محمد كركوتي يكتب: التعريفات بين الحل والتوتر
تاريخ النشر: 28th, July 2025 GMT
الاهتمام الأكبر في الوقت الراهن في ساحة «معارك» التعريفات، ينصب على المفاوضات التي تجري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
واشنطن لم تحسم كل الملفات بهذا الخصوص، بما فيها تلك المتعلقة بالجارتين كندا والمكسيك وغيرهما، إلى جانب غموض المشهد تماماً بشأن العلاقات التجارية المستقبلية مع الصين.
أوروبا ترغب بالفعل في الوصول إلى حلٍّ في غضون الأيام القليلة المقبلة، وهذا الكلام لم يصدر عن الأوروبيين، بل عن الأميركيين أنفسهم، الذين قرروا في عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب، بأن لا مكان في هذا الميدان لـ«العلاقة» التحالفية الخاصة مع القارة العجوز، بصرف النظر عن عمقها التاريخي، ومراحل التطور المحورية التي مرّت بها.
اليوم المسألة باتت، منحصرة بحجم الرسوم المفروضة على السلع الأميركية، التي يعتقد البيت الأبيض، أنها ظالمة، وينبغي «تصحيح» الميزان التجاري، من جميع الدول.
لا غنى عن اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، وهذا الأخير مستعد بالفعل، طالما أن الرسوم المقبلة ستكون ضمن النطاق المقبول أي 15% على معظم الواردات من دوله، وهذا يشمل قطاع السيارات، لكن الرسوم الأعلى ستكون من نصيب الحديد والصلب التي قد تصل إلى 50%. لكن هذا ليس نهاية المطاف فالمسألة ستحسم على مكتب الرئيس الأميركي، ولأن الأمر ليس واضحاً تماماً، وضع الأوروبيون خطة تبلغ قيمتها 100 مليار يورو، إذا ما فشلت المفاوضات ففي حال الفشل، ستفرض واشنطن رسوماً تصل إلى 30% على كل الواردات الأوروبية.
ويبدو واضحاً، أن الجانب الأميركي بات أكثر ميلاً للاتفاق، إلا إذا حدثت مفاجآت قد تصدر غالباً من البيت الأبيض فالأوروبيون لن يستسلموا بسهولة، ولديهم «أسلحتهم» القوية كما يعتقدون.
الاتفاق التجاري الأوروبي الأميركي، سيعطي إشارات إيجابية مهمة «إذا ما تم»، للمفاوضات الأخرى بين الولايات المتحدة وبقية الدول الصناعية المحورية، وبعض هذه الدول يقترح حلاً مقبولاً جداً، يستند إلى رفع مستوى استثماراتها في البر الأميركي، وهذا ما يسعى دونالد ترامب إلى تحقيقه منذ عودته للحكم، الأمر الذي سيُهدأ بالضرورة توتر العلاقات على الجانب التجاري، فيما يختص بالرسوم، الأيام المقبلة ستكون حاسمة بالفعل بالنسبة لـ«حرب» التعريفات التي لم تندلع بصورة مفتوحة بعد.
والواضح أن أياً من الأطراف لا يريدها أن تصل إلى هذه المرحلة، لأنها ستنال من الجميع. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد كركوتي كلام آخر
إقرأ أيضاً:
إسحق أحمد فضل الله يكتب: (نشرة مشاعر)
(نشرة مشاعر)
وكأنهم ينظرون إلى قفا السودان الذي يخرج من السودان… موجة من الكتابات عن المبدعين/ الذين ذهبوا/ تنطلق الآن،
والأسماء التي تتدفق الآن بعضها هو:
خالد فتح الرحمن
شابو
أبو آمنة حامد
يحيى فضل الله
الصلحي
عصام
معتصم حسين
النور عثمان
محجوب شريف
مصطفى سند
محمد عبد الحي
القدال
كجراي
جيلي عبد الرحمن
الفيتوري
صلاح أحمد إبراهيم
محمد المكي إبراهيم
إبراهيم إسحق
وبعض هؤلاء ما زال بين الناس… حفظه الله.
لكن…
ما يدهشك هو شيء تتفرد به كتابات السودانيين، وهو… النبل.
ومن يقرأ ما يسمى مذكرات، يجد أن أهل الكتابات هذه يطبخون ويلتهمون أجساد الآخرين باستمتاع.
والأسلوب هذا تتلوث به أقلام عربية إلى درجة أن بعض النقاد يأخذ على العقاد أنه ترك (العبقريات) ناقصة…
ناقصة لأن العقاد الذي كتب عن عثمان وعمر وخالد لم يشر إلى (لحظات الضعف البشري) عندهم…
يعني: الرذائل…
والرذائل ظلت هي (البهارات والمشهيات) في مذكرات أهل الغرب كلهم…
والعالم مبتلى بهذا… مبتلى بمهرجان العفونات… إلا في السودان…
وقالوا إن بغضهم لما كتب عن أحد كبار الشخصيات، يجد من يقول له:
:: لماذا لم تكتب عن كذا وكذا؟ (يعني بعض عورات الرجل)
قال هذا:
::: أُفّو…؟
و(أُفّو) هذه لا تحتاج إلى من يترجمها لك إن كنت سودانيًا…
(٢)
وأشياء لا نراها إلا بعد أن ننظر إلى قفاها وهي تنصرف.
قالت الممثلة المشهورة الشديدة الثراء… وهي تتحدث من فراش السرطان:
عندي مئات الملابس الرائعة، ولكني الآن لا أرتدي إلا قطعة قماش تابعة للمستشفى.
عندي مئات الأحذية، لكني الآن لا أتحرك إلا على كرسي له عجلات.
أستطيع أن أطوف مطارات ومدن العالم، لكني الآن أحتاج إلى من يوصلني إلى باب الحمام.
أستطيع أكل أفخم ما يأكل الناس، لكني الآن لا آكل إلا تفاحة… وكبسولات الحبوب الكيماوية…
ما أشتهيه الآن هو أن أملأ رئتي من الهواء… لكن قالوا: هذا خطر…
(٣)
أعجبتنا يومًا قصة نزاع حول سمكة… ونشرناها… لنجدها الآن تحدث وتهدد وجودنا.
ومن قصص الجنوب: صيادان يتنازعان ملكية سمكة… ويذهبان إلى المحكمة. والمحكمة تحجز السمكة (معروضات)، والقضية تمتد…
والسمكة تجف… وتهترئ… وتتساقط… وتفنى… والنزاع مستمر.
والآن، اللجنة الرباعية التي تجتمع وتنفض حول السودان هي لجنة تعرف ما تفعل.
اللجنة تعرف أنها تجتمع وتنفض… والسودان يتآكل… ويتناثر و…
وكامل إدريس يدرس… ويدرس…
وأحد معاني كلمة “يَدرُس” هو… يَطحن.
والمطحون هو نحن…
ويبقى أن القائمة أعلاه، قائمة الشعراء والفنانين، ليس فيها اسم واحد من ماركة الاقتصادي الذي جرجر ألمانيا من تحت خراب الحرب العالمية، لتصبح واحدة ممن يقودون اقتصاد العالم.
بينما عن السودان، يقول صلاح أحمد إبراهيم في أقصر وأفصح قصيدة:
(النيل وخيرات الأرض هنالك
ومع ذلك… ومع ذلك)
هذا في الستينات…
ولما أوشك السودان أن يفتح عينيه اقتصاديًا… صنعوا “قحت”.
لسنا ملائكة، فأحدهم يشير أمس إلى أن محمد صادق، الطيار الذي ضرب الضربة الأولى التي زلزلت الجنجويد، اتصل به من المطار زميله وطلب أن ينزل.
ومحمد نزل.
وهذا يضربه بالرشاش… لأن الأخير، الزميل… الصديق… كان يوقّع على حقيقة أنه جنجويدي.
جنجويدي؟ نعم
لكن… سوداني؟ لا…