قال راعي كنيسة الروم الكاثوليك برام الله، الأب عبد الله يوليو، إن "من بين أهداف العدوان الإسرائيلي على غزة هو القضاء على الوجود المسيحي في هذا القطاع المُحاصر؛ فأحد النتائج الكارثية لهذا العدوان ربما يكون اندثار المسيحيين في غزة، وكل المؤشرات والأرقام والمعطيات على الأرض تقول ذلك".

وذكر الأب يوليو، في مقابلة مصورة مع "عربي21"، أن عدد المسيحيين الذين قتلتهم إسرائيل في قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول أكتوبر الماضي بلغ 50 شخصا، وربما أكثر قليلا، خلال ثلاث هجمات صهيونية".



ولفت الأب يوليو إلى أنه تمت ممارسة ضغوط حتى يخرج المسيحيين من غزة، وهناك ضغوط حتى يخرج الجميع من غزة؛ فهناك مخطط معين ليتحول الوجود المسيحي إلى مجرد ذكريات تاريخية، وتتحول الكنائس إلى مجرد متاحف".


وأوضح أن "العدوان الإسرائيلي كشف عنصرية الغرب ونفاقه، خاصة أنهم يدعمون إسرائيل بكل قوة ويصدقون جميع رواياتها الكاذبة، ويتعامون عن جرائمها ومجازرها المروعة بحق الجميع، مسلمين ومسيحيين"، مؤكدا أن "الاهتمام الغربي الكبير بإسرائيل جاء على حساب الوجود المسيحي في فلسطين".

ويُمثل المسيحيون في غزة نسبة ضئيلة من السكان، إذ يعيش حوالي 1000 شخص فقط في القطاع الساحلي المُحاصر، وغالبيتهم من الأرثوذكس اليونانيين، في حين أن نسبة أقل بكثير من الروم الكاثوليك والمعمدانيين والطوائف البروتستانتية الأخرى، وفقا لمسح أجرته جمعية الشبان المسيحيين عام 2014.

وإلى نص المقابلة الخاصة مع "عربي21":

ما أبرز الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل بحق المسيحيين في غزة والضفة خلال العدوان الحالي؟


إسرائيل دولة مُحتلة لبلادنا، واعتداءاتها مستمرة ولم تتوقف، ولكن ابتداءً من 7 تشرين الأول/ أكتوبر عندما بدأت الحرب في غزة زادت الاعتداءات بشكل انتقامي ووحشي.

وبالنسبة للمسيحيين، فنحن لسنا طوائف، بل جزء من هذا الشعب العربي، وبالتبعية جزء من هذه الأمة مترامية الأطراف، وإذا أردنا أن نتحدث عن الاعتداء على المسيحيين في قطاع غزة على وجه الخصوص: فقد وقع اعتداء على المستشفى الإنجيلي الكبير، ثم على كنيستين.

وليست هناك مشكلة من حيث الدين؛ فقد اعتدت إسرائيل على غزة وأهلها من مسلمين ومسيحين، وعلى الأرجح استهدفت الكنائس والمستشفى الإنجيلي بهدف تخويف المرجعيات المسيحية، وممارسة الضغط عليهم؛ لأن هناك مخطط شيطاني يستهدف فصل العرب المسيحيين عن الجسم العربي المسلم، وهذا المخطط بدأ منذ زمن، عبر مراحل متلاحقة، ويحدث ذلك بالتفويض، أو هجرة المسيحي من البلاد، أو بقائه في البلاد وكأنه جسم غريب؛ فالأمر لا يرتبط فقط بقصف المنشآت، وإنما جزء من مخطط كبير وخبيث.

لا أحد يستطيع أن ينكر ما حدث في الربيع العربي، لكن أي تطرف ليس له علاقة بالدين، ولكن نتيجة "عمل مخابراتي" ربما يتلوّن بالدين، أي يصبغونه بصبغة دينية، إلا أن الصراع ليس صراعا دينيا، بل صراع بين الظالم والمظلوم، بين المعتدي والمُعتدى عليه.

وقد استهدفت إسرائيل الكنائس في غزة على الرغم من أن الكنائس، والجوامع، والمستشفيات، محرمات حسب القانون الدولي، ولكن الغريب ألا تجد مَن يحتج، والعالم بكامله صامت، ومن يصمت أمام الظلم فهو شريك فيه.

