ذكرى وفاة الفرنسي بيرس صاحب بصمة خالدة بالشعر
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
تمر اليوم ذكرى وفاة الأديب والدبلوماسي الفرنسي سان جون بيرس الذي رحل في عام 1975، بعد أن ترك بصمة خالدة في مجال الشعر، استحق بسببها نيل جائزة نوبل في الأدب عام 1960، وتميزت مؤلفاته الشعرية بصورها القوية والمعبرة التي عكست ظروف الحياة في عصره.
ولد سان جون بيرس في 31 مايو(أيار) 1887 بجزر جوادلوب الواقعة في البحر الكاريبي بين قارتي أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية، فلم ينشأ في وطنه الأم فرنسا، وإنما في إحدى مستعمراتها، وفي سنة 1899 وهو في الثانية عشر من عمره غادر مسقط رأسه، باتجاه وطنه الأم، ولكنه لم ينفصل عن المكان الذي تفتحت به عيناه على الحياة، وتشكل وعيه بالعالم وبالأشياء.وعندما أنهى الشاعر دراسته الثانوية وحصل على شهادة البكالوريا 1904، في تلك السنة تحديداً بدأ في كتابة قصيدته "صُور إلى كروزو"، وهي قصيدة استلهم فيها مناخات رواية الإنجليزي دانيل ديفو "حياة روبنسون كروزو ومغامراته العجيبة المفاجئة" وأثناء هذه القصيدة يتخيل بيرس أن بطل الرواية الشهير، عاد من جزيرته إلى عالم المدينة والحضارة ويطرح أسئلته عن الكون.
ثم درس سان جون بيرس علوم الأنثروبولوجيا والأساطير والملاحم إلى جانب دراسته للحقوق، ولكنه توقف عن الدراسة على أثر وفاة والده (1907) واضطر إلى رعاية شؤون عائلته، وكتب بيرس مجموعة قصائد تحت عنوان "احتفاء بطفولة، ومدائح، وقصائد أخرى" (1910)، كما تقدم لإجراء مناظرة أتاحت له الالتحاق بالدبلوماسية الفرنسية التي شكل دخوله إليها منعرجاً طبع حياته وشعره.
وعمل في وزارة الخارجية الفرنسية، بالسلك الدبلوماسي ومكث 5 سنوات في الصين، بين عامي 1916و 1921، عاد عقبها إلى باريس، وأمضى عقدين من الزمن، العشرينات والثلاثينات، من القرن الماضي، حيث تدرج في عمله الدبلوماسي حتى أصبح أميناً عاماً في وزارة الخارجية، ولكن مواقفه من سياسة النازيين في ألمانيا، تسببت بوقفه عن العمل، فغادر بلده فرنسا راحلاً إلى إنجلترا ثم كندا ثم أمريكا، وهناك عمل مستشاراً في مجال الشعر الفرنسي في مكتبة الكونغرس وبقي فيها حتى عام 1959.
وفي أمريكا كتب سان جون بيرس أروع نصوصه "منفى" (عام 1941) و"أمطار" (عام 1942) و"قصيدة للغريبة" (عام 1943) و"ثلوج" (عام 1944) و"رياح" (عام 1946)، متنقلا بين كارولينا الجنوبية وتكساس وأريزونا.
حضر البحر بجلاله وعظمته في معظم قصائد سان جون بيرس، وأحاط بها من كل جهة، كما سكنها الرعد والصواعق، وظهرت فيها عناصر الطبيعة، أما النفس الإنسانية فقد برزت في شعره بين التسامي الملحمي الخالد، والسقوط الدرامي المفجع، وكما يقول الشاعر والناقد التونسي علي اللواتي- "كمعْلم متفرد منعزل عن التقاليد الشعرية الحديثة، يلفه ضباب من الغموض وتزداد كثافته كلما اختلفت حوله التفسيرات والتأويلات، مما دعا أغلب النقاد إلى الاعتقاد بانعدام السبب بينه وبين الإبداع الشعري في الغرب، معتبرين أنه خلقا آخراً وظاهرة بلا أصول ولا روابط، ومن الواضح أن سمات شعر بيرس مهدت له الطريق إلى نوبل (عام 1960) وجعلت المترجمين يقبلون على نصوصه.
