بوتين: روسيا تريد سلاماً دائماً ومستقراً في أوكرانيا
تاريخ النشر: 2nd, August 2025 GMT
عبدالله أبو ضيف (موسكو، كييف، القاهرة)
أخبار ذات صلةقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، إن بلاده تريد سلاماً دائماً ومستقراً في أوكرانيا، مؤكداً أن شروطها لتحقيق السلام «لم تتغير»، وبينها تخلي أوكرانيا عن أراضٍ وعن طموحها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو».
وأضاف بوتين للصحافيين: «نحتاج إلى سلام دائم ومستقر قائم على أسس متينة، يرضي روسيا وأوكرانيا، ويضمن أمن البلدين، الشروط ما زالت كما هي بالتأكيد من الجانب الروسي».
ويطالب الرئيس الروسي بأن تتخلى كييف عن مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، التي أعلنت روسيا ضمها من جانب واحد في سبتمبر 2022 فضلاً عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014.
وتطالب موسكو أيضاً، بتخلي أوكرانيا عن نيتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وعن تسلم شحنات أسلحة غربية.
وترفض كييف هذه الشروط، وتطالب في المقابل بانسحاب كامل للجيش الروسي الذي يسيطر على 20% تقريباً من أراضيها، وبضمانات أمنية غربية بينها استمرار تدفق شحنات الأسلحة، ونشر قوة أوروبية، وهو ما تعارضه روسيا.
وشدد خبراء ومحللون على أهمية استمرار المحادثات بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، مما يعزز فرص الوصول إلى تسوية سلمية للأزمة الأوكرانية.
وأوضح هؤلاء، في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن المكالمات الهاتفية بين الرئيسين تظل مهمة، رغم تأكيد ترامب على خيبة أمله منها، إذ أعقبها تصريحات شددت على ضرورة مواصلة العمل السياسي مع الرئيسين الروسي والأوكراني، بهدف إنهاء الحرب بشكل كامل.
وقال المحلل السياسي الأوكراني، إيفان أس، إن استمرار المحادثات بين ترامب وبوتين يشير إلى احتمالية تحقيق اختراق سياسي للأزمة الأوكرانية.
وأضاف أس، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن استمرار العمل السياسي يُعد أمراً مهماً لوضع حد للاستنزاف الإنساني والاقتصادي غير المسبوق عالمياً، مشدداً على أهمية عدم خسارة أوكرانيا لأي أراضٍ استولت عليها روسيا خلال الحرب، والعودة إلى خط ما قبل اندلاع الحرب.
من جهته، أوضح المحلل السياسي الروسي، إيجور يورشكوف، أن ترامب يختلف عن الرئيس السابق جو بايدن فيما يتعلق باستمرار العمل السياسي والضغط بجميع السبل للوصول إلى حل سياسي للأزمة الأوكرانية، سواء هدنة أو وقف كامل لإطلاق النار، بينما كان بايدن يعمل على جانب واحد فقط، يتمثل في تسليح الجيش الأوكراني، مما كان يجعله وسيط غير عادل.
وقال يورشكوف، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن تعقد الموقف، يرجع إلى الغضب الروسي الواضح نتيجة زيادة الهجمات الأوكرانية منذ انخراط روسيا في المفاوضات السياسية، مشيراً إلى أن تعطيل واشنطن صفقة أسلحة لأوكرانيا يعطي نوعاً من العدالة لدور أميركا باعتبارها وسيطاً لإنهاء الحرب المستمرة منذ سنوات.
بدورها، قالت السفيرة الأميركية السابقة، جينا ويينستانلي، إن الإرادة السياسية الإقليمية والدولية لا تزال قائمة لدفع مسار التفاوض إلى الأمام، رغم التصعيد العسكري وتضاؤل الدعم الأميركي لكييف، مضيفة أن المشهد الراهن يعكس مؤشرات مقلقة، لكن لا يزال بالإمكان احتواء التصعيد إذا توافرت جدية حقيقية لدى الأطراف المؤثرة.
وأكدت ويينستانلي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن موسكو لا تزال متمسكة بمواقفها، وتطالب بوقف إطلاق نار مشروط بقبول «واقع الأرض»، في مقابل رفضها لأي هدنة غير مشروطة كما تطلب أوكرانيا.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: بوتين فلاديمير بوتين أوكرانيا روسيا وأوكرانيا الأزمة الأوكرانية الحرب في أوكرانيا روسيا الرئيس الروسي
إقرأ أيضاً:
ترامب يصف بوتين بـ«الرجل الصلب».. ويهدد بعقوبات جديدة ضد روسيا
أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واصفًا إياه بـ”الرجل الصلب الذي لا يمكن كسره”، مشيرًا إلى أن موقفه من بوتين “لم يتغير”، وذلك في مقابلة مع قناة “نيوزماكس”.
وقال ترامب: “بوتين صلب كحبة الجوز التي لا يمكن كسرها”، ملمحًا إلى احتمال عقد لقاءات قريبة مع الرئيس الروسي قبيل انتهاء المهلة المحددة للتسوية في أوكرانيا.
ووسط تصاعد الجهود الدبلوماسية بشأن الأزمة الأوكرانية، أكد ترامب أن بلاده مستعدة لفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا لم يتم التوصل إلى حل قبل الموعد النهائي المحدد في 8 أغسطس، بحسب ما أعلنه نائب القائم بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة، جون كيلي.
وأشار ترامب إلى أن روسيا تملك خبرة كبيرة في التحايل على العقوبات، لكنه شدد على أن الإدارة الأميركية “مصممة على المضي قدماً”، مضيفًا: “أنا أكثر من يفهم في العقوبات… لا أعلم إن كانت ستزعج بوتين، لكننا سننفذها”.
كما أعلن الرئيس الأمريكي أن الهند قد تتوقف عن شراء النفط الروسي في إطار اتفاق تجاري يجري التفاوض عليه مع واشنطن، مضيفًا أن “الهند تفرض بعضاً من أعلى الرسوم الجمركية في العالم”، وأن بلاده ستعلن إجراءات إضافية ضد نيودلهي لتقليص العجز التجاري، رغم محاولات تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
لكن مصدرًا حكوميًا هنديًا نفى هذه التصريحات، مؤكداً لوكالة “سبوتنيك” أن الحكومة لم تصدر أي توجيهات لمصافي التكرير بوقف استيراد النفط الروسي، كما شدد وزير النفط والغاز الهندي، هارديب سينغ بوري، على أن التعاون مع موسكو في مجال الطاقة “لا يزال قوياً رغم التحديات الدولية”.
في سياق موازٍ، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن أوكرانيا وافقت على استئناف محادثات السلام في إسطنبول بفضل “إصرار ترامب”، مشيرًا إلى أن النقاش مع واشنطن مثمر وأن موسكو تقترح تشكيل مجموعات عمل سياسية وعسكرية للوصول إلى اتفاقيات طويلة الأمد.
وأكد لافروف أن موسكو تلاحظ تحولًا في موقف الإدارة الأمريكية، معتبرًا أن انخراط واشنطن في حوار مباشر يمثل عودة إلى “المنطق الدبلوماسي”، على عكس “النهج العدائي” للدول الأوروبية.
من جانبه، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن نتائج مفاوضات إسطنبول الأخيرة وتبادل الأسرى مع أوكرانيا “إيجابية بشكل عام”، موضحًا أن عودة مئات الأسرى وتسليم جثامين القتلى خطوة إنسانية مهمة تعكس إمكانية إحراز تقدم في مسار التسوية.
السفير البيلاروسي: بيلاروسيا وتركيا على تنسيق دائم بشأن مفاوضات أوكرانيا… والاتفاق الأولي كان جاهزًا للتوقيع في 2022
أكد السفير البيلاروسي لدى تركيا، أناتولي غلاز، أن بيلاروسيا وتركيا تحافظان على اتصالات منتظمة بشأن مسار المفاوضات لتسوية الأزمة الأوكرانية، باعتبارهما دولتين سبق أن استضافتا محادثات مباشرة بين موسكو وكييف.
وقال غلاز، في مقابلة بثها التلفزيون البيلاروسي الرسمي “بيلاروس 1″، إن “بيلاروسيا وتركيا تدركان تمامًا تعقيدات تنظيم هذا النوع من المفاوضات والحفاظ عليه”، مشيرًا إلى أن الجانبين يتبادلان المعلومات والتنسيق المستمر مع وزارة الخارجية التركية، في ظل تحديات كبيرة يواجهها هذا المسار.
وحذّر السفير من الدعوات التي تصدر عن بعض الأطراف لنقل مكان المفاوضات، مؤكداً أن “مثل هذه العبارات يجب أن تُدرس بعناية، لأن الأهم هو ألا يتعطل المسار التفاوضي ذاته”.
وأشار غلاز إلى أن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا أثمرت تقدمًا ملموسًا، خصوصًا في الجانب الإنساني، موضحًا أن كل جولة كانت تشهد اتفاقات تُترجم ميدانيًا بعمليات تبادل أسرى، وهو ما وصفه بـ”النجاح المهم لأنه يخص مصائر بشرية”.
واستعاد الدبلوماسي البيلاروسي تفاصيل المحادثات التي استضافتها بلاده عام 2022، حيث عُقدت ثلاث جولات بإشراف وزارة الخارجية وتعاون الأجهزة الأمنية والسلطات المحلية.
ولفت إلى أن تلك الجولات أثمرت مشروع اتفاق أولي “خالٍ من القضايا الإقليمية”، وجرى التوقيع عليه بالأحرف الأولى، قبل أن يُنقل النقاش إلى إسطنبول لمواصلة التفاوض.
وأعرب غلاز عن أسفه لتعثر المسار التفاوضي لاحقًا، قائلاً: “كنا قريبين جدًا من اتفاق مكتمل، لكننا خسرنا وقتًا ثمينًا بسبب التوقف المفاجئ في العملية”.
ترامب يعلن اقتراب غواصتين نوويتين من روسيا ونيويورك تايمز تشكك في صحة الادعاء
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه أمر بإعادة نشر غواصتين نوويتين أمريكيتين إلى “مناطق مناسبة” بالقرب من روسيا، في خطوة وصفها بأنها رد على “تصريحات استفزازية للغاية” من نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف.
وكتب ترامب على منصته “تروث سوشيال” أن الخطوة تأتي في إطار “الاستعداد والردع”، مؤكدًا خلال مقابلة مع قناة “نيوزماكس” يوم الجمعة أن الغواصتين باتتا “أقرب إلى روسيا”، دون الإفصاح عن موقعيهما الدقيقين.
وقال ترامب: “نحن نريد دائمًا أن نكون مستعدين، لذلك أرسلت غواصتين نوويتين إلى المنطقة”، مضيفًا أنه يسعى من خلال هذه الخطوة إلى التأكد من أن “كلام ميدفيديف مجرد كلمات وليس أكثر”.
وكان ميدفيديف قد علّق في 28 يوليو عبر منصة “إكس” على تهديدات ترامب، معتبرًا أنها قد تشكل “خطوة نحو الحرب”، وحذّره لاحقًا في 31 يوليو عبر “تيليغرام” من “نسيان خطر الموتى”، في إشارة إلى النظام النووي الروسي المعروف بـ”اليد الميتة” (Perimeter)، والذي يضمن ردا نوويا تلقائيا في حال تعرض القيادة الروسية للضربة الأولى.
ويُستخدم مصطلح “اليد الميتة” في الأدبيات الغربية منذ الحرب الباردة للإشارة إلى النظام السوفيتي المؤتمت لضمان الرد النووي الشامل حتى في حال تدمير القيادة العسكرية والسياسية.
في المقابل، نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا أكدت فيه أنه “لا يمكن التحقق بشكل مستقل من صحة مزاعم ترامب” بشأن تحركات الغواصات النووية، مشيرة إلى أن هذه التحركات تُعد من أكثر الأسرار المحمية داخل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، وغالبًا ما تبقى خارج النطاق العلني حتى على أعلى المستويات السياسية.
وذكرت الصحيفة أن “الحديث عن مواقع الغواصات النووية الأمريكية هو أمر نادر الحدوث، ولا يُعرف ما إذا كان ترامب قد أصدر بالفعل أوامر رسمية بهذا الشأن، أم أن تصريحاته تندرج ضمن الخطاب السياسي التصعيدي”.
ويأتي هذا التوتر الكلامي بعد سلسلة من التصريحات المتبادلة بين ترامب وميدفيديف، حيث كان الرئيس الأمريكي السابق قد وصف في وقت سابق اقتصادات روسيا والهند بـ”الميتة”، ما أثار حفيظة المسؤول الروسي الذي رد بسخرية وتهديدات ضمنية.
ملك ماليزيا يزور روسيا مطلع أغسطس… مباحثات مرتقبة مع بوتين لتعزيز العلاقات الثنائية
أعلن الكرملين، اليوم السبت 2 أغسطس/آب 2025، أن ملك ماليزيا، السلطان إبراهيم، سيقوم بزيارة دولة إلى روسيا خلال الفترة الممتدة من 5 إلى 10 أغسطس الجاري، تلبية لدعوة رسمية من الجانب الروسي.
وأكد البيان أن السلطان إبراهيم سيجري مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم السادس من أغسطس، حيث سيتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين روسيا وماليزيا، إلى جانب مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي هذه الزيارة بعد أشهر قليلة من المحادثات الرسمية التي جرت في موسكو بين بوتين ورئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم في مايو الماضي، والتي أشار فيها بوتين إلى أن العلاقات الروسية الماليزية “في تطور مستمر”، مضيفاً أن “الجانبين يحرصان بصدق على جعل هذا التفاعل أكثر جدوى وإثمارًا، وتتوافر جميع المتطلبات اللازمة لذلك”.
وشدد بوتين حينها على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين، بما في ذلك العمل على فتح خط طيران مباشر بين موسكو وكوالالمبور، ما سيساهم في تنشيط التبادلات التجارية والثقافية والإنسانية.