تأسس حزب المؤتمر الشعبي العام، أحد أهم القوى السياسية الرائدة في اليمن، قبل 42 عامًا ليشكل نقطة تحول في مسار البلاد، فمنذ تأسيسه في 24 أغسطس 1982، كان الحزب تعبيرًا عن رغبة الشعب اليمني في تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي، حيث انبثق من الأوضاع المعقدة التي عاشتها البلاد آنذاك من حروب أهلية وصراعات داخلية.

ونجح الحزب بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح في توحيد الصفوف وإرساء أسس الدولة المدنية الحديثة، مستندًا إلى الميثاق الوطني الذي أصبح دليلًا فكريًا وسياسيًا لتوجيه مسار البلاد نحو الديمقراطية والتنمية.

على مدار ثلاثة عقود، استطاع حزب المؤتمر الشعبي العام قيادة اليمن نحو نهضة تنموية شاملة، تخللتها مشاريع بنى تحتية حيوية شملت بناء المدارس والجامعات والمستشفيات، فضلًا عن تطوير شبكة الطرق والاتصالات والموانئ والمطارات. وقد شهد اليمن في ظل قيادة الحزب نهضة غير مسبوقة، حيث تحققت الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، والتي شكلت أعظم إنجاز وطني في تاريخ البلاد المعاصر.

تحديات

رغم النجاحات التي حققها الحزب، واجه المؤتمر الشعبي العام تحديات جسيمة، خاصة بعد اندلاع أحداث 2011 التي أدت إلى تزعزع استقرار البلاد وصعود تيارات سياسية حاولت إزاحة الحزب من المشهد السياسي. ورغم تلك التحديات، حافظ المؤتمر على مكانته كقوة سياسية رئيسية، ملتزمًا بمبادئ الديمقراطية والتعددية السياسية، ومواصلة الدفاع عن النظام الجمهوري ضد محاولات التفكيك والانقسام.

بعد رفع العقوبات الأممية عن السفير أحمد علي عبدالله صالح، نائب رئيس الحزب، تتجه الأنظار إليه باعتباره شخصية محورية قادرة على إعادة توحيد الحزب واستعادة دوره الفاعل في الساحة السياسية. يعلق أعضاء الحزب آمالًا كبيرة على السفير أحمد علي في قيادة الحزب نحو استعادة موقعه الريادي، حيث يعكف على التواصل مع القوى الإقليمية والدولية لدعم القضية الوطنية، وتوحيد الصفوف الداخلية للحزب في مواجهة التحديات الراهنة.

إلى جانب ذلك، يعكف الحزب حالياً تحت قيادة أحمد علي، على تنظيم صفوفه وتعزيز دوره الشبابي والتنظيمي في المناطق الخاضعة للمليشيا والمناطق المحررة ويسعى المؤتمريون إلى إعادة تفعيل حزبهم كحزب وسطي يعبر عن تطلعات كافة شرائح المجتمع اليمني، مستفيدًا من إرثه العريق وثقله الشعبي الذي جعله قادرًا على الصمود في وجه المؤامرات التي تستهدفه.

رغم محاولات البعض إضعاف الحزب منذ أزمة 2011 وانقلاب 2014، إلا أن القواعد الشعبية المتينة للمؤتمر ظلت صامدة، مما مكّن الحزب من البقاء كقوة مؤثرة في المشهد السياسي اليمني، له القدرة على لعب دور حاسم في إخراج اليمن من أزماته الحالية، مستندًا إلى تاريخه العريق وتجربته في الحكم والتزامه بمبادئ الوحدة الوطنية.

ويحمل الاحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام هذا العام رمزية خاصة، حيث يعكس الإرادة الشعبية المتجددة لإعادة بناء البلاد على أسس الديمقراطية والسلام في ظل آمال قواعد الحزب بقائدهم الفذ أحمد علي عبدالله صالح إلى تجديد العهد بمواصلة مسيرة البناء والتنمية وتعزيز الحوار مع مختلف القوى السياسية لتحقيق المصالحة الوطنية واستعادة الدولة سلما أو حربا.

ويرى مراقبون أن حزب المؤتمر الشعبي العام يظل -رغم كل التحديات التي واجهها وما زال يواجهها- سفينة النجاة التي يعول عليها الكثيرون في إخراج اليمن من أزماته، وذلك بفضل رؤيته الوطنية الشاملة، وقدرته على التكيف مع المتغيرات السياسية، واستعداده للمضي قدمًا نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: المؤتمر الشعبی العام حزب المؤتمر أحمد علی

إقرأ أيضاً:

وزير الداخلية الإيراني: سنرد على العدو الصهيوني بقوة

أكد وزير الداخلية الإيراني “إسكندر مؤمني”، بعد الهجوم الصهيوني على البلاد، أنهم سيتجاوزون هذا الظرف، وسيردون على العدو بقوة.

ودعا الوزير، اليوم الجمعة، في مقابلة تلفزيونية حول آخر المستجدات في مختلف مناطق البلاد عقب عدوان الكيان الصهيوني، الشعب الإيراني، إلى الحفاظ على يقظتهم وهدوئهم في الظروف الحساسة الراهنة.

وصرح بالقول: “ندين هذه الجريمة الوحشية والجبانة، وسيكون هناك انتقام شديد بلا شك”.

وأضاف الوزير: “في اللحظات الأولى، صدرت التعليمات اللازمة، والآن جميع المحافظين في جميع أنحاء البلاد متواجدون في أماكن عملهم. وقد تشكلت اللجان المعنية ومجالس أمن المحافظات. وتجري الخدمات بشكل طبيعي وكامل”.

وتابع بالقول: “يعمل مقر إدارة الأزمات باستمرار بحضور جميع أجهزة الإغاثة. بما في ذلك الإسعاف، والإطفاء، والهلال الأحمر، والشرطة، ويتم الرصد اللازم”.

وطمأن الوزير، الشعب، أن جميع أركان الحكومة على أهبة الاستعداد. مؤكدا أن إدارة الأمور لا تتوقف على شخص، وقد أثبتوا ذلك خلال ما يقرب من نصف قرن من تاريخ الثورة.

وأكد وزير الداخلية أن الشعب الإيراني يجب أن يتلقى الأخبار والتعليمات من المصادر الرسمية في هذه الظروف.

وقال الوزير: “يجب على نشطاء الفضاء الافتراضي أيضا إعطاء الأولوية القصوى للأمن النفسي. يجب على الشعب تجنب التنقلات غير الضرورية، والتعاون مع الكوادر الطبية والعلاجية والطوارئ. والتأكد من أن جميع أركان النظام واقفة بقوة وسترد بقوة”.

وختم “مؤمني” بالقول : “الشعب العزيز، كالمعتاد، حاضر في الساحة، وبحول الله وقوته سنتجاوز هذا الظرف، وسيُرد بقوة شديدة”.

يذكر أن الكيان الصهيوني شن فجر اليوم الجمعة، هجمات على مناطق بطهران، وتعرضت عدة مبان سكنية للقصف في هذه الهجمات.

واستشهد في هذه الهجمات، القائد العام للحرس الثوري الإسلامي اللواء “حسين سلامي”. وعضو البرلمان والرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية “فريدون عباسي”. ورئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الايرانية اللواء “محمد باقري”.

كما إستشهد اللواء “غلام علي رشيد”، والعالم النووي ورئيس الجامعة الحرة الدكتور “محمد مهدي طهرانجي”.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية الإيراني: سنرد على العدو الصهيوني بقوة
  • حزب صوت الشعب: “استطلاع البعثة الأممية” وصاية سياسية مرفوضة  
  • استطلاع رأي يكشف تحولات كبرى في الخريطة السياسية التركية
  • السيد القائد يدعو أبناء الشعب اليمني للخروج المليوني غدًا بالعاصمة صنعاء والمحافظات
  • تفاصيل جديدة لأخطر قضايا التجسس التي طالت السلك الدبلوماسي اليمني في الخارج
  • السوكني: التشكيلات العسكرية التي زرناها في طرابلس حريصة على استمرار حالة الاستقرار  
  • المغرب يدين تعنت الجزائر التي ترهن العملية السياسية على حساب الاستقرار الإقليمي
  • هل تهز اتهامات التزوير شرعية قيادة حزب الشعب الجمهوري؟
  • وزير الأوقاف اليمني يحذر من خرافة يوم الغدير وعنصرية الولاية
  • جبهة تحرير فلسطين:العدوان الصهيوني على اليمن عجز وإفلاس أمام الردع اليمني