شمسان بوست:
2025-06-11@01:02:56 GMT

السودان.. معارك عنيفة وأزمة إنسانية متفاقمة

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

شمسان بوست / وكالات:

اشتدت وتيرة المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في العديد من محاور القتال بالبلاد، ودارت اشتباكات استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في ذات الوقت الذي بدأ فيها الجيش تحركاً بولاية الجزيرة وسط البلاد، كما تبادل الطرفان القصف بالعاصمة الخرطوم، ومع استمرار المعارك، تزداد أوضاع المدنيين بمناطق الصراع تعقيداً، في ظل تفشٍ للأمراض المعدية وانعدام الخدمات.

وكشفت تقارير أممية حديثة من تفاقم الوضع الإنساني في السودان، نتيجة الحرب المستمرة، حيث يواجه أكثر من 25.6 مليون شخص، أي أكثر من نصف السكان، أزمة جوع حاد، بينهم 8.5 ملايين شخص في مستويات طوارئ من الجوع. كذلك، يعاني 755 ألف شخص من ظروف كارثية في مناطق مثل دارفور وكردفان والنيل الأزرق والخرطوم.

وطالب المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام أطراف النزاع، بحماية حقوق المدنيين في الفاشر، بما يشمل السماح للراغبين في التحرك داخل المدينة، والراغبين في الخروج منها إلى مناطق أكثر أمناً، كما حث الأطراف على تيسير المرور السريع والآمن دون عوائق للإغاثة الإنسانية الموجهة لمن يحتاجونها من المدنيين.

مع استمرار المعارك، وتمدد دائرة الحرب تتفاقم الأوضاع الإنسانية لملايين السودانيين بمناطق النزاع، أو أولئك الذين فروا جراء القتال، إذ يواجه المدنيون ظروفاً معقدة، في ظل الغلاء وندرة السلع وتفشي الأمراض المعدية، مثل الكوليرا والحميات والتهابات العيون، مع انعدام للأدوية، وشح مراكز تقديم الخدمات العلاجية، وبحسب سودانيين بمنطقة الحاج عبد الله جنوبي ولاية الجزيرة، تحدثوا لـ«البيان»، فإن المنطقة تعيش أوضاعاً مأساوية، حيث تنعدم الكثير من السلع، وحتى المتوفر منها لا يستطيعون شراءه بسبب الغلاء.

وشهدت مدينة الفاشر أمس، السبت، أعنف أيامها، في ظل تجدد المعارك الطاحنة بين الجيش السوداني والقوات المشتركة التحالفة معها من جهة، وقوات الدعم السريع من الجهة الأخرى، وسط مخاوف من سقوط المزيد من المدنيين، لا سيما أن الاشتباكات تدور داخل الأحياء الشرقية والجنوبية الشرقية للمدينة.

اشتباكات

في غضون ذلك، قتل أربعة أشخاص على الأقل، وأصيب تسعة آخرون جراء سقوط دانات وسط مساكن المدنيين بمحلية كرري غربي أمدرمان بالعاصمة الخرطوم.

وقالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر، إن الاشتباكات تجددت السبت بوتيرة عنيفة، بدأت منذ الخامسة فجراً في المحور الشمالي والجنوب الشرقي للمدينة، ووفقاً لمصادر تحدثت لـ«البيان»، فإن معارك السبت كانت أشد عنفاً من سابقتها، إذ هاجمت قوات الدعم السريع المدينة من عدة محاور، في محاولة منها للسيطرة على مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة، وهي آخر معقل للجيش بإقليم دارفور.

وفي العاصمة الخرطوم، شهدت مناطق متفرقة قصفاً مدفعياً متبادلاً بين الجيش وقوات الدعم السريع، صاحبه غارات جوية، نفذها سلاح الجو التابع للجيش على مواقع لقوات الدعم السريع، بكل من الخرطوم والخرطوم بحري، وأعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، مقتل أربعة وإصابة تسعة آخرين.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

حرب المسيّرات تغيّر قواعد اللعبة في السودان… «الدعم السريع» يوسّع سيطرته من الجو

دخل الصراع المستمر في السودان مرحلة جديدة وغاية في التعقيد، بعد أن حولت قوات الدعم السريع المواجهات على الأرض إلى حرب جوية مسيّرة، عبر تنفيذ سلسلة من الهجمات الدقيقة بالطائرات بدون طيار على مواقع استراتيجية في بورتسودان والخرطوم وكوستي ومروي وأم درمان، ما يعيد رسم معادلة النزاع ويهدد بإطالة أمد الحرب لسنوات.

ووفقًا لتقرير نشره موقع “سودان تربيون”، نفذت قوات الدعم السريع 17 هجومًا مسيّرًا استهدفت خلالها قواعد عسكرية، مطارات، منشآت للطاقة ومستودعات وقود، في إطار تصعيد يُفهم على أنه محاولة لفرض واقع عسكري جديد يضعها على قدم المساواة مع الجيش السوداني في السيطرة على الأجواء.

