لا تزال عمليات الحبس الاحياطي التي تنفذها السلطات المصرية ضد ناشطين وصحفيين وسياسيين، تثير اعتراضات جماعات وناشطين حقوقيين يرون أن عدم تطبيق القانون المتعلق بالحبس الاحتياطي بصورة صحيحة حوله إلى وسيلة بيد السلطة "لقمع المعارضين".

وفي 23 يوليو، ناقشت جلسة لـ"الحوار الوطني"، قضايا "الحبس الاحتياطي"، وسط مقاطعة ممثلين للحركة المدنية الديمقراطية، أشاروا إلى عدم إحراز أي تقدم في مسألة الحقوق والحريات.

تزامن عقد الجلسة مع الإفراج عن 79 محبوسا احتاطيا وتمديد فترة الحبس الاحتياطي لما لا يقل عن 125 شخصا تم القبض على معظمهم في أعقاب دعوات للاحتجاج في 12 يوليو على الأوضاع الاقتصادية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفق ما أعلنت الشهر الماضي المفوضية المصرية للحقوق والحريات.

وأشارت المفوضية إلى أن الدائرة الأولى - إرهاب بمحكمة الجنايات، جددت في ذات الشهر، حبس 17 متهما لمدة 45 يوما على ذمة قضايا مختلفة، بعضها يعود إلى عام 2020.

وذكر تقرير سابق لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن السلطات المصرية تضع عشرات أو حتى مئات من الأشخاص معًا في نفس القضية، ويتم تجديد حبسهم بشكل جماعي، بما في ذلك أكثر من 600 شخص اعتقلوا خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2020.

مزاعم "العمران والتهجير".. لماذا تصاعد التوتر بين السلطات المصرية وسكان الوراق؟ عادت قضية جزيرة الوراق إلى الواجهة من جديد، وبرزت ملامح توتر بين سكان الجزيرة والسلطات المصرية على خلفية تحركات حكومية لإكمال "أعمال تطوير التجمع العمراني الجديد" بالجزيرة. "الحبس الاحتياطي بديلا للاعتقال"

ويشير المحامي الحقوقي نبيه الجنادي إلى أن السلطات المصرية تتخذ الحبس الاحتياطي بديلا للاعتقال الذي كان يتم في عهد الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، تحت مظلة قانون الطوارئ.

ولفت الجنادي في حديثه لموقع "الحرة" إلى أن الاعتقال الذي كان يحدث في عهد مبارك، جرى إلغاؤه عقب ثورة 25 يناير.

وأضاف "الآن حل الحبس الاحتياطي بديلا للاعتقال، إذ يقوم قطاع الأمن الوطني بعمل تحريات ويعرضها على النيابة العامة لتصدر إذن الضبط والإحضار للشخص المُتحرى عليه".

ولفت المحامي الحقوقي إلى أن السلطات المختصة لا تتقيد بمدة العامين التي أقرها القانون للحبس الاحتياطي، مشيرا إلى أن كثيرا من الأشخاص جرى حبسهم احتياطيا لمدد أكبر من المدد المقررة في القانون بمرتين، وأكثر.

وأوضح أن المطالبات تنحصر في ضرورة تعديل النص الخاص بالحبس الاحتياطي، مع ضرورة الالتزام بالمدة التي يقرها القانون.

وأضاف أن "القانونيين والخبراء والنواب الذين شاركوا في جلسة مجلس النواب، اتفقوا على توصية لمجلس الشعب، تدعو لتعديل التشريع الخاص بمسألة الحبس الاحتياطي، والالتزام بتطبيقه على النحو الصحيح".

وكان نقيب الصحفيين المصريين، خالد البلشي، أكد تزامنا مع جلس الحوار الوطني، أن "مجرد تطبيق القانون الحالى سيخرج 16 صحفيًا على الفور من دائرة الحبس المؤلمة، والعقوبة المفروضة عليهم تحت مظلة الحبس الاحتياطي، الذي تحول من إجراء احترازي، لعقوبة امتدّت لأكثر من 7 سنوات فى بعض الحالات".

وشهدت السنوات العشر الماضية من حكم الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي حملة قمع واسعة النطاق للمعارضة من مختلف ألوان الطيف السياسي، وفق منظمات حقوقية دولية. بينما يقول المسؤولون إن القضاء يتصرف بشكل مستقل وإن السلطات تتخذ خطوات بشأن تعزيز حقوق الإنسان.

حجم أصغر وتكلفة أعلى.. لماذا أخفقت مصر بشراء "أكبر كمية قمح"؟ قال متعاملون، الثلاثاء، إن مساعي مصر لشراء كمية ضخمة من القمح، للاستفادة من تراجع الأسعار، عرقلتها شروط دفع غير جذابة، أدت إلى شراء كميات أصغر، وبتكلفة أكبر من المتوقع. "حماية التحقيق"

يرى المحامي حسن أبو العينين أن القانون الخاص بمسألة الحبس الاحتياطي "مهم وهناك ما يبرره"، مشيرا إلى أن الهدف منه حماية التحقيق.

وقال أبو العينين لموقع "الحرة" إن القانون مهم للتعامل مع كثير من الحالات، بخاصة الأشخاص الذين لا يملكون محل إقامة في البلاد، أو أن وجودهم خارج السجن يؤثر على سير القضية أو يعبث بالأدلة.

ولفت إلى أن الحبس الاحتياطي يحمي حق الدولة والحقوق المدنية للمجني عليهم، لكنه يشير إلى أن "هناك بعض الإخطاء المتعلقة بتنفيذ القانون، وهذه تحتاج إلى إعادة النظر فيها".

وشدد أبو العينين على أن القوانين يتم وضعها من خلال ضوابط كثيرة، إذ تتولى لجنة عملية وضع مشروع القانون، ثم تعرضه على مجلس الشعب، وفي المجلس هناك لجنة تشريعية مختصة تراجع المقترح وتعرضه على المجلس في جلسة عامة، لإجازته، قبل رفعه للجهات العليا لاعتماده".

لكن النص الحالي الخاص بمسألة الحبس الاحتياطي يحتاج إلى تنفيذ صحيح، أكثر من الحاجة إلى تعديل القانون، وفق قوله.

وأكد أبو العينين ضرورة "التقيد الصارم بمدة الحبس الاحتياطي، وعدم ترك الأمر بلا ضوابط".

ولفت المتحدث ذاته، إلى أن بعض الذين ينتقدون القانون ينطلقون من منطلقات سياسية وليست قانونية ومهنية، وأن بعضهم يريد أن يكون القانون مفصلا على أهوائه، مضيفا "هذه الانتقادات لا تقلل من المشرع ولا من القانون".

وتابع "من خلال خبرتي كضابط شرطة سابق، وقانوني لأكثر من 40 عاما، أرى أن هناك حاجة للتطبيق الأمثل، وليس لإلغاء القانون".

وكان عضو مجلس النواب، عضو هيئة الحوار الوطني، أحمد الشرقاوي، قال إن الحوار يسر إطلاق سراح نحو 1500 ظلوا محبوسين احتياطا لسنوات، منهم 79 أطلق سراحهم، في يوليو الماضي.

وأضاف الشرقاوي "الوضع الحالي ليس مثاليا. لا تزال هناك تحديات، لكننا نرى بالفعل نتائج إيجابية"، بحسب ما نقلت عنه رويترز.

ويلفت الجنادي إلى أن أبرز الذين جرى حبسهم لمدد أطول من المنصوص عليها في القانون، المرشح الرئاسي السابق، عبد المنعم أبو الفتوح، وكذلك عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان، هدى عبد المنعم، التي جرى حبسها في مرة سابقة لأكثر من 4 سنوات احتياطيا، وتُحبس حاليا بذات الطريقة".

وأضاف أن "الحبس الاحتياطي في الأساس إجراء استثنائي، الغرض منه مصلحة التحقيق، أما فكرة تحويله لعقوبة، فهو أمر مرفوض، وهو ما نطالب بإنهائه".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: السلطات المصریة الحبس الاحتیاطی أبو العینین إلى أن

إقرأ أيضاً:

حكومة بريطانيا تدخل أداة ذكاء اصطناعي في خدماتها العامة

أعلنت الحكومة البريطانية، في يناير 2025، عن تحول استراتيجي: جعل الذكاء الاصطناعي رافعة مركزية في تغيير كبير يدعم الخدمات العامة.
وقد تحقق هذا الطموح، بدعم من وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا، من خلال إطلاق أداة "Humphrey"، وهي مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي المخصصة لموظفي الخدمة المدنية.
في 14 مايو الجاري، أجرت الوزارة رسميًا أول اختبار حاسم لأحد هذه الحلول، وهو برنامج Consult، المقرر إتاحته قريبًا في جميع الدوائر الحكومية رغم أنه لا يزال قيد التطوير.
تجربة أولى
استخدمت أداة Consult لأول مرة ضمن استشارة من الحكومة الاسكتلندية بشأن تنظيم الإجراءات التجميلية غير الجراحية التي تزداد شعبية. حيث تعاملت أداة الذكاء الاصطناعي مع ما يقرب من 2000 إجابة في غضون ساعات قليلة، وحددت الموضوعات الرئيسية المرتبطة بكل من الأسئلة الستة المفتوحة.
وتبين أن النتائج "متطابقة تقريبا" مع نتائج التحليل البشري التقليدي، حيث وجد خبراء الحكومة المكلفون بالتحقق من الموضوعات اختلافات لا تذكر في الترتيب النهائي. وبقياسه، اعتُبر أداء الذكاء الاصطناعي مرضياً، وذو موثوقية وفعالية.
وقال بيتر كايل وزير العلوم والابتكار والتكنولوجيا البريطاني "لا ينبغي لأحد أن يهدر وقته في شيء يمكن للذكاء الاصطناعي القيام به بشكل أسرع وأفضل، ناهيك عن إهدار ملايين الجنيهات من أموال دافعي الضرائب من خلال الاستعانة بمصادر خارجية للمقاولين لإنجاز هذا النوع من العمل".
في الممارسة العملية، لا يحل برنامج Consult محل الموظفين الحكوميين، بل يساعدهم: فهو يقدم تصنيفًا أوليًا يمكن تحسينه. وبذلك، يحتفظ المحللون بالسيطرة على الحكم النهائي. وبحسب الملاحظات الأولية، فإن هذا الترابط جعل من الممكن توفير الوقت بشكل أسرع لاستكشاف الفروق الدقيقة النوعية، مع الحد من تحيز التفسير الفردي.
بحسب وزارة وزارة العلوم والابتكار والتكنولوجيا البريطانية، إذا تم نشر هذه الأداة في أكثر من 500 استشارة تجريها الحكومة كل عام، فمن الممكن أن توفر ما يعادل 75 ألف يوم عمل من التحليل، أو حوالي 20 مليون جنيه إسترليني من تكاليف الرواتب. ومن خلال تقليل التأخير، ستسمح الأداة أيضًا لصناع القرار بدمج ردود الفعل العامة بسرعة أكبر، مما يساهم في إدارة أكثر استجابة للسياسات العامة.
اقرأ أيضا... "الذكاء الاصطناعي" يتعلم فهم الصور الطبية وقراءتها
همفري (Humphrey): مجموعة الذكاء الاصطناعي لحكومة أكثر مرونة
لا تقتصر مجموعة الذكاء الاصطناعي الداخلية "همفري" على أداة Consult. حيث تتضمن هذه الحزمة عدة أدوات تهدف إلى تبسيط عمل الحكومة البريطانية:
Parlex: تقوم هذه الأداة بتحليل المناقشات البرلمانية لتوجيه السياسات العامة بشكل أفضل.
Minute: يضمن هذا النموذج تسجيل وتلخيص الاجتماعات الرسمية.
Redbox: مساعد توليدي مصمم للمساعدة في صياغة الوثائق الإدارية.
Lex: يسهل البحث القانوني من خلال تحليل القوانين ذات الصلة.
تأمل الحكومة البريطانية، من خلال هذه التقنيات، في تقليل اعتمادها على المقاولين، مع تحسين إنتاجية وكفاءة الموظفين المدنيين.
خطة تحول طموحة
يعد دمج مجموعة "همفري" (Humphrey) للذكاء الاصطناعي جزءا من استراتيجية أوسع لتحديث الخدمة العامة في بريطانيا، وهي الاستراتيجية التي تم تقديمها في يناير الماضي كجزء من "خطة التغيير"، والتي من شأنها أن تمكن الحكومة من تحقيق 45 مليار جنيه إسترليني من المدخرات سنويا. وأعلنت السلطات أيضًا عن نشر خارطة طريق رقمية وذكاء اصطناعي لتنظيم هذا التطور.
يضيف الوزير كايل "بعد أن أثبت همفري هذه النتائج الواعدة، فإنه سيساعدنا على خفض تكاليف الحوكمة وتسهيل جمع ومراجعة شاملة لما يقوله لنا الخبراء والجمهور حول مجموعة من القضايا الحرجة"، مؤكدا "اتخذت الحكومة الاسكتلندية خطوة أولى جريئة. قريباً جداً، سأستخدم برنامج Consult في وزارتي، وسوف يستخدمه آخرون أيضاً، مما يسرع عملنا على تنفيذ خطة التغيير".
ورغم هذه التجربة الأولى الناجحة، ستخضع أداة Consult للذكاء الاصطناعي إلى المزيد من الاختبارات والتقييمات على نطاق واسع في بريطانيا  في الأشهر المقبلة قبل إتاحتها نهائيا لموظفي الخدمة العامة.

أخبار ذات صلة شما بنت محمد بن خالد تطلق مبادرة لتعزيز القراءة التحليلية والفهم العميق لدى الطلبة "اصنع في الإمارات" ينطلق غداً في أبوظبي المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • للمرة الثانية خلال 2025.. «الاحتياطي الأسترالي» يخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس
  • وزير الشؤون النيابية: التحكيم أداة مهمة من أدوات جذب الاستثمارات
  • في السجون والبحار.. كم عدد الذين اختفوا خلال الحرب السورية؟
  • إلى الذين أُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ
  • ‏الخارجية البريطانية تستدعي السفير الإيراني في لندن بسبب الإيرانيين الثلاثة الذين اعتقلتهم السلطات بتهم تتعلق بالأمن القومي
  • بدائل الحبس في “معدل العقوبات” ستطبق على نزلاء في السجون
  • حكومة بريطانيا تدخل أداة ذكاء اصطناعي في خدماتها العامة
  • انفجار في عيادة لعلاج العقم في الولايات المتحدة والسلطات تعتبره "عملًا إرهابيًا"
  • ترامب يضغط لخفض الفائدة.. وانتقاد لاذع لرئيس الاحتياطي الاتحادي
  • جرافات السلطات تتجه نحو مشاريع وملكيات منتخبين بمختلف الأقاليم والعمالات