يمانيون:
2025-08-01@08:12:17 GMT

رسالة السنوار للسيد حسن نصر الله.. الأبعاد والدلالات

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

رسالة السنوار للسيد حسن نصر الله.. الأبعاد والدلالات

يمانيون/ تقارير في رسالةٍ حملت عدةَ أبعادٍ استراتيجيةٍ ودلالاتٍ مهمة؛ عكست قوةَ وثباتَ المقاومة الإسلامية في غزة وصمودها لما يقارب العامَ من معركة “طوفان الأقصى” البطولية؛ ومستوى التضامن والوَحدة في مواجهة كيان الاحتلال الصهيوني.

رسالة القائد “يحيى السنوار”، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إلى الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، جاءت كردٍّ على رسالة تهنئة وتعزية أرسلها السيد نصر الله بعد استشهاد القائد “إسماعيل هنية”، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحماس، الذي استشهد في طهران في 31 يوليو الماضي.

في رسالته، شكر “السنوار” السيد “نصر الله” على دعمه ومساندته لحماس في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وأكّـد أن دماءَ الشهداء، بما في ذلك دماء القادة مثل إسماعيل هنية، ليست أغلى من دماء أبناء الشعب الفلسطيني، وأشَارَ إلى أن هذه التضحيات ستزيدُ من صلابة وقوة المقاومة في مواجهة الاحتلال.

وأكّـد “السنوار” أن حركةَ حماس ستظل ثابتةً على مبادئها، والتي تشمل وحدة الشعب الفلسطيني على خيار الجهاد والمقاومة، ووحدة الأُمَّــة في مواجهة المشروع الصهيوني، حتى تحرير الأرض وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

رسالةٌ للتأكيد على الوَحدة والتضامن والاستمرارية:

في هذا الإطار؛ يعكسُ شكرَ القائد “السنوار” في الرسالة السيد “نصر الله” على دعمه؛ وَحدةَ الصف بين حماس وحزب الله في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ويقرأ فيها ما يعزز فكرة التضامن بين مختلف فصائل الجهاد والمقاومة في عموم محور الجهاد والمقاومة.

كما أن الرسالة تشير إلى التأكيد على استمرارية المقاومة، إذ يشدّد القائد “السنوار” على أن دماء الشهداء، بما في ذلك القادة، ليست أغلى من دماء الشعب الفلسطيني، وأن هذه التضحيات ستزيد من عزيمة المقاومة، وتعكس التزام حماس بمواصلة العمل المقاوم حتى تحقيق أهدافها.

هذه الرسالة -بحسب مراقبين- تؤكّـد على ثبات حماس على مبادئها، مثل: “وحدة الشعب الفلسطيني وخيار الجهاد والمقاومة، ووحدة الأُمَّــة في مواجهة المشروع الصهيوني”؛ وهذا يعكس الرؤية الاستراتيجية لفصائل الجهاد والمقاومة الفلسطينية طويلة الأمد.

كما أن جوهرَها يتضمَّنُ الرَّدَّ على التحديات، في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها حماس، بما في ذلك الاغتيالات والضغوط الدولية، وتأتي هذه الرسالة كإشارة إلى أن الحركة لن تتراجع وستظل متمسكة بمواقفها ومبادئها مهما كانت تلك التحديات.

رسالة إظهار الثبات والقوة للمقاومة:

في السياق، وفي قراءةٍ متصلة يرى عدد من الخبراء أن الرسالة عكست مستوى التحالف العالي بين حماس وحزب الله؛ ما يعزز من قوة المحور المقاوم في المنطقة، وهذا التحالف يمكن أن يكون له تأثير كبير على التوازنات الإقليمية، خَاصَّة في مواجهة الضغوط الإسرائيلية والدولية، من خلال التأكيد على الاستمرار في المقاومة وعدم التراجع.

وترسل حماس رسالة إلى أعدائها وحلفائها على حَــدٍّ سواء بأنها لا تزالُ قويةً ومتماسكة، في تأكيدٍ على التمسك بالمبادئ الأَسَاسية؛ ما يعزز من شرعية حماس بين أنصارها وحاضنتها الشعبيّة، مؤكّـدةً التزامها بأهدافها الطويلة الأمد.

وفي إطار الرد على اغتيال “إسماعيل هنية”، يؤكّـد مراقبون أن الرسالة تأتي كإشارة إلى أن هذه الاغتيالات لن تضعف الحركة بل ستزيدها إصرارًا على مواصلة النضال، كما أنها ترسلُ رسالةً إلى المجتمع الدولي، من خلال التأكيد على وحدة الأُمَّــة في مواجهة المشروع الصهيوني، تسعى إلى كسب دعم أوسع من الدول والشعوب التي تتعاطف مع القضية الفلسطينية.

