شبكة اخبار العراق:
2025-07-31@08:40:39 GMT

أرد أبكي بالعباس وألطم بالحسين

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

أرد أبكي بالعباس وألطم بالحسين

آخر تحديث: 2 شتنبر 2024 - 10:57 صبقلم:فاروق يوسف الرقم مبالغ فيه. أربعون مليونا شاركوا في إحياء أربعينية الإمام الحسين مشيًا إلى كربلاء. ولكن ثلاثة مليارات دولار أميركي أنفقها العراق من أجل إحياء تلك المناسبة هو رقم واقعي وصحيح ولا مبالغة فيه.لا يعتبر النظام السياسي في العراق زيارة ضريح الإمام الحسين نوعًا من السياحة الدينية، في ما مدينة مشهد الإيرانية تزدهر اقتصاديًا بسبب السياحة الدينية التي عنوانها زيارة ضريح الإمام الرضا، وهو ثامن أئمة الشيعة.

الغباء السياسي العراقي المبطن بالسذاجة الشعبية واضح حين تتم المقارنة بين الحالين. لقد سبق لأحد النواب العراقيين أن تساءل عن فداحة الخطأ في إنفاق الثلاثة مليارات على زيارات ينبغي أن تثري اقتصاد البلد، فضُرب بسؤال صاعق: “هل الثلاثة مليارات أهم أم الحسين؟”. في كل لحظة بكاء مجاني يفقد العراق المليارات مضافة من الدولارات الأميركية يلتهمها وحش الفساد، في أربعينية الحسين كل شيء مجاني. الدخول إلى العراق مجاني. النقل مجاني. في إمكان الزائر أن يأكل في أيّ لحظة طعامًا ساخنًا وبالمجان. هناك أماكن للإيواء يمكن استعمالها من غير مقابل. كما أن مناسبة مليونية مثل تلك يمكن أن تكون فرصة للتسلل إلى العراق والبقاء فيه في انتظار الحصول على الإقامة ومن ثم البطاقة الوطنية التي تمهد للحصول على الجواز العراقي. رسميًا، سبق لباكستان أن أعلنت عن ضياع خمسين ألفًا من مواطنيها في العراق. ذلك رقم ليس إلا. كم هو عدد الإيرانيين والأفغان والإندونيسيين والفلبينيين واللبنانيين والأذريين الذين يتمتعون بالكرم العراقي؟ عام 1980 كان عدد سكان العراق 13 مليونًا. بعد أقل من نصف قرن صار عدد سكانه 40 مليونًا، أما اليوم فإن الرقم تجاوز الـ45 مليونًا. وكما أتوقع، فإن المقاومة الإسلامية إذا ما استمرت في حكم العراق فإن عدد سكانه سيصل إلى المئة مليون في غضون سنوات قليلة. والعراق ليس دولة لجوء، ولكنه الدولة الوحيدة في العالم التي تمنح المواطنة لمن يتسللون إليها تحت شعار الطقوس الحسينية. لسان الحال يقول “إنهم يحبون الحسين لذلك فإنهم يستحقون المواطنة. وهو ما يجعلهم قريبين من حبيبهم الحسين”.وكما أتوقع، فإن الدولة العراقية تخصص رواتب شهرية لكل المستضعفين الشيعة الذين لجأوا إليها حبًا بالحسين. أما المواطنون العراقيون الأصليون فإن حبهم للحسين لن ينقذهم من الفقر والجوع وإذلال البطاقة التموينية. العراق بلد استثنائي في فساده. أمّا أن يحول الفساد العراق إلى كذبة يستفيد منها المنافقون القادمون من مختلف أصقاع الأرض فتلك فجيعة ستصدم حتى أولئك الذين وجدوا في العراق الجديد فرصة لتجريب مواهبهم الانتهازية.العراق بلد استثنائي في فساده. أمّا أن يحول الفساد العراق إلى كذبة يستفيد منها المنافقون القادمون من مختلف أصقاع الأرض فتلك فجيعة ستصدم حتى أولئك الذين وجدوا في العراق الجديد فرصة لتجريب مواهبهم الانتهازية في كل الأحوال، فإن ما تُسمى بالشعائر الدينية قد تم إفراغها من محتواها الديني المسالم لتتحول إلى تظاهرات طائفية، تم توظيفها لأغراض حزبية عنوانها الرئيس “الطائفية”، وهو عنوان غطس في وحوله العراقيون الفقراء والبسطاء من غير أن ينتبهوا إلى أن هناك مَن يستعملهم سدًا بشريًا لإخفاء جرائمه الاقتصادية الكبرى التي تستنزف ثروة بلد سقط أكثر من ثلث سكانه في هاوية الفقر المدقع.ما صار العراق يشهده سنويًا من هيجان طائفي تشارك فيه أمم قادمة من شتى أنحاء الأرض لن يسمح على الإطلاق بقيام دولة فيه. ذلك ما يحقق لفاسدي الطوائف مآربهم في الاستمرار في السطو على أموال الشعب العراقي تحت شعار “لكم الحسين ولنا المال”. يعتبر أصحاب العمائم وأعضاء الأحزاب الدينية أداء الشعائر الحسينية بما فيها اللطم وضرب الرؤوس والظهور بالسكاكين وسواهما في حد ذاته انتصارًا يستحقون عليه مكافأة الاستحواذ على أموال العراقيين. هذه المعادلة سبق للكثيرين أن تحدثوا عنها علنًا لا لشيء إلا لأنهم يعتبرون ثروات العراق من ممتلكات الإمام الغائب الذي أوهموا الجمهور الباكي بالدعاء للتعجيل في ظهوره. وما الفساد الذي يستحوذون من خلاله على تلك الثروات إلا محاولة يسندها فقههم لتسريع الزمن وصولًا إلى قيام الساعة. حينها يقيم الإمام المنتظر دولته العادلة. خرافة يدفع العراقيون وحدهم ثمنها في ظل عمليات نهب منظم، تتبخر من خلالها أموال النفط لتمطر غيومها ذهبًا على إيران التي لا تخسر شيئًا وهي تمول عصاباتها في سوريا واليمن ولبنان. فالكل ينعم بأموال صاحب الزمان الذي سيطول انتظاره حتى بعد أن تنفد ثروات العراق النفطية. أما العراقيون المسحورون بمرثيات باسم الكربلائي الطائفية فليس لهم سوى أن يرددوا مع ناظم الغزالي: “أرد أبكي بالعباس وألطم بالحسين”.في كل لحظة بكاء مجاني يفقد العراق المليارات مضافة من الدولارات الأميركية يلتهمها وحش الفساد.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: فی العراق

إقرأ أيضاً:

ما دوافع حرب أوكرانيا على الفساد؟

كييف- نزولا عند رغبة مئات المحتجين في الشارع، ورضوخا -على ما يبدو- للضغوط والمطالب الأوروبية خصوصا، تتجه أوكرانيا نحو تحرير مؤسسات مكافحة الفساد من وصاية السلطة، ومنحها استقلالية كانت قد ألغيت قبل أيام قليلة فقط.

فالقرارات التي كانت قد أعلنت عن وضع "المكتب الوطني لمكافحة الفساد" و"النيابة العامة الخاصة بمكافحة الفساد" تحت رقابة "النيابة العامة العليا" قوبلت بمظاهرات غضب لم تشهدها كييف منذ سنوات ما قبل الحرب، تبعها قرار أوروبي يقضي بتجميد منح كييف مساعدات بقيمة 1.5 مليار يورو.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سجن مسؤولين سابقين في كرة القدم الصينية بتهمة الفسادlist 2 of 2الحكم على نائب ألماني بالسجن في قضية فساد لصالح أذربيجانend of list

بل إن المتحدث باسم المفوضية الأوروبية غيوم ميرسييه، هدد بالقول إن "الاتحاد الأوروبي لا يقبل التنازلات، وبصفتها دولة مرشحة (للعضوية)، يجب على أوكرانيا الالتزام الكامل بالمعايير، على السلطات الأوكرانية اتخاذ خطوات حاسمة لاستعادة ثقة المواطنين والشركاء الدوليين".

رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو اعترضت على مشاركة أجانب في إدارة مؤسسات مكافحة الفساد (الجزيرة)"إملاءات أجنبية"

يشكك مراقبون بأن عدول كييف عن قراراتها لن ينهي الأزمة سريعا على المستويين المحلي والدولي، وسط دعوات جديدة للحد من سلطة رئيس الدولة و"النفوذ الأجنبي المفرط"، كما أن ثمة بوادر انقسام إزاء القضية بين المسؤولين المعنيين.

فاحتجاجا على التراجع الأوكراني، تقدمت رئيسة "وكالة التحقيق وإدارة الأصول" أولينا دوما باستقالتها، وهي المؤسسة التي دعمت إلغاء استقلال مؤسسات مكافحة الفساد.

وبعد قبول الاستقالة، لمحت رئيسة الوزراء يوليا سفيريدينكو، إلى أن إدارة الوكالة ستضم لجنة تمثل الحكومة وشركاء دوليين يدعمون أوكرانيا في مجال مكافحة الفساد.

وهذا لم يعجب رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو، التي اعتبرت أن "مشاركة مواطنين أجانب في إدارة الهيئات الحكومية الأوكرانية قد يدمر سيادة أوكرانيا، ويؤدي إلى اتخاذ قرارات تتعارض مع مصالح أوكرانيا وحقوق الناس".

إعلان

حتى أن تيموشينكو اقترحت إنشاء جمعية وطنية تضم "أبطال أوكرانيا" الذين شاركوا في العمليات القتالية، وعنها تنبثق "قيادة مستحقة" لهيئات مكافحة الفساد.

احتجاجات في كييف على قرارات حكومية بالرقابة على مؤسسات مكافحة الفساد (مواقع التواصل)لماذا الآن؟

اعتبرت الصحفية والناشطة في منظمة "بين" الحقوقية زويا كازانجي، في حديثها للجزيرة نت، أن "نشاط مؤسسات مكافحة الفساد أقلق السلطة، فقد كشف فسادا في مراكز حساسة داخلها، أبرزها مركز نائب رئيس الوزراء السابق".

وتابعت أن "هذا دفع الرئيس والبرلمان لإجراءات تعسفية عاجلة، ظنا منهم أن الشعب لن يتفاعل؛ وإذ به ينتفض دفاعا عن القيم والمبادئ التي سببت ظهور هذه المؤسسات بعد ثورة الكرامة في عام 2014، والتي يقاتلون ويموتون من أجلها الآن" على حد قولها.

وكان تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في أوائل شهر مايو/أيار الماضي قد اعتبر أن "أوكرانيا تحقق خطوات كبيرة في معركتها ضد الفساد رغم الحرب العدوانية الروسية المستمرة، مدركة أن إطار النزاهة القوي أمر ضروري للثقة في الاقتصاد وثقة الشعب والتعافي بعد الحرب".

ومن وجهة نظر كازانجي، فإن "الشعب -في حقيقة الأمر- لا يثق كثيرا بكفاءة هذه المؤسسات، لكنها الأبرز في هذا المجال"، معتبرة أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي "أخطأ التقدير والقرار، وإجراءاته انقلبت عليه، ولهذا تراجع قبل أن يتفاقم الأمر أكثر"، واعتبرت أنه "كان عليه معاقبة المسؤولين المتهمين بالعمالة والخيانة، دون إلغاء دور تلك المؤسسات نفسها".

وترى الصحفية أن رئيسة الوزراء السابقة تيموشينكو وغيرها في المعارضة "قد استغلت الأمر لتعود إلى الواجهة من جديد، مثيرة مخاوف موجودة وغير موجودة، لتحقيق أهداف سياسية خاصة" حسب قولها.

وترى كازانجي في هذا الصدد أن "محاربة الفساد تحتاج إرادة سياسية حقيقية، ودعما شعبيا، ورقابة دولية"، وتعتقد أن المجتمع الأوكراني لا يعارضها بتاتا "لأنه سئم فشل المشاريع المحلية المتعاقبة في هذا الصدد".

التقارب والدعم

تعتبر محاربة الفساد -سابقا وحاليا- واحدة من أبرز شروط التقارب الأوكراني مع أوروبا وحلف شمال الأطلسي "الناتو" على أمل الحصول على العضوية في المستقبل، فبعد سقوط نظام الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا عام 2014، أنشأت أوكرانيا عدة مؤسسات لهذا الغرض، هي:

المكتب الوطني لمكافحة الفساد: المسؤول عن التحقيق في قضايا الفساد الكبرى. النيابة الخاصة بمكافحة الفساد: والتي تعمل بالتوازي مع المكتب الوطني، وكلاهما عُطل مؤخرا بقرار الرئيس زيلينسكي. المحكمة العليا لمكافحة الفساد: تأسست عام 2019 للنظر في قضايا الفساد الكبرى. الوكالة الوطنية لمنع الفساد: المسؤولة عن مراقبة ذمم كبار الموظفين الحكوميين وإدارة نظام كشف الذمم المالية.

يقول رئيس مركز "المبادرات الديمقراطية" إيهور كوهوت للجزيرة نت إن "كييف لن تحقق أي تقدم نحو التكامل مع أوروبا إذا قُمعت مؤسسات مكافحة الفساد فيها، وهي التي يخضع نشاطها لرقابة الأوروبيين، ويعد استقلالها شرطا لاستمرار هذا التوجه والدعم، لا سيما في ظل الحرب الروسية الراهنة".

البرلمان الأوكراني صوّت بأغلبية كبيرة لصالح القانون الذي يُخضع أنشطة هيئتين معنيتين بمكافحة الفساد لإشراف المدعي العام (الفرنسية)مؤشرات خطيرة

ويبقى تفشي الفساد واحدا من أبرز معضلات المجتمع الأوكرانية المستمرة منذ الاستقلال عام 1991؛ حيث تحتل أوكرانيا المركز 105 من أصل 180 دولة حول العالم في مؤشر الفساد الصادر عن منظمة الشفافية الدولية؛ بعد أن كانت في المركز 120 عام 2019.

إعلان

ومن وجهة نظر الخبير كوهوت فإن "هذا التحسن النسبي لا يلغي حقيقة تفشي الفساد في أوكرانيا، والصورة النمطية القاتمة حوله محليا ودوليا".

وأوضح أنه في عام 2012 صنفت شركة "إرنست ويونغ" أوكرانيا كواحدة من بين أكثر 3 دول فسادا حول العالم، إلى جنب كل من كولومبيا والبرازيل؛ ثم وضعتها في المرتبة 9 عام 2017، ووصفت حينها صحيفة "الغارديان" أوكرانيا بالدولة الأكثر فسادا في أوروبا؛ وذهب بعض الدبلوماسيين الأميركيين إلى اعتبار أن "لصوصا أداروا بعض أنظمة الحكم المتعاقبة في البلاد".

ويضيف "اليوم نحو 85% من الأوكرانيين يعتبرون الفساد مشكلة خطيرة جدا، ونسبة 60-65% لا تثق برغبة وقدرة السلطة الحالية حقا على محاربة الفساد؛ لكن نسبة تفوق الـ50% تشعر أن الوضع تحسن مقارنة بما كان عليه قبل 2014، وخاصة بعد بداية الحرب في 2022، بسبب الضغوط الأوروبية والغربية لتنفيذ إصلاحات والشروط التي على أساسها تمنح المساعدات".

ويختم بالقول "أعتقد أن محاربة الفساد تتم بالفعل بناء على الضغوط والشروط الخارجية للأسف، أكثر من كونها حاجة محلية، إنها تمس اليوم قطاعات الدفاع والأمن بشكل واضح؛ بينما يستشري الفساد في مجالات الحياة والقطاعات الخدمية الأخرى" على حد قوله.

مقالات مشابهة

  • ما دوافع حرب أوكرانيا على الفساد؟
  • العراق:راحة زوار إيران لأربعينية الحسين أولوية قصوى
  • عطوفة الدكتور خالد خريسات مبارك تخرّج نجلكم المهندس وليد من جامعة الحسين التقنية بتخصص هندسة الطاقة المتجددة
  • مؤسسة الحسين للسرطان تفتتح فعاليات المخيّم الصيفي السنوي التاسع عشر
  • زد إيه آي: نموذج ذكاء اصطناعي خارق مجاني
  • العراق ينضم إلى الرابطة الدولية لمكافحة الفساد
  • بنك القاهرة عمان يفتتح فعاليات المخيّم الصيفي السنوي التاسع عشر لمؤسسة الحسين للسرطان
  • السوداني:يجب توفير الكهرباء لزوار أربعينية الحسين
  • النقل: إطلاق برنامج تدريبي مجاني لتأهيل سائقي الأتوبيسات والنقل الثقيل
  • بشهادة معتمدة وفرص عمل فورية.. وزارة النقل تطلق برنامجًا تدريبيًا مجانيًا للسائقين