الوطن:
2025-07-30@14:31:04 GMT

محمد مغربي يكتب.. وداعا للدروس الخصوصية

تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT

محمد مغربي يكتب.. وداعا للدروس الخصوصية

مشهد نهارى، صورة من بعيد لمدرسة عادية، وبخاصية الـ«زوم إن» تظهر مشاجرة داخل فصل مدرسى بين ولىّ أمر وروبوت اصطناعى، يصرخ الأب «فين المدير اللى هنا؟»، ويرد عليه الروبوت: «احترم نفسك، أنا مدرس قد الدنيا واللى عندك اعمله»، فيما تتدخل روبوتات الفصول الأخرى فى محاولة لتهدئة الأب الغاضب ولمنع تهشيم صاحبهم الروبوت أيضاً، وفى اليوم التالى يخرج وزير التربية والتعليم ليؤكد «احترام الروبوت من احترام الوزارة».

لو كان السيناريست رأفت الميهى حياً الآن لرسم هذا المشهد بطريقته الساخرة ليؤكد أن برامج الذكاء الاصطناعى لن تقدر على المصريين، ويؤكد فى نفس الوقت أن هكذا سيكون المستقبل كما فعل فى أفلام مثل «السادة الرجال» الذى تحقق الكثير منه فى الوقت الحالى.

لكن «الميهى» قد رحل، وفرصة التنبؤ نفسها لم تعد موجودة، إذ أصبح ذلك حقيقة واقعة أعلنت عنها الإمارات منذ أيام، حين أوضحت أن هناك منصات تعليمية مثل «Alef Education» و«Al Mawrid» ستتم إدارتها بالذكاء الاصطناعى ومن خلال «معلم ذكى»، داعية الطلاب إلى التسجيل والتجربة المجانية التى معها ينسدل الستار على المفهوم التقليدى للتعليم. وبحسب التجربة الإماراتية، فإن «معلم الذكاء الاصطناعى» يخضع لتحليل شامل بواسطة الخوارزميات، ليكون مؤهلاً لمعرفة نقاط الضعف والقوة لدى الطلاب، وكيفية تطويرهم وتلبية تطلعاتهم ومتطلباتهم، إضافة إلى ميزة إتاحة «المعلم الذكى» طوال الأسبوع وفى أى ساعة لمساعدة الطلاب وقتما يحتاجون، كما تتيح تلك الميزة ترتيب الجلسات للطلاب فى الوقت الذى يحتاجونه ومن أى مكان فى العالم. وبحسب تقنية البرمجة سيتم اكتشاف أى نقاط ضعف على الفور وتوجيه توصيات محددة لمعالجة أوجه هذا القصور.. ووفقاً لتصريحات المسئولين عن هذه المنصات فى الإمارات، فإن المعلم الذكى لديه قدرة على فهم المشاعر الإنسانية أيضاً، وأكدت التجارب ذلك فى مجالات مثل العلوم والهندسة والرياضيات، أما المتلقى ففى حالة حاجته لأى شىء فيمكنه طلب ذلك، وحينها سيتواصل معه مدرس بشرى من المشرفين على المنصة التى تهدف فى النهاية إلى مستوى جديد من الابتكار فتعفيهم من مصروفات الدروس الخصوصية الباهظة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى تعوّض المدرسين بإشراكهم فى هذه العملية من خلال الإشراف.

بالطبع بعد تلك التجربة الإماراتية، لن يتبادر إلى ذهن القارئ، سوى سؤال واحد: لماذا لا تُطبَّق تلك التجربة فى مصر؟، خاصة أن الدروس الخصوصية صارت تجسّد العبء الأكبر على كاهل الأسرة المصرية، ووصل حجمها فى 2018 إلى 10 مليارات جنيه، بجانب الفوائد المالية التى يُمكن أن توفّرها هذه المنصات، فإن الدروس الخصوصية نفسها صارت فى أوقات كثيرة غير مجدية لأنها تعتمد على الحفظ والتلقين دون التركيز على التفكير النقدى أو الفهم العميق، عكس المنصات التى تقدم أساليب تفاعلية تجعل التعلّم أكثر جذباً، بجانب استخدام مقاطع الفيديو والألعاب لتوصيل المعلومات ولجعل عملية التعلّم ممتعة وفعالة فى نفس الوقت، ومن ناحية أخرى فهى تتيح للمعلمين متابعة أداء طلابهم بسهولة، وتقديم دعم إضافى إذا لزم الأمر.