وصرّح مصدر في الدعم السريع للموقع ذاته، أن أبرز الأهداف شملت قاعدة وادي سيدنا الجوية شمال العاصمة، والتي تعرضت لهجوم في مايو الماضي، إضافة إلى منشآت استراتيجية في عطبرة وكوستي ومروي.

في المقابل، رد الجيش السوداني باستعادة السيطرة على مدينة الصالحة جنوب أم درمان نهاية مايو، وضبط ترسانة من الطائرات المسيّرة الحديثة وأجهزة تشويش، ما يشير إلى حجم وتعقيد المواجهة التقنية بين الطرفين.

ويصف خبراء عسكريون هذه المرحلة بأنها نقطة تحول حاسمة في مسار النزاع. وقال العميد المتقاعد في سلاح الجو السوداني، عادل عبد اللطيف، في حديثه لـ”سودان تربيون”، إن الطائرات المستخدمة من قبل الدعم السريع تنتمي إلى فئة MALE (متوسطة الارتفاع وطويلة التحليق)، ويمكنها البقاء في الجو نحو 30 ساعة وتنفيذ مهام استخباراتية وقتالية عالية الدقة.

كما كشفت تقديرات حكومية أن الدعم السريع استخدم طائرات صينية من طراز FH-95، وهي مسيّرات متعددة المهام قادرة على شن هجمات دقيقة من مسافات بعيدة.

وأشار عبد اللطيف إلى أن الجيش فقد السيطرة المطلقة على المجال الجوي، مؤكداً أن قوات الدعم السريع “كسرت احتكار سلاح الجو للمجال الجوي”، في تطور يصفه بالمفصلي في توازن القوى.

في هذا السياق، اعتبر عبد اللطيف أن الجيش لا يزال يستخدم الطائرات المسيّرة بصورة تكتيكية محدودة لدعم القوات البرية، مثل الهجمات الأخيرة على مطار نيالا، فيما تعتمد قوات الدعم السريع على المسيرات في ضربات استراتيجية موسّعة، تهدف إلى تقويض البنية التحتية الحيوية للجيش.

من جانبهم، يرى مراقبون سياسيون أن التصعيد الجوي يحمل رسالة ضغط مباشرة إلى رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، لدفعه إلى الجلوس على طاولة المفاوضات.

لكن دبلوماسيًا غربيًا نبه لـ”سودان تربيون” إلى أن “الطرف المنتصر غالباً ما يفتقر إلى الحافز لتقديم تنازلات”، رغم إقراره بتغير اللهجة التفاوضية لدى قادة الجيش والدعم السريع مؤخراً، إذ “يشعر كل طرف أنه يمتلك زمام المبادرة”.

وأكد الدبلوماسي أن تحول الحرب إلى الجو يُدخل السودان في مرحلة بالغة الحساسية، خاصة مع وجود تدخلات إقليمية ودولية تعمّق تعقيدات النزاع.

ويرى خبراء أن تحقيق نصر حاسم لأي من الطرفين بات صعبًا، بسبب الخسائر البشرية والتقنية الفادحة، خصوصاً في القوات الجوية، التي تتطلب زمنًا طويلاً وموارد ضخمة لتعويضها.

وتشير هذه التطورات إلى أن الحرب في السودان لم تعد محصورة بالأرض، بل باتت تتحرك في فضاء أكثر تعقيدًا وخطورة، ما يزيد من مأساة المدنيين ويُبعد احتمالات الحل السياسي في المدى القريب.

مقالات مشابهة

  • وسط تحذيرات أممية وتصاعد الأزمة الإنسانية.. خطر المجاعة يخيم على جنوب الخرطوم
  • الجيش السوداني يتهم قوات حفتر بدعم هجوم للدعم السريع على موقع حدودي
  • الجيش السوداني يتهم حفتر بمساندة مباشرة للدعم السريع
  • شبكة أطباء السودان: 179 قتيلاً جراء قصف الدعم السريع على الفاشر في مايو
  • غرفة طوارئ معسكر أبو شوك بمدينة الفاشر: ظروف إنسانية صعبة وتحديات أمنية جراء القصف المدفعي المستمر من قبل الدعم السريع
  • هجمات بالمسيّرات وتحركات ميدانية كثيفة.. معارك ضارية بين الجيش السوداني و«الدعم» في كردفان
  • د. حسن محمد صالح: من حول الدعم السريع الي المشروع الغربي العلماني؟
  • حرب المسيّرات تغيّر قواعد اللعبة في السودان… «الدعم السريع» يوسّع سيطرته من الجو
  • تصاعد المعارك بين الجيش و الدعم السريع في دارفور وكردفان
  • السودان بين سيطرة الجيش وتصعيد الدعم السريع.. قصف إغاثي وحصار مستمر