رأي.. عبدالخالق عبدالله يكتب لـCNN: المرشحة الرئاسية كامالا هاريس تعاني من نقطة ضعف قاضية
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
هذا المقال بقلم الدكتور عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية عضو مؤسس في مشروع مفكرو الإمارات، والآراء الواردة أدناه، تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
استطاعت كامالا هاريس أن تحصل على دعم وتأييد قادة الحزب الديمقراطي على عجل وفي أقل من 48 ساعة. وخلال 3 ساعات من انسحاب الرئيس جو بايدن المفاجئ من الانتخابات قدمت أوراق ترشحها، وبسرعة الضوء حصلت على ولاء فريقه الانتخابي المكون من 1300 شخص وورثت عنه 90 مليون دولار، وجمعت 100 مليون دولار تبرعات لصالح حملتها الانتخابية.
معظم هذا التبرع السخي والسريع جاء من عدد صغير من سيدات الأعمال في أمريكا ومن النساء المليونيرات من أصدقائها المقربين.
كل ذلك تم سريعاً وخلف الأبواب وفي غفلة من الزمن ودون مراجعة نقدية متأنية لنقاط ضعفها المعروفة لدى الجميع والتي سيستغلها فريق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أسوأ استغلال. وفي مقدمة نقاط ضعف المرشحة الديمقراطية السمراء هاريس أنها صاحبة أسوأ شعبية لأي نائب رئيس أمريكي خلال الـ 70 سنة الماضية. كما كان أداؤها الانتخابي متواضعاً وغير مقنع في كل مرحلة من مراحل صعودها الصاروخي إلى أهم سباق رئاسي في العالم.
ووفق جمهور واسع في أمريكا فإن منصب نائب الرئيس كثير على كامالا هاريس التي لا تتمتع بسمات قيادية لتصبح رئيس أعظم دولة في العالم. علاوة على ذلك، فإن من بين نقاط ضعفها أنها قادمة من تيار اليسار الليبرالي في حزبها الديمقراطي، في زمن صعود اليمين الشعبوي المحافظ الذي يزداد تغلغلا في مجتمع أمريكي يعاني من انقسام حزبي حاد. والأسوأ من ذلك أنها تتغطى بعباءة الرئيس جو بايدن بكل ما فيها من نقاط ضعف. ويقال فيما يقال عن كامالا هاريس إنها "انتهازية ووصولية تسلقت سلم المجد ليس بالكفاءة والجدارة، بل عبر علاقاتها الاجتماعية".
من المؤكد أن فريق ترامب يعرف كيف يستغل نقاط ضعفها، بل تضخيمها مئات الأضعاف حتى يوم الانتخابات في 5 نوفمبر. لكن حتى إن تمكنت كامالا هاريس من إبراز نقاط قوتها وتلميع صورتها الانتخابية، فإن ما لا يمكن أن تتجاوزه بسهولة كونها امرأة وكونها سمراء. هاتان الصفتان ستلاحقها خلال الـ99 يوما من الانتخابات، وقد تكون القشة التي ستحرمها من الوصول إلى البيت الأبيض. كونها امراة وكونها سمراء ليسا مجرد نقاط ضعف، بل هما نقاط ضعف مميتة، كما كانت شيخوخة الرئيس بايدن نقطة ضعفه المميتة التي دفعته للانسحاب أخيراً.
قدر كامالا هاريس أنها امرأة وأنها سمراء وهذا القدر ربما هو أسوأ من شيخوخة بايدن التي أطاحت به وكانت بمثابة "كعب أخيل" وهو في عز مجده الرئاسي. لكل إنسان "كعب أخيل" الذي يشير إلى أنه مهما بلغ الشخص من القوة والعظمة فإن لديه نقطة ضعف واحدة قاتلة ستؤدي إلى سقوطه بالكامل إن أحسن الخصم الوصول إليه.
مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس غير مقبولة ليس لأنها شخصية متسلقة وقليلة الخبرة وغير مقنعة وبشعبية متدنية، بل إن أكبر نقاط ضعفها كونها امرأة وكونها سمراء. هذا المزيج سيستغله فريق ترامب أسوأ استغلال خاصة أن امريكا البيضاء ترفض رفضاً قاطعاً ما يسمى بالزحف الأسمر نحو السلطة والثروة في أمريكا.