بشكلٍ عام، فهذه الرسالة تعكس استراتيجية حماس في تعزيز تحالفاتها، وإظهار قوتها وثباتها، والتمسك بمبادئها، والرد على التحديات بصلابة.

رسالةٌ للردع وتعزيز التنسيق:

ميدانيًّا، رسالة القائد “يحيى السنوار” يمكن أن تُقرأ على عدة مستويات عملياتية، من خلال التأكيد على العلاقة القوية مع حزب الله والتي تشير إلى تعزيز التنسيق العملياتي بين الجانبين، وقد يشمل تبادل المعلومات الاستخباراتية، والتخطيط المشترك للعمليات، وتقديم الدعم اللوجستي.

في السياق؛ يرى مراقبون أنها تحمل رسالة ردع قوية إلى “إسرائيل”، مفادها أن اغتيال القادة لن يضعف الحركة بل سيزيدها إصرارًا، وهذا سيكون له تأثير على حسابات حكومة الكيان في اتِّخاذ قراراتها العملياتية المستقبلية، وقد تضطر إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الأمنية والعسكرية في التعامل مع حماس.

في إشارة إلى أن حركة حماس لا تزال قادرة على تنفيذ عملياتها ولن تتراجع تحت أي ظرف؛ ما يعكس استعدادها لمواصلة الجهاد وتعزيز تحالفاتها، حتى لو تطلب الأمر تصعيدًا كبيرًا للمواجهات العسكرية.

في رسالة تهدف أَيْـضاً؛ إلى رفع معنويات المجاهدين في الميدان العسكري، والأعضاء السياسيين للحركة؛ ما يعزز من الروح القتالية في الميدان (العسكري والسياسي) ويزيد من استعدادهم للتضحية، وتعزيز وحدة الصف الداخلي.

تأثير رسالة “السنوار” على المستقبل القريب:

في السياق، يجمع كثير من المحللين بأن رسالة “السنوار” قد تؤدي إلى زيادة العمليات العسكرية ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، حَيثُ يمكن أن تشجّع المجاهدين على تنفيذ هجمات جديدة كرد فعل على الجرائم اليومية بحق سكان غزة.

الرسالة تشير إلى أن العلاقة مع حزب الله يمكن أن يؤديَ إلى تنسيق أكبر بين الجانبين؛ ما يزيد من فعالية العمليات المشتركة ويعزز من قدرات المقاومة، بعد التأكيد على أن هذه العلاقة قوية؛ ما يعزز من موقف حماس في المفاوضات، حَيثُ يمكن أن تستخدم هذا التحالف كورقة ضغط إضافية.

وفي إطار تعزيز الموقف التفاوضي، يلفت محللون أن الرسالة تضمنت التأكيد على الثبات وعدم التراجع، حَيثُ تسعى حماس إلى تعزيز موقفها التفاوضي، وهذا يمكن أن يجعلها أكثر صلابة في المطالبة بشروطها، مثل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ورفع الحصار عن غزة، ويزيد من الضغط على الوسطاء العرب والدوليين، مثل مصر وقطر وأمريكا، لتقديم ضمانات أكثر جدية لتنفيذ أي اتّفاق يتم التوصل إليه.

وعلى اعتبار أن حركة حماس تطالب بجدول زمني واضح وخطة تنفيذية محدّدة؛ ما قد يعقّد المفاوضات؛ بحسب مراقبين، ولكنه يضمنُ التزامَ الأطراف المختلفة، إذ ترسل حماس رسالةً إلى “إسرائيل” بأن أية محاولات للضغط العسكري لن تؤدي إلى تنازلات في المفاوضات، وهذا يدفع حكومة “نتنياهو” إلى إعادة تقييم استراتيجياتها التفاوضية؛ لأَنَّ المماطلة والتسويف قد يزيد الأعباء والمترتبات الكارثية على الكيان.

ووفقاً للمراقبين، فَــإنَّ الرسالة قد تؤثر على الرأي العام الفلسطيني والعربي؛ ما يزيد من الدعم الشعبي والجماهيري لحماس ويعزز من موقفها في المفاوضات، ويضع ضغطًا إضافيًّا على الأطراف الأُخرى لتقديم تنازلات.

تأثيراتُ الرسالة على جبهة الضفة الغربية المحتلّة:

وفقاً لتقاريرَ ميدانية، فَــإنَّ رسالةَ القائد “السنوار” قد تؤدِّي إلى زيادة التوترات في الضفة الغربية المحتلّة، من خلال تشجيع المجاهدين فيها على تصعيدِ العمليات ضد القوات الإسرائيلية، مع التأكيد على وَحدة الصف الفلسطيني، وتشجيع فصائل الجهاد والمقاومة المختلفة في الضفة المحتلّة على تنسيق جهودها بشكلٍ أكبر؛ ما يزيد من فعاليتها ويعزز من تماسك الجبهة الداخلية فيها.

وأكّـد مراقبون أن الرسالةَ رفعت من معنويات المقاومين في الضفة الغربية المحتلّة، مع رصد ارتياح شديد لها؛ ما قد يشير استعدادهم لمواجهة التحديات والمخاطر، وزيادة العمليات الفردية والجماعية ضد الأهداف الإسرائيلية الضفة والداخل المحتلّ.

كما أن الرسالة زادت من الضغط على السلطة الفلسطينية لتبني موقف أكثر صلابة في مواجهة الاحتلال، خَاصَّة إذَا شعرت الفصائل بأن السلطة لا تتخذ خطوات كافية لدعم المقاومة؛ لأَنَّه وفي حال تصاعدت العمليات في الضفة الغربية المحتلّة، يأمل المقاومون من السلطة فك الارتباط بالاحتلال لما يسمى “التنسيق الأمني”، كأقل واجب.

تأثير رسالة “السنوار” على الداخل الإسرائيلي:

وفي السياق؛ أشَارَت تقارير عبرية إلى زيادة القلق الأمني داخل “إسرائيل”، حَيثُ تم تفسير الرسالة على أنها إشارة إلى تصعيد محتمل في العمليات العسكرية من قبل حماس وحلفائها، وهذا ما دفع حكومة الكيان إلى تعزيز الإجراءات الأمنية وزيادة التواجد العسكري في المناطق الحساسة.

كما أن الرسالة -بحسب وسائل إعلام عبرية- قد أثّرت بشكل مباشر على الرأي العام الإسرائيلي؛ ما زاد من الضغط على حكومة “نتنياهو”، وانقسمت آراؤهم إلى قسمَين: الأول والذي يمثله التيار اليميني المتشدّد، يرى ضرورة اتِّخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد حماس، وخطوات عسكرية أَو سياسية جديدة لمواجهة التهديدات الأمنية.

كما يرى تيار اليسار وعائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة التي تعيش حالة من القلق والضغط الشديدين، وتنظم احتجاجات واسعة في “إسرائيل” للمطالبة بإتمام صفقة تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية في غزة، بعد أن تعزز اعتقادها بأن العمليات العسكرية لن تكون كافية لإعادة جميع الأسرى، وتطالب حكومة “نتنياهو” بالتوصل إلى صفقة تبادل أسرى كحلٍ وحيد لإنهاء معاناتهم.

وفي الآونة الأخيرة، شهد الداخل الصهيوني موجة من الاحتجاجات في أكثر من 40 موقعًا، حَيثُ هدّد المتظاهرون بالتصعيد ضد حكومة “نتنياهو” إذَا لم يتم التوصل إلى صفقة تبادل، هذه الاحتجاجات تعكس الضغط الكبير الذي تمارسه العائلات على الحكومة، وتزيد من تعقيد الوضع السياسي والأمني في الكيان.

وبحسب تقارير عبرية، فَــإنَّ رسالة “السنوار” زادت من قلق العائلات بشأن مصير أحبائهم، خَاصَّة تضمنها تأكيدات على عدم التراجع عن المطالب، وزاد من الضغط النفسي على العائلات.

وأشَارَت وسائل إعلامية إلى أن “السنوار” في رسالته استخدم العائلاتِ كوسيلةٍ للضغط على الحكومة الإسرائيلية لتسريع المفاوضات والتوصل إلى صفقة تبادل أسرى، وأثار الاحتجاجات والمطالبات باتِّخاذ إجراءات فورية، وزاد من تعاطف الشارع مع مطالب هذه العائلات من قبل المجتمع المدني والسياسيين.

إلى ذلك، يؤكّـد مراقبون أن الرسالة قد تؤثر على مسار المفاوضات، حَيثُ يمكن أن تجعل حكومة “نتنياهو” أكثر حذرًا في التعامل مع حماس، وقد تدفعها إلى تقديم تنازلات لتحقيق صفقة تبادل أسرى.

