مع مرور حوالي أربعة أشهر على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تستعد الحكومة الألمانية لاحتمال ولاية ترامب الثانية. كيف يمكن أن تؤثر عودته على ألمانيا والاتحاد الأوروبي؟

اعلان

يقول خبراء سياسيون في ألمانيا إن برلين تستعد بالفعل لتغيير محتمل في الرئاسة الأمريكية في نوفمبر المقبل. وإذا كان انتخاب دونالد ترامب عام 2016 قد فاجأ معظم دول العالم، تقول مصادر مقربة من حكومة المستشار أولاف شولتز إن الأخيرة تتخذ الآن خطوات لضمان عملية أكثر سلاسة إذا استعاد الجمهوريون السلطة من يد الديمقراطيين.

وقال عالم السياسة الدكتور أنطونيوس سوريس لـ "يورونيوز" في مقابلة هاتفية: "من المرجح أن يتم انتخاب ترامب مرة أخرى".

"في نهاية المطاف من الصعب أن نبقى شركاء في ظل إدارة صعبة يقودها دونالد ترامب. لكن ألمانيا أثبتت أنها قادرة على العمل بطريقة أو بأخرى، كما فعلت في المرة السابقة عندما كان ترامب رئيسًا. وعلى الرغم من أنه يجب القول إن الإدارة الجديدة لم تكن قد تولت السلطة بعد في ذلك الوقت، إلا أن الوضع لا يزال حساسًا".

كان العالم مكانًا مختلفًا عام 2016 عندما تم انتخاب ترامب لأول مرة - كانت المستشارة السابقة أنجيلا ميركل لا تزال في السلطة، ولم يكن الوباء قد ضرب العالم، ولم تشن روسيا بعد غزوها الشامل لأوكرانيا.

الرئيس دونالد ترامب يقبّل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال صورة عائلية لمجموعة السبع يوم الأحد 25 أغسطس 2019 في بياريتزChristian Hartmann/Copyright 2019 AP

إذا حدث وأعيد انتخاب ترامب، فسوف يتعامل مع الحكومة الائتلافية يقودها المستشار أولاف شولز، والتي يكون عمرها محدودا حيث من المتوقع أن يختار الناخبون الألمان مستشارًا وبرلمانًا جديديْن في أكتوبر 2025. حيث تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن الاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني المحافظ (CDU) يتقدم بثبات.

كيف تستعد الحكومة الألمانية الحالية لعهد ما بعد بايدن؟

تقول المديرة الإقليمية لصندوق مارشال الألماني سودا دافيد-ويلب: "تستعد ألمانيا وحلفاؤها لأي من السيناريوهيْن"، أي احتمال عودة ترامب إلى البيت الأبيض لتولي عهدة أخرى أو سيناريو انتخاب كامالا هاريس رئيسة لأمريكا.

وقالت المتحدثة إن الحكومة بدأت بالفعل في تعزيز قدراتها الدفاعية وفي العمل مع الشركاء للتأكد من بقاء أوروبا قوة اقتصادية في العالم.

في الواقع، سافر مايكل لينك منسق العلاقات عبر الأطلسي ونائب زعيم كتلة الحزب الديمقراطي الحر (ليبيرالي) مايكل لينك في البرلمان إلى مؤتمر الحزب الجمهوري الأمريكي في ميلووكي الأسبوع الماضي، حيث تم تقديم جي دي فانس كمرشح لترامب. وقال لينك لـ "يورونيوز" في بيان مكتوب إنه كان يستعد بشكل مكثف لجميع السيناريوهات لفترة طويلة.

وهذا يشمل احتمال فوز ترامب بولاية جديدة و تعزيز الاتصالات مع الجمهوريين الأمريكيين بهدف تحديد نقاط الاتفاق، حيث توجد مصالح مشتركة مهمة رغم جميع الاختلافات.

"لا يمثل الاتحاد".. القادة في أوروبا يسعون للنأي بأنفسهم عن اجتماع ترامب وأوربانرئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ترامب لماذا تقلق أوروبا من اختيار ترامب لـ "جي دي فانس" نائباً؟ الهجرة وأوكرانيا وشبح ترامب على رأس ملفات القمة الأوروبية في بريطانيا

أثارت تصريحات ترامب مخاوف الخبراء بعد أن قال للدول الأعضاء في الناتو إنه سيسحب الحماية ويشجع روسيا على "فعل ما تريده" إذا لم تحقق تلك الدول هدف تخصيص 2% من ناتجها المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري بحلول فبراير.

فيما يتعلق بموضوع الحلف ، يقول لينك: "بالنسبة لألمانيا يظل هدف 2٪ إشارة مركزية وحاسمة تجاه الولايات المتحدة، بغض النظر عمن هو في البيت الأبيض. وهذا يصب في مصلحة برلين الحيوية، وقد أثبتت الحكومة الفيدرالية ذلك بالفعل من خلال التخطيط المالي المتوسط الأجل للميزانية الفيدرالية حتى عام 2028".

ترامب مع جيه دي فانس في تجمع انتخابي، السبت 20 يوليو 2024AP Photo/Evan Vucci

لينك لم يكن الوحيد الذي حضر مؤتمر ميلووكي، إذ أن سياسيا معارضا من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ووزير الصحة السابق ينس سبان قد كان ضمن الحضور.

يقول سوريس: "سبان شخصية محورية داخل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وهو سياسي طموح يتحمل مسؤوليات قيادية ومعروف جيدًا، حتى في الخارج".

التحديات الأوروبية في ظل التحولات الأمريكية

يشير ديفيد ويلب إلى التحولات الاستراتيجية التي تقوم بها ألمانيا وحلفاؤها لتعزيز قدراتهم الدفاعية وذلك في ظل احتمال تقليص الوجود العسكري الأمريكي في أوروبا. ويضيف أن هناك إدراكاً متزايداً بأن الولايات المتحدة قد توجه اهتمامها نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وفي حديثها ليورونيوز، تطرقت لورا فون دانيلز الباحثة في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية (SWP) إلى تصريحات JD Vance في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث قالت إن "الإمدادات الأمريكية من الذخائر لم تعد كافية لدعم أوكرانيا". وأضافت أن "هذه الإمدادات ضرورية أيضاً لحماية الولايات المتحدة من التهديدات في المحيطين الهندي والهادئ، وبخاصة من الصين."

اعلان

من جانبه، يبرز فيليب ميدونيك زميل الأبحاث في المجلس الألماني للعلاقات الخارجية تأثير السياسة الأمريكية تجاه الصين على العلاقات عبر الأطلسي. ويقول: "لقد أوضح ترامب خلال فترة ولايته الأولى، وما زال يؤكد الآن، أن السياسة الأمنية لم تعد من المسلّمات بالنسبة لأوروبا وألمانيا كحليف وثيق للولايات المتحدة. يبدو أنه عازم على تحميل الحلفاء جزءاً من التكاليف."

تؤكد فون دانيلز أن ألمانيا وأوروبا ملزمتان بزيادة الإنفاق على الدفاع وتعزيز قدراتهما الدفاعية، بغض النظر عن توجهات الحكومة الأمريكية المقبلة سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية.

فيما تحذر دانيلز من أن ترامب قد يوجه انتقاده نحو برلين، كما فعل في فترة ولايته السابقة، مشيرةً إلى أن الجميع في ألمانيا، وبالأخص في مجال السياسة الخارجية، متأكدون من أن لديه مشكلة مع هذه البلد بشكل عام.

يؤكد الخبراء أن السنوات المقبلة قد تكون أكثر تحدياً لأوروبا، ليس فقط بسبب زيادة الإنفاق العسكري، ولكن أيضاً بسبب السياسات التجارية لترامب عبر الأطلسي. لذلك يقول دافيد ويلب: إن "أوروبا ستواجه تحديات مزدوجة؛ فهي لن تعاني فقط من زيادة التعريفات التي تفرضها إدارة ترامب، بل سترزح أيضاً تحت عبء تدفق السلع الصينية إذا استمرت الولايات المتحدة في سياسة تجارية حمائية تحت إدارته."

