موقع 24:
2025-06-08@23:53:03 GMT

عن أيام لبنان السوداء و"الشماتة" وأمور أخرى

تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT

عن أيام لبنان السوداء و'الشماتة' وأمور أخرى

ترتفع اليوم أصوات لبنانيّة، كانت أكثر خوفاً وتردداً، مطالبةً حزب الله بالتوقّف عن مواصلة الحرب، وبالكفّ عن تعريض المدنيّين لموت مجانيّ. ذاك أن الذرائع كلها تساقطت، ونظريّة "الحزب يحمي لبنان" صار من بالغ الصعوبة الدفاع عنها، حتّى أنّ "لبنان"، بكلّ ما هو عليه من ضعف وإضعاف، بات يملك من القدرة على "حماية الحزب" ما يفوق قدرة الحزب على "حماية" لبنان.

والاعتراف بالواقع دون مكابرة ليس ترويجاً للهزيمة، ولا انحيازاً إلى إسرائيل، بل هو رغبة في وقف الهزيمة عند حدّ، ووقف القتل والموت عند المحطة التي بلغاها. فكلّ ما يحصل يأمر بذلك، ويحض على البحث عن كلّ فرصة سياسيّة لا تزال متوفّرة لمغادرة المأساة التي تتمادى.
فليس من معجزات في الأفق، وهناك توازنات قوى قد لا تعجبنا لكنْ لا بد من التسليم بها، وبأن أحداً لن يهبط من السماء لتعديلها. والحال أن إسرائيل تتصرّف تصرف وحش هائج لا يثنيه أي اعتبار عن ارتكاب المجازر، والتقديرات كلّها تتحدّث عن تصعيد كبير على الجبهة اللبنانية الإسرائيليّة، وهذا فيما بات واضحاً تماماً أن الرد العسكريّ الممكن لا يستطيع وقف ذلك، تماماً كما لا يستطيع وقفه الضغط السياسيّ والدبلوماسيّ، لا في غزّة ولا في لبنان الذي فقد كلّ أوراقه في هذا الميدان. أمّا الماضون في تحميس حزب الله، وحماس، وفي إدانة كلّ دعوة إلى التوقّف عن مواصلة القتال، فلا يفعلون غير التسبّب بمزيد من الدم والضحايا والمضيّ على الطريق التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه.
لقد احتلّ تعبير "الشماتة" موقعاً معتبراً في شبكة المشاعر التي أثارتها الأيّام السوداء الأخيرة المستمرّة. والشماتة، دون أدنى شكّ، شعور مريض، خصوصاً حين تطال مدنيّين صدف أنّهم كانوا هناك على مقربة من هذا التفجير أو ذاك. لكن ألسنا جميعاً مرضى بنتيجة هذا الوضع المزمن من تفشّي الكراهية، والحقد في ما بين "الأخوة"، وهو ما فاقمته كثيراً حرب لم تسند غزّة بل صدعت لبنان؟ وهل يمكن، لغير الملائكة، وهم قلّة، والمُداهنين، وهم كثرة، أن يستجيبوا لدعوات التضامن مع حزب الله، غاضّين النظر عن أنّه ساقهم إلى حرب كهذه غصباً عنهم، ولم يكن ذلك للمرّة الأولى، وهذا مع العلم أنهم عارضوا دائماً حروبه ووقفوا ضدّها، واعتبروها أكثر ما يعطّل قيام دولتهم وما يمنع إصلاح سياستهم واجتماعهم. وقد حصل ذلك بعد تاريخ لم يعد قصيراً من العنف والاغتيال اللذين طالا لبنانيين وسوريين كثيرين جداً، ناهيك عن أفعال التشهير والتخوين وسواهما؟
واليوم، في ظل تحريم كلّ مراجعة وكل اعتراف، ما الذي يمكن قوله لرافض الحرب بوصفها حرباً إيرانية إسرائيليّة حين يعلم أنّ السفير الإيراني في بيروت يحمل "البايجر" الذي يحمله الكادر العسكريّ في حزب الله؟ وهل يُفترض باللبناني "الوطني والشريف" أن يتحمس لموته في حرب إيرانية إسرائيلية؟ وما الذي يقال لأهل الضحايا منذ 14 شباط (فبراير) 2005 حتى تفجير مرفأ بيروت وما تلاه، ممن طُمس التحقيق في جرائم موتهم، حين يعلن زعيم حزب الله أنّ التحقيقات بصدد ضحايا وسائل الاتّصال على وشك أن تنتهي؟ وماذا يقال للسوري الذي لا يقرأ سيرة قائد عسكري من الحزب إلا ويكتشف أنه شرب دم أخيه السوريّ؟ وهل يكفي لرأب هذه الصدوع كلّها وقوفنا "في وجه العدوّ الصهيوني" كما لو أنّ هذا الشعار طاقة سحرية تُسلَّط على شعوب مسحورة؟
لكن رغم كلّ شيء، وكلّ ما يحصل، لا تزال حرارة التشهير والتخوين حتّى اليوم تنافس حرارة السلاح. ذاك أنّ المطلوب هو أن يقال ما تقوله الآلة الحربية وتوابعها بحذافيره. فإذا استمرّت الأمور العسكريّة في التدحرج نحو الأسوأ لن يتبقّى لنا سوى أن نودع العقل نهائياً، فنعلن مثلاً أنّنا ننهزم لكثرة ما انتصرنا، وأنّنا نتراجع لشدّة ما تقدّمنا! وبهذا فقط نكون "وطنيّين شرفاء"!
وأغلب الظنّ أنّ عملية قضم العقل هذه يُراد لها أن تتوّج كلّ مسارات القضم التي سبقتها وطالت سائر مستويات الوجودين الخاصّ والعامّ. وهذا إنّما يصدر عن تقليد عريق في ديارنا يمكن تسميته بالسيناريو القياميّ المعكوس. فبحسب الرواية الناصريّة مثلاً، حصلت هزيمة حزيران (يونيو) 1967 فيما كانت تتفجّر الإنجازات والمكاسب التي كان التشكيك بها يرقى إلى خيانة موصوفة، وبعد أن استعرضت سوريّا عبقريّة فذّة عبّر عنها ذكاء حافظ الأسد، إذا بسوريّا نفسها تتفسّخ وتنهار...
لكنْ بغضّ النظر عما تنتهي إليه هذه الكارثة المطنطنة، المغلّفة بالانتصارات المؤزّرة، يبقى شيء واحد: فلربما بدا ذات مرّة أنّ اللبنانيين مرشّحون لأن يغدوا شعباً واحداً، لكن المؤكّد أن هذه الحرب قتلت ما تبقّى من أمل بذلك. ولسوء الحظ بات المرجّح بعدها أنّهم لن يغدوا.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: تفجيرات البيجر في لبنان رفح أحداث السودان الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية تفجيرات البيجر في لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

