قنبلة النفايات.. سموم عالقة في هواء العراق
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
18 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة:
تتزايد مشكلة تراكم النفايات الإلكترونية في مدن العراق بشكل مقلق، حيث تفتقر البلاد إلى آليات مستدامة للتعامل مع هذا النوع من المخلفات.
وكثيرًا ما يتم اللجوء إلى حرق هذه النفايات أو دفنها بشكل غير منظم، مما يؤدي إلى إطلاق مواد سامة مثل أوكسيد الكربون والرصاص في الهواء، مهددة بذلك صحة الإنسان والبيئة.
والنفايات الإلكترونية تحتوي على معادن ثقيلة ومواد بلاستيكية يصعب تحللها، مما يجعلها بمثابة قنبلة موقوتة تؤثر على الأجيال الحالية والمستقبلية.
و تشير التقارير إلى أن العراق يحتل المركز الثاني عالميًا في قائمة الدول الأكثر تلوثًا لعام 2023، وفقًا لدراسة شركة IQ Air السويسرية.
و هذا الترتيب يعكس فشل السياسات البيئية في العراق في مواجهة التحديات البيئية المتزايدة.
من ناحية أخرى، يؤكد الخبراء المحليون أن هذه المشكلة تتفاقم مع تزايد الإقبال على الأجهزة الإلكترونية واستخدامها المفرط.
و وفقًا لعضو مرصد العراق الأخضر البيئي، عمر عبد اللطيف، يزداد الاستهلاك الإلكتروني بشكل متسارع دون وجود وعي كافٍ حول خطورة هذه النفايات. ويضيف أن عدم إنشاء مطامر صحية مخصصة يؤدي إلى زيادة تلوث التربة والمياه، مما يزيد من المخاطر البيئية.
في سياق متصل، أشار رئيس المركز الإستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، إلى أن المواطن العادي يسهم في إنتاج أكثر من 2 كيلوغرام يوميًا من النفايات، مما يجعل النفايات اليومية في البلاد تتجاوز 23 مليون طن، وهي كمية هائلة تؤدي إلى تلوث الهواء بشكل كبير.
إن غياب استراتيجيات واضحة وفعالة للتخلص من النفايات الإلكترونية يضع العراق في مواجهة تحديات بيئية وصحية هائلة.
وتحتاج البلاد إلى تبني حلول تقنية حديثة لتعزيز إعادة التدوير وتقليل الأثر البيئي، فضلًا عن زيادة التوعية العامة بخطورة هذه المشكلة وتوفير بنى تحتية بيئية مناسبة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
الدبلوماسية العراقية تتعثر في دهاليز المحاصصة
3 يونيو، 2025
بغداد/المسلة: تمادت المحاصصة الحزبية في كتم أنفاس الكفاءة داخل دهاليز الخارجية العراقية، حتى بات منصب السفير لا يُمنح إلا لمن يجيد لغة الولاء لا لغة الدبلوماسية.
واستمرّت الكتل السياسية في تقاسم التمثيل الخارجي كما لو كان غنيمة، فتقاسمت العواصم العالمية على قاعدة “لك باريس ولي طوكيو”، بينما تراجعت سمعة العراق في محافل كان يمكنه أن يستثمر فيها عمقه التاريخي وموقعه الجيوسياسي.
وانكشف هذا المسار أكثر بعد التصريحات الأخيرة لعضو لجنة العلاقات الخارجية، حيدر السلامي، التي رسمت ملامح انسداد جديد في ملف ترشيح السفراء، معترفاً بأن لا أمل يُرجى من قائمة مهنية ما دامت الأحزاب تُصرّ على فرض مرشحيها، ولو على حساب صورة العراق في الخارج.
وارتفع عدد المواقع الدبلوماسية الشاغرة إلى أكثر من 35 سفارة وقنصلية حول العالم، بعضها في دول كبرى مثل ألمانيا واليابان، وسط شلل إداري واضح في التعاطي مع الشؤون العراقية هناك، بحسب تقرير لوزارة الخارجية نشر مطلع أيار 2025.
وكرّرت الوزارة محاولاتها لتمرير قائمة من 80 مرشحاً، نصفهم من موظفي السلك الدبلوماسي ونصفهم الآخر مدعومون حزبياً، لكن كل مرة كانت تعود القائمة إلى الأدراج بسبب “حرب الأسماء”، كما وصفتها تغريدة للنائب علاء الركابي بتاريخ 18 نيسان الماضي، التي قال فيها إن “الدبلوماسية العراقية تُدفن تحت أسماء لا تتقن حتى قواعد الإملاء”.
واستُحضرت في ذاكرة الشارع العراقي حادثة 2013 حين تم تعيين أكثر من 60 سفيراً دفعة واحدة وفق صفقة سياسية بحتة، ما أدى إلى إقالة بعضهم لاحقاً بعد تسريب وثائق تورّطهم بملفات فساد أو ضعف أداء.
وتكرر السيناريو ذاته عام 2019، حين تعطلت عملية استكمال تعيين 28 سفيراً لمدة تزيد عن عام كامل بسبب خلافات بين الكتل الكردية والشيعية حول توزيع العواصم المؤثرة، الأمر الذي أحرج العراق أمام المجتمع الدولي، خاصة في جلسات مجلس الأمن التي غاب عنها التمثيل العراقي ثلاث مرات في سنة واحدة.
وتباطأت الحكومة الحالية في كسر هذا الجمود، رغم تشكيل لجان مشتركة، آخرها في آذار 2025، لكن غياب الإرادة السياسية الواضحة عطل المسار مجدداً، بينما تبقى الدول الأخرى تراقب مَن سيمثل بغداد: دبلوماسي محترف، أم مبعوث حزبي يحمل حقيبته وبطاقة التوصية من كتلته.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts