لا يمثل مجرد مكتب تمثيل تجاري، بل خطوة استراتيجية لترسيخ حضور الشركة على أرض الواقع في واحدة من أهم الأسواق الدفاعية في المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى أن السفير التركي في القاهرة، صالح متلو سان، زار جناح الشركة في معرض “إيديكس 2025″، ما يعكس الأهمية السياسية والاستراتيجية المشتركة التي يوليها الجانبان لهذا التطور.

وأكدت “معاريف” أن مشاركة أكثر من 80 شركة تركية في معرض “إيديكس 2025” يعكس الزخم الإيجابي في العلاقات الثنائية، لا سيما في المجالات الدفاعية والصناعية. وكشف أقيول عن توقيع اتفاق أولي بين ثلاث شركات، بمشاركة شركاء مصريين محليين، معربًا عن تفاؤله بأن تُترجم هذه الشراكات قريبًا إلى مشاريع إنتاج مشترك وعمليات ميدانية تعاونية.

ولقي جناح “أسيلسان” اهتماما واسعا من الوفود الدولية، حيث عرضت الشركة مجموعة متكاملة من أحدث منتجاتها، شملت:

أنظمة الدفاع الجوي المتطورة، حلول الحرب الإلكترونية، أنظمة تحديث الدبابات، حلول الاتصالات العسكرية، وأجهزة استشعار بحرية.

وسلط أقيول الضوء بشكل خاص على نظام الدفاع الجوي المتكامل “ÇELİK KUBBE”، الذي يجمع مكونات متعددة في شبكة واحدة موحدة، وكذلك على عائلة أنظمة التوجيه الخاصة بالشركة، المصممة خصيصًا للطائرات والطائرات المُسيرة.

كما أولت الشركة اهتمامًا خاصًا بنظام “KGK-84″، القادر على توجيه قنبلة تزن طنًا واحدًا بدقة إلى مدى يصل إلى 100 كيلومتر.

وختمت “معاريف” تقريرها بالقول إن افتتاح مكتب “أسيلسان مصر” يعكس التزام الشركة الطويل الأمد تجاه السوق المصري، ويعد مؤشرا واضحًا على تصاعد النفوذ الدفاعي التركي في منطقة الشرق الأوسط، خاصة في ظل السعي المشترك بين أنقرة والقاهرة لتعزيز شراكاتهما الأمنية والاستراتيجية وتطوير الصناعة الدفاعية المحلية.

المصدر: صحيفة “معاريف”

مقالات مشابهة

  • عمرو أديب: عقلية الخوف داخل إسرائيل تتجدد مع أي تعاون مصري – تركي
  • الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية
  • 2025 بين الخوف والإثارة.. أبرز أفلام الرعب لهذا العام
  • مشروع "لها ومعها" من الخوف للقوة قصة تلخص رحلة آلاف النساء في مواجهة العنف
  • شركة عسكرية تركية تتخذ مقرا لها في مصر لأول مرة
  • زمن الخوف الفني.. كيف أصبحت صناعة الإبداع رهينة الرقابة الذاتية وصوت الجمهور الغاضب؟
  • اتحاد شركات التأمين يطلق ورشة "استخدام خدمات الاستعلام الائتماني لتقييم المخاطر"
  • اتحاد شركات التأمين ينظم ورشة عمل لاستخدام خدمات الاستعلام الائتماني «I-Score» في دعم تطوير القطاع
  • من همس متقطع إلى صوت يصل إلى الجميع.. رحلة شفاء من التأتأة بالكتابة
  • الوجوه المتعددة للبذاءة (2)