من جنين إلى الخليل.. عمليات نوعية متتالية ضد جيش الاحتلال
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
◄ الضفة لا تزال تشكل أعقد مسائل الأمن الإسرائيلية
◄ مقتل 3 من الشرطة الإسرائيلية في عملية نوعية بالخليل
◄ إطلاق 11 رصاصة على السيارة المُستهدفة قرب حاجز ترقوميا
◄ تنفيذ العملية كان من مسافة كيلومتر واحد
◄ الجبهة الشعبية للتحرير: عملية الخليل تُعيد رسم معادلات الردع في الضفة
◄ "حماس" تدعو إلى إشعال النار في وجه الاحتلال بالمدن والمخيمات
الرؤية- غرفة الأخبار
يُواصل المقاومون الفلسطينيون التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية المُحتلة منذ فجر الأربعاء الماضي، حيث أفاد صحفيون بوقوع انفجارات واشتباكات مُسلحة داخل مخيم جنين، ومناطق أخرى بشمال وجنوب الضفة.
وعلى الرغم من تحكم جيش الاحتلال في كل مفاصل الضفة منذ أكثر من 50 عاماً، إلا أنَّ الضفة لا تزال تشكل أعقد مسائل الأمن الإسرائيلية، وتشكلت فيها كتائب مقاومة قادرة على التصدي لجيش الاحتلال وإيقاع الخسائر به وتنفيذ عمليات نوعية على الحواجز وبالمستوطنات وفي الداخل المحتل.
وبالأمس، حلقت المروحيات العسكرية الإسرائيلية بكثافة في أجواء مخيم جنين، في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال محاصرة مستشفى جنين الحكومي وتمنع الطواقم الطبية من الوصول إليه، كما أنها تُعيق عمل فرق الإنقاذ وإصلاح البنى التحتية وتمنعها من الدخول إلى المخيم.
وفي الخليل، قتل الأحد 3 من عناصر الشرطة الإسرائيلية في هجوم مسلح على سيارة عند حاجز ترقوميا غربي الخليل بجنوب الضفة الغربية.
وأفاد الإسعاف الإسرائيلي بمقتل اثنين من عناصر الشرطة والحرس الحدودي على الفور وإصابة ثالث بجراح خطيرة، ولاحقاً أعلن عن وفاة المصاب متأثرا بجراحه.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنَّ القتلى الثلاثة من قوات الأمن وعناصر الشرطة وكانوا على رأس عملهم، مضيفاً أنَّه عثر على السيارة المستخدمة في الهجوم فارغة بعد تمكن المنفذين من الانسحاب.
وتابع أنه دفع بتعزيزات إلى المنطقة ويحاصر بلدة إذنا (شمال غرب الخليل)، في إطار عمليات البحث عن منفذي الهجوم المسلح.
كما قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الجيش دهم بلدة إذنا المجاورة لمكان الهجوم، مشيرة إلى أن مطاردة المهاجمين مستمرة.
وأفادت مصادر فلسطينية بأن طائرات استطلاع إسرائيلية حلّقت في سماء بلدة ترقوميا والمناطق المحيطة بها شمال غربي الخليل في إطار البحث عن منفذي إطلاق النار.
وفي تفاصيل العملية، قالت إذاعة كان الإسرائيلية إن المنفذين أطلقوا 11 رصاصة على السيارة المستهدفة قرب حاجز ترقوميا.
من جهتها، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المهاجمين أطلقوا النار من مسافة كيلومتر واحد عن حاجز ترقوميا.
ويأتي هجوم ترقوميا بعد يومين من العملية المزدوجة التي وقعت في محيط مستوطنتين شمالي الخليل وأسفرت عن إصابة 3 إسرائيليين بينهم قائد لواء عتصيون.
كما يأتي في ظل الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ الأربعاء على شمال الضفة الغربية، والذي أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 22 فلسطينيا، فضلا عن مقتل وإصابة جنود إسرائيليين في جنين.
واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن عملية الخليل جاءت ردا على "الجرائم الصهيونية والحملة التي تستهدف شمال الضفة، وهذه العملية تثبت عجز العدو وفشله أمام إرادة المقاومة وتعيد رسم معادلات الردع بالضفة".
في غضون ذلك، قالت حركة حماس إن عمليات المقاومة البطولية بالضفة الغربية وآخرها في الخليل رد طبيعي على ما وصفتها بحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة والجرائم بالضفة.
ودعت الحركة -في بيان- "كل من يحمل السلاح، لتوجيه الرصاص إلى صدور المحتلين الذين يواصلون ارتكاب المجازر في قطاع غزة الصامد".
كما دعت الفلسطينيين في المدن والمخيمات لإشعال النار في وجه الاحتلال وقطع طرق المستوطنين بكل السبل.
وكانت كتائب القسام توعدت قبل أيام بتكثيف العمليات في الضفة الغربية ردا على العدوان الإسرائيلي في غزة والضفة.
ويقول الكاتب والصحفي أحمد الصفدي إنَّ "عملية الخليل قد تفجر أرجاء الضفة وتؤدي لاشتعال انتفاضة ثالثة، كما أن أفعال نتنياهو ستجر دولة الاحتلال لعمق الهاوية".
وأضاف- في تصريحات صحفية- أن تجربة غزة في مواجهة الاحتلال فاقت تجربة الضفة وجنوب لبنان، وتفوقت على تجربة فيتنام نفسها، مبينًا: "تجربة غزة صمدت كل هذه المدة الطويلة العصيبة وحدها في ظل وقوف العالم أجمع بوجهها".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
من سجون الاحتلال إلى زنازين السلطة.. الصحفي سامي الساعي ضحية جديدة لتكميم الأفواه في الضفة الغربية
يمانيون |
أقدمت أجهزة ما تُعرف بـ”الأمن الوقائي” التابعة للسلطة الفلسطينية، على اختطاف الصحفي والأسير المحرر سامي الساعي من أحد شوارع مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، في خطوة جديدة تؤكد تصاعد ممارسات القمع والتضييق على الحريات الإعلامية من قبل تلك الأجهزة.
وبحسب مصادر عائلية ومحلية، فإن قوة من جهاز الأمن الوقائي اعترضت الساعي أثناء تواجده في وسط المدينة، قبل أن تقوم باعتقاله واقتياده إلى جهة مجهولة، وسط حالة من الغضب والاستنكار الشعبي.
ولم تمضِ ساعات حتى أعلنت محكمة تابعة للسلطة في طولكرم عن تمديد اعتقاله لمدة 15 يوماً في سجون الأجهزة الأمنية، دون توجيه تهم واضحة أو السماح لمحاميه بلقائه.
ويُعد سامي الساعي من أبرز الوجوه الإعلامية في شمال الضفة الغربية، وسبق أن تعرّض للاعتقال مرات عدة على أيدي أجهزة السلطة بسبب نشاطه الصحفي وجرأته في كشف ملفات الفساد والانتهاكات التي تمارسها تلك الأجهزة بحق المواطنين والمؤسسات.
وكان قد نجا مؤخراً من رحلة اعتقال طويلة في سجون العدو الصهيوني، حيث قضى 15 شهراً في الأسر قبل الإفراج عنه قبل بضعة أشهر فقط.
وبعد تحرره، أدلى الساعي بشهادة صادمة تحدث فيها عن أشكال التعذيب الجسدي والنفسي التي تعرّض لها في سجون الاحتلال، واصفاً ما جرى معه بأنه “أقسى ما مرّ به في حياته”.
ورغم ذلك، لم يثنه ذلك عن مواصلة عمله الصحفي وكشف الحقائق، ما جعله هدفاً دائماً للأجهزة الأمنية التابعة للسلطة التي تسعى لإسكات الأصوات الحرة في الضفة الغربية.
ويرى مراقبون أن اعتقال الساعي يأتي في سياق حملة متصاعدة تشنها السلطة الفلسطينية ضد الصحفيين والنشطاء، ضمن سياسة ممنهجة لتكميم الأفواه ومنع أي انتقاد لسياساتها أو لعلاقاتها الأمنية مع العدو الصهيوني.
وتزايدت في الآونة الأخيرة الإدانات الحقوقية لهذه الممارسات التي تمثل – بحسب وصف منظمات دولية – “انتهاكاً صارخاً لحرية التعبير وللقانون الأساسي الفلسطيني الذي يضمن حرية الرأي والعمل الصحفي”.
وتأتي هذه الجريمة في وقت يواجه فيه الصحفيون الفلسطينيون تضييقاً مزدوجاً من الاحتلال الصهيوني وأجهزة السلطة معاً، حيث يتم اعتقالهم تارة في سجون الاحتلال وتارة في سجون السلطة، في مشهد يعكس عمق التنسيق الأمني الذي يضرب القيم الوطنية عرض الحائط، ويحول الضفة الغربية إلى مساحة مغلقة على الحرية والإعلام الحر.
وتطالب الأوساط الإعلامية والحقوقية بالإفراج الفوري عن الصحفي سامي الساعي، ومحاسبة المتورطين في اعتقاله، مؤكدين أن استمرار هذه الانتهاكات يضع السلطة في مواجهة مفتوحة مع الرأي العام الفلسطيني الذي يرى في هذه الممارسات خيانة واضحة لمبادئ النضال والحرية التي ضحّى من أجلها آلاف الشهداء والأسرى.