ضاعفت التهديدات الإسرائيلية المخاوف المحلية والخارجية من تصعيد يؤدي إلى انزلاق نحو حرب واسعة، وسط تقديرات لبنانية بأن التهديدات الإسرائيلية «جدية»، وأن الضربة الإسرائيلية «متوقعة».
ونقلت «رويترز» عن مسؤول إسرائيلي قوله: «نريد إيذاء (حزب الله)، لكننا لا نسعى إلى حرب إقليمية شاملة». كما نقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن إسرائيل «تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام بعد هجوم الجولان».


أبرز المواقف الخارجية التي سُجلت في هذا السياق كانت في تأكيد البيت الأبيض في واشنطن "أن إسرائيل تملك الحق للرد على هجوم حزب الله"، في إشارة إلى ضربة الجولان التي أودت بحياة 12 فتى وفتاة ونُسبت للحزب، لكنه أشار إلى "أنه لا يوجد من يريد حرباً واسعة". وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي إن "لإسرائيل كل الحق في الرد على هجوم حزب الله"، وأضاف أن"لا أحد يريد حرباً أوسع نطاقاً، وأنا واثق من أننا سنكون قادرين على تجنب مثل هذه النتيجة". وأشار إلى أن "الحديث عن حرب مفتوحة بين "حزب الله" وإسرائيل مبالغ فيه".

سبق ذلك اتصال أجراه وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن بالرئيس الإسرائيلي، شدد فيه على "أهمية منع تصعيد الصراع" بعد الهجوم الصاروخي في الجولان. ووفق "رويترز"، بحث بلينكن والرئيس الإسرائيلي في حل دبلوماسي يسمح للسكان على جانبي الحدود الإسرائيلية واللبنانية بالعودة إلى منازلهم.

وحذرت ايران وعلى لسان رئيسها مسعود بزشكيان من عواقب الهجوم الإسرائيلي على لبنان. وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الرئيس بزشكيان أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي بأن "أي هجوم إسرائيلي محتمل على لبنان سيكون له عواقب وخيمة".

وتلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاً من وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي "جدّد دعوة جميع الأطراف الى ضبط النفس منعاً للتصعيد". كما دعا "إلى حل النزاعات سلمياً وعبر تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة".

وتلقى ميقاتي اتصالاً مماثلاً من وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي جرى خلاله عرض الوضع في لبنان في ضوء التهديدات الإسرائيلية الأخيرة. وشدّد رئيس الحكومة على أن الحلّ يجب أن يقوم على قاعدة التطبيق الكامل للقرار الدولي الرقم 1701. وبدوره عبّر الوزير المصري عن تضامن بلاده مع لبنان، ووقوفها إلى جانبه ورفض أي اعتداء يطاله. وشدّد على"أن هدا الموقف تم ابلاغه إلى جميع المعنيين، مع التشديد على أن الحل السياسي هو وحده كفيل بانهاء الأزمات والحروب".

وفي الجانب الإسرائيلي، نقلت "رويترز" عن مسؤول إسرائيلي قوله: "نريد إيذاء "حزب الله" لكننا لا نسعى إلى حرب إقليمية شاملة". ونقلت عن مسؤولين أن إسرائيل تتأهّب لاحتمال اندلاع قتال لبضعة أيام بعد هجوم الجولان. من جانبها، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أن الرد على "حزب الله" سيكون "محدوداً لكنه ذو مغزى". وبدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن "حزب الله" سيدفع ثمناً وسنترك الأفعال تتحدث لا الأقوال". وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "الردّ سيكون واضحاً وقويّاً وسيستهدف "حزب الله" ونصرّ على إبعاده عن حدودنا وهذا هو الهدف الأكبر".
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

تصريحات لوزير التراث الإسرائيلي تثير غضب واشنطن.. ماذا قال؟

نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية عن مصادر مطلعة قولها، إن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أعربوا عن غضبهم الشديد من تصريحات لوزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، دعا فيها إلى "محو غزة" وجعلها "يهودية".

وذكرت المصادر أن السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر، تواصل مع الوزير إلياهو وطلب منه توضيحات.

