في لقاء وُصف بالساخن، ناشد رهائن سابقون ومعهم عائلات لمختطفين حاليين في غزة، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، إبرام صفقة لإعادتهم ووقف إطلاق النار بالقطاع.

وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن نتانياهو قال في الاجتماع الذي عُقد، الجمعة، إنه "لا يوجد اتفاق على الطاولة في الوقت الحالي ليقوم بتوقيعه".

وبعد أكثر من 10 أشهر من الحرب التي دمّرت قطاع غزة وخلّفت عشرات آلاف القتلى، تجري جولة المفاوضات الجديدة في القاهرة بوساطة من أميركا وقطر ومصر، بين إسرائيل وحركة حماس.

وتجرى المحادثات بعد جولة مماثلة عقدت في الدوحة الأسبوع الماضي، لم تحضرها حركة حماس.

وكان موقع "أكسيوس" الأميركي قد ذكر، الجمعة، أن الرئيس الأميركي جو بايدن، طلب من نتانياهو، سحب القوات الإسرائيلية من حدود غزة مع مصر، في إطار مرحلة أولية من اتفاق وقف إطلاق النار حتى يمكن مواصلة المحادثات.

وقال 3 مسؤولين إسرائيليين لموقع أكسيوس، إن نتانياهو "قبل جزئيا طلب بايدن" الذي ذكره في مكالمتهما، الأربعاء، و"وافق على التخلي عن موقع تسيطر عليه القوات الإسرائيلية عند الحدود بين مصر وغزة".

وفيما يتعلق باجتماع رهائن سابقين وأسر لمختطفين في غزة مع نتانياهو، نقلت "تايمز أوف إسرائيل"، عن تقرير للقناة 12 الإسرائيلية، أن ابنة أحد المحتجزين في غزة قالت لرئيس الوزراء: "يمكن أن نتذكرك بأنك الشخص الذي قاد البلاد إلى مكان أفضل، أو بأنك الشخص الذي أحدث الفوضى". 

وأضافت: "أنت رئيس الوزراء ومسؤول عن المحتجزين، ليس حماس ولا أي طرف آخر. يجب عليك التوصل إلى اتفاق وإعادة كل المحتجزين".

ورد نتانياهو بالقول: "ماذا تقترحين أن أفعل؟"، لتجيبه: "أقترح أن توقع اتفاقا يعيد الرهائن إلى منازلهم. هناك اتفاق على الطاولة".

لكن رئيس الوزراء أجابها وقال: "أي اتفاق؟ أي اتفاق؟ من أخبرك أنه كان هناك اتفاق على الطاولة وأننا لم نوقعه لهذا السبب أو ذاك، أو لأسباب شخصية. هذا كذب".

ومساء الخميس، قال مكتب نتانياهو إن إسرائيل لن تقبل اتفاق هدنة في غزة "من دون السيطرة على محور فيلادلفيا، لمنع إعادة تسليح حماس".

لكن في المقابل، ترفض مصر بصورة قاطعة انتشار القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، إذ ترى في ذلك "تهديدًا بانتهاك معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية الموقعة في عام 1979 برعاية أميركية"، وفق ما قال في أكثر من مناسبة رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن استعادة 6 جثث لمحتجزين في مدينة خان يونس بقطاع غزة. وحسب "تايمز أوف إسرائيل"، فإن الجيش يعتقد أنهم كانوا على قيد الحياة في وقت سابق هذا العام.

فتحة نفق وبعدها مسار.. إسرائيل تكشف كيفية استعادة جثث رهائن كشفت إسرائيل، الثلاثاء، معلومات جديدة عن عملية استعادة جثث 6 رهائن من داخل نفق في منطقة خان يونس بوسط قطاع غزة، مساء الاثنين، مشيرة إلى أن العملية جرت بواسطة قوات المظليين ووحدة "يهلوم"، بالتعاون مع جهاز "الشاباك".

وبالعودة إلى الاجتماع، قال محتجز سابق في غزة لنتانياهو بشأن الرهائن: "إنهم يموتون، وكل يوم تقتل شخص آخر. كان هناك 20 رهينة أحياء، وأعدتهم 20 جثة".

وقال نتانياهو خلال الاجتماع: "أنا أحاول الوصول إلى اتفاق مع إطلاق سراح أكبر عدد من المحتجزين. لا أريد الموافقة على اتفاق يفرج عن 12 رهينة... لأنني سأترك حينها أشخاص مرضى وكبار في السن. هل تفعلون أمرا كهذا؟ أنا لن أفعل".

كما تطرق نتانياهو إلى أن عدم الرضوخ لمطالب حماس، وخصوصا المتعلق بمحور فيلادلفيا، مشيرًا إلى أنه "سيعني فوز" الحركة (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) وسيوفر "دفعة قوية للمحور المعادي لإسرائيل"، على حد قوله.

و أشار إلى أن قائد حماس، يحيى السنوار، "عازم على مواصلة القتال"، ووصفه بأنه "مختل عقليًا"، وفق الصحيفة.

ورد في هذا الوقت أحد الرهائن السابقين على نتانياهو، قائلا: "أنت أيضًا منغمس في أيديولوجيتك الخاصة".

كما هاجم الحضور في الاجتماع نتانياهو بسبب رفضه زيارة المجتمعات السكنية في غلاف غزة، والتي تعرضت لأقوى هجوم في السابع من أكتوبر.

وذكرت "تايمز أوف إسرائيل" أن أحد الرهائن السابقين سُمع يقول:" اسألوه لو كان يعرف أين يقع كيبوتس نير عوز على الخريطة. هل تعلم أين نعيش؟ هل زرتنا يومًا؟"، ليرد نتانياهو بهدوء: "أعلم أين يقع نير عوز".

وهنا أضاف الرهينة السابق: "أنت تعلم أين تقع، لكن هل ترغب في القدوم معي في جولة لترى أين تم اختطافنا؟ حيث كان كل الجيران يصرخون وكل الكيبوتس يشتعل، لم يأت أحد. هل ترغب في جولة لأريك المعاناة التي واجهتها؟ لماذا لم تعتذر؟".

"قلق ويواجه ضغطا".. مصادر تكشف كواليس اجتماع لنتانياهو كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الجمعة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدا خلال اجتماعه، الاثنين الماضي، مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مضغوضا وقلقا بخصوص ملف الرهائن والتهديدات الإيرانية.

لكن نتانياهو أشار إلى أنه اعتذر بالفعل، فقال الرهينة السابق: "لم أتلق أي اعتذار. أنت لم تتحمل المسؤولية".

وكانت زوجة رئيس الوزراء، سارة نتانياهو، حاضرة في الاجتماع، وحينما جاء الحديث عن تحمل مسؤولية هجوم السابع من أكتوبر، قالت إن "الجيش يستحق أن يتم تحميله المسؤولية"، وفق الصحيفة.

وعقد عدد من الرهائن السابقين مؤتمرا صحفيا، الجمعة، عقب الاجتماع مع نتانياهو، وقال أحدهم إن نتانياهو أبلغهم بأنه "سيفعل كل ما بوسعه لإعادة بقية المحتجزين"، لكن قال البعض الآخر إنهم "خرجوا من الاجتماع غير متفائلين".

وكانت رويترز قد نقلت عن عدة مصادر مطلعة على المحادثات، الجمعة، أن خلافات حول وجود عسكري إسرائيلي مستقبلا في غزة، وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين، تقف كعقبات في سبيل التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار وتبادل الرهائن لدى حماس بسجناء فلسطينيين في إسرائيل.

وقالت المصادر، بينها اثنان من مسؤولي حماس و3 دبلوماسيين غربيين، لرويترز، إن "الخلافات نشأت من مطالب قدمتها إسرائيل منذ وافقت حركة حماس على نسخة من مقترح لوقف إطلاق النار، كشف عنه بايدن، في مايو الماضي".

وقالت جميع المصادر إن حماس "تشعر بالقلق بشكل خاص من أحدث مطلب، الذي يتعلق بالاحتفاظ بقوات إسرائيلية على طول ممر نتساريم"، وهو شريط ممتد من شرقي القطاع إلى غربه يمنع حرية حركة الفلسطينيين بين شمالي قطاع غزة وجنوبه، وأيضا وجود قوات إسرائيلية في ممر فيلادلفيا، وهو شريط حدودي ضيق بين غزة ومصر.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: تایمز أوف إسرائیل رئیس الوزراء إطلاق النار إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

مفاوضات قطر توشك على الانهيار.. خلافات عميقة تهدد جهود التوصل لهدنة وصفقة الرهائن

من أبرز القضايا الخلافية آلية دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية على قطاع غزة، حيث تشترط حركة حماس أن يتم توزيعها عبر الوكالات الأممية والمنظمات الدولية، بينما تفضل إسرائيل تمريرها عبر "مؤسسة المساعدات الإنسانية في غزة" (GHF)، وهي آلية تديرها إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة وتثير جدلًا واسعا. اعلان

دخلت المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة مرحلة شائكة، حيث كشف مسؤولون فلسطينيون أن الانقسامات العميقة بين الطرفين قد تؤدي إلى انهيار كامل للجهود الجارية لإبرام اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

وقال مصدر فلسطيني رفيع المستوى: إن "الوفد الإسرائيلي لا يمتلك صلاحيات فعلية لاتخاذ قرارات جوهرية"، وهو ما أكدته أيضًا شقيقة رهينة سابقة في تصريح نقلته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، حيث أفادت بأن "نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب، بل يحاول فقط كسب المزيد من الوقت السياسي".

وأضاف المصدر أن الهدف من إرسال وفد غير مفوض هو خلق انطباع بوجود تقدم، بينما تعمل الحكومة الإسرائيلية على تعطيل المباحثات في خطوة تُظهر عدم جديتها في التوصل إلى تسوية شاملة.

في المقابل، حافظ نتنياهو خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن على لهجة إيجابية، وقال إنه يتوقع التوصل إلى اتفاق "خلال أيام"، وإن الاتفاق المقترح يشمل إطلاق حماس سراح 10 من أصل 20 رهينة لا تزال على قيد الحياة، و16 من أصل 30 جثة رهينة، وذلك في إطار هدنة مدتها شهرين.

ثماني جولات في ظرف أسبوع

ومنذ بداية الأسبوع الماضي، عقد الطرفان ثماني جولات من المفاوضات غير المباشرة في الدوحة، حيث تم تقسيم الوفود في مبانٍ منفصلة، فيما تولى الوسطاء القطريون والمصريون والأمريكيون مهمة نقل الرسائل الشفهية والمكتوبة بين الطرفين.

وتضم الوفود الإسرائيلية ممثلين عن المؤسسة العسكرية والأمنية والسياسية، بينما يمثل حركة حماس وفد مركزي مكوّن من قيادات في الحركة داخل القطاع.

خلافات حول الإنسانية والانسحاب

ومن أبرز القضايا الخلافية هي آلية دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية على قطاع غزة، حيث تشترط حركة حماس أن يتم توزيعها عبر وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بينما تفضل إسرائيل تمريرها عبر "مؤسسة المساعدات الإنسانية في غزة" (GHF)، وهي آلية تديرها إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة وتثير جدلًا واسعًا.

وبالنسبة للانسحاب العسكري، فقد قدّم الوفد الإسرائيلي في الجولة الخامسة رسالة مكتوبة أوضح فيها أنه سيحتفظ بمنطقة عازلة داخل القطاع بعمق يتراوح بين كيلومتر واحد إلى 1.5 كيلومتر.

لكن تصاعد التوتر جاء بعد أن طلب الوفد الفلسطيني خريطة توضح مناطق الانسحاب، لتظهر مفاجأة مفادها أن المناطق التي ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية أعمق بكثير، وتشمل مناطق يصل عمقها إلى 3 كيلومترات في بعض الأماكن.

وتتضمن هذه المناطق كامل مدينة رفح في الجنوب، 85% من قرية خزاعة شرق خان يونس، وأجزاء واسعة من بلدات شمال القطاع مثل بيت لاهيا وبيت حانون، بالإضافة إلى أحياء شرقية في مدينة غزة مثل تفاحة وشجاعية وزيتون.

Related "أطباء بلا حدود" تدق ناقوس الخطر: غزة تواجه موجة حادة من سوء التغذيةاجتماع "سرّي" في واشنطن بشأن غزة.. وحماس توافق على إطلاق سراح 10 رهائن في أطار المفاوضاتنتنياهو يعود إلى تل أبيب دون اتفاق.. وتقرير يكشف: تدخّله عطّل المفاوضات في لحظات حاسمةاتهامات بالتمادي والخداع

واعتبر مسؤولون في حماس أن هذا التناقض بين الرسالة المكتوبة والخريطة يُظهر نية إسرائيلية غير صادقة، مما زاد من تآكل الثقة بين الأطراف.

واتهم المسؤولون الفلسطينيون الوفد الإسرائيلي بمحاولة كسب الوقت لإظهار تقدّم مصطنع خلال زيارة نتنياهو إلى واشنطن.

وقال أحد كبار المفاوضين الفلسطينيين لـ"بي بي سي": "لم يكن هناك أي جدية في هذه الجولات، واستخدمها الطرف الإسرائيلي فقط لخلق انطباع زائف عن التقدم".

وأكد أن إسرائيل تمارس سياسة ممنهجة تهدف إلى تشريد السكان تحت غطاء التخطيط الإنساني، مشيراً إلى خطة وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس لإنشاء ما أسماه "مدينة إنسانية" في رفح تستقبل نحو 600 ألف فلسطيني في المرحلة الأولى، وصولاً إلى استيعاب كامل سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة.

وتتضمن الخطة فحص الفلسطينيين أمنيًا من قبل القوات الإسرائيلية قبل دخولهم إلى هذه المنطقة، ومنعهم من الخروج منها، وهو ما أدانته منظمات حقوق الإنسان محليًا ودوليًا، ووصفته بأنها خطوة تشبه إنشاء "معسكر اعتقال".

دعوات للتدخل الأمريكي

وفي ظل تصاعد التوترات، دعا الجانب الفلسطيني الإدارة الأمريكية إلى التدخل بشكل أكثر فاعلية لدفع إسرائيل نحو تقديم تنازلات حقيقية، لمنع انهيار كامل لمسار المفاوضات في الدوحة.

وحذّر الوسطاء من أن فشل هذه الجهود سيعقد من المشهد الإقليمي، ويهدد بانهيار جهود التهدئة، وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

وقال دبلوماسي عربي في الدوحة: "العملية معلقة على خيط رفيع. أي تأخير في التحرك الجاد قد يؤدي إلى انهيار كامل وغير محسوب العواقب".

وبدأ الجيش الإسرائيلي حملته في قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، ردًا على هجوم شنه مقاتلو حركة حماس أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، واحتجاز 251 آخرين كرهائن.

وبحسب إحصائيات وزارة الصحة في قطاع غزة، فقد قُتل منذ بدء العملية العسكرية ما لا يقل عن 57,823 شخصًا، ثلثاهم من المدنيين.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الإعلام الإسرائيلي يرجح استقالة بن غفير إذا تم التوصل لاتفاق بغزة
  • 141 قتيلا في غزة خلال 24 ساعة في هجمات إسرائيلية
  • 131 قتيلا في غزة خلال 24 ساعة جرّاء العملية الإسرائيلية
  • مظاهرات إسرائيلية تحاصر مقر غرفة عمليات الحكومة في تل أبيب لوقف إطلاق النار بغزة
  • مصدر إسرائيلي يكشف موقف حماس من مقترح قطري بشأن إطلاق سراح الرهائن في غزة
  • مفاوضات قطر توشك على الانهيار.. خلافات عميقة تهدد جهود التوصل لهدنة وصفقة الرهائن
  • نتنياهو يعود إلى إسرائيل دون إعلان اتفاق لوقف النار.. وغزة على صفيح المفاوضات الساخن
  • نتنياهو: نأمل إبرام اتفاق بشأن الرهائن خلال أيام قليلة
  • ما رد حماس على تصريحات نتنياهو عن صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار؟
  • عاجل. نتنياهو: إسرائيل مستعدة للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار في غزة