تجربة نووية وضرب أهداف عسكرية بريطانية ضمن خيارات بوتين للرد على تسليح أوكرانيا
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
لندن - رويترز
قال ثلاثة محللين إن خيارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرد إذا سمح الغرب لأوكرانيا باستخدام صواريخه بعيدة المدى في ضرب روسيا قد يكون من بينها ضرب الأصول العسكرية البريطانية بالقرب من روسيا أو في الحالات القصوى إجراء تجربة نووية للكشف عن نواياه.
ومع دخول التوترات بين الشرق والغرب حول أوكرانيا مرحلة جديدة وخطيرة، يجري رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأمريكي جو بايدن محادثات في واشنطن تدور حول السماح لكييف باستخدام صواريخ أتاكمز الأمريكية بعيدة المدى أو صواريخ ستورم شادو البريطانية ضد أهداف في روسيا.
وقال الرئيس بوتين، في أوضح تحذيراته حتى الآن، يوم الخميس إن الغرب سيكون قد دخل في القتال مباشرة مع روسيا إذا مضى قدما في مثل هذه الخطوة التي قال إنها ستغير طبيعة الصراع.
ووعد برد "مناسب" لكنه لم يذكر ما قد يقتضيه ذلك. لكنه تحدث في يونيو حزيران عن احتمال تسليح أعداء الغرب بأسلحة روسية لضرب أهداف غربية في الخارج، ونشر صواريخ تقليدية على مسافة قريبة من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.
وقال أولريش كوهن، الخبير في الأسلحة في معهد أبحاث السلام والسياسات الأمنية في هامبورج، إنه لا يستبعد أن يلجأ بوتين إلى بث رسالة نووية بطريقة ما، مثل اجراء تجربة نووية في محاولة لتخويف الغرب.
وقال في مقابلة "سيكون هذا تصعيدا كبيرا للصراع. والسؤال هو: ما هو السهم المتبقي في جعبة السيد بوتن ليرمي به إذا ظل الغرب مستمرا في نهجه، غير الاستخدام الفعلي للأسلحة النووية؟".
وأضاف كوهن أن روسيا لم تجر أي اختبار لأسلحة نووية منذ عام 1990 الذي سبق انهيار الاتحاد السوفيتي، وأن أي تفجير نووي سيكون مؤشرا على بداية عصر أشد خطورة. وحذر كوهن من أن بوتين قد يشعر بأنه يُنظَر إليه على أنه ضعيف في ردود فعله على زيادة دعم حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا.
وقال كوهن "إجراء تجربة نووية سيكون أمرا جديدا. ولا أستبعد هذا، وسيتماشى مع تحطيم روسيا في العامين الماضيين لعدد من الترتيبات الأمنية الدولية التي وقعت عليها على مدى عقود".
وقال جيرهارد مانجوت، المتخصص في الأمن بجامعة إنسبروك في النمسا، في مقابلة إنه يعتقد أيضا أن من الممكن أن يتضمن رد روسيا إشارة نووية بطريقة ما، وإن كان هذا الاحتمال غير مرجح في رأيه.
وأضاف مانجوت "الروس قد يجرون تجربة نووية. وقد اتخذوا كل الاستعدادات اللازمة. وقد يفجرون سلاحا نوويا تكتيكيا في مكان ما في شرق البلاد فقط لإظهار جديتهم حين يقولون إنهم سيلجأون في نهاية المطاف إلى الأسلحة النووية".
قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا لمجلس الأمن الدولي إن حلف شمال الأطلسي سيكون "طرفا مباشرا في أعمال قتالية ضد قوة نووي"ة إذا سمح لأوكرانيا باستخدام أسلحة ذات مدى أطول ضد روسيا.
وأضاف "أعتقد أن عليكم ألا تنسوا هذا وأن تفكروا في العواقب".
وتعكف روسيا، وهي أكبر قوة نووية في العالم، على مراجعة عقيدتها النووية؛ أي الظروف التي قد تستخدم فيها موسكو الأسلحة النووية.
ويتعرض بوتين لضغوط من أحد صقور السياسة الخارجية المؤثرين لجعل هذه العقيدة أكثر مرونة بحيث تسمح بضربة نووية محدودة على دولة عضو في حلف شمال الأطلسي.
وفي حالة بريطانيا، من المرجح أن تعلن موسكو أن لندن انتقلت من حالة حرب هجينة بالوكالة مع روسيا إلى العدوان المسلح مباشرة، إذا سمحت لكييف بإطلاق صواريخ ستورم شادو على روسيا، وفقا لما ذكره مستشار الكرملين السابق سيرجي ماركوف على منصة التواصل الاجتماعي تيليجرام اليوم الجمعة.
وتوقع ماركوف أن تغلق روسيا على الأرجح السفارة البريطانية في موسكو وسفارتها في لندن، وتضرب الطائرات المسيرة والطائرات الحربية البريطانية بالقرب من روسيا، على سبيل المثال فوق البحر الأسود، وربما تطلق صواريخ على طائرات حربية من طراز إف-16 تحمل صواريخ ستورم شادو في قواعدها في رومانيا وبولندا.
لقد حاول بوتن وفشل في رسم خطوط حمراء للغرب من قبل، مما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يحث الغرب على أن يكون أقل حذرا فيما يتعلق بمواجهة موسكو، إلى تجاهل أهميتها.
لكن تحذير بوتن الأخير بشأن الصواريخ بعيدة المدى يُنظر إليه في الداخل الروسي وفي الخارج على أنه شيء سيتعين عليه أن يتصرف بناء عليه، إذا سمحت لندن أو واشنطن باستخدام صواريخهما ضد روسيا.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتن في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة إن رسالة بوتن "واضحة للغاية ولا لبس فيها".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي: بوتين لا يريد السلام ويسعى لهزيمة أوكرانيا بالكامل
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن نظيره الروسي فلاديمير بوتين لا يسعى إلى وقف إطلاق النار أو إنهاء الحرب، بل يطمح إلى "الهزيمة الكاملة لأوكرانيا"، مؤكداً أن الضغط القوي من الولايات المتحدة وأوروبا هو الوسيلة الوحيدة لردع موسكو عن مواصلة عملياتها العسكرية.
وفي مقابلة بثتها قناة "إيه بي سي" الأمريكية، أوضح زيلينسكي أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي وصف فيها بوتين بأنه "يريد السلام" لا تعبّر عن الواقع، معتبراً أنها "مجرد وجهة نظر شخصية" للرئيس الأمريكي.
وقال: "مع كل الاحترام للرئيس ترامب، أعتقد أن الأمر لا يتطابق مع الحقيقة.. بوتين لا يريد إنهاء هذه الحرب، بل يرى أن تحقيق النصر الكامل على أوكرانيا شرطٌ لأي نهاية".
العلاقة مع ترامب تحسنت بعد لقاء الفاتيكانوحرص زيلينسكي خلال حديثه على عدم توجيه انتقادات مباشرة لترامب، وأشار إلى أن علاقته بالرئيس الأمريكي تحسنت مؤخراً بعد لقاء جمعهما وجهاً لوجه في الفاتيكان خلال جنازة البابا فرنسيس في أبريل الماضي.
وقال الرئيس الأوكراني: "خمسة عشر دقيقة في الفاتيكان، وجهاً لوجه، فعلت أكثر لإقامة الثقة من الاجتماع السابق في المكتب البيضاوي، الذي شهد حضور عدد كبير من الأشخاص". وأضاف: "أريد أن أؤمن بأن لدينا الآن علاقة مهنية طبيعية ومتساوية مع الولايات المتحدة".
رد على وصف ترامب الحرب بـ"شجار أطفال"وفي معرض رده على تصريح سابق لترامب وصف فيه الحرب بين روسيا وأوكرانيا بأنها "شجار مرير بين طفلين"، قال زيلينسكي: "نحن لسنا أطفالاً مع بوتين في ساحة اللعب. إنه قاتل جاء إلى هذه الحديقة ليقتل الأطفال".
في سياق متصل، أعلنت المخابرات العسكرية الأوكرانية أن سلاح الجو الروسي تكبد خسائر فادحة خلال هجوم شنته كييف في عمق الأراضي الروسية في الأول من يونيو الجاري، حيث تم تدمير 40 طائرة مقاتلة روسية، من بينها نسبة كبيرة من القاذفات القادرة على إطلاق صواريخ كروز.
وقدرت الأجهزة الأوكرانية أن العملية أسفرت عن تدمير أو إلحاق أضرار بحوالي 34% من القاذفات الروسية المستخدمة في شن الهجمات على أوكرانيا، وأشارت التقديرات إلى أن الخسائر الروسية في هذه الضربة بلغت نحو 7 مليارات دولار.
وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار التصعيد العسكري بين موسكو وكييف، في وقت تسعى فيه الأطراف الدولية إلى البحث عن حلول دبلوماسية لوقف الحرب التي دخلت عامها الرابع على التوالي.