ورغم صعوبة ترجمة أشعاره، إلا أنها نُقلت إلى سائر اللغات الأوروبية كالإنجليزية والإيطالية والإسبانية والألمانية والسويدية، نقلا لم يكتف فيه المترجمون بالنص في ذاته، بل أضافوا شروح تيسر قراءته وفهم أبعاده، دلالاته.
ويبدو أن بيرس بمنجزه الشعري، جاء ليحرك السواكن، لا سواكن المترجمين والنقاد ودارسي الأدب في الجامعات عبر العالم فقط، بل سواكن القراء أيا تكن اللغة التي يطالعون فيها نصوصه.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية فرنسا
إقرأ أيضاً:
اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري
لندن-سانا
في اكتشاف أثري نادر، تم الكشف عن بصمة يد بشرية عمرها نحو 4 آلاف عام، على أثر طيني صنع خصيصاً ليوضع داخل قبر مصري قديم، وذلك أثناء التحضير لمعرض جديد في متحف فيتزويليام التابع لجامعة كامبريدج البريطانية.
ووفق وكالة أنباء “بي إيه ميديا” البريطانية، تم العثور على البصمة على قاعدة نموذج طيني على شكل مبنى يوضع داخل المدفن ليكون بمثابة مسكن للروح في الحياة الأخرى، وفيه مساحة أمامية مفتوحة توضع فيها أصناف من الطعام، وفي هذا المثال كانت أرغفة خبز وخس ورأس ثور، يعود تاريخه إلى حوالي 2055-1650 قبل الميلاد.
وقالت هيلين سترودويك عالمة المصريات في متحف فيتزويليام: “إن بصمة اليد الكاملة النادرة والمثيرة للاهتمام، ربما تكون قد تركتها يد صانع القطعة الذي لمسها قبل أن يجف الطين، إنه أمر نادر العثور على بصمة يد كاملة تحت مسكن الروح هذا”، وتابعت: “لم أرَ مثل هذه البصمة الكاملة على قطعة أثرية مصرية من قبل”.
وسيعرض متحف فيتزويليام هذه القطعة الأثرية الاستثنائية، في معرضه الجديد “صُنع في مصر القديمة”، الذي سيفتح أبوابه للجمهور في الـ 3 من تشرين الأول المقبل، ليقدم للزوار فرصة فريدة لاستكشاف كنوز الحضارة المصرية القديمة.
اكتشاف أثري نادر 2025-07-28Zeinaسابق رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقلآخر الأخبار 2025-07-28وزير الثقافة يبحث مع المفكر جورج صبرة دور الثقافة في بناء سوريا الجديدة 2025-07-28وزير التربية ومعاون وزير الداخلية يتفقدان مراكز امتحانات الشهادة الثانوية بدمشق 2025-07-28منتدى الاستثمار السوري السعودي… توقيت مفصلي ورسائل داخلية وخارجية 2025-07-28إخماد حريق حراجي على طريق مصياف في ريف حماة الغربي 2025-07-28غرام الذهب ينخفض 10 آلاف ليرة في السوق السورية 2025-07-28ألباريس: المجاعة الحاصلة بغزة جراء الحصار الإسرائيلي “مخزية” 2025-07-28لأول مرة… هولندا تدرج إسرائيل ضمن الدول التي تشكل تهديداً 2025-07-28الأونروا: يجب وقف القصف في غزة والسماح بدخول المساعدات 2025-07-28قافلة مساعدات جديدة تتوجه إلى السويداء- فيديو 2025-07-28وزير الإعلام: نأمل ألا تُعرقل الجهة الخارجة عن القانون وصول قوافل المساعدات إلى السويداء
صور من سورية منوعات اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28 رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقل 2025-07-28
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |