اللاجئون السوريون في لبنان.. فقر وترحيل قسري وتضييق
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
نشر موقع "أوريون 21" الفرنسي تقريرا تحدث فيه عن محاولة بعض السوريين في لبنان الفرار عبر البحر في مواجهة العنف العنصري والتهديد بالترحيل إلى بلدهم الأم حيث لا تزال الاعتقالات التعسفية والاختفاء القسري واقعًا.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه في أعقاب مقتل السياسي المسيحي باسكال سليمان، زادت أعمال الكراهية ضد السوريين.
في البداية، وجهت قيادات حزب القوات اللبنانية أصابع الاتهام إلى حزب الله، العدو السياسي الذي ينتقدون دخوله في الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي وتشكيل "جبهة دعم" لحماس.
مع ذلك، احتشد أنصار قوات لبنان بشكل عفوي ضد السوريين كونهم هدفًا أسهل من الحزب المؤيد لإيران، المتفوق عسكريًا.
تسعة من كل عشرة يعيشون في فقر مدقع
تحول السوريون إلى كبش فداء على مر السنين من خلال حملة سياسية وإعلامية تتهمهم تارةً بإنجاب عدد كبير من الأطفال، وتارةً أخرى بسرقة وظائف اللبنانيين وتحميلهم مسؤولية جميع مشاكل البلاد الغارقة في أزمة مالية واجتماعية-سياسية، سببها الرئيسي هو فساد النخبة السياسية والاقتصادية في البلاد.
يُقدّر عدد سكان لبنان بحوالي 4.5 مليون نسمة، بينما يستضيف أكثر من 818 ألف لاجئ سوري مسجل لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويُقدّر عدد السوريين الإجمالي بـ 1.5 مليون.
وبما أن لبنان يعتبر دولة عبور وليس دولة استضافة، فقد طلبت الحكومة في سنة 2015 من المفوضية عدم تسجيل السوريين كلاجئين، مما يجعل 83 بالمائة منهم في وضع غير قانوني، حسب الأمم المتحدة.
بسبب هذا الوضع غير القانوني يعيش تسعة من كل عشرة سوريين في فقر مدقع، مما يسهل استغلالهم في سوق العمل السوداء، ويعرضهم لخطر دائم من الترحيل إلى بلدهم الأصلي.
ومع أن لبنان لم يوقع على اتفاقية جنيف الخاصة باللاجئين، إلا أنه يتعين عليه احترام مبدأ عدم الإعادة القسرية الذي يحظر ترحيل أي شخص إلى بلد قد يتعرض فيه للاضطهاد.
وبعد مقتل باسكال سليمان، باتت العديد من البلديات تشجع على الإبلاغ عن السوريين غير القانونيين، بينما يعزز رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، ترحيلهم طواعية أو قسراً بواسطة الشرطة بل وأحياناً بواسطة المواطنين أنفسهم.
أوروبا تتجنب أي مسؤولية قانونية
تقول مايا جانمير، الباحثة في جامعة بيرغن والجامعة الأمريكية في بيروت إنه بينما كانت مرشحة لإعادة انتخابها على رأس الاتحاد الأوروبي، عرضت أورسولا فون دير لاين على لبنان أموالًا مقابل الاحتفاظ على أراضيها بطالبي اللجوء المهددين بالطرد.
وترى جانمير أن الاتفاقات المتعلقة بالهجرة غير رسمية إلى حد كبير وغير ملزمة ولا تتضمن أي رقابة برلمانية أوروبية، مما يسمح للاتحاد الأوروبي بتجنب المسؤولية القانونية ويزيد من خطر انتهاكات حقوق الإنسان.
ونقل الموقع عن نادين خشن، الباحثة المساعدة في معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط ، أنه إذا كان لا يزال يتعين معرفة ما إذا كانت هذه المنحة ستُرفق بشروط، فإن أوروبا تفتقر في جميع الأحوال إلى قدر الشرعية الكافي للتأثير على احترام حقوق اللاجئين في لبنان، في الوقت الذي تنتهك فيه هذه الحقوق بشكل متزايد على أراضيها.
وحسب نادين خشن يمارس لبنان ضغوطًا دبلوماسية خفية منذ سنوات لقبول حل يتمثل في إعادة السوريين إلى "المناطق الآمنة" في سوريا.
داخل اللجنة التنفيذية لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، يسعى لبنان منذ فترة طويلة إلى استبدال مفهوم "العودة الطوعية"، الذي يتطلب موافقة حرة ومبصرة، بمفهوم "العودة الآمنة"، الذي يتساهل أكثر بشأن الالتزام برغبات اللاجئين. ومع ذلك، "لا توجد منطقة آمنة في سوريا وفقًا للأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية".
إعادة استئناف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا
استضافت قبرص في 17 آيار/ مايو مؤتمرًا جمع ثمانية دول من الاتحاد الأوروبي تؤيد إنشاء مناطق آمنة في سوريا لتمكين إعادة اللاجئين. بالإضافة إلى النمسا والدنمارك واليونان وإيطاليا ومالطا وبولندا، شاركت جمهورية التشيك أيضًا وأعلنت براغ في أعقاب ذلك أنها تجهز بعثة في سوريا للتحقق من جدوى هذه المناطق.
دون انتظار الموافقة الأوروبية، استأنفت المديرية العامة للأمن العام اللبناني تنظيم قوافل العودة التي يُطلق عليها "طوعية" على الرغم من أن المنظمات الحقوقية مثل منظمة العفو الدولية تدينها. وتقدّر المنظمة أن "السلطات اللبنانية تعرض اللاجئين السوريين عمدًا لمخاطر التعرض لأعمال عنف واضطهادات مروعة بمجرد عودتهم إلى بلادهم".
أعلنت المؤسسة اللبنانية عن تدابير جديدة تجعل الحصول على تصريح إقامة للسوريين أكثر تعقيداً. في الوقت نفسه، تزايدت المداهمات في مخيمات اللاجئين ونقاط التفتيش للتحقق من هويات السوريين.
يقول أحمد، وهو سوري يعيش في بيروت منذ 18 عاماً: "أعيش كما لو كنت في سجن مفتوح. لا أستطيع مغادرة الشارع دون أن أخشى التعرض للضرب أو الطرد، ولا أستطيع العمل لأن دراجتي النارية قد صودرت".
كل عودة تعني الموت
وفقًا للخبيرة في حقوق الإنسان، فضلت عدم الكشف عن هويتها، يهدد استهداف السوريين غير النظاميين بشكل خاص المطلوبين من قبل نظام بشار الأسد، مثل الناشطين في المعارضة، والسجناء السابقين والمتهربين من الجيش الذين فروا من البلاد بشكل غير قانوني ولا يمكنهم تسوية وضعهم.
وفي ختام التقرير، نوهت نادين خشن بأن أوروبا تُفَوِّضُ عملها إلى لبنان، بينما تتحمل المسؤولية تجاه السوريين الذين شجعتهم على التمرد، والذين يواجهون أسوأ العواقب إذا تم إرجاعهم إلى سوريا، معتبرة أن أوروبا ينبغي أن تستقبلهم على أراضيها وتتقاسم العبء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية لبنان حزب الله اللاجئين سوريا سوريا لبنان حزب الله اللاجئين حزب الكتائب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
خطة لإعادة النازحين السوريين.. وزيرة لبنانية تكشف التفاصيل
المناطق_متابعات
في ظل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة التي يشهدها لبنان، تتجه الحكومة نحو تفعيل خطة متكاملة لإعادة النازحين السوريين إلى بلدهم، بالتزامن مع إعلان مفوضية اللاجئين في لبنان UNHCR توقيف دعمها للتكاليف الاستشفائية للاجئين بشكل نهائي مع نهاية عام 2025.
وفي السياق، أوضحت وزيرة الشؤون الاجتماعية المكلّفة بملف النازحين السوريين حنين السيد، في حديث للعربية.نت/الحدث.نت أن اللجنة الوزارية المكلفة بهذا الملف برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري أنجزت خطة متكاملة لعودة النازحين.
أخبار قد تهمك “OpenAI” تؤكد وجود عطل بـ”شات جي بي تي” وتقول إنها تعمل على حل 11 يونيو 2025 - 9:04 صباحًا طقس شديد الحرارة على أجزاء من مناطق الشرقية و الرياض و مكة المكرمة 11 يونيو 2025 - 9:01 صباحًاإلا أنها أشارت إلى أن هذه الخطة لا تزال بحاجة إلى موافقة مجلس الوزراء لاعتمادها رسميًا والمباشرة في تنفيذها.
ورداً على سؤال حول توقيت البدء بتنفيذ الخطة أكدت السيد أن الخطة بدأت فعليًا من حيث المضمون، إذ نشهد حاليًا حركة عودة لافتة، ويجري العمل على تهيئة الأرضية لتطبيق الخطة بطريقة منظمة.
كما لفتت إلى أن وزارة الشؤون الاجتماعية تضطلع بدور محوري في التحضيرات الجارية، بالتنسيق مع سائر الوزارات المعنية.
من البقاع أولاًأما من ناحية الإطار الزمني، فأوضحت الوزيرة أن الخطة ستُستكمل بشكل تدريجي بما يتيح عودة عدد كبير من العائلات السورية، خاصةً مع بداية فصل الصيف وانتهاء العام الدراسي، حيث يُتوقع تزايد وتيرة العودة تزامنًا مع موسم الزراعة في سوريا، وكلما ظهرت مؤشرات على تحسن الأوضاع داخل البلاد.
إلى ذلك، كشفت السيد أنه من المتوقع أن تتراوح أعداد العائدين بين 200,000 و400,000 شخص قبل نهاية العام. وأضافت أن الأولوية ستُعطى للعائلات المقيمة في المخيمات العشوائية، خصوصًا في منطقة البقاع وعلى ضفاف الأنهر، نظرًا لهشاشة أوضاعهم المعيشية.
قرار المفوضية يسرّع العودةوأشارت إلى أن قرار المفوضية السامية لشؤون النازحين في لبنان بتوقيف مساعداتها الاستشفائية في نهاية العام الحالي ممكن أن يساهم في زيادة وتيرة العودة، إلا أن الأهم يكمن بالعبء الإضافي الذي يتكبده لبنان في ملف الاستشفاء، وهو قطاع يتطلب موارد مالية ضخمة. وتابعت أن هذا التوجه قد يُسرّع عملية العودة من جهة، لكنه في الوقت نفسه يُشكّل تحديًا إضافيًا على مستوى الخدمات الصحيةالبنانية.
بدورها، أكدت الناطقة باسم مفوضية اللاجئين في لبنان ليزا أبو خالد للعربية.نت/الحدث.نت أن المفوضية ستضطر إلى التوقف كاملاً عن دعم التكاليف الاستشفائية للاجئين مع نهاية عام 2025، وذلك نتيجة النقص الكبير في التمويل. وأكدت أن “القرار نهائي لأنه يأتي في أعقاب التخفيضات التدريجية التي اضُطرت المفوضية على تنفيذها بما يتعلّق في برنامج الصحة خلال السنوات الأخيرة”.
كما كشفت عن تواصل حصل سابقاً مع وزارة الصحة العامة، إذ حرصت المفوضية منذ السنة الماضية على إطلاع الوزارة والحكومة ككل بانتظام على وضعها التمويلي. وأكدت مواصلة المفوضية التزامها بالعمل التعاوني للمطالبة بتوفير موارد إضافية وإيجاد حلول بديلة كلما أمكن.
لا خلفيات سياسيةورداً على سؤال حول احتمالية أن يكون القرار له خلفية سياسية، قالت أبو خالد: “يؤلمنا أن نضطر إلى اتخاذ هذه القرارات الصعبة”، مشددة على أن وقف الدعم الصحي للنازحين لا علاقة له بتاتاً بأي سبب سياسي، لكن السبب الوحيد هو غياب التمويل الكافي والمستدام، إذ لم يكن هناك إلا هذا الخيار فلا يمكن إنفاق موارد لا تملكها المفوضية.
إلى ذلك اعتبرت أن المفوضية بذلت منذ عام 2011، كل ما في وسعها لدعم لبنان في استضافة اللاجئين، وفقًا للموارد التي كانت متاحة لديها، والتي تشهد انخفاضًا كبيرًا وسريعًا وغير متوقع في التمويل لعام 2025.
كما كشفت أن تمويل المنظمة لم يتجاوز نسبة 12% حتى مايو/أيار 2025، إضافة إلى أن توقعات التمويل لعام 2026 لا تبدو مطمئنة.
فيما طالبت الجهات المانحة على مواصلة وتكثيف جهودها في هذه المرحلة الحرجة.
انخفاض بعدد المُستفيدينوأوضحت أبو خالد أن المفوضية تُدرك الضغط الذي سيُشكّله القرار على نظام الرعاية الصحية المُثقل في لبنان، وعلى صحة وسلامة اللاجئين الأكثر ضعفاً في جميع أنحاء البلاد. علما أن عدد المُستفيدين من الخدمات الاستشفائية انخفض من 60353 مريضاً في عام 2023 إلى 44796 في عام 2024.
كذلك أضافت أن المفوضية وضعت خطة عمل للعودة الطوعية للنازحين، تشمل تقديم المساعدات اللازمة لتسهيل عودتهم، بما في ذلك توفير وسائل النقل، والمساعدة في إنجاز الوثائق المطلوبة داخل سوريا.
تحديات التنفيذوبينما يُتوقع أن تتراوح أعداد العائدين السوريين بين 200,000 و400,000 قبل نهاية العام، تتجه الأنظار إلى مدى قدرة الحكومة اللبنانية على تنفيذ هذه الخطة في ظل التحديات الصحية والمالية التي تواجه البلاد.
في المقابل، يضع قرار المفوضية بوقف الدعم الاستشفائي عبئًا إضافيًا على القطاع الصحي اللبناني المثقل أصلًا، ويجعل من تسريع العودة ضرورة ملحّة. وبين ضغوط التمويل ومساعي التنظيم، تظل العودة الطوعية الآمنة رهناً بالتنسيق الفعّال بين الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط 11 يونيو 2025 - 9:08 صباحًا شاركها فيسبوك X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد11 يونيو 2025 - 8:47 صباحًا9 أطعمة تساعد على التمتع بحياة صحية خالية من الأمراض أبرز المواد11 يونيو 2025 - 8:17 صباحًاسيل انتقادات من إدارة ترامب لحاكم كاليفورنيا..”أغرقنا بالمهاجرين” أبرز المواد11 يونيو 2025 - 8:11 صباحًاهدنة غزة.. نسخة محدثة من مقترح ويتكوف بين أيدي حماس أبرز المواد11 يونيو 2025 - 7:36 صباحًاأمريكا والصين تتفقان على تخفيف قيود التصدير وإبقاء “هدنة” الرسوم أبرز المواد11 يونيو 2025 - 7:31 صباحًاحالة الطقس المتوقعة اليوم11 يونيو 2025 - 8:47 صباحًا9 أطعمة تساعد على التمتع بحياة صحية خالية من الأمراض11 يونيو 2025 - 8:17 صباحًاسيل انتقادات من إدارة ترامب لحاكم كاليفورنيا..”أغرقنا بالمهاجرين”11 يونيو 2025 - 8:11 صباحًاهدنة غزة.. نسخة محدثة من مقترح ويتكوف بين أيدي حماس11 يونيو 2025 - 7:36 صباحًاأمريكا والصين تتفقان على تخفيف قيود التصدير وإبقاء “هدنة” الرسوم11 يونيو 2025 - 7:31 صباحًاحالة الطقس المتوقعة اليوم "OpenAI" تؤكد وجود عطل بـ"شات جي بي تي" وتقول إنها تعمل على حل "OpenAI" تؤكد وجود عطل بـ"شات جي بي تي" وتقول إنها تعمل على حل تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً أجمل رسائل وعبارات صباح الخير وأدعية صباحية للإهداء 24 أبريل 2022 - 9:35 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2025 | تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكXYouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن