حزب الله خلال تشييع القائد عقيل: دخلنا بمعركة الحساب المفتوح
تاريخ النشر: 22nd, September 2024 GMT
بيروت - صفا
شيع حزب الله اللبناني يوم الأحد، قائد قوة الرضوان إبراهيم عقيل الذي اغتيل مع آخرين في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت، وأعلن عن مرحلة جديدة في المعركة مع "إسرائيل".
وجرت مراسم تشييع عقيل وأحد المقاتلين في الضاحية الجنوبية بمشاركة نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله، كما شارك في المراسم حشد كبير من عناصر ومؤيدي الحزب.
واستشهد عقيل والقيادي الآخر في قوة الرضوان أحمد وهبي جراء غارة إسرائيلية استهدفت اجتماعًا لعدد من قادة القوة في الطابق الثاني تحت الأرض في مبنى بالضاحية.
وأفادت وزارة الصحة اللبانينة، بأن عدد شهداء الغارة الإسرائيلية ارتفع إلى 45، بينهم 10 مدنيين على الأقل.
وخلال تشييع القيادي إبراهيم عقيل، أعلن نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، أن الحزب دخل مرحلة جديدة عنوانها "معركة الحساب المفتوح".
وقال قاسم إن حزب الله لن يحدد كيفية الرد على العدوان الإسرائيلي، ولن توقفه التهديدات، كما أنه مستعد لمواجهة كل التحديات العسكرية.
وأشار إلى أن إبراهيم عقيل كان قائدًا للعمليات وأسس قوة الرضوان، معتبرًا أن "إسرائيل" أرادت باستهداف قيادة الرضوان شل المقاومة وتحريض حاضنتها عليها وإيقاف جبهة المساندة لغزة.
وقال قاسم إن المقاومة منعت "إسرائيل" من تحقيق غرضها من استهداف قيادة الرضوان، مضيفا أن "إسرائيل" ارتكبت 3 جرائم حرب مؤلمة بالنسبة لنا، وهي تمثل أعلى درجات التوحش"، مشيرًا بذلك إلى الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، خاصة منها استهداف قادة قوة الرضوان وتفجير أجهزة الاتصال لعناصر الحزب، مما أسفر عن استشهاد العشرات منهم وإصابة آلاف آخرين.
وأكد نائب الأمين العام لحزب الله أن "إسرائيل" لم تستهدف المقاتلين فقط، بل استهدفت المدنيين والأطفال والمسعفين والمنازل، مشددًا على أن جبهة الإسناد اللبنانية مستمرة مهما طال الزمن إلى أن تتوقف الحرب على غزة.
وتأتي تصريحات القيادي في حزب الله بعد أن وجه الحزب الليلة الماضية، ضربات صاروخية هي الأعمق داخل "إسرائيل" منذ بدء المواجهات بين الطرفين قبل نحو عام.
المصدر: الجزيرة
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: حزب الله المقاومة ابراهيم عقيل حرب غزة بيروت معركة قوة الرضوان حزب الله
إقرأ أيضاً:
عبد السلام عارف قائد الانقلابات في العراق
عبد السلام محمد عارف ضابط عسكري وسياسي عراقي ولد عام 1921 في العاصمة بغداد، وتوفي في البصرة جنوبي البلاد عام 1966. هو أحد أبرز الضباط الذين شاركوا في الإطاحة بالنظام الملكي الهاشمي عام 1958.
وعيّن رئيسا للجمهورية العراقية عام 1963 بعد الحركة الانقلابية ضد عبد الكريم قاسم، وانتهى به المطاف إلى النقلاب أيضا على البعثيين والاستفراد بالحكم.
المولد والنشأةولد عبد السلام محمد عارف يوم 26 مارس/آذار 1921 في محلة سوق حمادة ببغداد. كبر وسط عائلة محافظة تنحدر من منطقة خان ضاري غربي العراق وتنتمي إلى قبيلة الجميلة.
كان جده شيخ القبيلة، ووالده محمد الحاج عارف الجميلي تاجرا في الأقمشة، أما خاله الشيخ ضاري المحمود فكان أحد أبرز القادة الذين شاركوا في ثورة العشرين التي اندلعت ضد الاستعمار البريطاني عام 1920.
بعد أن أكمل عبد السلام عارف تعليمه الابتدائي والإعدادي تخرج في ثانوية الكرخ عام 1938.
التجربة العسكريةوبعد عام من حصوله على الثانوية العامة، التحق بالكلية العسكرية العراقية، حيث تلقى التدريبات الأساسية ثم تخرج ضابطا في صفوف الجيش، وخدم في وحدات مختلفة، ثم تدرج في الرتب العسكرية إلى أن أصبح نقيبا.