النبي الذي فداه الله بكبش عظيم.. إسحاق أم إسماعيل؟ على جمعة يحسم الجدل

من الذبيح إسحاق أم إسماعيل؟ اختلف العلماء في تعيين الذبيح هل سيدنا إسحاق أم إسماعيل، فمن العلماء من نقل عنه بأنه إسحاق عليه السلام، ومنهم من نقل عنه بأنه إسماعيل عليه السلام.

الذبيح إسحاق

قال ابن كثير: «فممن حكي القول عنه بأن الذبيح إسحاق: كعب الأحبار، وروي عن عمر، والعباس، وعلي، وابن مسعود، ومسروق، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وعطاء، والشعبي، ومقاتل، وعبيد بن عمير، وأبي ميسرة، وزيد بن أسلم، وعبد الله بن شقيق، والزهري، والقاسم بن أبي بزة، ومكحول، وعثمان بن حاضر، والسدي، والحسن، وقتادة، وأبي الهذيل، وابن سابط.

ولكن الصحيح عنه «أي: عن ابن عباس»، وعن أكثر هؤلاء: أنه إسماعيل عليه السلام قال مجاهد، وسعيد والشعبي، ويوسف بن مهران، وعطاء، وغير واحد، عن ابن عباس: هو إسماعيل عليه السلام.

الذبيح هو إسماعيل

وأوضح ابن كثير في كتاب "البداية والنهاية" (1 / 336): وهذا هو الظاهر من القرآن، بل كأنه نص على أن الذبيح هو إسماعيل؛ لأنه ذكر قصة الذبيح، ثم قال بعده: «وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ» ومن جعله حالا فقد تكلف، ومستنده أنه إسحاق إنما هو إسرائيليات، وكتابهم فيه تحريف».

وذكر ابن القيم في كتاب "زاد المعاد" (1 / 71): «وإسماعيل: هو الذبيح، على القول الصواب عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وأما القول بأنه إسحاق: فباطل بأكثر من عشرين وجها».

زواج سيدنا إبراهيم من السيدة هاجر 

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء، إنه يرجح أن زواج سيدنا إبراهيم - عليه السلام- من السيدة هاجر كان في مصر أكثر من رواية كونه بعد الرحيل؛ لأنه لا يوجد مساحة زمنية بين الإهداء والحمل؛ فالمتتبع للأحداث يجد أن أمر الزواج تم بسرعة فائقة.