لقد زادت عنصرية أمريكا البيضاء وتمكن ترامب من اللعب على مشاعرها العنصرية بخطاب شعبوي انطلق من عقاله بقوة مؤخرا. هذه الشريحة الاجتماعية في أمريكا تتجه يميناً، وأصبحت في مزاج عنصري، وتود الإبقاء على أمريكا عظيمة، وتعتقد أنه كي تستمر عظمة أمريكا يجب أن تبقى مقاليد السلطة بيد من أسسها وحولها إلى قوة عظمى. ومن أسس أمريكا هم شريحة أوروبية بروتستانتية بيضاء وليس المهاجرين الجدد من الأصول الأفريقية واللاتينية والآسيوية الذين اقتربوا كثيرا من هرم المناصب والامتيازات. هؤلاء على يقين أنهم الأصل والفصل في أمريكا ولا يمكن أن تكون أمريكا قوية وعظيمة بدونهم.
لدى أمريكا البيضاء قلق على هوية أمريكا وخشية على المعجزة الأمريكية وخوف من ضياع الحلم الأمريكي وتؤمن أن مصير ومستقبل أمريكا في خطر، ووجدت في الرئيس ترامب أفضل من يعبر عن قلقها ومخاوفها. لقد قررت أمريكا البيضاء مقاومة خطر الزحف الأسمر وهي غير مستعدة لتسليم راية القوة العظمى الوحيدة في العالم للجنس الأفريقي واللاتيني والآسيوي الذي تمثله كامالا هاريس والذي مثله قبل ذلك باراك أوباما.
انتخب الرئيس باراك أوباما في نوفمبر 2008 الذي اعتبر يوماً أسوداً في عرف أمريكا البيضاء التي اخذت على نفسها عهداً ألا يتكرر نموذج باراك أوباما بأي ثمن. منذ تلك اللحظة برزت الأيديولوجية الترامبية التي جاءت بتيار ال "ماقا MAGA" الذي يرفع من بين أمور عديدة راية التصدي السياسي والاجتماعي والسكاني للزحف الأسمر. أهم بند في أيديولوجية "ماقا" الحد من الهجرة والمهاجرين من الجنس الأسمر بكل أشكاله للحفاظ على هوية أمريكا الأوروبية البروتستانتية البيضاء والشقراء.
لقد حدث خلل كبير في تركيبة أمريكا السكانية خلال الـ100 سنة الأخيرة حيث تراجعت نسبة الأغلبية الأمريكية البيضاء من 70% من إجمالي السكان في بداية القرن الماضي إلى نحو 51% حالياً. وتظهر البيانات السكانية أن الأغلبية البيضاء ستتراجع إلى أقل من 50% بحلول عام 2040. هذا الوضع السكاني يعتبر كارثيا ويرعب أمريكا البيضاء ويدفعها للخوف مما يسمى بالزحف الأسمر.
كامالا هاريس تعيش حالياً شهر عسل لا يدوم طويلاُ، بعدها ستنكشف نقطة ضعفها المميتة أي "كعب أخيلها". ففي الدقائق الأخيرة سيكون السباق الرئاسي محصوراً بين رجل وامرأة، وبين رجل أبيضّ وامرأة سمراء، وبين مرشح رئاسي أبيض ومحافظ وشعبوي ومرشحة رئاسية سمراء وليبرالية وذات ميول يسارية. كفة الميزان تميل لصالح المرشح الجمهوري الأبيض المحافظ وإن كان ترامب وليس لصالح مرشحة ديمقراطية سمراء ليبرالية هي كامالا هاريس.
لذلك فإن طريق كامالا هاريس إلى البيت الأبيض ليس معبدا بالورود كما يبدو من الوهلة الأولى، وفرص إخفاقها أكبر من فرص نجاحها. لكن الانتخابات الرئاسية الأمريكية صعبة ومكلفة ولا أحد يستطيع أن يتكهن بنهاياته التي تأتي عادة بعكس توقعات الخبراء واستطلاعات الرأي.