شارك مع ضباط آخرين في ثورة رشيد عالي الكيلاني في مايو/أيار 1941، التي عرفت باسم "ثورة مايس"، وانضم لاحقا إلى وحدات الجيش العراقي التي شاركت ضمن قوات عربية في حرب 1948 ضد الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين. وقد منحته هاتان التجربتان خبرة ميدانية، وعززتا قدراته القيادية.
إعلانتأثر بفكر القومية العربية، فانخرط في منتصف 1956 في تنظيم الضباط الأحرار الذي نادى بالإصلاحات وإسقاط نظام الملك فيصل الثاني.
انقلاب يوليو/تموز 1958وفي فجر يوم 14 يوليو/تموز 1958 قاد عبد السلام عارف، إلى جانب الضابط عبد الكريم قاسم، انقلابا للإطاحة بالنظام الملكي، إذ دخلت مجموعة من تنظيم الضباط الأحرار إلى قصر الرحاب في بغداد، وأطلقت النار على الملك فيصل الثاني وعدد من أفراد عائلته.
كما حاصرت المجموعة رئيس الوزراء نوري السعيد في بيته، فلم يجد سبيلا للهروب، وأخرج مسدسه وأطلق الرصاص على نفسه.
وقد أذاع عبد السلام عارف -في اليوم نفسه- البيان الأول من الإذاعة المحلية معلنا نهاية الحكم الملكي الهاشمي وقيام الجمهورية العراقية.
لم يدم التحالف بين عبد السلام عارف وعبد الكريم قاسم طويلا بسبب التوجهات السياسية المختلفة بينهما، فقد كان عارف مناصرا للفكر القومي العربي وللوحدة مع مصر بقيادة جمال عبد الناصر، في حين فضل عبد الكريم قاسم القومية العراقية ونهج الاستقلال في تنظيم وإدارة شؤون البلاد.
وتصاعد الخلاف بينهما بشكل ملحوظ، خاصة مع تنامي نفوذ التيار الشيوعي المؤيد لقاسم، ورفضه رفضا تاما فكرة الاندماج مع مصر.
وأثار ذلك استياء عارف -الذي لم يخف معارضته لهذه السياسة- وعبّر عن موقفه علنا وبشكل صريح عبر إذاعة بغداد، الأمر الذي دفع قاسم إلى إقالته من مناصبه الرسمية في أواخر 1958، وتعيينه ملحقا عسكريا في السفارة العراقية بمدينة بون في ألمانيا الغربية.
وبعد فترة قصيرة، استدعاه إلى بغداد ثم اعتقله عام 1959 بتهمة التآمر عليه ومحاولة تنظيم انقلاب عليه، وصدر بحق عارف حكم بالإعدام ثم خفف إلى حكم بالسجن المؤبد، ثم أفرج عنه عام 1961.
إعلان التجربة السياسيةبعد خروجه من السجن العسكري الواقع في منطقة معسكر الرشيد ببغداد، ظل على تواصل مع شخصيات سياسية وقيادية بارزة وكذلك مع ضباط الجيش العراقي، وشارك إلى جانب البعثيين في انقلاب للإطاحة بعبد الكريم قاسم في 8 فبراير/شباط 1963.
وبعد نجاح الانقلاب وإعدام عبد الكريم قاسم، أعيد عارف سريعا إلى الواجهة السياسية وعيّن رئيسا للجمهورية باعتباره أحد رموز التيار القومي العربي.
وبحلول 18 نوفمبر/تشرين الثاني 1963 انقلب عبد السلام عارف على حزب البعث وأقصاه، ثم انفرد بالحكم. وقال بعض المؤرخين إن عارف استغل الوضع الحرج للبعثيين واستعان ببعض الضباط والناصريين القوميين لتنفيذ الحركة الانقلابية.
المؤلفاتألف كتابا تحت عنوان "مذكرات الرئيس العراقي عبد السلام عارف" بالتعاون مع الصحفي المصري علي منير، لخّص فيه تجربته السياسية والعسكرية، وروى فيه تفاصيل حياته، ووثق فيه أحداثا تاريخية مهمة في العراق.
الوفاةتوفي عبد السلام محمد عارف يوم 13 أبريل/نيسان 1966 عن عمر 45 عاما إثر تحطم الطائرة التي كانت تقله وشخصيات سياسية بارزة بضواحي البصرة في العراق.
وبعد وفاته تولى شقيقه رئاسة العراق يوم 16 أبريل/نيسان 1966 بعد تصويت مجلس قيادة الثورة، وبقي في الحكم حتى 17 يوليو/تموز 1968.