وسط أنباء عن قرب وصول وفد عماني إلى صنعاء.. تحركات دولية تكثف لقاءاتها مع مسؤولي الحكومة
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
استأنفت الأمم المتحدة نهاية الاسبوع الماضي مشاوراتها مع مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها، وسط تقارير إعلامية تتحدث عن قرب موعد وصول الوفد العماني إلى صنعاء لإجراء مشاورات مماثلة مع قيادات الحوثيين، بعد توقف دام ثلاثة أشهر.
وبين الرياض وعدن وحضرموت، كثف المبعوثين الامميين والدوليين وسفراء دول دائمة العضوية في مجلس الامن لقاءاتهم مع رئيس وأعضاء مجلس القيادة ومسؤولين حكوميين في مسعى لتحقيق تقدم ينهي الجمود المستمر في مسار عملية السلام المتعثرة منذ سنوات، بما في ذلك حلحلة بعض القضايا الإنسانية للتخفيف من المعاناة الإنسانية.
وتأمل الأمم المتحدة إلى توقيع اتفاق يمدد الهدنة الإنسانية المنتهية في أكتوبرالعام الماضي لمدة أطول، قبل الدخول بمفاوضات السلام لإنهاء الحرب والدخول بعملية سياسية واسعة.
الرئاسي يجدد التزامه بالسلام
وناقش رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي في الرياض الأربعاء الماضي كل على حده مع سفير الولايات المتحدة الأميركية ستيفن فاجن والقائم بأعمال السفارة اليابانية كازو هيرو هيجاشي والاتصالات الاقليمية والدولية لاستئناف العملية السياسية، بما في ذلك التدخلات الاميركية الانسانية والانمائية في مختلف المجالات.
كما استمع العليمي بحضور عضوي المجلس سلطان العرادة وعبدالله العليمي من مبعوث الأمم المتحدة لليمن هانس غروندبرغ إلى احاطة بشأن اتصالات مكتبه على المستويين المحلي والاقليمي، والجهود الرامية لاستئناف العملية السياسية التي انقلبت عليها جماعة الحوثيين
واستمع عضو مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي، إلى إحاطة من القائمة بأعمال السفارة الهولندية ماريكا ويردا حول التدخلات الإنسانية والدور الهولندي في إحياء عملية السلام، وانقاذ ناقلة النفط "صافر" التي تتاجر بها جماعة الحوثيين.
وجدد مجلس القيادة التزامه بدعم المساعي الحميدة للمبعوث الاممي بموجب المرجعيات المتفق عليها وطنيا واقليميا، ودوليا، واهمية تكامل الجهود الاممية والدولية مع جهود السعودية من اجل احياء مسار السلام، وتخفيف المعاناة الانسانية للشعب اليمني.
وعقد عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء سلطان العرادة اجتماع مع الملحق العسكري في سفارة جمهورية مصر العربية لليمن العميد الركن سامر شعبان، لبحث معه أوجه التعاون المشترك بين اليمن ومصر على الصعيدين الأمني والعسكري.
واطّلع عضو مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا عيدروس الزبيدي على آخر الجهود التي تُبذل من قبل المجتمعين الدولي والإقليمي، لإحلال السلام في البلاد، من رئيس القسم السياسي في مكتب المبعوث الأممي روكسانا.
واستقبل الزبيدي ايضا القائم بأعمال سفير المملكة المتحدة لليمن تشارلز هاربر، لمناقشة تطورات الأوضاع على الساحتين الداخلية والخارجية، ذات الصلة بالعملية السياسية، والجهود التي تُبذل من قبل دول الإقليم والعالم لإطلاق العملية السياسية الشاملة التي من شأنها أن تؤسس لسلام عادل ومستدام.
وحذر وزير الخارجية أحمد بن مبارك خلال لقائه بالمبعوث الأممي من تبعات الحرب الاقتصادية لجماعة الحوثيين على الوضع الإنساني المتردي وضرورة اتخاذ موقف أممي ودولي حازم إزاء تلك الممارسات.
والتقى عضو مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني، اليوم في عدن، رئيس قسم الشؤون السياسية في مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن روكسانا يلينا بازرجان، لمناقشة مستجدات الأوضاع والمتغيرات السياسية.
وذكرت وكالة "سبأ" الحكومية أن البحسني، قدم إيجازًا حول والجهود المبذولة لتوحيد الصف، وتحقيق التقارب بين المكونات السياسية، للوصول إلى حلول مستقبلية تنهي الأزمة في البلاد، ورسم خارطة طريق للخروج من مأزق الحرب الذي فاقم من معاناة المواطنين.
مبعوث سويدي في حضرموت
وفي السياق ذاته، وصل المبعوث السويدي الخاص لليمن بيتر سيمبني إلى مدينة سيئون شرقي اليمن، حيث عقد لقاء مع قائد المنطقة العسكرية الاولى اللواء الركن صالح طيمس ووكيل محافظة حضرموت رئيس اللجنة الامنية بوادي وصحراء حضرموت عامر العامري،
وأكد "سيمبني" حرص مملكة السويد عبر منظمة الأمم المتحدة والشركاء الوصول إلى حلول تنهي الصراع الدائر باليمن واحلال السلام.
فيما ناقش الجانبان، الأوضاع الأمنية والعسكرية بمناطق وادي وصحراء حضرموت والتنسيق المشترك بين الأجهزة الأمنية والعسكرية والمنطقتين العسكرية الأولى والثانية وجهود مكافحة الإرهاب والتهريب وتطبيع الحياة المدنية بالمحافظة، بما في ذلك جهود السلطة المحلية في تقديم الخدمات للمواطنين وفق والإمكانيات المتاحة.
اصلاحات اقتصادية ومالية
وبحث وزير المالية سالم بن بريك مع القائم بأعمال السفير البريطاني لدى اليمن تشارلز هاربر في عدن، مستجدات الأوضاع المالية والاقتصادية في اليمن، وأهمية الدعم السعودي للحد من العجز في الموازنة العامة للدولة وتنفيذ الإصلاحات الشاملة.
كما تطرق الجانبان خلال اللقاء، إلى رؤية وزارة المالية بشأن تنفيذ حزمة من الإصلاحات الاقتصادية والمالية والنقدية، والعمل على تحقيق التحسن في الأوضاع الاقتصادية والعامة وتعزيز الأوضاع الخدمية والأمن الغذائي، وتخفيف معاناة المواطنين، وأهمية تواصل دعم برامج بناء القدرات الفنية والبشرية في وزارة المالية والمصالح الحكومية التابعة لها.
وكما جدد الدبلوماسي البريطاني، التأكيد على مواصلة بلاده تقديم الدعم لليمن ودعم جهود الإصلاحات الاقتصادية والمالية والنقدية لمساعدة الحكومة في مواجهة التحديات في القطاعين المالي والاقتصادي، وتجاوز تلك التحديات بما يساهم في تحقيق الاستقرار والتحسن الاقتصادي.
طلب يمني لوقف حسابات الحوثيين في "تك توك"
وأعرب وزير الإعلام معمر الارياني خلال لقائه مع سفير القائم بأعمال سفير الصين في اليمن شاو تشنغ، عن تطلعه لدور صيني في إغلاق منصات جماعة الحوثي في شركة "تك توك"، والتي تروج للعنف والتطرف والارهاب وتقدم محتوى يحض على العنف والكراهية ويهدد الأمن والسلم العالمي.
في المقابل، أكد الدبلوماسي الصيني انه سينقل طلب الجانب اليمني بخصوص المنصات التي تبث محتوى يروج للعنف عبر تطبيق "تك توك" إلى حكومة بلاده، واستعدادها لتقديم المساعدات الانسانية والاقتصادية، وتطلعها إلى تحقيق السلام في أقرب وقت ممكن.
ترتيبات لتوقيع خفض التأمين على السفن
وبخصوص الترتيبات لتوقيع اتفاقية خفض كلفة التأمين على السفن التي تصل الى الموانئ اليمنية التي تعتبر اعلى النسب عالميا بسبب مخاطر الحرب والفوضى التي تشهدها البلاد منذ اكثر من تسع سنوات، ناقش وزير النقل مع الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الإنمائي (UNDP) في اليمن زينة علي أحمد، الترتيبات النهائية لتوقيع إتفاقية إطارية أولية لخفض كلفة التأمين البحري على السفن القادمة إلى الموانئ المحررة.
وبحث وزير النقل ايضا مع رئيس القسم السياسي لمكتب المبعوث الأممي روكسانا بازرجان، الإجراءات التعسفية من قبل الحوثيين المتمثلة في تجميد ارصدة الخطوط الجوية اليمنية ومنع دخول البضائع المستوردة من موانئ ومنافذ المناطق المحررة إلى الاسواق بمناطق سيطرتها.
وبدورها، أكدت المسؤولة الأممية، بان الوضع الحالي لشركة الخطوط اليمنية يعتبر ملف آخر يضاف للصعوبات الاقتصادية والجهود الاخيرة للمبعوث تنصب نحو العمل بمسار منفصل لمعالجة هذه المشكلات ومحاولة وضع حلول المناسبة لها.
وفي سياق آخر، بحث وزير المياه والبيئة المهندس توفيق الشرجبي، مع الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، زينة علي أحمد، الشراكة في جهود الانتقال من البرامج الطارئة إلى الخطط والمشاريع التنموية في اطار التوجه العام لأولويات وبرنامج الحكومة، واهمية التركيز على مشاريع التنمية المستدامة.
وإلى ذلك، أكد نائب رئيس المجلس الانتقالي أحمد بن بريك، خلال لقائه بكبير المستشارين الأمنيين للأمم المتحدة على ضرورة التنسيق الأمني من أجل تأمين وحماية تحركات طواقم الأمم المتحدة العاملة في المحافظات الجنوبية.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن السعودية المجتمع الدولي مفاوضات الحكومة اليمنية عضو مجلس القیادة الرئاسی الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
ارتدادات إسناد اليمن لغزة إقليميًّا
صنعاء تحتوي تعقيدات المشهد المحلي والإقليمي بثبات موقفها المساند لغزة، وهي -أي صنعاء- التي كانت بأمسِّ الحاجة إلى أن تحلحل أزماتها الداخلية المتعلقة بتداعيات عدوان العشر سنوات الحاضر بقوة في الجغرافيا اليمنية؛ إذ لا تزال -بفعله وبسببه- مقسَّمةً والثروات منهوبةً -من قبله وأتباعه- أو مهدَرة، والأفق الاقتصادي مغلقًا، وكشف الحساب مع السعوديّة والإمارات لا يزال مفتوحًا على كُـلّ الاحتمالات.
غير أن ثمة روابطَ بين نتائج حروب البحار والعمليات المُستمرّة في العمق المحتلّ، وبين القناعة الإقليمية التي باتت تزداد كبرًا عن جسارة اليمن في هذه الحرب، وارتدادات صموده وتطور قدراته العسكرية والتكتيكية، على حروب ومخطّطات الإقليم في الداخل اليمني مستقبلًا؛ إذ يقرأ الإقليمُ جيِّدًا جولاتِ الصراع التي خاضتها صنعاءُ ضد الولايات المتحدة وبريطانيا والكيان، ورجع الصدى بلا شك سلبي ومخيف للجارة وأخواتها.. وعنوانه العريض «لم يعد لكم في اليمن من أماني» والأفضل أن تبدأوا بتقليل الخسائر والانسحاب من المشهد.
لا شيء منطقياً اليوم أَو مستقبلًا يجبر السعوديّة والإمارات على استمرار المكابرة في اليمن، سوى الضغوط الأمريكية التي ترى أهميّة بقاء هذه الأذرع الإقليمية في الملف اليمني لاعتبارات كثيرة تتعلق بمصالح أمريكا أولًا وَأخيرًا، أما لو تأمَّلنا في القناعات السعوديّة على سبيل المثال، فقد سبق أن عبَّرَ عنها سفيرها في زيارته لصنعاء، قبل أن نستفيق على حقيقة مفادها أن الجلباب الأمريكي الحديدي على هذا النظام أقوى من محاولاته النأيَ بالنفس وإعلاء مصالحه منفردًا.
أيًّا يكن الأمر، اليمن واجهَ أمريكا مباشرة في مرحلة الإسناد، واختزلَ عقودًا من الصراع الذي كان يجري عبر الوكلاء، وَإذَا ما تجاوزت دول العدوان في الإقليم نتائج تلك المعركة التي لم تكن سارة بالنسبة لأمريكا ولها وانجرَّت تحت الضغوط إلى تعطيل التسويات الاقتصادية وساهمت في الحصار والإضرار باليمن، فَــإنَّها ستجد نتائج لن ترضيها بطبيعة الحال.
وفي ظل بطء الحلول -بالذات الاقتصادية- وبطء نتائجها نحن نرى في الحرب القادمة المفترضة ضد عملاء الإقليم بشارةً وتعجيلًا لاستكمال تحرير بقية أرضنا واستكمال السيادة؛ وبذا تكون اليمن قد قدَّمت لغزة ما يفرضُه عليها واجبُها الديني والأخوي والإنساني، وفي هامش هذا الموقف العظيم حصدت النقاط، وَبالضربة الأخلاقية والشعبيّة والعسكرية القاضية صرعت شركاءَ العدو «الإسرائيلي» الأمريكي في الإقليم وأدواتهم في الداخل، وكما لكل موقفٍ عظيم ثمنٌ باهظ، فَــإنَّ له مكاسبَ أكثرَ قيمة.