كم بلغت نسبة المسيحيين الذين قتلتهم إسرائيل في قطاع غزة منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول أكتوبر الماضي؟

عددهم 50 شخصا، وربما أكثر قليلا، خلال ثلاث هجمات صهيونية.

عدد المسيحيين في غزة حاليا عدد ضئيل جدا، فقد مورست ضغوط حتى يخرج المسيحيين من غزة، وهناك ضغوط حتى يخرج الجميع من غزة؛ فهناك مخطط معين ليتحول الوجود المسيحي إلى مجرد ذكريات تاريخية، وتتحول الكنائس إلى مجرد متاحف، وهذه المشكلة قائمة ليست فقط في غزة، بل في القدس أيضا، وفي الضفة الغربية، وفي كل مكان بفلسطين.

ومَن يقف خلف هذا "المخطط الشيطاني" الذي أشرت إليه؟

مَن يقف خلفه هم إسرائيل وحلفائها، ومَن لا يقف إلى جانب المظلوم فهو شريك أصيل للظالم، وربما يكون الغرب مَن يخطط لهذا الأمر، حتى لا نكون أمة واحدة؛ فمنطقتنا منطقة واحدة، والهدف تقسيم المُقسم، وتفتيت الأمة، وعلى المسيحي ألا يكون موجودا من الأساس، أو يتحول الوجود المسيحي لوجود طائفي، حيث يتحول الانتماء على الأساس الديني إلى انتماء شبه قومي، والمخطط الشيطاني هذا يستهدف المسيحي وغير المسيحي، وكلنا في منطقتنا العربية يعلم ذلك والحمد لله.

لكن أثناء العدوان على غزة تعرقل هذا المخطط، وظهرت إسرائيل أمام الجميع على حقيقتها؛ فهي لا تميز بين مسيحي أو مسلم، أو بين هذا الفصيل وذاك. إسرائيل تميز بين ما هو خاضع لها، وما هو مقاوم لها، هذه هي المعادلة.

بالتالي هل يمكن القول إن من بين أهداف العدوان الإسرائيلي على غزة هو القضاء على الوجود المسيحي في هذا القطاع المُحاصر؟

بكل تأكيد، لأن غزة اليوم هي عنوان لكل فلسطين، ولكل المنطقة. غزة في جنوب فلسطين، وعاشت مُحاصرة لسنوات طويلة، وأهل غزة معظمهم من اللاجئين، وهناك معاناة كبيرة جدا، ولكن ما جرى، ويجري، على أرض غزة معركة تخص كل فلسطين، بل وكل المنطقة العربية، فقد أصبحت عنوان وبوابة.

في الواقع، العدوان الإسرائيلي على غزة ربما يكون أحد نتائجه الكارثية هو اندثار المسيحيين في غزة، وكل المؤشرات والأرقام والمعطيات على الأرض تقول ذلك، وسيواجه مسيحيو غزة نفس مصير المسيحيين الذين كانوا موجودين سابقا في الخليل، وطولكرم، وجنين، وبئر السبع، وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية الأخرى، وما لم يتغير هذا الواقع السياسي الكارثي فسنصبح في خطر داهم وكبير للغاية، خاصة في ظل السياسيات الإسرائيلية الممنهجة لتفريغ فلسطين من أهلها، وللعلم تعود جذور مسيحيي غزة إلى ما قبل سنة 400 ميلاديا، ولك أن تتخيل أن هذا الوجود بات مُهددا بشكل حقيقي.

ومن خلال ما جرى في غزة نستطيع أن نتنبأ بما يمكن أن يحدث في كل المناطق العربية، كما جرى من قبل في سوريا والعراق من تهجير للمسيحيين، وهو نفس المخطط الشيطاني، ولكن بطرق متعددة ومختلفة.

ليس هناك تطرف ديني؛ فقد قامت العروبة بين العربي المسيحي والعربي المسلم، ومنذ بدء التاريخ الإسلامي كان اللقاء التاريخي بين الرسول محمد والنصارى العرب الذين كانوا يعيشون في المنطقة، وجميع المسيحيين في المنطقة سواء كانوا في غزة أو في باقي أراضي فلسطين أو في المنطقة العربية.. نحن ورثة نصارى العرب؛ فنحن جزء من الشعب الفلسطيني، بل نحن جزء أصيل من هذه الأمة، ولسنا جسم غريب، ولا طوائف، ولا بقايا من ماضي في سبيله للزوال، وبالتالي حتى عدد المسيحيين ليس بمهم.

مفهوم "الأمة" ليس موجودا في المسيحية؛ فليست هناك أمة مسيحية، وإنما المسيحيون هم أتباع المسيح، والمسيحية عقيدة، وارتباط ديني وروحاني، ونجسد هذا الإيمان حيثما أراد الله لنا، وعلينا مسؤولية كبرى أمام الله والتاريخ أن نكون أوفياء ومخلصين لإرادة الله لنا، وأن نعيش معا كراما أعزاء، أو نموت منتصبين القامة، ورافعين الهامة، وإن شاء الله سيتبع هذا الليل فجر جديد.

هل لديكم إحصائيات بخصوص عدد المسيحيين المتواجدين في غزة حاليا ومَن قُتل منهم ومَن اُضطر للهجرة؟

عدد المسيحيين اليوم في قطاع غزة أقل من 800 شخص، وهم البقية الباقية ممن تبقى بعد هجرة الكثيرين، تلك الهجرة التي استمرت عبر السنين، نتيجة الظروف الاقتصادية، والأمنية القاسية، وهو جزء من مُخطط سلب الانتماء من الإنسان المسيحي، حتى يشعر مع مرور الوقت بأنه "أقلية"، ثم يفكر في الانتماء إلى واقع آخر.

لقد كان هناك نحو 3 آلاف مسيحي يعيشون في غزة قبل حصار إسرائيل، لكن هذا العدد تراجع إلى ألف شخص تقريبا خلال السنوات الأخيرة إلى أن وصل لـ800 مسيحي بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر.

أما عن الشهداء فعددهم حوالي 50 شخصا كما أشرت آنفا، لكن ما يخيفني حقا هو مُخطط التهجير من خلال أساليب مختلفة، منها ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي؛ فبين الحين والآخر تظهر رسائل غريبة ومخيفة تشجع الناس على الهجرة، وبالتالي نحن أمام مؤامرة كبيرة، وهناك مَن يستعمل الخطاب لتشجيع الفرقة والانقسام وليس الوحدة.

ومما يساعد على إنجاح هذا المخطط هو قلة الوعي عند البعض، والظروف التي نمر بها تجعلنا عاجزين عن رد هذا المخطط ومقاومته، خاصة أن إسرائيل وحلفائها تسعى لإثارة الطائفية والطبقية والفصائلية، لكي تُقسّم وتفتت شعبنا الواحد، بينما يجب علينا جميعا أن نعي جيدا خطورة هذا المخطط.

هل هناك خطة ممنهجة لتفريغ القدس من المسيحيين على غرار ما يجري في غزة؟

القدس هي محط أنظارنا، وما يجري في غزة عنوانه "طوفان الاقصى" ولا نستطيع أن نفرّق بين غزة، والضفة الغربية، والقدس هي المدينة المقدّسة، والتي ترحل إليها عيوننا كل يوم، وهي زهرة المدائن، وهي تعاني اليوم كثيرا، بعد أن اُنتهكت قدسيتها بسبب الاحتلال الغاشم الذي يحاول محو الوجود العربي من القدس.

وأعتقد أنه ليس لدى الاحتلال من مشكلة في وجود مساجد وكنائس، المشكلة لديهم في وجود العرب (مسلمين ومسيحيين) الذين هم أهل الرباط، وليس السُيّاح أو الحجاج الذين يأتون من الخارج، ونتيجة المضايقات التي يتعرض لها أهل القدس تحدث الهجرة.

هل هناك ضغوط إسرائيلية على رؤساء الكنائس في الضفة الغربية؟

هناك ضغوط معنوية ونفسية وتهديدات بطريقة مبطنة، وهناك عمليات تخويف متكررة، كما أن رجال الدين الذين يأتون من الخارج وليست لديهم الهوية الفلسطينية يحتاجون إلى إذن دخول، ويمكن للاحتلال بسهولة إلغاء هذا الإذن، في حين أن موقف رؤساء الدين المسيحيين هو موقف ضعيف.