اعلان

ويتوقع ميدونيك أن التحدي الأكبر لألمانيا وأوروبا سيكون كيفية التعامل مع السياسات التجارية إذا قام ترامب فعلاً بتنفيذ تهديداته بشأن التعريفات الجمركية. وتختتم فون دانيلز توقعاتها بأن ترامب قد يعود إلى السلطة ويطالب بفرض تعريفات جديدة على السيارات الألمانية الفاخرة، مما سيؤدي إلى تداعيات كبيرة.

هل ستظل التدابير الألمانية كافية في ظل التحديات المقبلة؟

ورغم استعداد الحكومة الألمانية لولاية ترامب الثانية، يبقى القلق قائمًا بسبب عدم القدرة على التنبؤ بقراراته. فترامب، المعروف باتخاذه قرارات سريعة ومتهورة، قد يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي بطرق غير متوقعة في أوكرانيا والصين والشرق الأوسط.

في هذا السياق، يشير فيليب ميدونيك إلى أن ترامب دمج في ولايته السابقة بين السياسة الأمنية والاقتصاد والسياسة الخارجية بطرق غير تقليدية، ومن المرجح أن يستمر في هذا النهج. ويضيف: "ترامب سيسعى إلى حل المشكلات من خلال صفقات سريعة، ما يعني أنه سيضغط لإجراء مفاوضات عاجلة."

في هذا السياق، يحذر ميدونيك أيضًا من مخاطر تهميش ألمانيا وأوروبا. فيقول: "أحد أكبر المخاوف هو احتمال أن يتفاوض ترامب مع بوتين دون إشراك ألمانيا أو الاتحاد الأوروبي أو حتى أوكرانيا، ما قد يترك برلين في عزلة حيث تُتخذ قرارات مصيرية تؤثر مباشرة على أمنها."

اعلان

مع اقتراب الانتخابات الفيدرالية في ألمانيا، تستفيد الأحزاب من أقصى اليمين واليسار من الخطاب المناهض للحرب. يقول سوريس: "في شرق ألمانيا، حيث الدعم لأوكرانيا أقل مقارنة بغرب البلاد، يحاول حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) إثارة المشاعر، بينما يدعو تحالف Sahra Wagenknecht إلى سياسة مناهضة للحرب ويعارض زيادة النفقات العسكرية."

ويرى الخبراء يرون أن ألمانيا اكتسبت دروسًا من فترة ترامب الأولى، ويعتبرون أن أورسولا فون دير لاين التي حصلت على فترة ولاية ثانية كرئيسة للمفوضية الأوروبية تمتلك الخبرة اللازمة لبناء علاقة عمل فعالة مع الولايات المتحدة، مما قد يعزز استقرار السياسات الأوروبية في مواجهة التحديات المقبلة.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قبيل لقائه نتنياهو.. ترامب ينشر رسالة تلقاها من محمود عباس مئات المهاجرين يتجهون من جنوب المكسيك إلى الحدود الأميركية: ماذا لو فاز ترامب؟ بايدن يعلن انسحابه من الانتخابات الرئاسية وترامب يعلق "هزيمة نائبته هاريس ستكون أسهل من هزيمته" دونالد ترامب ألمانيا سياسة اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next انطلاق حفل افتتاح الألعاب الأولمبية باريس 2024 يعرض الآن Next ترامب يستقبل نتنياهو في فلوريدا.. 3 محطات تقارب بين الرجلين خلال شهر واحد يعرض الآن Next إليك ما يجب معرفته عن حفل افتتاح الألعاب الأولمبية يعرض الآن Next وزير النقل الفرنسي: السلطات لم تتلقَّ أي تحذيرات مسبقة قبل هجمات التخريب على شبكة السكك الحديدية يعرض الآن Next العالم يغلي... رقم قياسي جديد لليوم الأكثر سخونة على الإطلاق اعلانالاكثر قراءة إسبانيا تشتعل: موجات حر متتالية تجعل الحياة لا تطاق العثور على 100 زجاجة شمبانيا في قاع بحر البلطيق يعود تاريخها للقرن التاسع عشر إعصار جايمي يتسبب في مقتل 13 شخصا ونزوح 600 ألف في الفلبين شاهد: شرطة الكابيتول ترش رذاذ الفلفل على متظاهرين ضد نتنياهو بالعاصمة واشنطن تريستي الإيطالية تحتفظ بجدار الفصل على شاطئ El Pedocin.. حيث يستحم الرجال والنساء بشكل منفصل اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم باريس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الألعاب الأولمبية باريس 2024 بنيامين نتنياهو فرنسا غزة باراك أوباما كامالا هاريس إيمانويل ماكرون رياضة موجة حر بيل كلينتون Themes My Europeالعالمالأعمالالسياسة الأوروبيةGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامج Services مباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: باريس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الألعاب الأولمبية باريس 2024 بنيامين نتنياهو فرنسا غزة باريس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الألعاب الأولمبية باريس 2024 بنيامين نتنياهو فرنسا غزة دونالد ترامب ألمانيا سياسة باريس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الألعاب الأولمبية باريس 2024 بنيامين نتنياهو فرنسا غزة باراك أوباما كامالا هاريس إيمانويل ماكرون رياضة موجة حر بيل كلينتون السياسة الأوروبية الولایات المتحدة دونالد ترامب یعرض الآن Next

