إنها سخرية التاريخ يا جامعة صنعاء !!
تاريخ النشر: 9th, August 2023 GMT
بقلم/ محمد العزيزي
جامعة صنعاء هي الجامعة الأولى باليمن والمعترف بها في كل العالم وتحظى باهتمام خاص وبمكانة وثقة مثلها مثل أعرق الجامعات العالمية، وكل ما يصدر عنها من شهادات علمية أو أبحاث لا تصد ولا ترد من أي دولة كانت حول العالم.
اليوم وما يحدث داخل الجامعة العريقة والتي نفاخر ونعتز بها أمام جامعات العالم تتسول طلاب ليدرسوا فيها بسبب عزوف الطلاب اليمنيين وخريجي الثانوية العامة من الإلتحاق بها نتيجة سوء الإدارة لها ،بل بلغ الأمر أن ثمان كليات فيها لم يسجل فيها أحد من الطلاب هذا العام وهي الجامعة التي كانت قبلة لكل طلاب اليمن ويتفاخرون بالدراسة فيها واليوم ثمان كليات قاعاتها خالية من الدارسين.
إنها سخرية القدر والتاريخ يا جامعة صنعاء عندما يجتمع عمداء الكليات ورئاسة الجامعة ليتدارسوا معالجة غياب وعدم إقبال الطلاب للدراسة فيها ،وإمكانية رسم خارطة دعائية وإعلانات للجامعة في وسائل الإعلام والإذاعات والمواقع الإلكترونية تدعو الطلاب وأولياء أمورهم الإقبال للدراسة فيها وكذا تعليق لوحات دعائية ضخمة في الشوارع يكتب عليها جامعة صنعاء .. التسجيل مفتوح ومستمر ، مثلها مثل جامعات الشقق والدكاكين التابعة للقطاع الخاص والتي أنشئت حديثا والبعض منها لم تتحصل على ترخيص رسمي حتى الآن.
أليست سخرية وسقوط أكبر صرح علمي عرفه الشعب اليمني في وحل تسول الدارسين و هي الجامعة صاحبة الصيت والشهرة ويهوي إليها طلاب اليمن من كل فجٍ عميق ويتمنون الدراسة فيها لأنها أم الجامعات اليمنية مجتمعة وتخرج منها مئات الألاف من الطلاب في كل المجالات وأغلب رجالات الدولة العليا والوزراء ورؤساء المؤسسات والمصالح الحكومية والقطاع الخاصة إن لم يكن جميعهم من خريجي جامعة صنعاء.
أليست سخرية وعبث بتاريخها العريق عندما يصبح من يلتحقون فيها لا يصلون 10% مما كانت عليها في السابق، جامعة بحجم جامعة صنعاء ،بل تتساوى مع هوامش ما تسمي نفسها جامعات خاصة ولوكندات للتعليم الجامعي وتظل فاتحة أبوابها للتسجيل حتى صباح اليوم الأول للإمتحانات.
ليس هذا وحسب بل من الحسرة والألم أن تكون جامعة صنعاء الصرح العلمي والبحثي ومصدر الدراسات البحثية والعلمية والمزود الأول للدولة بالأبحاث والدراسات تتخذ قراراتها بدون أي دراسة علمية أو بحيثة وأهم هذه القرارات تسول الطلاب للدراسة فيها عبر الإعلانات والدعاية في الإعلام والشوارع، والآخر منع الإختلاط والفصل بين الذكور والإناث في قاعات المحاضرات، ألم يكن هذا القرار يسيئ لقيادة الجامعة ومعيب ويخدش الحياء والدين والعادات والتقاليد للمجتمع اليمني المسلم والمحافظ والذين أنتم جزءا منه، خاصة وأنه لم تحدث أي حالة تسيئ لأخلاق وشرف وعرض طلاب وطالبات اليمن والمجتمع المسلم والمحافظ.
إذا لم تكن هذا التصرفات والسخرية بأعظم صرح علمي أن تتخذ قيادة الجامعة قرارات ليست علمية وغير مدروسة ، فلماذ لم يكتمل ستر العورة ،لأن عورة وسوءة هذه القرارات كبيرة وتنم عن إنها إعتباطية وتخدم توجهات المتعصبين والمتشددين دينيا فقط، وإلا كيف يتم فصل الطلاب عن الطالبات بجدار أو ألواح خشبية داخل القاعة وأثناء المحاضرة فقط، ويختلطون بعد المحاضرة في طواريد وحوش الكلية ويلتقون ويتحدثون مع بعضهم البعض داخل الكلية ،وكأن واقع الحال لقرار الجامعة عدم الاختلاط كالتي غطت وجهها وتركت ساقيها وعورتها مكشوفة وهي تظن أنها متسترة وقد أخفت عورتها من الغير.
