لجريدة عمان:
2025-06-10@17:37:34 GMT

(قمر غزّة) يضيء ليالي (جرش)

تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT

عندما صدحت المطربة السورية فايا يونان في مدينة (جرش) بأغنية مستلهمة من الفولكلور الفلسطيني تقول كلماتها:

يما مويل الهوا يما مويليا

ضرب الخناجر ولا حكم النذل فيا

تفاعل الجمهور، واهتزّت أعمدة (جرش) المدينة الأثرية الأردنية التي يعود تاريخها إلى عهد الإسكندر الكبير في القرن الرابع قبل الميلاد، وزاد التفاعل عندما غنّت (قمر غزّة)، وهي الأغنية التي كتبت كلماتها ووضعت ألحانها بنفسها، فالعيون والقلوب كانت تتّجه صوب قطاع غزّة، وهذا الطابع غلب على بقية فعاليات مهرجان جرش 2024م، فقد ألقت ظروف العدوان على (غزّة) التي يتعرض سكانها إلى إبادة جماعية على أيدي قوات الاحتلال، وأوضاع إنسانية سيئة، ظلالها على المهرجان، وكادت أن توقف الدورة وهو أمر لم يحدث سوى مرّة واحدة عام ١٩٨٢ عندما غزت قوات الاحتلال بيروت، كما ورد في بيان مقاطعة الشاعرين يوسف عبدالعزيز وزهير أبو شايب للمهرجان، لكنّ اللجنة العليا المنظمة لمهرجان جرش للثقافة والفنون، لم تلتفت لهذه الأصوات وأصرّت على إقامته، لاسيّما أن الدورة تزامنت مع مناسبة وطنية عزيزة هي احتفاء الأردن باليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، ورأت أن الثقافة والفنون لها كلمة ينبغي أن تقولها فيما يجري من أحداث، وبإمكانها أن توجّه رسائل تدعو إلى وقف العدوان وتحثّ على وصول المساعدات لسكان القطاع، وحماية أمن المدنيين، فجاءت دورة هذا العام التي حملت شعار (ويستمر الوعد) مخصّصة لمناقشة ما يجري في قطاع غزة من أحداث دامية، فألغت اللجنة المنظّمة الحفلات الغنائية، باستثناء حفلات أقيمت لنصرة القضية أحياها مارسيل خليفة، والفنانة السورية فايا يونان التي أدت مجموعة من الأغاني المستلهمة من الفلكلور الفلسطيني، وقدمت فرقة (أوف ستيج) لوحات فلكلورية من التراث الفلسطيني، واستضافت نقابة الفنانين الأردنيين الشاعر اللبناني زاهي وهبي والفنانة الأردنية غادة عباسي، ليشتركا في أمسية شعرية غنائية موسيقية، وجّهت رسائل أشادت بصمود الشعب الفلسطيني، وغنّت المطربة المصريّة عفاف راضي أغنية (قد عشقت القدس) لتعود بها للساحة الغنائية بعد غياب طويل، وأهدى الشاعر المصري هشام الجخ قصيدة للفلسطينيين حملت عنوان (مش كفاية)، وجعلت ريع التذاكر وثمن اللوحات التشكيلية التي تعرض في معرض الفن التشكيلي والخط العربي للهيئة الخيرية الأردنية لإغاثة قطاع غزة، واحتفت الدورة بالشاعر الكبير الراحل محمود درويش، ودعت فرقة صول الفلسطينية المعروفة في (غزة) لكن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، جعلها تعود من حيث أتت، وأقامت اللجنة ندوة عنوانها (أثر الحرب على التراث الثقافي في غزة) وأخرى عنوانها (دور الأردن في دعم أهالي قطاع غزة)، واتّسمت فعاليات هذه الدورة بالتنوّع، والتعدّد، فضمّت فعاليات أخرى مثل: جائزة مهرجان جرش للثقافة والفنون، سمبوزيوم بالتعاون مع رابطة التشكيليين الأردنيين، جائزة رابطة الكتّاب لأفضل إصدار شعري، في المهرجان الذي انطلقت دورته الأولى مع مطلع الثمانينيات ليعزّز مكانتها ويعرّف بمدينة تاريخية يزيد عدد أعمدتها على ألف عمود، وهذا لا يعني أن الفعاليات تُقام في (جرش) وحدها، بل توزّعت أماكن إقامتها بين قاعة المركز الثقافي الملكي، وفندق بوليفارد، والجامعة الأردنية في عمّان العاصمة، والسلط والفحيص ومأدبا، والكرك، وقد حملت دورة هذا العام رقم (38)، وهو الرقم الأعلى عمرا بين المهرجانات العربية السنوية، ولا يوجد مهرجان في المنطقة أطول عمرا منه سوى مهرجان (المربد) الشعري الذي انطلقت دورته الأولى عام 1971م في البصرة.

واشتملت فعاليات (جرش) مهرجانا مسرحيا كانت للقضية الفلسطينية نصيبا من عروضه هو مهرجان المونودراما الثاني، وكذلك جلسات القصة القصيرة، أما الشعر، فمعظم الشعراء شاركوا بنصوص توضح أبعاد القضية الفلسطينية وكان من المقرر أن تشارك أسماء شعرية معروفة لكنها اعتذرت لأسباب مختلفة من بينها الشاعر السوري أدونيس، والمصري أحمد الشهاوي، والعراقي علي الفواز، والكويتي دخيل الخليفة، واليمني جبر بعداني، فخسرت الدورة مشاركة هذه الأسماء مثلما خسرت نخبة من الشعراء الأردنيين الذين اعتذروا من المشاركة، وقاطعوا المهرجان مشاركة وحضورا، مطالبين بعدم إقامة المهرجان، لكن مشاركة شعراء عرب آخرين عزّزت الجلسات الشعرية ومن أبرزهم: هنري زغيب، وحسن الزهراني ومحمد البريكي وصقر عليشي، وإسكندر حبش، وهشام الجخ، وعبدالله العريمي، وحسن النجّار، ولوركا سبيتي، ومخلص الصغير، وخالد الحسن وسعد محمد حسين، ولندا إبراهيم.

وفي النهاية تحدّت الدورة الظروف الراهنة، وتعكّر المزاج العام، وأقيمت لكي يستمر الوعد، ويستمر دعم الفن للقضية المصيرية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: قطاع غز

إقرأ أيضاً:

في دورته الثانية.. عودة «مهرجان تنوير» إلى صحراء مليحة

الشارقة (الاتحاد)
يعود «مهرجان تنوير» إلى صحراء مليحة في الشارقة بدورته الثانية، خلال أيام 21 و22 و23 نوفمبر 2025، بعد النجاح اللافت الذي حققته دورته الافتتاحية. ويقدّم المهرجان برنامجًا متكاملًا من الفعاليات الفنية والثقافية، حيث تلتقي الموسيقى والفن والتجارب الإنسانية في بيئة صحراوية ساحرة، تُلهم الزوّار بالتأمل والانفتاح والارتقاء الذاتي. 

وتُقام هذه التجربة الفريدة من نوعها وسط الطبيعة الخلابة لمنطقة مليحة، لتكون منصة تجمع الزوار من مختلف الثقافات والخلفيات حول العالم، وتعزز قيم التواصل والتفاهم واكتشاف الذات في رحلة ثقافية مميّزة تحت نجوم الصحراء. 

وتستند رؤية «مهرجان تنوير» إلى المبادرة الملهمة للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسسة وصاحبة رؤية المهرجان، التي استلهمت إطلاق المهرجان من شغفها بالحوار الثقافي والنمو الروحي والاستدامة. وتؤمن الشيخة بدور بقدرة الموسيقى والطبيعة والتجارب المشتركة على إحداث تحوّل إيجابي، ما دفعها إلى ابتكار منصة تتجاوز الحدود، وتقرّب بين المجتمعات، وتعزز الفهم الإنساني المشترك. 

وفي هذا السياق، قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي: «يسعدنا إطلاق الدورة الثانية من 'مهرجان تنوير'، التي تأتي بتجارب أكثر طموحًا وتفاعلًا وتأثيرًا. وشكّلت الدورة الأولى بداية لمسار تواصل فاعل مع جمهور متنوع، ونحن اليوم نبني على تلك التجربة من خلال برنامج فعاليات غني، وممارسات استدامة أكثر صرامة، ورسالة أعمق في تعزيز الوحدة. ونتطلّع إلى استقبال جمهور المهرجان مجددًا في صحراء مليحة لمواصلة هذه الرحلة معًا». 

وتنعقد دورة هذا العام من «مهرجان تنوير» تحت شعار «ما تبحث عنه.. يبحث عنك»، المستوحى من المقولة الشهيرة للشاعر والمتصوّف جلال الدين الرومي، الذي عاش في القرن الثالث عشر للميلاد، وتجاوزت أعماله حدود الزمان والمكان والأديان. ومن خلال الموسيقى والشِعر، دعا الرومي الناس إلى استكشاف أعماق ذواتهم، والتواصل من جديد مع الطبيعة، واكتشاف الجمال في التنوع، وهي القيم التي يرتكز عليها «مهرجان تنوير». 

 

 

فعاليات وتجارب متعددة 

أخبار ذات صلة 25 يونيو.. حفل تكريم الفائزين بجائزة الشارقة للتميز 10 مشاريع جديدة للإنارة في كلباء

تم تنسيق المساحات المختلفة في المهرجان بعناية لتعكس رؤيته الشاملة. وتُشكِّل ساحة «المسرح الرئيسي» تجربة غامرة للحواس، تمزج بين الإضاءة الهادئة، والموسيقى المستوحاة من التراث، والعروض البصرية على سفوح الجبال المحيطة. أما «القبة»، فهي تمثّل مركز التعلّم المجتمعي من خلال ورش العمل وحلقات النقاش. وتوفر «شجرة الحياة» مكانًا هادئًا للتأمل والتواصل، بينما يضم ركن «نوريش» تجارب طهو مبنية على مفهوم «من المزرعة إلى المائدة»، ويقدّم مجموعة من الأطعمة الصحية، تشمل أطباقًا نباتية بالكامل، وأخرى مخصصة للنباتيين، بالإضافة إلى مشاوي بدوية تقليدية. كما تحتضن «السوق» مجموعة مختارة من الحرفيين الذين يعرضون منتجات يدوية فريدة، إلى جانب أعمال فنية تفاعلية تحوّل الصحراء إلى معرض فني في الهواء الطلق. 


 

الاستدامة في جوهر المهرجان

تُعَد الاستدامة إحدى الركائز الأساسية للمهرجان، حيث يُقام دون استعمال البلاستيك أحادي الاستخدام، ويعتمد استراتيجية متكاملة لإعادة التدوير، ومعالجة النفايات العضوية، وتقديم خدمات طعام وشراب خالية من النفايات. كما تتضمن فعاليات المهرجان برامج توعوية حول الاستدامة، لتقديم نموذج يُحتذى به للفعاليات الثقافية الصديقة للبيئة في المنطقة. ويتبنّى المهرجان نهج «لا تترك أثراً»، بما يضمن تقليل الأثر البيئي إلى أدنى حد، ويؤكد إمكانية تنظيم فعاليات كبرى تحترم الأرض التي تقام عليها. 

تحمل الدورة الثانية من «مهرجان تنوير» هوية أكثر عمقاً وتعبيراً، وتمنح المشاركين فرصة فريدة للانغماس في سكينة الصحراء، والتأمل، وإعادة التواصل مع الذات والآخرين عبر لغة الموسيقى العالمية. فـ «تنوير» ليس مجرد مهرجان، بل مساحة جامعة لأولئك الذين يبحثون عن المعنى الأعمق، والجمال، والانتماء في عالم يزداد فيه الانقسام. 

ويُمثّل «مهرجان تنوير» 2025 تجربة ثقافية وفنية متكاملة، تأخذ الزوّار في رحلة ساحرة تمتزج فيها عناصر الطبيعة بأبعاد التأمل والتجدد، في أجواء تعبق بالإلهام، وتحتضن قيم الاستنارة والتواصل. 

مقالات مشابهة

  • فعاليات صفرو تشكو العشوائية و الإقصاء في مهرجان حب الملوك
  • ناصيف زيتون مفاجأة مهرجان جرش بنسخته الـ 39
  • مهرجان عمان السينمائي يتيح عروض أفلامه بلغة الإشارة
  • صرخة فنية تقاوم الإبادة.. مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يوثق نضال الفلسطينيات
  • «مهرجان تنوير».. 3 أيام من الموسيقى الملهمة والفن التفاعلي
  • أغلب المشاكل التي تعانى منها بسبب هذا المرض.. تعب وسرحان وتساقط الشعر
  • شيرين عبد الوهاب وماجدة الرومي تختتمان مهرجان موازين 2025
  • في دورته الثانية.. عودة «مهرجان تنوير» إلى صحراء مليحة
  • حكيم نجم الدورة الـ 22 لمهرجان أوسلو للموسيقى العالمية
  • حكيم نجم الدورة الـ22 لمهرجان أوسلو للموسيقي العالمية