لبنان ٢٤:
2025-06-13@15:09:43 GMT
هذا هو سرّ رسالة السنوار إلى نصرالله
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
الرسالة التي نشرها "حزب الله"، يوم أمس، وفيها خطابٌ مُوجه من زعيم حركة "حماس" يحيى السنوار إلى أمين عام الحزب السيّد حسن نصرالله، غير عاديّة بتاتاً.
صحيحٌ أن الرسالة حملت مضامين شكر إلى نصرالله لتقديمه التعازي باستشهاد رئيس المكتب السياسي للحركة الراحل اسماعيل هنية في طهران، لكنّ أبعادها تعتبرُ أعمق بكثير وذلك من خلال بعض العبارات المُستخدمة.
فما هو السّر وراء رسالة السنوار إلى نصرالله وخصوصاً في هذا التوقيت؟ وما هي الرسائل التي تأتي من خلف سطورها؟
إن تمّ التدقيق قليلاً برسالة السنوار، ستتم ملاحظة جُملة رئيسية لا يُمكن التغاضي عنها وهي: "نشكرُ تضامنكم الذي عبّرت عنه أفعالكم المباركة في جبهات محور المقاومة، إسناداً ودعماً وانخراطاً في هذه المعركة".
المعنى الذي حملتهُ هذه الجملة له أبعاد عديدة، فهي المرة الأولى التي يُخاطب فيها السنوار نصرالله علناً ويُحيّي ما يقوم به "حزب الله"، وذلك بخلاف الكلام الذي كان يظهر خلال الفترات الماضية، وفيه أن السنوار لم يكن مؤيداً للمستوى القتالي الذي يؤديه الحزبُ على جبهة جنوب لبنان، إذ كان يأملُ تصعيداً أكبر وتوسعة للجبهة بشكلٍ مغاير تماماً للمراحل السابقة.
انطلاقاً من ذلك، فإن الظاهر هو أنّ السنوار يثبّت دور "حزب الله" في معركة الإسناد من جنوب لبنان، لكنه في الوقت نفسه لم يذكر أيّ عبارات عن "أهمية هذه الجبهة" أو "مدى تأثيرها" ومدى الدعم الذي قدّمته لغزة. قد يكونُ مقصوداً تحاشي السنوار هذا الأمر في الوقت الرّاهن خصوصاً أن هناك مآخذ كثيرة من "حماس" على ما يفعله "حزب الله"، وتحديداً في مفاصل وأيام عديدة كانت تنتظرُ فيها الحركة الفلسطينية هجمات أكثر ضراوة من الحزب ضدّ إسرائيل وتحديداً خلال الرّد الذي نفذه يوم 25 آب انتقاماً لاغتيال أحد كبار قادته وهو الشهيد فؤاد شُكر.
ماذا عن توقيت الرسالة؟
تصفُ مصادر مطلعة على أجواء "حزب الله" توقيت هذه الرسالة بـ"البارز" والمهم، فهو يأتي بعد مضي نحو شهر ونصف الشهر على اغتيال هنية.. فلماذا وردت الآن؟
بحسب المصادر، فإنَّ قنوات التواصل بين السنوار والقادة المرتبطين به صعبة جداً داخل غزة نظراً لاشتداد الخطر الأمني عليه من قبل إسرائيل باعتبار أن الأخيرة تلاحقه. لهذا السبب، يمكن أن يكون تأخير وصول الرسالة إلى نصرالله مرتبطاً بهذا الأمر.
أيضاً، تلفت المصادر عينها إلى أنّ مضمون رسالة الشكر هذه بمثابة تجديد تمسّك "حماس" بدور "حزب الله" حتى وإن كانت هناك اختلافات في وجهات النظر حول طبيعة جبهة الإسناد وقوتها، وتضيف: "الأهم هو أن توقيت رسالة السنوار يأتي في ظلّ التهديد الإسرائيلي المتزايد بشن حرب ضد لبنان، والمسألة هذه ستنعكسُ على حماس مباشرة، فأي معركة من هذا القبيل ستعني توسّع الجبهة من جبهة جنوب لبنان وهذا ما يريده السنوار الآن قبل الغد".
الأمر الأبرز هو أن إيفاد السنوار رسائل إلى قادة لبنانيين مثل نصرالله وقبله الرئيس السابق للحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد، يمثل إشارة واضحة إلى أن القيادي الفلسطيني يسعى في هذا التوقيت لشكر دعم لبنان له وفتح خطوط مع قياداته المختلفة. مع هذا، ترى مصادر معنية بالشأن العسكري أيضاً أنّ في كلام السنوار الأمر إشارة "مبطّنة" مفادُها أن لبنان أدّى قسطه للعُلى على صعيد جبهة الإسناد، وكأنه بات من الممكن تغيير التكتيكات نوعاً ما على صعيد هذا الأمر، لكن هذا الأمر لم يجرِ قوله مباشرة وقد لا يتم فعل ذلك أصلاً. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: رسالة السنوار إلى نصرالله هذا الأمر حزب الله
إقرأ أيضاً:
المنطقة تقف على شفير حرب شاملة... هل سيُحيَّد لبنان؟
ما حدث فجر اليوم ليس "حربًا وقائية" كما وصفتها إسرائيل. فالضربات الجوية الإسرائيلية، التي استهدفت موقع التخصيب النووي "نطنز"، والتي أدّت إلى مقتل أكثر من قيادي إيراني، لن تمرّ مرور الكرام إيرانيًا، خصوصًا أن ما تضمّنه كلام كل من مرشد الثورة الإيرانية السيد على خامنئي ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من تهديدات متبادلة ينذر بأن المنطقة مقبلة على حرب واسعة وطويلة.فإيران ستردّ حتمًا على الضربات الإسرائيلية الموجعة، وبالتالي فإن الردّ على الردّ سيفتح الباب واسعًا أمام احتمال دخول المنطقة في حرب مواجهة لا أحد يمكنه أن يتوقع ما سيكون مصيرها، وذلك استنادًا إلى كلام السيد خامنئي، الذي أكد "أن على النظام الصهيوني أن يتوقع عقابًا شديدًا. وأضاف: "بهذه الجريمة، أعد النظام الصهيوني لنفسه مصيرًا مريرًا ومؤلمًا، وسيُلاقيه حتمًا".
أمّا نتنياهو فقد أعلن "أننا في لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل" بعدما أسمى العملية بـ "شعب كالأسد".
أمّا اللافت في هذه "اللحظة الحاسمة" ما صدر عن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي قال "لقد اتخذت إسرائيل الليلة إجراءات أحادية ضد إيران. نحن لسنا مشاركين في الضربات ضد إيران، وأولويتنا القصوى هي حماية القوات الأميركية في المنطقة. أبلغتنا إسرائيل بأنها ترى أن هذا الإجراء ضروري للدفاع عن النفس. إتخذ الرئيس ترامب والإدارة كل الخطوات اللازمة لحماية قواتنا، ونواصل التواصل الوثيق مع شركائنا في المنطقة. دعوني أكون واضحًا: يجب على إيران ألا تستهدف المصالح أو الأفراد الأميركيين".
فهل هذا يعني بداية "حرب شاملة؟
قد يكون الجواب نعم، وقد يكون كلا، لكن ما هو واضح أنه ليس في إمكان أحد توقّع ماذا يمكن أن تؤدي إليه هذه التطورات قبل أن تردّ إيران. إلاّ أن هذا الهجوم، وفي هذا التوقيت بالذات، وعشية عودة المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، والتي كانت مقرّرة بعد غد الأحد في عُمان، يُعتبر أكبر تصعيد منذ سنوات وقد يفتح ثغرات لحروب أوسع، خصوصًا إذا ارتفعت الردود أو شملت أطرافًا أخرى، كـ "حزب الله" في لبنان و"الحشد الشعبي" في العراق، والحوثيين في اليمن.
ويبقى السؤال الأهم بالنسبة إلى اللبنانيين، وهو: هل ستتّجه الجبهة اللبنانية نحو التصعيد؟
حتى الآن، لم يصدر أي موقف من قادة "حزب الله"، وإن كان من المتوقع أن تتوالى ردود الفعل تبعًا للمستجدات الراهنة، ولم يُعرف بعد ما إذا كان "الحزب" قادرًا على إدخال لبنان من جديد في "حرب مساندة لإيران" هذه المرّة. لكن ما هو مؤكد حتى اللحظة أن أي تحرّك من قبل "حزب الله" أو أي تحشيد جنوبي لبنان لم يظهر بشكل فوري عقب الغارات الإسرائيلية. ولكن ومع ذلك، فإن "حزب الله" لن يسكت عن هذه الهجمات على إيران، وقد يكون على أهبة الاستعداد للمشاركة في عمليات الردّ كما حصل في صيف 2024 حين شارك بإطلاق صواريخ على إثر الهجمات الإسرائيلية على إيران.
فكل الاحتمالات تبقى واردة في انتظار الردّ الإيراني. فهل سيكون ردّ "حزب الله" محدودًا عبر إطلاقه بعض الصواريخ على أهداف إسرائيلية محدّدة، أم سيلجأ إلى سياسة التروي والانتظار؟
فـ "حزب الله"، الذي تعرّضت بيئته في حربه الأخيرة مع إسرائيل لأقسى النتائج الكارثية، هو في موقف لا يُحسد عليه. فإذا تضامن مع إيران وشارك في الردّ فإنه سيتوقع حتمًا ألاّ تبقى تل أبيب مكتوفة الأيدي، وهي التي لا تحتاج إلى ذرائع جديدة لكي تستمر في حربها التي بدأتها في أيلول الماضي، حين أقدمت على اغتيال الأمين العام السابق لـ "الحزب" السيد حسن نصرالله" بعد عملية "البيجر"، وما تلاها من حرب تدميرية وممنهجة. ولكن فرضية مشاركة "حزب الله" في عملية الردّ الإيراني تبقى واردة. إلاّ أن ثمة اتجاهًا آخر داخل الحزب يميل أصحابه إلى عدم المشاركة في الردّ الإيراني المتوقع، وذلك تماشيًا مع المنطق السائد، وهو أن طهران لم تبادر إلى الدفاع عن جمهور "الحزب" عندما كان يتعرّض لأبشع حرب استعمل فيها العدو، ولا يزال، كل قدراته الجوية والمخابراتية والمعلوماتية، في استهدافاته المتكررة.
ويبقى السؤال الأهم: هل سيُحيَّد لبنان، الذي عانى من الحروب الإسرائيلية المتفرقة؟
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة لا حرب شاملة في المنطقة Lebanon 24 لا حرب شاملة في المنطقة