إقرأ أيضاً:

الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ درع أميركا الداخلي لمواجهة الأزمات

هيئة تأسست عام 1979 أثناء ولاية الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر، وتتمثل مهمتها الرئيسية في تقديم الدعم للمواطنين قبل الكوارث الطبيعية وأثناءها وبعدها. ومنذ إنشائها، أدخلت عليها الحكومات الأميركية المتعاقبة سلسلة من التعديلات وذلك استجابة لتزايد وتيرة الكوارث الطبيعية وما تفرضه من تحديات على المستويين المحلي والفدرالي.

وطرحت إدارة الرئيس دونالد ترامب مقترحا لإلغاء الوكالة بحجة التضخم وعدم الفعالية، ودعت إلى تبنّي نهج بديل في التعامل مع الكوارث يعتمد على تعزيز دور الولايات في إدارة الأزمات، بينما تقتصر الحكومة الفدرالية على تقديم الدعم المالي المباشر.

النشأة والتأسيس

أُنشئت الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ في الولايات المتحدة بقرار تنفيذي صادر عن الرئيس جيمي كارتر مطلع أبريل/نيسان 1979. وفي 20 يوليو/تموز من العام نفسه أصدر كارتر أمرا تنفيذيا إضافيا وسّع من مهام الوكالة لتشمل إدارة الطوارئ والدفاع المدني على حد سواء.

ورغم أن التأسيس الرسمي للوكالة كان في أواخر سبعينيات القرن الـ20، فإن جذورها التاريخية تمتد إلى أوائل القرن التاسع عشر، إذ تُشير أدبياتها إلى أن أول تشريع فدرالي للإغاثة من الكوارث صدر بعد حريق كبير اجتاح مدينة بورتسموث بولاية نيو هامبشاير في ديسمبر/كانون الأول 1802.

وكان لهذا الحريق أثر بالغ في النشاط التجاري بميناء المدينة، مما دفع الكونغرس الأميركي عام 1803 لاتخاذ خطوة استثنائية تمثلت في تعليق تحصيل السندات المستحقة من التجار المتضررين عدة أشهر، وذلك في أول تدخل تشريعي من نوعه لتقديم الإغاثة في حالات الكوارث.

المقر والموارد البشرية

يقع المقر الرئيسي للوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ في العاصمة واشنطن، وتنتشر مكاتبها الإقليمية العشرة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، بما يضمن تنسيق الجهود الفدرالية وتعزيز جاهزية البلاد لمواجهة الكوارث الطبيعية.

وحتى عام 2024، كانت الوكالة تضم أكثر من 20 ألف موظف دائم موزعين على مستوى البلاد، إلا أن هذا العدد قابل للزيادة وقد يتجاوز 50 ألف فرد أثناء التعامل مع الكوارث الكبرى.

الوظائف والمهام

تُعنى الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ بتقديم الدعم للمواطنين في جميع مراحل الكوارث؛ قبل وقوعها وأثناء حدوثها وبعد انتهائها.

إعلان

ففي مرحلة ما قبل الكارثة، تركز الوكالة على توعية الأفراد والمجتمعات بالمخاطر المحتملة، وتزويدهم بالإرشادات اللازمة لتعزيز جاهزيتهم. وعند وقوع الكارثة تتولى الوكالة تنسيق الاستجابة الفدرالية للحالات التي يصدر بشأنها إعلان رئاسي باعتبارها كوارث، وتعمل عن كثب مع حكومات الولايات والمناطق القبلية والأقاليم لضمان سرعة وفعالية التدخل.

أما في مرحلة ما بعد الكارثة، فتتولى دعم الجهود المحلية والإقليمية للتعافي، عبر توفير الموارد والخبرات التي تساعد المجتمعات على تجاوز الأضرار وإعادة البناء.

وتوفر الوكالة شبكة أمان حيوية للمتضررين، تشمل مساعدات مباشرة ودفعة مالية طارئة بقيمة 750 دولارا للمواطنين الذين فقدوا منازلهم، وذلك للمساعدة في تغطية الاحتياجات الأساسية والعاجلة.

تعديل الصلاحيات

في عام 1988، تم توسيع صلاحيات الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ لتشمل بشكل رسمي مهام الاستجابة للكوارث وعمليات التعافي منها.

ومع هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون في واشنطن، أنشأت الحكومة الأميركية وزارة الأمن الداخلي، ودمجت الوكالة تحت مظلتها إلى جانب 21 هيئة اتحادية أخرى.

وفي أغسطس/آب 2005، تسبب إعصار كاترينا بدمار هائل بولاية مسيسيبي وخسائر بمليارات الدولارات، مما دفع الكونغرس إلى إقرار قانون لإصلاح منظومة إدارة الطوارئ. وبموجب هذا القانون، أصبحت الوكالة كيانا مستقلا ضمن وزارة الأمن الداخلي، ومنح مديرها دور المستشار الرئيسي لرئيس الجمهورية، ومجلس الأمن الداخلي، ووزير الأمن الداخلي، في كل ما يتعلق بإدارة الطوارئ على مستوى البلاد.

وفي عام 2012، ضرب إعصار ساندي الساحل الشرقي، متسببا بانقطاع الكهرباء عن ملايين السكان وأضرار اقتصادية واسعة، تبعته سلسلة من الكوارث الطبيعية في 2017 شملت أعاصير مدمّرة وحرائق غابات واسعة النطاق. وفي ضوء هذه الأحداث، أجرت الحكومة الفدرالية تعديلات على نهج إدارة الطوارئ، مع تركيز أكبر على تعزيز ثقافة التأهب، ورفع جاهزية البلاد، والحد من تعقيدات الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ.

وتُوّجت هذه الإصلاحات بإصدار قانون إصلاح التعافي من الكوارث لعام 2018، الذي منح الوكالة صلاحيات موسعة تهدف إلى تعزيز استثمارات الحكومة الفدرالية في إجراءات التخفيف من المخاطر، وبناء قدرات الشركاء على مستوى الولايات والحكومات المحلية والمناطق القبلية والإقليمية.

انتقادات وتحديات

على غرار باقي منظمات الإغاثة حول العالم، تواجه الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ تحديات متصاعدة في التكيف مع الواقع الذي فرضته الكوارث الطبيعية المتزايدة بفعل تغير المناخ، من حيث التكرار والشدة، وهو ما يفرض ضغوطا كبيرة على قدراتها التشغيلية.

في 2024، أصدر مكتب المحاسبة الحكومي تحذيرا يفيد بأن قدرة الوكالة على الاستجابة الفعالة باتت مهددة، مشيرا إلى أن القوى العاملة لديها تعاني من الإرهاق نتيجة العدد المتزايد من الكوارث التي تجتاح البلاد سنويا.

وفي تقرير منفصل صدر في مارس/آذار 2025، دعا المكتب ذاته الكونغرس إلى معالجة ما وصفه بـ"النهج المجزأ" لإدارة الإغاثة من الكوارث، والذي يتم حاليا عبر أكثر من 30 وكالة فدرالية. واعتبر التقرير أن هذه البيروقراطية المعقدة تعوق في كثير من الأحيان حصول الناجين على المساعدات الفدرالية، وتعرقل جهود التعافي.

ترامب ومساعي إلغاء الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ

مع بداية ولايته الثانية في 20 يناير/كانون الثاني 2025، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه التوصية بـ"إلغاء" الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ، مبرّرا ذلك بما وصفه بـ"التضخم الإداري وعدم الفعالية" في أداء الوكالة.

إعلان

وعقب هذا التصريح، شهدت الوكالة موجة من التغييرات الحادة، تمثلت في استقالة أو إقالة أكثر من 12 مسؤولا من كبار كوادرها، بينهم خبراء مخضرمون في إدارة التعافي من الكوارث، إضافة إلى تسريح نحو 20% من موظفيها، مما أثار مخاوف بشأن قدرتها التشغيلية.

كما دعا ترامب إلى نقل مسؤولية إدارة الكوارث إلى حكومات الولايات، على أن تكتفي الحكومة الفدرالية بتقديم الدعم المالي. كما أنشأ مجلسا خاصا برئاسة وزيري الدفاع والأمن الداخلي للنظر في مستقبل الوكالة.

واستجابة لهذا التوجه، قررت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم تقييد عمليات الإنفاق في الوكالة ومنحت نفسها حق التوقيع شخصيا على أي عقد أو منحة تتجاوز قيمتها 100 ألف دولار.

ورغم هذه التحركات، فإن ترامب لا يمتلك الصلاحية القانونية لإلغاء الوكالة من جانب واحد، إذ يتطلب ذلك موافقة تشريعية من الكونغرس. وعلى الرغم من الانقسام السياسي، حظيت الوكالة بدعم واسع من كلا الحزبين منذ تأسيسها، نظرا للدور الحيوي الذي تلعبه في الاستجابة للكوارث.

الفيضانات في تكساس

شهدت ولاية تكساس في يوليو/تموز 2025 فيضانات كارثية ضربت منطقة الجنوب الأوسط، وأسفرت عن مقتل أكثر من 130، وهو ما اعتُبر أول تحدٍّ جدي يواجه الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب. وقد أعلن ترامب "حالة كارثة كبرى" في الولاية، وزار المنطقة المنكوبة برفقة زوجته ميلانيا ترامب لتفقد الأضرار الناجمة عن الكارثة الطبيعية غير المسبوقة في تاريخ الولاية.

وسلطت عدد من التقارير الإعلامية الضوء على تأثير القرارات الأخيرة الصادرة عن إدارة ترامب على أداء الوكالة، مشيرة إلى أن تقليص عدد موظفيها بنسبة تقارب 20% والقيود التي فرضتها وزارة الأمن الداخلي على ميزانيتها، انعكست سلبا على فعالية عمليات البحث والإنقاذ وتقديم الإغاثة في المناطق المتضررة.

ومع تصاعد الانتقادات، سارع الرئيس ترامب وعدد من مسؤولي إدارته إلى نفي وجود تقصير، مؤكدين أن التعديلات الإدارية التي أُجريت في الوكالة لم تؤثر في استجابة الحكومة الفدرالية للكارثة، وأن جهود الإغاثة في تكساس تمت كما هو مخطط لها.

مقالات مشابهة

  • تقرير بريطاني: "إسرائيل" تقصف مستشفيات غزة بطرق لم تفعلها ألمانيا بالحرب العالمية الثانية
  • كامالا هاريس تكشف عن موقف لم تتوقعه في ولاية ترامب الثانية
  • الهلال السعودي يصل ألمانيا لبدء معسكر الإعداد للموسم الجديد
  • الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ درع أميركا الداخلي لمواجهة الأزمات
  • جماهير البرازيل قد تحرم من حضور مونديال 2026
  • "الجماهير البرازيلية" قد تحرم من حضور كأس العالم 2026
  • ألمانيا تدعو لبدء محادثات حل الدولتين
  • عاجل. الخارجية الألمانية: إسرائيل أصبحت ضمن الأقلية في موقفها من المسألة الفلسطينية
  • وزير خارجية ألمانيا: يجب البدء بعملية الاعتراف بفلسطين الآن
  • دول الخليج تستعد لثلاثة سيناريوهات لمواجهة الصفحة الثانية من حرب إيران- إسرائيل