وبشكلٍ عام، فرسالة قائد بحجم “السنوار” إلى قائد بحجم السيد نصر الله، تعكس استراتيجية المقاومة في استخدام الضغط النفسي والسياسي لتعزيز موقعها وتأكيد ثباتها وصمودها وتواجدها في الميدان وتعزيز موقفها التفاوضي.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الضفة الغربیة المحتل ة فی مواجهة الاحتلال الجهاد والمقاومة الشعب الفلسطینی صفقة تبادل أسرى التأکید على ة فی مواجهة أن الرسالة مراقبون أن فی السیاق فی الضفة نصر الله من الضغط یمکن أن یزید من من خلال کما أن إلى أن أن هذه

إقرأ أيضاً:

الجدل حول هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر.. وحسم الجدل قانونيًا

السفير د. عبدالله الأشعل

في صباح السابع من أكتوبر 2023 شنت قوات حماس هجومًا شاملًا وكاسحًا على منطقة غلاف غزة، وهي منطقة تابعة لغزة احتلها المستوطنون الذين رحلوا عن غزة عام 2005 تحت ضربات المقاومة. وكان هجوم حماس على القواعد والقوات الإسرائيلية برًا وبحرًا وجوًا. ولم تُفاجأ إسرائيل بالهجوم، ولكن فُوجئت بحجم الهجوم الذي لم تكن مستعدة له أمنيًا وعسكريًا. وأخذت المقاومة معها عددًا من المدنيين والعسكريين رهائن. وقد انقسم الموقف من الأطراف المختلفة من هذا الهجوم وتشعّب المواقف إلى ثلاثة:

الموقف الأول: منطق حماس من الهجوم.. الموقف الثاني: موقف إسرائيل وأمريكا ومعظم الدول العربية وأولها السلطة.. الموقف الثالث: موقفنا من الحادث ووضعه في القانون الدولي.

أولًا: دوافع حماس ومنطقها في الهجوم

تسوق حماس سبعة دوافع لهجومها على القوات المعادية:

الأول: إن إسرائيل تعمدت إهانة الفلسطينيين منذ قيامها. الثاني: إن صبر حماس على جرائم إسرائيل خلال نحو سبعة عقود قد نُقِض، وتأكدت حماس أن السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين ليست مؤقتة وعابرة، بل هي أساس المشروع الصهيوني. الثالث: تأكد لحماس أن إسرائيل خارج حدودها ليست مجرد سلطة احتلال وإنما تريد الأرض ولا تريد السكان.

الرابع: لاحظت حماس أن إسرائيل تقوم على الغضب والقوة، وأن المقاومة المسلحة هي أنسب رد على إسرائيل. الخامس: لاحظت حماس أن آليات النظام الدولي تحتال عليها إسرائيل، وأنها تفلت من العقاب، ولذلك توحشت. ورأت المقاومة أن الحلول عن طريق التفاوض غير مجدية. السادس: إن إسرائيل مصرّة على تفريغ فلسطين من أهلها.

وقدّرت حماس أن الجمهور الذي تُسيئ إسرائيل إليه سوف يعتبر المقاومة غير ذات جدوى، خاصةً وأن السلطة تعاديها وتعتبرها ذراع إيران في المنطقة قبل طوفان الأقصى، كما أن هجمات المستوطنين على المرابطين في المسجد الأقصى لا تتوقف. وسابعًا: تعتقد حماس أن من حقها الدفاع عن الشعب الفلسطيني، خاصة أن السلطة لا تحمي الفلسطينيين وليس لها جيش.

ثانيًا: موقف إسرائيل وأمريكا ومعظم الدول العربية

 موقف إسرائيل: فوجئت إسرائيل بحجم وخطورة العملية، وشمولها البر والبحر والجو، وفوجئت بجرأة المقاومة وعدم خوفها من إسرائيل، ولأول مرة تأخذ رهائن، وهي محقة في ذلك بموجب المادة 12 من اتفاقية نيويورك لأخذ الرهائن عام 1979، وتعتبر إسرائيل أن المقاومة وسّعت هدفها من مجرد مقاومة الاحتلال إلى هدف تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. وهذه فرضية لاحظناها في رد إسرائيل، ولذلك بدأت إسرائيل حرب إبادة منظمة ضد غزة، مقدّمة لإبادة الشعب كلما حانت الفرصة.