وأيضا ليست لدينا اليوم قيادة عربية مسيحية شجاعة وكلمتها مسموعة، لذا يجب أن يكون هناك خطاب مشترك من قِبل رجال الدين جميعا (مسلمين ومسيحيين)؛ فكما ذكرت: نحن جزء من الأمة.

كيف تقيّم موقف الغرب من الانتهاكات التي يتعرض لها المسيحيون في فلسطين؟

لا أقول بأن الغرب مسيحي؛ فالمسيحية عقيدة أو ديانة، والشعوب مسيحية، لكن المفهوم المسيطر ليس مفهوم المسيحية، لأنهم ينظرون إلى المسيحيين في غزة وفي المنطقة العربية باعتبارهم عربا، وجزء من هذه الأمة، وبالتالي يحاولون أن يستميلوا هؤلاء المسيحيين إليهم من خلال الضغوط، أو الإغراءات، وقد يستميلوا المسلمين أيضا حتى يكونوا في خدمة المعارك الغربية الاستعمارية.

وهذا العدوان الإسرائيلي كشف عنصرية الغرب ونفاقه، خاصة أنهم يدعمون إسرائيل بكل قوة ويصدقون جميع رواياتها الكاذبة، ويتعامون عن جرائمها ومجازرها المروعة بحق الجميع، مسلمين ومسيحيين، وحقيقية الاهتمام الغربي الكبير والمبالغ فيه بإسرائيل جاء على حساب الوجود المسيحي.

هل اهتمام الغرب بحماية إسرائيل أكبر بكثير من اهتمامهم بالمسيحيين في الشرق الأوسط؟

هم يهتمون بالمسيحيين ليكونوا وسيلة للتدخل في مسائل الشرق الأوسط، ويحاولون استمالة هؤلاء الناس حتى يكون لهم قدم في المنطقة، ولتنفيذ مخططاتهم.

الغرب لا يحب المسيحي، ولا يفضل المسيحي على المسلم، وإنما يستعمل المسلم والمسيحي لخدمة أغراضه، أليس هناك مسلمين تبنوا الرواية الإسرائيلية في قضيتنا؟، أليس هناك ما يُسمى بالديانة الإبراهيمية المزعومة؟، هناك مسلمون من أهل السنة والجماعة قد تبنوا هذه الأفكار للأسف.

لكن -والحمد لله- هناك أيضا مسلمون ومسيحيون يقفون إلى جانب المظلوم، وإن شاء الله مهما طال الليل، فالليل لا يدوم.

كيف تُفسّر دعم بعض الكنائس الغربية للاحتلال الإسرائيلي؟

هناك اختراق من قِبل الأفكار الصهيونية للمسيحية، وهناك قراءة للكتاب المقدس قراءة متطرفة صهيونية، وقد بدأ الاختراق في القرن الماضي، خاصة عند الجماعات الإنجيلية في البلدان الغربية الناطقة باللغة الإنجليزية، ثم تغلغلت هذه الأفكار شيئا فشيئا، واليوم هؤلاء الناس يتكلمون العربية؛ فعندما تزرع فكرة في مكان ستثمر يوما ما، فلا بد لنا أن نقف لكي نرد هذه الفكرة، وبالتالي هؤلاء مضلَّلون.

وبكل أسف، هذا الاحتلال الإسرائيلي مدعوم من كنائس غربية، وبالتالي يمكن أن نقول إن ما يجري هو تفريغ فلسطين من المسحيين بدعم غربي مسيحي بصورة أو بأخرى.

لو تحدثنا عن الحراك المسيحي المناهض للعدوان الإسرائيلي.. ما أبرز ملامحه؟

نحن في رام الله لدينا وقفة أو مسيرة بشكل يومي، وأنا شخصيا أشارك في مثل هذه الفعاليات، وكما هو معلوم في البلاد العربية أن يُقال لرجل الدين "أبونا"، ومن واجب الأب أن يكون بين أبنائه، وليس بمنطلق طائفي، وبالتالي هؤلاء كلهم أبنائي، ونحن نبعث برسالة لأبنائنا في غزة مفادها: أنتم لستم وحدكم، نحن معكم وأنتم جزء منا، ولا يمكن أن نتخلى عنكم.

