قال الناطق الرسمي باسم حركة حماس، جهاد طه، إن موقفهم الرسمي من المفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي كما هو لم يتغير، موضحا أنه لا توجد أي جدية مطلقا على قرب الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، كما تقول التصريحات الأمريكية.

وأضاف طه، في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "نُجدّد موقفنا المُتمثل في الالتزام بما تم التوافق عليه في 2 تموز/ يوليو الماضي مع ضرورة وضع آليات تنفيذية لذلك، أما استمرار المفاوضات بشروط الاحتلال أمر مرفوض ولا يخدم سوى أجندة الاحتلال في استمرار مجازره وجرائمه البشعة بحق شعبنا".



ودعا الناطق الرسمي باسم حركة حماس، جميع الأطراف المعنية إلى "تحمل مسؤولياتهم، والضغط الجاد على الاحتلال وإلزامه بما تم التوافق عليه في المقترح الذي تقدم به الوسطاء في 2 تموز/ يوليو الماضي، والذي يستند إلى خطاب بايدن وقرار مجلس الأمن الدولي".

وشدّد طه على أن "سياسة التعنت والتعطيل وفرض الشروط الإضافية التي يمارسها الاحتلال لا يمكن أن توصل لإنجاح أي اتفاق ولن تفضي لإنجاح أي جهود ومساعي لوقف إطلاق النار".


ولفت إلى أن "ما هو معروض حاليا على حركة حماس لا يوقف الحرب الصهيونية. ربما يوقفها في المرحلة الأولى من الهدنة، لكن بعد ذلك ليس هناك أي التزام أمريكي أو إسرائيلي بوقف آلة الحرب الإسرائيلية، ما يعني أن القتل والإجرام سيستمران لاحقا بموجب هذا الاتفاق إن وافقنا عليه".

كما نوّه إلى أن "المقترح الأمريكي الجديد ليس به أي حديث عن انسحاب حقيقي من غزة، خاصة في الحدود المصرية الفلسطينية أو فيما يتعلق بمحور نتساريم (جنوب مدينة غزة)؛ فالمفاوضات الجارية تضمن للاحتلال الاستمرار في البقاء بهذه المناطق، وبالتالي شعبنا سيتعرض للقتل والإجرام، وهو ما نرفضه جملة وتفصيلا".

وذكر أنه "كانت هناك تعهدات أمريكية سابقة بإلزام الاحتلال ببعض الملاحظات التي أبدتها الحركة في حينه على مقترح 2 تموز/ يوليو، ولذلك وافقت حماس على هذا المقترح، لكننا فوجئنا فيما بعد بالمزيد من التصعيد الإسرائيلي، وهذا كان إعلان إسرائيلي واضح بالإصرار على استمرار الحرب".

متاهة المفاوضات

وواصل طه حديثه بالقول: "لسنا بحاجة لأوراق جديدة أو أفكار جديدة؛ فهناك ورقة واضحة هي خلاصة تصريحات ونقاشات وحوارات مُعمّقة تستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي وخطاب بايدن، ونحن متمسكون بذلك، وندعو لوضع خطة تفصيلية للتنفيذ وليس بالذهاب بورقة جديدة تتضمن شروط إسرائيلية إضافية قبل التوصل لاتفاق".

واستطرد قائلا: "نتنياهو يحاول دائما أن يظهر أن المشكلة لدى حركة حماس، ويحاول تبرير موقفه بمثل هذه التصريحات المفضوحة، ويحاول التفاوض بالدماء والقتل والإجرام، كما أنه يدعو لتصعيد القتل والإجرام لخدمه موقفه التفاوضي، لكننا أكدنا، ونؤكد، أنه لم ولن ينجح في ذلك".


وقال: "نتنياهو لا يريد من الأساس الوصول لأي اتفاق، وإذا أراد الوصول لاتفاق ما؛ فهو يريد اتفاق يضمن له الاستمرار في القتل والإجرام، وهو يُعبّر عن ذلك صراحة، وبالتالي فهو يسعى لاستعادة معظم أسراه في المرحلة الأولى للهدنة ثم يستمر بعدها في الإجرام والقتل، ونحن ندرك جيدا أنه لن يلتزم بأي اتفاق يمنعه من الاستمرار في ممارساته الفاشية".

وأكمل: "من الطبيعي ألا تذهب حماس إلى متاهة المفاوضات بالصورة التي هي عليها الآن، والاحتلال يريد مفاوضات من أجل المفاوضات وفقط، والإدارة الأمريكية تريد مفاوضات تُشكّل حالة ردع سياسي أمام أي أطراف في المنطقة من أجل منع التصعيد العسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي".

وأردف طه: "أي اتفاق في ظل هذه المفاوضات بصورتها الراهنة لن يؤدي إلى وقف إطلاق النار أو انسحاب إسرائيلي حقيقي من غزة".

ومن المرتقب أن تحتضن العاصمة المصرية القاهرة جولة جديدة من مفاوضات وقف النار بغزة خلال الأسبوع الحالي، وذلك في أعقاب فشل الاجتماعات التي عُقدت بالعاصمة القطرية الدوحة في الوصول لاتفاق، والتي عُقدت يومي الخميس والجمعة الماضيين.

وسبق أن شارك رئيس المخابرات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز، ونظيره المصري عباس كامل، ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في جولة المفاوضات التي عُقدت بالدوحة.

تصعيد المواجهة مع الاحتلال

وزاد طه: "على الجميع أن يدرك أن شعبنا لن ينكسر رغم كل ما يتعرض له، وسنقاوم ونواجه وسنُصعّد المواجهة في وجه هذا الاحتلال في كل مكان، وسيذوق المجتمع الصهيوني من نفس الكأس الذي يتجرعه شعبنا في كل مكان".

وأضاف: "نحن معنيون بالوصول إلى مرحلة جديدة على صعيد تطوير المواجهة مع الاحتلال، خاصة في ظل استمرار هذا العدوان الدموي، ووصول شعبنا إلى حالة اليأس من المفاوضات الجارية، واستبعاد إمكانية التوصل لأي اتفاق حقيقي، وبالتالي ليس أمامنا إلا تصعيد موقفنا وتطوير المواجهة بكل الأشكال الممكنة ضد الاحتلال".


وأشار إلى أن "تصريحات المسؤولين الأمريكيين التي تزعم قرب التوصل لاتفاق تهدف إلى خفض حدة التوتر على المستوى الإقليمي، وهي تصريحات غير فاعلة في الضغط على الاحتلال، وبالتالي الموقف الجدي يكون بوقف سياسة التعطيل والتعنت وارتكاب المجازر ووقف العدوان، وهذا ما ينبغي أن تعمل عليه الإدارة الأمريكية بقوة من خلال الضغط وإلزام الاحتلال".

وبسؤاله عن الأحاديث المتجددة بخصوص اليوم التالي للحرب، قال طه: "هذا شأن فلسطيني داخلي أصيل، ونستطيع كفلسطينيين ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، وهذا ما عملنا عليه في لقاءات بكين، ونسعى لترجمته عمليا من خلال التوافق على تشكيل حكومة توافق وطني تكون مهامها وأولوياتها معالجة تداعيات العدوان على غزة، والعمل على ترتيب المؤسسات الوطنية الفلسطينية على أسس ديمقراطية بما يحفظ حقوق شعبنا وهويته الوطنية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية حماس الإسرائيلي بايدن الدوحة إسرائيل حماس الدوحة بايدن مفاوضات القاهرة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرکة حماس أی اتفاق

إقرأ أيضاً:

قوافل الغضب التي هزّت عروش الصمت

بسم الله الرحمن الرحيم

#قوافل_الغضب التي هزّت #عروش_الصمت

دوسلدورف/ أحمد سليمان العُمري 

في عالم يُحاصر الأطفال بين أنياب الاحتلال وأقدام الأنظمة العربية، انطلقت قافلتان: واحدة بحرية من أوروبا وأعقبتها أخرى برية من تونس؛ حملتا نفس الحلم: كسر الحصار عن غزّة، لكنهما اصطدما بنفس القسوة، قسوة تثبت أن الخيانة العربية والغطرسة الإسرائيلية وجهان لعملة واحدة. هنا قصّة أولئك الذين رفضوا أن يكونوا حرّاساً لهذا السجن الكبير.

مقالات ذات صلة لماذا يخفق القلب فرحًا أو حزنًا؟ وأيهما أشد وطأة؟ 2025/06/20

الليلة التي غرق فيها الضمير العالمي

«تياغو» البرازيلي ذو العشرين ربيعاً لم يكن يعلم أن مشاركته في رحلة سفينة «مادلين» ستنتهي به في زنزانة إسرائيلية تحت الأرض. «كنا 12 ناشطاً فقط على متن السفينة»، يقول بصوت يرتجف، «عندما حاصرتنا الزوارق الحربية الإسرائيلية في المياه الدولية، وكأننا أسطولاً عسكرياً وليس متطوعين يحملون أدوية الأطفال».

بين الأمل والقمع

انطلقت السفينة من ميناء «كاتانيا» في جزيرة صقلية الإيطالية في الأول من يونيو 2025، تحمل على متنها ناشطين من جنسيات متعددة، بينهم الناشطة البيئية “غريتا تونبيرغ” والنائبة الأوروبية ريما حسن. كانت الشحنة رمزية بحجمها وعظيمة بأبعادها، تشمل مئات الكيلوغرامات من المواد الأساسية كالطحين والأرز وحليب الأطفال، بالإضافة إلى معدات طبية وأطراف صناعية وأجهزة تحلية مياه.

هدف الرحلة كان واضحاً: كسر الحصار البحري عن القطاع ونقل رسالة تضامن صامتة لكنها مدوّية، غير أن هذه المبادرة الإنسانية واجهت القسوة نفسها التي تحاصر غزّة، ففي التاسع من يونيو، وبعد ثمانية أيام من الإبحار، اعترضت القوات البحرية الإسرائيلية السفينة في مياه دولية. اعتُقل الناشطون، وتحولت رحلة الأمل إلى فصل جديد من الاعتقال والاضطهاد، حيث واجه الناشطون ظروفا قاسية من الحجز والتفتيش المشدد، في محالة واضحة لكسر إرادتهم ووقف صوت التضامن الدولي.

حيث يُسرق الحليب باسم السيادة

بينما كانت الناشط البرازيلي تياغو على متن السفينة يخترق البحر في محاولة مقدامة لكسر الحصار عن غزّة، جرى اعتقاله مع بقية زملاءه الشجعان بوحشية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وسُجنوا في ظروف مهينة، دون أن يُراعى كونهم ناشطين إنسانيين؛ جاءوا بصفتهم المدنية لا كمقاتلين.

معاناة هؤلاء الشبان بالرحلة وفي السجون الإسرائيلية لم تكن حدثًا معزولًا، بل امتداد لمعاناة غيرهم من الأحرار الذين لا ينتمون إلى هذه الأرض جغرافياً، لكنهم ينتمون لها أخلاقياً وإنسانياً.

من تياغو إلى ريما حسن، النائبة الفرنسية الفلسطينية التي لم تشفع لها حصانتها الأوروبية، مروراً بالناشطين بين تركي وألماني وإسباني وهولندي… الخ الذين اعتقلوا أو طُردوا أو شُوّهت سمعتهم لأنهم فقط تجرّؤوا على رفع علم فلسطين في عواصمهم.

وإن كانت يد الاحتلال قد امتدت في عرض البحر لتقمع من جاؤوا متضامنين، فإن اليد الأخرى، المخفية تارة والمكشوفة تارة أخرى، كانت تضرب على اليابسة. ففي مصر، تعرّض الناشطون من “مسيرة غزّة” للضرب والإهانة والتنكيل على أيدي قوات أمن بلباس مدني، في محاولة ممنهجة لإظهار أن الاعتراض يأتي من “المواطنين العاديين”، وليس من الدولة.

لقد لبس القامعون ثوب الشعب ليخونوا نبضه، وأوهموا العالم أن الشارع المصري – وهو الزخم العارم لفلسطين – قد انقلب على المبدأ. بينما الحقيقة أن اليد التي صفعت هؤلاء المتضامنين ليست يد الشعب، بل يد السلطة، وهي اليد ذاتها التي تصافح القتلة هناك، وتمنع المساعدات هنا، وتحاصر الفلسطيني في جسده ومعيشته وتُمعن في عزل كل من يحاول الوصول إليه.

بهذا المشهد، تتكامل المأساة مع الهزل، وتغدو الجغرافيا السياسية للمقاومة محكومة بمنظومتين: شعوبٌ تتقد بالشجاعة رغم البعد، وأنظمةٌ تشتغل لحساب الاحتلال وإن رفعت شعارات ضده. وهنا، كما يؤكّد الحال راهناً، فإن التضامن مع القضية الفلسطينية لا يزال يواجه مقاومة ضارية من أنظمة ترى في بقاء الاحتلال حماية لاستقرارها أو امتداداً لاستعمارها، أكثر مما ترى فيه جريمة تستحق المواجهة.

وفي ليبيا، حيث تسيطر قوات حفتر، كانت العراقيل بذريعة البيروقراطية والتعنّت الأمني في أقصى درجاتها، إذ منعت قوافل التضامن من المرور، وواجه ناشطون تحقيقات مطولة وإجراءات تعسفية، مما يعكس تنسيقاً أمنياً واضحاً وفاضحاً مع الاحتلال.

هذه التجارب المشتركة، من الاعتقال في سجون الاحتلال إلى التضييق في الحدود ومطارات الدول العربية والحدود البرية، تؤكّد حجم العقبات التي تواجه أي محاولة حقيقية لكسر الحصار وإيصال الدعم لغزّة، كما تؤكّد أن التضامن مع القضية الفلسطينية لا يزال يلقى مقاومة شديدة من أنظمة تحابي الاحتلال أكثر مما تُساند شعوبها في قضاياه المصيرية.

الرسائل التي كتبها الجلادون بتواطئهم

الرسالة التي كتبها الجلادون كانت واضحة، وإن اختلفت أيادي التوقيع عليها: حفتر قطع الطريق في الصحراء، والسيسي أطلق شرطته على المتضامنين مع غزّة في شوارع مصر ومطاراتها، يضربون، يرحّلون، ويقمعون كل من حاول أن يمرّ من بواباتهم بجوازه وكرامته.

أما إسرائيل، فكانت تشاهد من بعيد، مُطمئنة إلى أن الطرق إلى غزّة ما زالت مغلقة.

قافلة الصمود رغم عودتها اليوم لم تُكسر، عادت إلى تونس بجراحها وتحمل شيئاً أعظم من العبور: يقظة الضمير. لم تصل الشاحنات، لكن وُلدت إرادة جديدة، وكُسر الصمت، وإن لم تنجح سفينة ماديلين والصمود، فسيأتي بعدهما قوافل أخرى، بالآلاف، فإرادة الشعوب لا تنضب، وغزّة لا يمكن أن تُحاصر إلى الأبد.

إذا مُنعوا اليوم من العبور، فستُحوّل الأرض كلها إلى معبر؛ القوافل والسفن لم تمت، بل صارت فكرة لا تموت.

مقالات مشابهة

  • “الأحرار الفلسطينية”: ما تشهده الضفة الغربية والقدس جريمة حرب مكتملة
  • حماس: إحراق المستوطنين للقرآن وتخريب المساجد اعتداء سافر وتصعيد خطير
  • قوافل الغضب التي هزّت عروش الصمت
  • الاحتلال يقتل 34 فلسطينيا وحماس تؤكد على حق اللاجئين بالعودة
  • بيان صادر عن حركة حماس بمناسبة اليوم العالمي للاجئين
  • إيران: فرض مزيد من القيود على الاتصال بالإنترنت كإجراء أمني
  • في يوم اللاجئين.. حماس: لا حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين إلا بزوال الاحتلال
  • للتجسس.. إيران تخترق الكاميرات الأمنية الخاصة في إسرائيل
  • المجلس الوطني: ما يتعرض له شعبنا في غزة وصمة عار على جبين الإنسانية
  • صحة غزة لـعربي21: خروج مستشفى ناصر يعرض حياة 700 ألف فلسطيني للخطر