وأضاف «جمعة» خلال حلقة تليفزينوينة سابقة، أنه في القرآن يقول- تعالى-: «وبشرناه بغلام حليم»، والتوارة تقول إن الذبيح هو إسحاق: «أذبح لك وحيدي إسحاق»، وإسحاق لم يكن وحيد فكان له أخ أكبر منه هو إسماعيل، فالسياق يقول إن هناك: «وحيدي، وإسحاق»؛ فوحيدي فيها إشكال، لافتًا إلى أن الذبيح الأول: سيدنا إسماعيل، والذبيح الثاني: سيدنا عبد الله - أبو النبي صلى الله عليه وسلم- بشكل عام، ورواية "أنا ابن الذبيحين ضعيفة".

ذكرى وفاة النبي محمد 8 يونيو .. ودع الدنيا بـ6 كلمات.. أسرار الأيام الأخيرةدعاء ثاني أيام عيد الأضحى.. علي جمعة: النبي أمرنا بـ5 أذكار

 الذبيح هو سيدنا إسماعيل

وأكد عضو هيئة كبار العلماء، أنه بتتبع واستقراء ما يزيد على نحو 40 آية نجد أن الذبيح هو سيدنا اسماعيل- عليه السلام- ابن السيدة هاجر، موضحًا: أنه يوجد رواية عجيبة مرفوضة، مضمونها: " أن سيدنا إسماعيل كبر مع سيدنا إسحاق، وضرب إسماعيل إسحاق ذات مرة؛ فحزنت السيدة هاجر، وكأنه بيت عادى، ومن ثم حدثت الهجرة "؛ فهذا مرفوض تمامًا، والذي حدث أن الله أوحي إلى سيدنا إبراهيم أن يأخذ السيدة هاجر وسيدنا إسماعيل لتعمير البيت الحرام والسيدة سارة بقيت مع ابنها إسماعيل لتعمير بيت المقدس.


وأشار الدكتور على جمعة، إلى أن النسب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- كان من السيدة هاجر أم سيدنا اسماعيل ، أبو العرب وجد النبي - صلى الله عليه وسلم-، والصهر مع مارية القبطية عندما أسلمت وتزوجت النبي - عليه الصلاة والسلام- واصبحت أمولد، ولحقت بأمهات المسلمين.

السيدة هاجر - رضى الله عنها- أم العرب

ونوه بأن السيدة هاجر - رضى الله عنها- أم العرب، بنت الملوك، أخذت أسيره من بيت أبيها بمصر في أحد حروب أقاليم مصر قبل توحيد القطرين، وكانت هبة عظيمة من الملك لسيدنا إبراهيم - عليه السلام- حسن تربيتها ومعاملتها وأخلاقها لابنها اسماعيل - عليه الصلاة والسلام- ،أحسنت التوكل على الله عندما تركها سيدنا إبراهيم- عليه السلام- مع ابنها في الصحراء بلا زاد ولا ماء؛ فسعت وبحثت وفجر الله لها ينبوعًا من ماء هو خالد إلى يوم القيامة، وأصبح سعيها ركن من أركان الحج في الإسلام؛ فهذه هاجر أم العرب مثلًا وقدوة وفخرًا.

طباعة شارك من الذبيح إسحاق أم إسماعيل إسحاق إسماعيل من هو الذبيح من هو الذبيح في التوراة ثبات أن الذبيح هو إسماعيل من الكتاب المقدس ووهبنا له اسحق ويعقوب لماذا لم يذكر إسماعيل من هو النبي الذي فداه الله بكبش عظيم ملخص قصة ذبح إسماعيل عليه السلام

مقالات مشابهة

  • النبي الذي فداه الله بكبش عظيم.. إسحاق أم إسماعيل؟ على جمعة يحسم الجدل
  • نائب أمل شكر وقفة عون المشرفة التي طال انتظارها
  • ثاني أيام التشريق الآن.. اغتنمه فالدعاء فيه لا يرد و5 جوائز أخرى
  • غزة.. الآية التي يتجلى فيها الوعد الإلهي
  • إيران لم تُعلنها... كلمة واحدة كانت كفيلة بنزع سلاح الحزب
  • يوم القر.. أعظم الأيام بعد عرفة وفضائله التي يغفلها الكثيرون
  • حيدر: معايدة من تحت الركام إلى القلوب التي لم تنكسر
  • بسبب موجة الحر التي تضرب لبنان.. تحذير من مصلحة الابحاث Lari
  • بأول أيام عيد الأضحى .. شروط الأضحية الصحيحة والعيوب التي تفسدها
  • الغارات الإسرائيلية.. رسالة إلى الحزب ولبنان الرسمي وواشنطن