وقال مصدر سياسي إن تصريحات الوزير إلياهو أدت إلى تصاعد الضغط الأمريكي على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وأضاف المصدر لـ "إسرائيل هيوم" أت "التصريحات غير المسؤولة للوزير عميحاي إلياهو كانت السبب الرئيسي في خلق الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتوسيع المساعدات لغزة. هو من وقّع على إدخال المساعدات".

بدوره، ذكر مكتب الوزير أن "إلياهو طلب من السفير التأكد من أن العالم يفهم أن كل ما يحدث في غزة هو مسؤولية حماس، وألا يتم تحويل المسؤولية إلى إسرائيل من خلال تحمل مسؤولية لا داعي لها".

وأضاف: "في اليوم الذي يلقي فيه الإرهابيون أسلحتهم سيكون جيداً للجميع، بما في ذلك سكان غزة. في اليوم الذي نلقي فيه أسلحتنا سيعودون لقتلنا واختطافنا".

وأكد مكتب إلياهو أن الوزير كرر موقفه بأن "السيطرة الإسرائيلية على القطاع وحدها ستضمن الأمن والسلام، وحتى ذلك الحين، كان ترامب هو الذي طلب فتح أبواب الجحيم على غزة".



وكان الوزير عميحاي إلياهو قد صرح في مقابلة الأسبوع الماضي: أن "الحكومة تتجه نحو محو غزة، الحمد لله أننا نمحو هذا الشر"، مضيفًا أن "كل غزة ستكون يهودية".

وفي وقت سابق قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، إن "إسرائيل أقرب من أي وقت مضى" لإعادة احتلال قطاع غزة وإحياء مشروع الاستيطان فيه، في إشارة واضحة إلى تحوّل استراتيجي محتمل في توجهات حكومة الاحتلال بعد نحو 20 عاماً على تنفيذ خطة "فك الارتباط" وانسحابها من القطاع.

وجاءت تصريحات سموتريتش خلال مؤتمر نظم في مستوطنة "ياد بنيامين" وسط فلسطين المحتلة، لإحياء الذكرى العشرين لخطة الانفصال أحادية الجانب، التي نفذتها حكومة أرئيل شارون عام 2005، وشملت تفكيك المستوطنات في قطاع غزة وأربع مستوطنات شمالي الضفة الغربية.

وقال الوزير اليميني في حكومة بنيامين نتنياهو: "نحن أقرب من أي وقت مضى إلى إعادة بناء غوش قطيف"، في إشارة إلى الكتلة الاستيطانية الكبرى التي كانت قائمة جنوبي قطاع غزة قبل الانسحاب.

وأضاف: "حيث لا توجد مستوطنات، لا يوجد جيش.. وحيث لا يوجد جيش، لا يوجد أمن"، في تبرير واضح لدعوات إعادة السيطرة الميدانية على القطاع، زاعماً أن "غزة جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل".

وتابع قائلا: "لا أريد العودة إلى غوش قطيف كما كانت، كانت صغيرة ومكتظة. نحتاجها الآن أكبر بكثير، وأوسع بكثير".

مقالات مشابهة

  • واشنطن ترفض مقترحات لبنانية لوقف الخروق الإسرائيلية
  • تصريحات لوزير التراث الإسرائيلي تثير غضب واشنطن.. ماذا قال؟
  • محللون: لبنان يريد نزع سلاح حزب الله لكنه لا يضمن إسرائيل
  • واشنطن تضغط على بيروت لنزع سلاح حزب الله مقابل وقف الغارات الإسرائيلية
  • واشنطن تضغط على لبنان بشأن نزع سلاح الحزب.. وهذا ما طلبه بري ورفضته اسرائيل
  • عاجل. الجيش الإسرائيلي يُعلن تفاصيل أنشطته العسكرية في لبنان.. ومصادر رويترز: حزب الله يرفض تسليم سلاحه
  • عداء مفتوح | وزير الخارجية الإسرائيلي يوبّخ سفير هولندا بتصريح مباشر
  • وكيل الخارجية الفلسطينية: المشروع الاستيطاني الإسرائيلي فشل في الماضي وسيفشل في الحاضر والمستقبل
  • واشنطن تجدد دعوة لبنان إلى «احتكار السلاح»
  • الجيش الإسرائيلي يغتال مسؤول عمليات ومدفعي في حزب الله جنوب لبنان