“لن نترك غزة تموت جوعاً”… مسيرات ووقفات جامعية حاشدة تجدد التفويض للمرحلة الرابعة وتفضح الصمت العربي
تاريخ النشر: 31st, July 2025 GMT
يمانيون | تقرير
شهدت عدد من الجامعات اليمنية، اليوم الأربعاء، 30 يوليو 2025، خروج مسيرات ووقفات احتجاجية حاشدة، عبّرت عن غضب واسع وتضامن عميق مع الشعب الفلسطيني في غزة، في ظل في مشهد يختزل مواقف الشعوب الأصيلة في مواجهة قوى الظلم العالمي.
المسيرات التي خرجت من جامعات صنعاء، صعدة، عمران،تحت عناوين وشعارات موحّدة، تعبّر عن الوعي الجمعي اليمني بخطورة ما يجري في فلسطين، وتؤكد الدعم الكامل للمرحلة الرابعة من التصعيد الذي أعلنته القيادة الثورية والعسكرية اليمنية في مواجهة العدو الصهيوني.
جامعة صنعاء: حشود تتكلم لغة الجهاد والكرامة
في قلب العاصمة صنعاء، تحوّلت باحات جامعة صنعاء إلى ساحة غضب ووفاء، حيث خرج الآلاف من الطلاب والكوادر الأكاديمية والإدارية، يتقدمهم رئيس الجامعة الدكتور محمد البخيتي، وعدد من عمداء الكليات، رافعين أعلام اليمن وفلسطين، هاتفين بشعارات منددة بالإبادة الجماعية في غزة، ومعلنين تفويضهم الكامل للقائد السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي للمضي في خيارات التصعيد العسكري.
الدكتور البخيتي، وفي كلمته أمام الجموع، شدد على أن “خروج أبناء الجامعة اليوم ليس فعلاً طارئًا، بل امتداد طبيعي لإيمان راسخ بقضية عادلة وتاريخية، تتصدر ضمير الأمة”، مشيرًا إلى أن غزة لا تدافع عن نفسها فقط، بل عن شرف الأمة الإسلامية ومقدساتها.
وفي كلمة باللغة الإنجليزية، دعا الدكتور عبد الودود النزيلي، المجتمع الأكاديمي الدولي إلى كسر حاجز الصمت، مؤكداً أن القيم الغربية تتساقط أمام بشاعة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، متسائلًا: “أين هي شرعة حقوق الإنسان؟ أين هي العدالة الدولية؟”.
بيان المسيرة أدان تواطؤ الأنظمة العربية، واعتبر أن خذلان غزة هو سقوط أخلاقي وسياسي لن يغفره التاريخ، مشيرًا إلى أن المرحلة الرابعة من التصعيد تمثل اختبارًا حاسمًا للمواقف، وموقفًا وطنيًا تفرضه كل القيم الإنسانية والإيمانية.
جامعة صعدة: الحاضنة الثورية تعيد التأكيد على النهج الجهادي
ومن معقل الثورة والصلابة، خرجت جامعة صعدة بفعالية طلابية واسعة، تأييدًا لخيار التصعيد ودعمًا للمقاومة الفلسطينية. الوقفة التي أقيمت بالتنسيق مع “ملتقى الطالب الجامعي” عبّرت عن عمق الارتباط بين الوعي الأكاديمي والروح الجهادية التي تشكل نسيج الحياة العامة في المحافظة.
نائب رئيس الجامعة الدكتور حسن معوض، تحدث بلهجة حاسمة، مؤكدًا أن “الدم اليمني لم يتأخر يومًا عن نصرة قضايا الأمة، ولن يتردد اليوم في الوقوف مع غزة مهما غلت التضحيات”.
البيان الصادر عن الفعالية دعا الأكاديميين والعلماء وطلاب الجامعات إلى ممارسة دورهم التنويري في قيادة الوعي الشعبي نحو مواجهة مشروع الهيمنة الصهيوني والأمريكي، مؤكداً أن اليمن اليوم يسجل حضورًا متقدمًا في المعركة المصيرية مع الكيان
جامعة عمران: طلابها يواجهون بالصوت والصورة جرائم العدو
ومن على منبر جامعة عمران، جاء الصوت الطلابي حادًا وواضحًا: “لن نتهاون أمام إبادة غزة واستباحة الأمة ومقدساتها”، حيث شارك في المسيرة آلاف الطلاب يتقدمهم قيادات الجامعة والمحافظة، أبرزهم المحافظ الدكتور فيصل جعمان ورئيس الجامعة الدكتور محمد الضلعي.
البيان الختامي للمسيرة لم يكتف بالإدانة، بل حمّل بالاسم الولايات المتحدة ورئيسها السابق ترامب، وقادة العدو الصهيوني، المسؤولية عن المجازر التي ترتكب بأسلحة الدمار الجماعي، مطالبًا بمحاكمات دولية ومواقف حاسمة لكسر الحصار ووقف الإبادة.
كما أعرب البيان عن الأسى لمشهد التخاذل العربي، ووجّه رسائل واضحة للأنظمة التي تمنع اليمن من الوصول إلى فلسطين، قائلاً: “افتحوا الطريق أو اصمتوا… فدماؤنا لا تُسجن خلف الحدود”.
من الجامعات إلى الجبهات… اليمن يعلن تموضعه في قلب المعركة
ما جرى اليوم في جامعات اليمن لم يكن مجرد احتجاج عاطفي أو فعالية موسمية، بل كان إعلانًا شعبيًا مؤسسيًا عريضًا، عن موقف لا يقبل المساومة، تتلاقى فيه قاعة الدرس مع معسكر الجبهة، ويتعانق فيه صوت الطالب مع بندقية المجاهد، في ملحمة دفاع عن شعب تُباد نساؤه وأطفاله في غزة.
إن هذه المسيرات، والوقفات، والهتافات، ليست بديلة عن الصواريخ ولا بديلاً عن العمليات النوعية، لكنها المدد الروحي والشرعي والسياسي لقرار الردع، وهي الرسالة الواضحة لكل العالم: شعب اليمن لا ينسى، ولا يساوم، ولا يخذل.
“لن نترك غزة تموت جوعاً”… لم تكن شعاراً فقط، بل عهدًا يتجدد في كل جامعة، وكل شارع، وكل جبهة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
غزة تموت جوعاً !!
غزة تموت جوعا، سكان غزة، أطفالا ونساء ورجالا، يتساقطون في الشوارع والأحياء كأوراق الخريف بعد أن نال منهم الجوع وفتك بهم أشد الفتك، يموتون من الجوع، في مشاهد تدمي القلوب، وتبكي الأعين دما، مشاهد لم يشهد لها التاريخ مثيلا، إنها مجاعة القرن التي يرتكبها أحفاد القردة والخنازير من بني صهيون بضوء أخضر أمريكي على مرأى ومسمع العالم أجمع وفي مقدمتهم دول الجوار الفلسطيني من أبناء العروبة والإسلام، وأكثر من 56 دولة عربية وإسلامية تقف متفرجة صامتة على ما يجري بكل دم بارد وكأن القضية لا تعنيها ولا صلة لها بها لا من قريب ولا من بعيد.
غزة تموت جوعا ومصر العروبة تواصل إحكام قبضتها الحديدية على معبر رفح رافضة فتح المعبر أمام الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والإغاثية الطارئة المتكدسة منذ فترة ، وبالمثل تقوم جارتها الأردن بذات الدور وذات المهمة القذرة التي تشارك من خلالها الإسرائيلي حصاره الخانق على أهالي غزة، ضاربا بمعاناتهم والحالة المأساوية التي وصلوا إليها عرض الحائط، وقس على ذلك بقية الدول التي لطالما تغنت بفلسطين وعندما دقت ساعة الصفر، تساقطت أقنعتهم الزائفة، وظهروا على حقيقتهم، ليؤكدوا للعالم قاطبة أنهم أكثر (يهودة) من اليهود أنفسهم، وأكثر تصهينا من الصهاينة، وأن خطرهم على فلسطين وقضيتها لا يقل عن خطر كيان العدو الصهيوني، الذي استفاد كثيرا من حالة الخذلان والتآمر العربي، فعمل على استغلالها وجعل منها فرصة ساعدته على المضي قدما في غيه وإجرامه وصلفه وتوحشه، للحد الذي وصل إلى التلذذ بمعاناة أطفال ونساء غزة وصولا إلى إماتتهم جوعا بعد أن عز عليهم الحصول على ما يمنحهم الحياة وينقذهم من الموت جوعا.
في الوقت الذي تتعاظم وتتزايد فيه وتيرة الحراك الشعبي في المجتمعات الأوربية والأمريكية المندد بسياسة التجويع التي ينتهجها كيان العدو الصهيوني بحق أهالي غزة، والمطالبة بالسماح بإدخال المساعدات الإغاثية العاجلة لإنقاذ أهالي غزة من شبح الموت جوعا الذي يترصد لهم ويلاحقهم ويتعقبهم بصورة مخيفة ومرعبة جدا، ففي أمريكا اللاتينية أعلنت البرازيل عن سعيها للانضمام للدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد كيان العدو الإسرائيلي، وفي كولومبيا أصدر رئيسها توجيهاته لقواته البحرية باستهداف أي سفينة تقوم بنقل الفحم للكيان الصهيوني، بعد سلسلة من الخطوات التي قام بها تضامنا مع أهالي غزة ومظلوميتهم غير المسبوقة على المستوى العالمي .
ولا نعلم ما الذي ينتظره العرب والمسلمون قادة وحكومات وشعوبا حتى تتحرك وتغادر مربع الصمت والفرجة على المجاعة المتفاقمة في غزة، والتي لا مبرر لصمتهم حيالها، وتخاذلهم وتنصلهم عن واجب النصرة والدعم والإسناد لها كواجب ديني وإنساني وأخلاقي؟!!
تحرك الغرب لنصرة غزة بالمظاهرات والمسيرات والمواقف والبيانات المنددة بسياسة التجويع التي يمارسها السفاح الصهيوني، رغم أنه لا تجمعهم بغزة وأهلها أي روابط دينية أو أخوية، تحركوا على وقع صحوة ضمائرهم الحية التي أشعرتهم بالألم والأسى وهم يشاهدون أهالي غزة يموتون جوعا بعد أن منع عنهم الماء والغذاء والدواء .
أطفال ونساء ورجال غزة الجريحة الأسيرة المستباحة السيادة، تحولوا إلى هياكل عظمية بعد أن نال منهم الجوع والعطش، وهناك أكثر من ملياري مسلم على امتداد المعمورة يرفلون بين النعم، ويغرقون في الملذات، ويلهثون خلف إشباع الرغبات والشهوات، هذا يقيم حفلات للغناء والرقص والمجون، وذاك يعلن عن إقامة أكبر مهرجان للكوميديا، وآخر يتقدم بطلب استضافة بلده للألعاب الأولمبية، وغيرها من الممارسات الرعناء والسلوكيات المنحرفة، دون أن تحرك فيهم تلكم المشاهد أي ساكن، رغم فداحتها وهولها وفظاعتها.
خلاصة الخلاصة: المجاعة في غزة وصمة عار على جبين كل العرب والمسلمين المتخاذلين والمتقاعسين عن نصرتها ومساندتها، قادة وأنظمة وحكومات وجيوشا وشعوبا وعلماء وساسة وإعلاميين وحقوقيين وناشطين وأكاديميين ومثقفين الكل سيسألون عن تآمرهم وتخاذلهم وتفريطهم في غزة وأهلها وسيكتب التاريخ في أقذع صفحاته بأن غزة هاشم شهدت في العام 2025 مجاعة القرن على يد كيان العدو الصهيوني على مرأى ومسمع (خادم الحرمين وولي عهده الأمين ) دون أن يكون لهما أي دور في إغاثتها وانقاذ أهلها من الموت جوعا وعطشا، حالهم حال بقية العربان في أنظمة البترودولار الذين ارتموا في أحضان الأمريكي والإسرائيلي وتجردوا من كل القيم والمبادئ، من أجل الحفاظ على كراسيهم وعروشهم، رغم أنهم في دائرة الاستهداف الصهيوني الذي يكرس معادلة الاستباحة لتشمل كافة دول المنطقة بلا استثناء .
والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل من أفق لصحوة عربية إسلامية تكسر القيود وتفتح المعابر وتغيث المجوعين من أهالي غزة الذين يشكون إلى الله جوعهم وفاقتهم ومعاناتهم التي لا مثيل لها؟..
والعاقبة للمتقين.