منظمة: المهاجرون غير النظاميين بتونس يعيشون ظروفا غير لائقة
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
قالت منظمة حقوقية تونسية إن أكثر من نصف المهاجرين واللاجئين وطالبي اللجوء من دول أفريقيا جنوب الصحراء يعيشون بالبلاد في "ظروف غير لائقة".
وفي أحدث دراسة للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، حول ظاهرة الهجرة شملت 379 مهاجرا، خلصت المنظمة الحقوقية إلى أن أكثر من نصف المهاجرين في تونس يعيشون "في الشوارع والحدائق العامة والخيام".
وقال وزير الداخلية التونسي خالد النوري، منذ نحو أسبوع، إنه تم اعتراض أكثر من 74 ألف مهاجر أثناء محاولتهم عبور البحر إلى أوروبا في الفترة الممتدة بين الأول من يناير/كانون الثاني ومنتصف يوليو/تموز الحالي.
وتعد تونس نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين غير النظاميين الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط في منطقته الوسطى بشكل محفوف بالمخاطر؛ في محاولة للوصول إلى السواحل الإيطالية.
وإثر خطاب ألقاه الرئيس التونسي قيس سعيّد مطلع العام 2023 ندد فيه بـ"جحافل المهاجرين غير الشرعيين" -كما وصفهم- و"تهديد ديموغرافي لتونس"، اندلعت أعمال عنف ضد المهاجرين وتم طرد المئات منهم من بعض مراكز المدن.
وكشفت الدراسة التي قام بها المنتدى أن أكثر من ثلثي المهاجرين اضطروا إلى تغيير مكان إقامتهم مرة واحدة على الأقل العام الفائت بسبب "القيود الأمنية" و"العنف الذي يمارسه السكان المحليون".
كما بينت أن 77% من المشاركين تعرضوا للعنف الجسدي أو اللفظي، في حين قدم نحو 5% فقط شكوى "بسبب وضعهم الإداري".
وحتى عندما كانوا مرضى، قال 9 من كل 10 أشخاص إنهم لم يطلبوا العلاج الصحي "خوفا من الاعتقال".
ولا يزال المهاجرون يواجهون تداعيات الجهود المتزايدة التي يبذلها الاتحاد الأوروبي للحد من وصولهم من خلال تقديم مساعدات لتونس.
وقال رمضان بن عمر المتحدث باسم المنتدى إن وضعهم في تونس له "عوامل خارجية تتعلق بسياسة الهجرة الأوروبية".
وأضاف أن الدولة التونسية "بحاجة لهذه الأزمة خارجيا لتلقي المزيد من الأموال… وداخليا لتقدم نفسها كحامية للتونسيين".
وفي صيف العام 2023، وقّعت تونس والاتحاد الأوروبي اتفاقا تلقت من خلاله تونس مساعدات مالية بقيمة 105 ملايين يورو (112 مليون دولار) مقابل جهود للحد من وصول المهاجرين إلى السواحل الأوروبية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حريات أکثر من
إقرأ أيضاً:
عملية شبكة العنكبوت الأوكرانية و الخط الأحمر الأوروبي
بروكسل- لم يكن أكثر المتابعين الأوروبيين تفاؤلاً ليتوقع أن تقدم أوكرانيا على تنفيذ عملية عسكرية بهذا الحجم وهذه الجرأة، وأن تصل إلى عمق الأراضي الروسية وعلى بُعد أكثر من 4 آلاف كيلومتر من جبهات القتال، مستهدفة أكثر من 40 طائرة عسكرية روسية، وموقعة خسائر بنحو 7 مليارات دولار، وفق تقديرات الجانب الأوكراني.
وجاءت عملية "شبكة العنكبوت" التي استهدفت قواعد جوية روسية إستراتيجية، بينما كانت موسكو تحقق تقدماً عسكرياً في مناطق مثل سومي، وتعزز سيطرتها على مساحات واسعة تزيد على 113 ألف كيلومتر مربع داخل أوكرانيا.
لكن العملية التي وصفت بـ"النوعية وغير المسبوقة" أثارت نقاشاً واسعاً في الأوساط الأوروبية والغربية، خصوصاً مع انطلاق الجولة الثانية من مفاوضات إسطنبول.
ورغم محاولات الجزيرة نت، الحصول على تعليق رسمي من مؤسسات الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" بشأن العملية، إلا أن معظم المسؤولين في بروكسل التزموا الصمت، ما اعتبره بعضهم مؤشراً على توجّه حذر في التعامل مع التطور الأخير.
ردود حذرةأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، قبل قمة دول "مجموعة بوخارست التسع" في فيلنيوس، أن "قضية أوكرانيا ستكون في صلب المحادثات"، مشدداً على ضرورة أن "تحصل كييف على كل ما تحتاجه لمواصلة القتال وإنهاء الحرب العدوانية الروسية".
إعلانورغم أن تصريحا روته حمل دعماً ضمنياً لتحركات أوكرانيا، لكنه خلا من الإشارة المباشرة للعملية الأخيرة، وهو ما يعكس -على الأرجح- توازناً دقيقاً تسعى قيادة "الناتو" للحفاظ عليه في ظل حساسية الوضع الميداني والسياسي.
من جانبها، قالت الحكومة الألمانية، على لسان متحدث رسمي لم تسمّه وسائل الإعلام، إنها لم تتلقَّ إخطاراً مسبقاً بالعملية الأوكرانية، لكنها شددت على أنه "من حق الأوكرانيين الدفاع عن أنفسهم"، وهو ما فسّره مراقبون على أنه "دعم مبدئي" دون الخوض في تفاصيل العملية أو تقييمها علنًا.
ولم يصدر، حتى لحظة كتابة التقرير، أي تعليق من رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، أو من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، رغم التغطية الإعلامية الواسعة للهجوم.
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: العالم تغير ودخلنا حقبة جديدة في الدفاع والأمن، وتهديد روسيا لا يمكن تجاهله والمملكة المتحدة يجب أن تكون مستعدة pic.twitter.com/0jU5nO8oon
— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 2, 2025
بدورها سارعت الإدارة الأميركية إلى القول، إن الرئيس دونالد ترامب لم يُبلَّغ مسبقًا بالهجوم، ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول في البيت الأبيض أن العملية لم تكن معروفة للبيت الأبيض قبل تنفيذها، لكن هذا الموقف لم يقنع الجميع، إذ تساءل بعض المحللين، إن كان من الممكن فعلاً أن تغيب عملية بهذا الحجم عن أجهزة الاستخبارات الأميركية.
وقال صحفي متخصص بالشأن الأوكراني للجزيرة نت، إن "الولايات المتحدة ربما كانت على علم مسبق بالعملية، لكن داخل الدوائر الأمنية المغلقة، أما النفي العلني فهو لأسباب سياسية، خاصة أن إدارة ترامب تحاول لعب دور الوسيط أمام الرأي العام العالمي".
وتقول مصادر دبلوماسية للجزيرة نت، إن بعض العواصم الأوروبية -مثل بودابست- قد تستخدم العملية لتجديد انتقاداتها للسياسات الداعمة لأوكرانيا، خصوصًا داخل مؤسسات الاتحاد، كما يُخشى من أن يؤدي فوز كارول ناوروكي بالرئاسة في بولندا إلى تعديل موقف وارسو من الحرب، وإن جزئيا.
إعلان مواقف أخرى داعمةفي المقابل، صدرت مواقف داعمة من عواصم أوروبية أقرب إلى روسيا جغرافياً، حيث نشر وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي على منصة "إكس" أن "من مصلحة أوروبا أن تكون أوكرانيا قوية ومسلحة جيداً كحليف".
أما رئيسة وزراء الدانمارك ميته فريدريكسن فقالت إن "من حق أوكرانيا الدفاع عن نفسها، وهذا يشمل أحياناً الردّ على العدو ودفعه إلى التراجع، ويبدو أن العملية قد نجحت في ذلك".
ورغم غياب بيان مشترك من بروكسل حتى مساء الاثنين، فإن التقدير العام بين العواصم الأوروبية -وفق ما تؤكده مصادر سياسية- يميل إلى أن أوكرانيا استخدمت "حقها المشروع في الدفاع عن النفس"، ما دام الاستهداف موجهاً نحو منشآت عسكرية داخل أراضي الطرف المعتدي، وهو ما أشار إليه مرارًا الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، منذ الأشهر الأولى للحرب.
وحتى تتضح مآلات هذه العملية وما ستفرزه من نتائج ميدانية أو دبلوماسية، فإن الحذر يبقى سيد الموقف داخل المؤسسات الأوروبية، وسط قلق من أن يؤدي أي تصعيد جديد إلى تقويض فرص التفاوض، أو إشعال جبهات غير محسوبة العواقب.