ونحاول قدر المستطاع أن نكون صوت مَن لا صوت لهم، طالما هناك ظلم يجب علينا أن نقف إلى جانب المظلوم، وهذه تعاليم سيدنا المسيح، وأرى أنه من واجبي كمسيحي أن أقول "لبيك يا أقصى"، كما ينبغي على أخي المسلم أن يقول أيضا "لبيك يا قيامة".

هناك مزاعم بأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحمي المسيحيين.. ما ردكم على ذلك؟

هذه هي الكذبة والفرية الكبرى، وإن كانت كل الروايات الإسرائيلية مبنية على الكذب، وأعتقد اليوم، وبعد الحرب الفاشية على غزة، أصبحت الحقيقة واضحة لدى الجميع، حتى في الغرب ذاته.

الكنيست الإسرائيلي أقرّ قبل سنوات قانونا يمنح المسيحيين أفضلية على المسلمين بمجالات العمل والدراسة وتبديل هويتهم من عربي إلى مسيحي.. فما أبعاد المحاولات الإسرائيلية لتفتيت وحدة الشعب الفلسطيني؟

نحن نرفض كل هذه القرارات، حتى الديانة لم تعد تُكتب على الهوية. في هذه البلاد شعب واحد وديانتين؛ فالشعب العربي الفلسطيني شعب واحد، وبالتالي هذه الادعاءات والمحاولات والمؤامرات يجب علينا أن نقف لها بوضوح لنرد ونصد هذه المؤامرات الخبيثة.

هل إسرائيل تميز أو تفرّق بين المسيحيين والمسلمين؟

هي تحاول فعل ذلك ظاهريا حتى تسيطر على الجميع، ولكن كما ذكرت لك هي تميز بين مَن يقبل أن يتعامل مع دولة الاحتلال، ومَن يرفض هذه المعادلة، والدين موضوع ثانوي.

إسرائيل سعت سابقا لتجنيد الطوائف المسيحية الفلسطينية في جيشها.. إلى أي مدى نجحت في ذلك؟

إسرائيل سعت سابقا لكنها لم تنجح في هذا المخطط، فقد فشلت في الماضي، وما زالت تفشل؛ لأن القيادات الروحية المسيحية العربية ترفض هذا الأمر بشكل قاطع، لذا ليس هناك تجنيد للعرب، وإنما هناك عملاء يجندون أنفسهم، وحتى في داخل دولة الصهيونية مُسجل "القومية: عربي" وبين العرب هناك مَن هو مسلم، ومَن هو مسيحي بمختلف طوائفهم، لذا هذا المخطط لم ولن ينجح، والحمد لله.

لماذا لم ينجح الخطاب الاستعماري والصهيوني في استمالة المسيحيين العرب؟

لأننا أصحاب ذاكرة، وأصحاب انتماء، وأصحاب إيمان، وإن كانت هناك بعض النفوس الضعيفة، لكن بشكل عام نحن نعرف واجبنا، وندافع عن وطننا ومقدساتنا، وعن شعبنا.

في تاريخنا: رجال الدين المسيحيين العرب دافعوا عن الشعب، ودفعوا الثمن غاليا، كالمطران بشارة غريغوريوس حجّار في الجليل، والمطران هيلاريون كبوجي في القدس، والكل يعرف ما قام به مطران القدس؛ فهذا هو تاريخنا الذي يشرفنا، ونحن جزء من هذا التاريخ، وعلى خطاهم نحن نسير، ونحن نعرف أنه لا بد من دفع الثمن، وعلى يقين بأن هذا الليل الطويل -إن شاء الله– سينتهي بفصل جديد، ومهما طال الظلم، فالظلم لا يدوم، وإن شاء الله سنحرر القدس، وبأيدينا سنعيد بهاء القدس، وبأيدينا للقدس سلامٌ آتٍ، آتٍ، آتٍ بإذن الله.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات عبد الله يوليو الإسرائيلي غزة مسيحيو غزة إسرائيل غزة مسيحيو غزة الكنائس الغربية عبد الله يوليو المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدوان الإسرائیلی المسیحیین فی غزة مسلمین ومسیحیین الوجود المسیحی تشرین الأول فی قطاع غزة إن شاء الله هذا المخطط فی المنطقة هناک ضغوط إلى مجرد لیس هناک على غزة نحن جزء جزء من هناک م من غزة

إقرأ أيضاً:

ناشط مصري لـعربي21: إسرائيل تجني اليوم حصاد ما زرعته في 3 يوليو 2013 (فيديو)

قال الصحفي والناشط المصري أدهم حسنين، إن "ما تفعله إسرائيل اليوم في غزة من تدمير وتجويع وإبادة هو نتيجة مباشرة لانقلاب الثالث من تموز/ يوليو 2013"، مشيرا إلى أن "تل أبيب تجني الآن ثمار ما زرعته عبر وكلائها في المنطقة، وعلى رأسهم النظام المصري الذي أطاح بأول رئيس مدني منتخب لأنه لم يكن تابعا للمحور الصهيوني الأمريكي".

وأضاف: "انقلاب 2013 لم يكن مجرد حدث داخلي في مصر، بل كان انقلابا استراتيجيا على روح المنطقة بأكملها، وعلى المقاومة، وعلى مشروع التحرر بأسره، وعلى كل ما يُشكّل خطرا على أمن إسرائيل. منذ تلك اللحظة، لم تُفتح غزة إلا لتُخنق، ولم تُدار المعابر إلا كسلاح في يد الاحتلال بزيّ عربي".

وأشار حسنين، في مقابلة مصوّرة مع "عربي21"، إلى أن محاصرته للسفارة الأردنية في هولندا قبل أيام "لم تكن فعلا عابرا، بل صرخة احتجاج مدروسة، ودفعا بالحد الأدنى من المسؤولية الأخلاقية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة من تجويع وتنكيل وقتل ممنهج".

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وأوضح أن "ما أقدم عليه كان بدوافع متراكمة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023"، مشيرًا إلى أن "العالم، والحياة ذاتها، لم يعودا كما كانا قبل ذلك التاريخ".

وأكد أن الخطاب الأخير للمتحدث باسم كتائب القسام الذراع (أبو عبيدة) كان لحظة فارقة؛ إذ أقام الحُجّة على الجميع: الحكام، والعلماء، والنخب، وأجبر كل مَن بقي في موقع المتفرج على مراجعة نفسه"، متابعا: "تساءلت في داخلي عن أولئك الذين بأيديهم مفاتيح الحصار، الذين يمكنهم أن يُطعموا الجائعين في غزة ويكسروا الطوق، لكنهم لا يملكون من القرار شيئا، لأنهم لا يختلفون عن الدُمى في يد مَن يحركهم".

وزاد: "حين نفّذ الناشط وصانع المحتوى الصديق أنس حبيب خطوته الجريئة بإغلاق سفارة مصر في هولندا، شعرت أن الواجب يقتضي الاستمرار، فكانت فكرة محاصرة سفارة الأردن، الجار الملاصق لفلسطين، والشريك الصامت في جريمة الحصار. فعلتُ ما فعلت، خالصا لله، نصرةً للمُحاصرين الجوعى في غزة، وشدّا لأزر المقاومة، ولو بكلمة أو موقف أو لفتة بسيطة تعني أن أحدا ما لا يزال يقول لا".

وكان أدهم حسنين قد قام بغلق مقر السفارة الأردنية في هولندا يوم الأربعاء احتجاجا على موقف عمّان من استمرار الجرائم الإسرائيلية بحق أهل غزة لأكثر من 20 شهرا على التوالي.


جريمة كبرى

وأكد حسنين أن "ما يحدث هناك هو جريمة كبرى، وأن الصمت خيانة لا تغتفر"، مضيفا: "ما قمتُ به هو حق لأهل فلسطين عامة، ولغزة خاصة. الدافع الأول كان غضبي مما تفعله آلة القتل الإسرائيلية، بصمت عربي وإسلامي رسمي مريب. الدافع الثاني كان تأسيا بمبادرة أنس حبيب فقررت الذهاب إلى السفارة الأردنية، خاصة وأنها تمثل نظاما موقّعا على اتفاقية وادي عربة المشينة".

واستطرد الناشط المصري، قائلا: "كان لا بد من فضح الأنظمة التي تحاصر أهل غزة باسم السيادة الوطنية المزعومة، بينما هي تمارس عمالة مفضوحة للصهيونية، من القاهرة إلى عمّان"، وفق قوله.

وأوضح أنه لم يتعرض لأي مضايقات أمنية خلال هذا التحرك، قائلا: "نحن في دولة من دول العالم الأول، حرية التعبير هنا مصانة، ولا أحد يجرؤ على ترهيبنا كما تفعل أنظمتنا القمعية في العالم العربي".

وأكد أن ردود الفعل التي تلقاها من النشطاء والمواطنين إزاء ما فعله "كانت مبشّرة، ودليلا على أن الشعوب لم تمت، وأن النبض ما زال حيّا في مكان ما من هذا الجسد العربي المنهك"، متابعا: "كثيرون عبّروا عن فرحتهم بما جرى، وقالوا إن الأمة بخير. وهذا هو الفارق بين مَن يريد أن يُستخدم في سبيل قول الحق، ومَن يرتضي أن يُستبدل".

وشدّد على أن "هذه التحركات، وإن بدت فردية أو صغيرة كما يرى البعض، إلا أن لها أثرا واضحا يتنامى يوما بعد يوم"، متسائلا: "أيعقل أن يركب الأوروبيون سفنا نحو غزة، كما فعلوا في حنظلة ومادلين وأساطيل الحرية، ونحن العرب والمسلمون نكتفي بالمشاهدة؟، هذه التحركات إعذارا إلى الله ورسالة لأهل غزة أولا، ثم للعالم، بأننا حاولنا، ولم نصمت".


سفارات لا تمثل شعوبها

وردا على مَن ينتقدون استهداف السفارات العربية دون الإسرائيلية، قال حسنين: "هؤلاء لا يفهمون بالقدر الكافي. هذه الأنظمة العربية هي وكلاء الاحتلال. مصر تضع يدها في يد إسرائيل، وتغلق معبر رفح، وتنفذ التعليمات بحذافيرها".

وتابع: "كما أن الأردن يروّج لنفسه كمناصر لغزة، بينما يبارك التطبيع ويمارس دورا لا يقل سوءا. عندما يصرّح ملك الأردن بعد لقائه بترامب في شهر شباط/ فبراير الماضي أن بلاده ستستقبل ألفي طفل مريض من غزة، فهل هذا هو سقف التضامن؟، هل أصبح إيواء عدد قليل جدا من أطفال غزة بديلا عن منع المجازر؟، هذه الأنظمة أصبحت أبواقا فارغة، تافهة، بلا وزن ولا كرامة".

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وأردف: "حين تنتقد بعض الأصوات غلقنا للسفارة المصرية أو الأردنية في هولندا فهذا يعكس انحرافا عميقا في البوصلة الأخلاقية. حين يغضب البعض من حصار سفارة تُمثل نظاما مطبعا، أكثر من غضبهم على حصار شعب كامل يُذبح جوعا وقصفا، فاعلم أن شيئا في الضمير قد تحطّم. نحن لم نغلق بابا للسفارة، بل فتحنا نافذة على الحقيقة، على الخيانة، على وجوهٍ اعتادت الكذب تحت علم الوطن".

وواصل الناشط المصري، حديثه بالقول: "هذه السفارات اليوم لا تمثل شعوبها، بل تمثل المصالح الإسرائيلية، تنطق باسم تل أبيب وتنفذ تعليمات واشنطن بحروف عربية مكسورة".


وأضاف حسنين أن "الموقف الرسمي لكل من النظامين المصري والأردني هو موقف مخزٍ ومهين، يُشعر كل حرّ في البلدين بأنه شريك في العار، لأن هذين النظامين انبطحا تماما تحت أقدام الصهاينة، وانسلخا من كل قيمة. إنهم دمى تُحرّكها واشنطن وتل أبيب كيفما شاءت. لا قرار لهم، لا رأي أو موقف مستقل، بل أنهم بلا شرف سياسي. كل ما يفعلونه هو تنفيذ الأوامر وفقط. كأننا أمام مسرح للعرائس، واللاعب الوحيد فيه هو الاحتلال وواشنطن"، وفق قوله.