نشر الاثنين، 29 يوليو / تموز 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أمریکا البیضاء کامالا هاریس فی أمریکا نقاط ضعف نقطة ضعف
إقرأ أيضاً:
الفرق الخمسة المرشحة للتتويج بدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل
يتصدّر باريس سان جيرمان الفرنسي بطل أوروبا قائمة الترشيحات للتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم للموسم القادم 2025-2026.
ورفع العملاق الباريسي الكأس "ذات الأذنين" للمرة الأولى في تاريخه عقب فوزه الساحق على نظيره إنتر ميلان 5-0 في نهائي النسخة الماضية، الذي أُقيم يوم 31 مايو/أيار الفائت على ملعب أليانز أرينا في مدينة ميونخ الألمانية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سان جيرمان يعرض شباك نهائي دوري الأبطال للبيعlist 2 of 2بيع عمل فني يجسد أفضل هدف سجله ميسي بمبلغ كبيرend of listوبحسب بيانات نشرها الحساب الشهير "443" على إنستغرام، فإن سان جيرمان يملك فرصة كبيرة للحفاظ على لقبه للموسم الثاني على التوالي، متفوقا على عمالقة الكرة في القارة الأوروبية العجوز.
وبلغت حظوظ الفريق الفرنسي الذي يدرّبه الإسباني لويس إنريكي حوالي 20%، بفارق واضح عن أقرب منافسيه في القائمة.
وجاء ليفربول بطل الدوري الإنجليزي الممتاز في المركز الثاني خلف سان جيرمان، حيث بلغت حظوظ "الريدز" للتتويج بالبطولة الأوروبية العريقة حوالي 17%.
يُذكر أن سان جيرمان كان قد أزاح ليفربول من النسخة الماضية من الدور ثمن النهائي، بعد الفوز عليه بركلات الترجيح عقب انتهاء مباراتي الذهاب والإياب بالتعادل الإيجابي 1-1 حيث تبادل الفريقان نتيجة الفوز 1-0 على ملعب الآخر.
وأكمل الثنائي الإسباني العملاق برشلونة وريال مدريد بالإضافة إلى أرسنال الإنجليزي قائمة الفرق المرشحة للفوز بدوري الأبطال للموسم المقبل.
وفي ما يأتي حظوظ كل فريق للفوز بدوري أبطال أوروبا نسخة 2025-2026: باريس سان جيرمان: 20%. ليفربول: 17%. برشلونة: 14%. ريال مدريد: 14%. أرسنال: 12%.وتُوّج سان جيرمان بلقب النسخة الماضية بعد تجاوزه عقبة الثلاثي الإنجليزي ليفربول وأستون فيلا وأرسنال في الأدوار الإقصائية على التوالي (ثمن النهائي وربع النهائي والمربع الذهبي)، قبل أن يسحق "النيراتزوري" في المباراة النهائية.
أما برشلونة فقد أُقصي من نصف النهائي أمام إنتر بخسارته 6-7 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب، في حين توقّف مشوار ريال مدريد حامل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة (15) عند ربع النهائي إذ خرج أمام أرسنال بعد خسارته 1-5 في حصيلة المباراتين.
اللافت في هذه القائمة المصغّرة أنها شهدت استبعاد العديد من أقوى وأعتى الفرق الأوروبية، في مقدمتها الثنائي الإنجليزي تشلسي المتوج مؤخرا ببطولة كأس العالم للأندية، ومانشستر سيتي، إلى جانب العملاق الألماني بايرن ميونخ، وكذلك إنتر ميلان وصيف بطل النسخة الماضية.
إعلانوتنطلق النسخة الـ71 من دوري الأبطال بإقامة مباريات مرحلة الدوري يوم 16 سبتمبر/أيلول 2025، وتُختتم بالمباراة النهائية يوم 30 مايو/أيار 2026 التي ستُقام على ملعب بوشكاش أرينا في العاصمة المجرية بودابست.
ومن المقرر أن يجري الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) قرعة مرحلة الدوري يوم الخميس الموافق 28 أغسطس/آب القادم.