لكن لتطبيق ذلك فى مصر، يجب أولاً اتخاذ عدّة إجراءات لتصبح النتيجة مثمرة، وأول هذه الإجراءات تطوير منصات تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعى، وتتماشى مع المناهج المصرية واحتياجات الطلاب، وهذا بدوره يتطلب تعاوناً بين وزارة التربية والتعليم والقطاع التكنولوجى، كما يجب أن يتم توفير الدعم اللازم للمعلمين، من أجل تدريبهم على استخدام هذه المنصات بأكبر فاعلية ممكنة، وفى حالة حدوث ذلك، يمكن أخيراً الوصول إلى حل حاسم للدروس الخصوصية بتوفير تعليم لكل طالب دون اللجوء إلى الأعباء المالية الضخمة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزارة التربية والتعليم الدروس الخصوصية

إقرأ أيضاً:

وداعا للورق.. الثورة الرقمية تعيد تشكيل الوظائف خلال الـ 3 سنوات الأخيرة

قالت الدكتورة إيريني نبيل، مدير موارد بشرية، إن سوق العمل خلال السنوات الثلاث الأخيرة شهد طلبًا متزايدًا على عدد من المجالات الوظيفية، تصدرتها تكنولوجيا المعلومات بجميع تخصصاتها، مؤكدة أن هذا المجال لا يزال في توسع مستمر وسيظل كذلك حتى عام 2030 بنسبة نمو تصل إلى 17.5%.

تعرف على تفاصيل جلسة ديانج مع الأهليالتفاصيل الكاملة.. الأعلى للثقافة يُعلن أسماء الفائزين بجوائز الدولة 2025

وأضافت خلال لقائها مع الإعلامي شريف نور الدين، والإعلامية آية شعيب، في برنامج "أنا وهو وهي" المذاع على قناة "صدى البلد" أن الوظائف المرتبطة بتكنولوجيا المعلومات تشمل المطورين بجميع تخصصاتهم، ومحللي البيانات، وعلماء البيانات، وأمن المعلومات، بالإضافة إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن هذا المجال أصبح جزءًا أساسيًا من كل الصناعات، ولم يعد قطاعًا منفصلًا كما في السابق.

وأكدت أن التحول الرقمي الذي تشهده الدولة من خلال مبادرات مثل "مصر الرقمية" ساهم في خلق مئات الوظائف التي حلت محل الوظائف التقليدية المعتمدة على الختم والإمضاء، لافتة إلى أن التكنولوجيا أصبحت عنصرًا جوهريًا في كل القطاعات والمؤسسات.

وأشارت إلى أن 58% من سوق العمل الحالي في مصر يرتبط بوظائف تكنولوجية، وهو ما يعكس التحول الكبير في بنية سوق التوظيف، موضحة أن جميع المؤسسات أصبحت تمتلك قسمًا لتكنولوجيا المعلومات ضمن هيكلها الإداري.

طباعة شارك الثورة الالكترونية الورق صدى البلد

مقالات مشابهة

  • «وداعا صاحب البهجة».. أشرف زكي ينعى لطفي لبيب
  • وداعا صاحب البهجة.. أشرف ذكي ينعى لطفي لبيب
  • رد الجميل.. طلاب من إندونيسيا يزورون معلمهم الأزهري في سوهاج
  • وداعا للورق.. الثورة الرقمية تعيد تشكيل الوظائف خلال الـ 3 سنوات الأخيرة
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الحب.. القوة الناعمة
  • فيروز تظهر علنا لتشييع ابنها زياد وتثير حزن المنصات
  • المشاط: مصر لديها تجربة رائدة في تمويل التنمية وحشد الشراكات الدولية وتنفيذ المنصات الوطنية المحفزة للاستثمارات المناخية
  • رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان
  • محمد كركوتي يكتب: التعريفات بين الحل والتوتر
  • محمود عبد الراضي يكتب: رحيل قبل البداية..قصة مصرع مدير أمن الوادي الجديد