ولما كانت المقاومة تمثّل الحق، وإسرائيل تمثل الباطل، فقد أظهرت إسرائيل بإبادتها للشعب بكافة الطرق غلًا وعقدًا وانتقامًا من تجرؤ غزة على توحش إسرائيل. وكلما نجحت المقاومة في كسر شوكة الجيش الصهيوني، ازداد حقده على المدنيين، أي كلما نجحت المقاومة في ساحات القتال، توحشت إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

 موقف أمريكا والاتحاد الأوروبي: نفس وجهة النظر الإسرائيلية تبنّتها أمريكا ومعظم الحلفاء الأوروبيين.

 

 موقف معظم الدول العربية: تابعت بألم البيانات الرسمية التي أصدرتها وزارات الخارجية العربية في معظم الدول، وتتضمن أمرين، الأول: إدانة هجوم حماس باعتباره عدوانًا على إسرائيل، ومبررًا لدفاع إسرائيل عن نفسها، على أساس أن الفعل مستحدث ورد الفعل مستحدث أيضًا، والثاني: إن بيانات الخارجية العربية أدانت هجمات حماس على المستوطنين، على أساس أن المستوطنين مدنيون كالفلسطينيين، ودعت هذه البيانات إلى المساواة بين المدنيين الفلسطينيين والمدنيين المستوطنين.

لعل هذه المقالة تبدّد الجهل بهذه الحقائق لدى من أصدر بيانات بهذا المعنى. أما من أصدر بيانات الإدانة على أساس التحالف مع أمريكا وإسرائيل، فقد ضلّ ضلالًا بعيدًا.

رأينا في وضع الحادث في القانون الدولي الحق أن الاحتلال طويل الأجل، خاصة إذا كان يستخدم الاحتلال ستارًا لإفراغ فلسطين من أهلها بل وإبادتهم، ليس له حقوق في القانون الدولي، بل للمقاومة أن تستخدم كل الوسائل، بما فيها أخذ الرهائن، أما الموقف الأمريكي، فقد تماهى مع الموقف الإسرائيلي، واقتربت منهما مواقف معظم الدول العربية، خاصة وأن الدول العربية اتخذت موقفًا معاديًا للمقاومة قبل الحادث بعام تقريبًا، عندما قررت الجامعة العربية أن المقاومة العربية بكل أجنحتها من قبيل "الإرهاب"، وهو موقف إسرائيل وأمريكا ومعظم الدول الغربية،
ولاحظنا أن الحكومات العربية وحدها تعادي المقاومة بسبب الضغوط الأمريكية، أما الشعوب العربية فكلها مجمعة على مساندة المقاومة ومساندة إيران ضد إسرائيل.

الخلاصة أن ضربة المقاومة ليست منقطعة الصلة عمّا قبلها من جرائم إسرائيل، ويكفي أن محكمة العدل الدولية أكدت في آرائها الاستشارية منذ عام 2004، وآخرها عام 2024، أن علاقة إسرائيل بأرض فلسطين خارج قرار التقسيم هي مجرد علاقة احتلال ويجب أن تنتهي، وأما ما تدّعيه إسرائيل بأن المقاومة اعتدت عليها مما أعطاها الحق في "الدفاع الشرعي"، وما ترتب على هذا الهجوم تتحمل مسؤوليته المقاومة، فذلك اتهام سياسي لا يسنده القانون، وكان يمكن للمقاومة أن تُنقذ غزة لو اعتذرت لإسرائيل! ثم إن إسرائيل، بمجاهرَتها بهدف القضاء على المقاومة، تُخالف القانون الدولي، وقد فصّلنا ذلك في مقال سابق.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • حماس ردًا على "إعلان نيويورك": المقاومة وسلاحها استحقاق وطني
  • كلمة للسيد القائد حول اخر المستجدات
  • حماس تحيي الذكرى الأولى لاغتيال إسماعيل هنية
  • في ذكرى استشهاده.. حماس تُحيي إرث هنية.. ارتقى قائدًا كما عاش مقاومًا
  • في رسالة مرفوعة للعليمي.. شيوخ ووجهاء حضرموت يرشحون عصام حبريش محافظًا لحضرموت
  • بسبب تجويع غزة..رسالة من شخصيات إسرائيلية بارزة تطالب بعقوبات دولية على تل أبيب
  • وزير الخارجية يجدّد دعم صنعاء لموقف حماس التفاوضي
  • الجدل حول هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر.. وحسم الجدل قانونيًا
  • "حماس": تصريحات سموتريتش تكشف الطبيعة الاستيطانية لحكومة الاحتلال
  • طبيب منتخب مصر يناقش رسالة الدكتوراه في جراحة العظام