أليست جامعة صنعاء اليوم أصبحت سخرية للطالع والنازل ومحل استهزاء لعوام الناس والصروح العلمية المحلية والعالمية لتاريخ عريق لهذه الجامعة بسبب هذه القرارات الهوجاء، لأن الدين والشرف ومنع الرذيلة لا يأتي من قاعة الجامعة ولكن من الأسرة و المجتمع والتربية السوية في المنزل وليس هذا وحسب بل أن يحدث قرار سيئ في مجتمع أسمه الشعب اليمني المسلم والمحافظ دينيا وأخلاقيا وملتزم بعادات وتقاليد أكتسبها منذ زمن بعيد هي أعظم من قرار لا يؤدي ولا يجيب وإلا فليجيب علينا علماء قيادة الجامعة الأجلاء عن كيفية حماية طالبات الجامعة من الإختلاط في الشارع والأسواق وفوق وسائل المواصلات وعند مداخل الكليات وطواريدها ،أما أن اللوح الذي يفصل طلاب كلية الطب عن الطالبات في القاعة فقط سيمنع الاختلاط والسمعة وخارج القاعة مسموح ولا يعد إختلاطا من وجهة نظركم ..
أفيقوا علماء وأكاديميي وقيادة جامعة صنعاء من حالة الغباء الذي أصابكم ،وما تفعلوه هي سخرية القدر والتاريخ لأعظم صرح علمي باليمن حين توليتم رئاستها..
ألم يكن الأحرى والأولى صرف تكاليف الجدار العنصري العازل في القاعات كرواتب وحوافز لأعضاء هيئة التدريس أنجع وأفضل من خدش أخلاق وشرف المجتمع اليمن، ولذا أقول في الختام أن الشريف شريف من بيتهم.. والسلام عليكم.
المصدر: سام برس
كلمات دلالية: جامعة صنعاء
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة سوهاج يُتابع سير الامتحانات بكليات الحاسبات والهندسة والحقوق
أجري الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج عدد من الجولات التفقدية لمتابعة سير امتحانات الفصل الدراسي الثاني بكليات الحقوق والهندسة والحاسبات والذكاء الاصطناعي، يصاحبه الدكتور عبد الناصر يس نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، الدكتور النميري خلف عميد كلية الحاسبات، الدكتور احمد قاسم عميد كليه الهندسة، والدكتور صبري جلبي وكيل كليه الحقوق لشئون التعليم والطلاب.
وأشاد النعماني خلال الجولة بحسن سير العملية الامتحانية وتنظيمها وعدم رصد أية معوقات أو مشكلات أو شكاوى نتيجة الإجراءات الصارمة التي اتخذتها إدارة الجامعة، والالتزام الكامل بالتعليمات، مشددًا علي ضرورة وجود العميد والوكيل المختص، وكافة المسؤولين و عدد كافي من الملاحظين لكل لجنة، أثناء انعقاد الامتحانات لحل أي مشكلات طارئة واحتوائها، متمنيًا التوفيق والنجاح لأبنائه الطلاب.
وخلال جولاته باللجان استمع رئيس الجامعة إلى آراء الطلاب، حول أسئلة الامتحانات، مثنيًا على انتظامهم داخل اللجان، والتزامهم بالتعليمات المنظمة، مؤكدًا أن الامتحانات تتم طبقا لقرار المجلس الأعلى للجامعات، وهو ٨٠٪ نظام (الاختيار) من متعدد (البابل شيت)، ٢٠٪ الأسئلة المقالية، مضيفًا
أن نجاح العملية الامتحانية يعكس تضافر جهود جميع الأطراف داخل الجامعة.
وأكد الدكتور عبد الناصر يس أن الامتحانات تُجرى بهدوء منذ بدايتها، و أن نظام الامتحانات يأتي بنظام الأسئلة الموضوعية، وتطبيق المواصفات الفنية للورقة الامتحانية التي تتمثل في شمولية الاختبار لجميع أجزاء ما تم تدريسه بالفعل، وارتباطها بأهداف المقرر وموضوعاته، وتسمح بقياس مستويات متنوعة ومتعددة من أداء الطالب، وأن يناسب الزمن المُخصص للامتحان عدد الأسئلة.
وقال عميد كلية الحاسبات والمعلومات: أنه يؤدي الامتحانات ١٥٠٨ طالب وطالبه بالفرق الأولي والثانية والثالثة إلكترونيًا، موزعين علي ١٩ لجنه امتحانيه، على أن تنتهي الامتحانات يوم ٤ يونيه القادم وأضاف عميد كلية الهندسة انه أدي الامتحانات ١٥٩٦ طالب وطالبة، موزعين علي ٢٥ لجنة امتحانيه، على أن تنتهي الامتحانات يوم ٣١ مايو الجاري، وأوضح وكيل كلية الحقوق أن عدد الطلاب الذين أدوا الامتحان ٢٩٨٥ طالب موزعين على ٥٨ لجنة امتحانية.