أزمة ثقة.. كيف تخاطر الصين بارتكاب أخطاء الاتحاد السوفييتي؟
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
سلطت مجلة إيكونوميست البريطانية، في تقرير جديد، الضوء على تقييد الصين لحرية المعلومات، خلال العقد الماضي، وتأثير ذلك على مستقبل البلاد.
وقالت الصحيفة تحت عنوان "المشكلة الحقيقية في اقتصاد الصين" إن البلاد "تخاطر بارتكاب بعض الأخطاء التي ارتكبها الاتحاد السوفييتي"، مشيرة في ذلك إلى "أزمة ثقة متزايدة في المعلومات" المتعلقة بالاقتصاد.
وهناك اعتقاد واسع النطاق في الصين بأن الحكومة في عهد الرئيس، شي جينبينج، "تتلاعب بالبيانات، وتمنع ظهور الحقائق الحساسة، وتقدم أحيانا وصفات وهمية للاقتصاد".
وتخضع حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لمراقبة صارمة على نحو متزايد. وأصبح المسؤولون أكثر حذرا بالمناقشات الصريحة مع الغرباء.
وتحرف الحكومة معدلات البطالة بين الشباب لجعلها منخفضة، "وأصبحت إحصاءات ميزان المدفوعات غامضة للغاية لدرجة أن وزارة الخزانة الأميركية نفسها في حيرة من أمرها".
وحذر تقرير سابق لمؤشر حرية الصحافة من أن الصين تحتجز أكبر عدد من الصحفيين في العالم، وتواصل ممارسة رقابة صارمة على قنوات المعلومات، وتراقب تنظيم المحتوى عبر الإنترنت، وتقيد انتشار المعلومات التي تعتبر حساسة أو مخالفة لخط الحزب الحاكم.
ويشير تقرير إيكونوميست إلى تراجع الصين عن سياسة استمرت لعقود من الزمان تستهدف تحرير تدفق المعلومات جزئيا، وهو ما يهدد استكمال مشرع إعادة هيكلة الاقتصاد.
والصين، بحسب ما يقول التقرير، مثل الاتحاد السوفييتي، تخاطر بأن تصبح مثالا على فشل الحكم الاستبدادي.
وفي منتصف القرن العشرين، كان هناك اعتقاد سائد بين المفكرين الليبراليين بأن الحرية السياسية والنجاح الاقتصادي يسيران جنبا إلى جنب: فالسلطة اللامركزية وتدفق المعلومات يمنعان الاستبداد ويسمحان للشركات والمستهلكين باتخاذ قرارات أفضل والعيش حياة أفضل.
وقد أثبت انهيار الاتحاد السوفييتي صحة ذلك، "فمن أجل الحفاظ على الهيمنة السياسية، سيطر حكامه بلا رحمة على المعلومات. ولكن هذا تطلب قمعا وحشيت، وخلق صرحا من الأكاذيب بشأن الاقتصاد".
ومع تزايد انفتاح الصين في أواخر التسعينيات وأوائل القرن الحادي والعشرين، كان قادتها يأملون في الحفاظ على السيطرة مع تجنب أخطاء الاتحاد السوفييتي. ولسنوات عدة، سمحوا للمعلومات التقنية في مجال الأعمال والاقتصاد والعلوم بالتدفق بحرية أكبر.
وخضعت شبكة الإنترنت لرقابة مكثفة، لكنها لم تُحظر، واستخدم القادة الصينيون التكنولوجيا "للتخطيط المركزي المستنير الذي فشل فيه السوفييت".
لكن هذه الرؤية للصين المفتوحة جزئيا "أصبحت موضع شك الآن، ففي خضم ثقافة الخوف المتزايدة والعزم على وضع الأمن القومي قبل الاقتصاد، أثبت الحزب الحاكم عجزه أو عدم رغبته في الحد من نطاق تدخله في تدفقات المعلومات".
والآن تعتمد السياسة النقدية على فكر شي جينبينج، ويُعامَل مستشارو الإدارة الأجانب باعتبارهم جواسيس، "والنتيجة الواضحة تراجع الحريات الفردية".
وعلى عكس الانفتاح الجزئي، "أصبحت الصين مكانا أكثر قمعا. ولايزال العديد من الصينيين يحملون وجهات نظر ليبرالية ويستمتعون بالنقاش ولكن بالتجمعات الخاصة".
وكان تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال أشار إلى سياسات شي التي تضيق على المستثمرين الغربيين، بسبب أجندة الأمن القومي الصينية، التي تهدف لدرء التهديدات الخارجية، لكنها "تجعل من الصين حقل ألغام محتملا للشركات الأجنبية".
وتقول إيكونوميست إنه قد يرد المعجبون بالصين بأن صناع القرار الرئيسيين في البلاد لديهم معلومات جيدة لتوجيه الاقتصاد، "لكن لا أحد يعرف حقا ما هي البيانات والتقارير التي يطلع عليها شي".
"وعلاوة على ذلك، مع إفراغ الساحة العامة، فمن المرجح أن يصبح تدفق المعلومات أكثر تشويها، وأقل خضوعا للتدقيق".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الاتحاد السوفییتی
إقرأ أيضاً:
نسخة تاريخية بمشاركة 48 منتخبا.. ماذا سيحدث فى كأس العالم 2026؟
في خطوة تاريخية وغير مسبوقة، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) توسيع قاعدة المشاركة في كأس العالم 2026 لتشمل 48 منتخبا بدلاً من 32، وهو النظام الذي كان معمولًا به منذ نسخة 1998.
كأس العالم فى نسخة جديدةوتستضيف الولايات المتحدة وكندا والمكسيك البطولة المقبلة، ما يمثل أول نسخة تقام في ثلاث دول بشكل مشترك.
هذا التوسع منح فرصة أكبر لعدد من الاتحادات القارية لزيادة تمثيلها في البطولة.
ووفقًا لنظام التوزيع الجديد، حصل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (UEFA) على 16 مقعدًا، فيما نال الاتحاد الأفريقي (CAF) تسعة مقاعد، بينما خُصص للاتحاد الآسيوي (AFC) ثمانية مقاعد.
كما سيشارك كل من اتحاد أمريكا الجنوبية (CONMEBOL) واتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (CONCACAF) بستة منتخبات على الأقل، فيما حجز اتحاد أوقيانوسيا (OFC) مقعدًا مباشرًا لأول مرة في تاريخه.
ويحسم المقعدان المتبقيان عبر مواجهات الملحق القاري.
المنتخبات المتأهلة رسميًا حتى الآنالولايات المتحدة الأمريكية (كمضيف)
كندا (كمضيف)
المكسيك (كمضيف)
الأرجنتين
البرازيل
الإكوادور
اليابان
كوريا الجنوبية
إيران
أستراليا
نيوزيلندا
أوزبكستان
الأردن
أبرز العائدين والمفاجآت
من بين أبرز الفرق المتأهلة، يواصل منتخب البرازيل سلسلة تأهله التاريخية، حيث سيخوض النسخة الثالثة والعشرين على التوالي من البطولة، منذ انطلاقتها الأولى عام 1930، رغم عدم تتويجه باللقب منذ نسخة 2002.
أما منتخب أستراليا، فقد تأهل للمرة السادسة على التوالي بعد فوزه الحاسم على السعودية في التصفيات الآسيوية، معتمدًا على مزيج من الخبرة والوجوه الشابة الواعدة.
أما منتخب الأردن فقد صنع التاريخ بتأهله لأول مرة إلى كأس العالم، بعد فوزه على العراق في يونيو 2025 في ختام منافسات المجموعة الثانية من الدور الثالث لتصفيات آسيا.
ما تبقى من التصفيات صراع مستمر على البطاقات الأخيرةانتقلت التصفيات الآسيوية إلى مرحلتها الرابعة والأخيرة، حيث تتنافس ستة منتخبات هي: السعودية، العراق، الإمارات، إندونيسيا، عُمان، وقطر على آخر بطاقتين مباشرتين.
ومن المقرر انطلاق هذه الجولة الحاسمة في سبتمبر المقبل.
أمريكا الجنوبية (CONMEBOL)مع اقتراب التصفيات من نهايتها، لا تزال أوروغواي وباراغواي بحاجة إلى نقطة واحدة فقط لضمان التأهل.
فيما تبدو كولومبيا الأقرب لحسم البطاقة السادسة، في حين سيتجه المنتخب صاحب المركز السابع إلى الملحق القاري.
أوروبا (UEFA)حتى الآن، لم تنطلق تصفيات القارة الأوروبية بشكل كامل، إذ بدأ بعض المنتخبات مشوارها في مارس، فيما ستنتظر فرق أخرى حتى سبتمبر نتيجة ارتباطها بدوري الأمم الأوروبية.
ومن المتوقع أن تنطلق المرحلة الجادة من التصفيات في أكتوبر 2025.
فيما تمكنت نيوزيلندا من حجز مقعدها المباشر، بينما تأهلت كاليدونيا الجديدة إلى الملحق القاري، الذي سيُقام في مارس 2026.
هذه النسخة من كأس العالم تعد بأن تكون الأضخم والأكثر تنوعًا في تاريخ اللعبة، مع فرص أكبر للمنتخبات المتوسطة والصاعدة لترك بصمتها على الساحة العالمية.