تحرك شعبي عربي وإسلامي جارف

ورأى أن "ما هو مطلوب الآن هو تحرك شعبي عربي وإسلامي جارف، لا يُبقي مجالا للخذلان أو اللامبالاة"، مشيرا إلى أن "ما يجري في غزة إبادة موثّقة بالصوت والصورة، وأن التغاضي عنها يُعد جريمة كبرى في حد ذاته. ما يحدث هو أبشع وأخطر جريمة في العصر الحديث، وسكوتنا عليها يجعلنا جزءا منها. علينا أن نُبرئ ذممنا أمام الله، وأمام أنفسنا، وأمام أهل غزة، بكلمة حق لا نخشى فيها لومة لائم".

وذكر حسنين أن "الأنظمة العربية لم تعد مجرد شركاء صامتين في الجريمة، بل تحوّلت إلى أداة مباشرة من أدوات الحصار والخنق التي تمارس ضد غزة"، موضحا أن "مَن يغلق المعابر ويمنع الغذاء والدواء والوقود عن أهل القطاع، لا يختلف في شيء عن الطائرات التي تلقي القنابل أو جنود الاحتلال الذين يطلقون الرصاص على المدنيين في غزة".

واستطرد قائلا: "حين يختنق طفل على الجانب الفلسطيني بسبب نقص الأوكسجين، فإن يدا عربية هي مَن منعت عنه الحياة. وحين تموت أم على باب معبر مغلق، فإن نظاما عربيا شريك في قتلها. هذه ليست مبالغات، بل وقائع يومية مدعومة بالصمت والتواطؤ والتطبيع المشين".

وأضاف بنبرة غاضبة: "نحن لا نطلب الإذن لنقول كلمة حق، ولا ننتظر تصريحا لنُعبّر عن غضبنا. مَن يحكمون اليوم في بعض العواصم العربية، لا يمثلوننا. إنهم موظفون، مأجورون، أدوات في يد المحتل. لقد فقدوا كل شرعية وكل صلة بالشرف السياسي أو الأخلاقي. ونحن لن نصمت، ولن نتراجع، ولن نترك الميدان خاليا للجبناء"، مردفا: "مَن يخذل غزة اليوم يوقّع على سقوطه الأخلاقي، ويكتب اسمه في سجل العار إلى الأبد".

وطالب حسنين تصريحه "الشعوب العربية والمسلمة بأن تنهض وتستيقظ من سباتها، أو أن تتهيأ لأن يستبدلها الله بمَن هم أصدق نية وأقوى عزما"، مضيفا: "انظروا إلى ما يفعله النشطاء الغربيين ونواب البرلمان الأوروبي. انظروا كيف يصرخون ويعارضون الاحتلال أكثر منا.. لماذا؟، أين نحن من هؤلاء؟، أين نخوتنا؟، لماذا لا نقتدي بهم؟، لدينا كل شيء لنفعل، لكننا نختار الصمت. آن الأوان لوقف هذا العبث غير المبرر".

ودعا الناشط المصري في ختام حديثه إلى الانخراط في حملة "حاصروهم كما يحاصرون غزة" و"أغلقوا سفاراتهم بالجنزير"، مُشدّدا على أن "مَن يخذل غزة اليوم سيسقط في امتحان الشرف إلى الأبد".

مقالات مشابهة

  • جعجع: سلاح حزب الله بلا فائدة ولم يعُد يُخيف إسرائيل
  • تحذيرات إسرائيلية من مخاطر الوجود التركي في سوريا خلفا لإيران
  • ترامب: على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن غزة ولا أعتقد أن هناك مجاعة
  • ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة لـ59821 شهيدًا و144851 مصابًا
  • أسعار الوقود في تركيا اليوم 27 يوليو 2025.. هل هناك زيادات؟
  • ناشط مصري لـعربي21: إسرائيل تجني اليوم حصاد ما زرعته في 3 يوليو 2013 (فيديو)
  • إسرائيل تعلن قتل قيادي في حزب الله جنوبي لبنان
  • قيادي في حزب الله.. إسرائيل تعلن تفاصيل غارة جنوب لبنان
  • مآسي أطفال غزة تتضاعف مع ازدياد حالات بتر الأطراف بسبب عدوان الاحتلال
  • قلق لدى القوى المسيحيّة لنتائج زيارة براك